مضمون الشبـهة:
يزعم أعداء الإسلام أن كفار قريش كانوا يفضحـون نسب النبـي ويعتبرونه ابن زنا، ويستشـهد أعداء الإسلام برواية فيـها أن كفار قريش قالوا عن النبي أنه مثل نـخـلة في كبوة !!!
الرد على هذه الشبـهة السخيفة:
أولاً: لا أحـد من كفار قريش طعن في نسب النبـي محمد أو قال عنه ابن زنا.
ثانياً:
بالنسبة للرواية التي يستشـهد بـها أعداء الإسلام فـإنـها كالتالي:
[حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى البَغْدَادِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَـالِدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الـحَـارِثِ، عَنْ العَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الـمُطَّلِبِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ قُرَيْشًا جَـلَسُوا فَتَذَاكَرُوا أَحْسَابَـهُمْ بَيْنَـهُمْ، فَـجَعَلُوا مَثَلَكَ كَمَثَلِ نَـخْـلَةٍ فِي كَبْوَةٍ مِنَ الأَرْضِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ خَـلَقَ الـخَـلْقَ فَـجَعَلَنِي مِنْ خَـيْرِهِمْ مِنْ خَـيْرِ فِرَقِهِمْ وَخَـيْرِ الفَرِيقَيْنِ، ثُمَّ تَـخَـيَّرَ القَبَائِلَ فَـجَـعَلَنِي مِنْ خَـيْرِ قَبِيلَةٍ، ثُمَّ تَـخَـيَّرَ البُيُوتَ فَـجَعَلَنِي مِنْ خَـيْرِ بُـيـوتِـهِمْ، فَأَنَا خَـيْرُهُمْ نَفْسًا، وَخَـيْرُهُمْ بَيْتًا»]
أولاً: هذه الرواية ضعيفة☝️، فقد جـاءت من طريقين أحـدهما عن ابن لـهيعة ، وهو راوٍ ضعيف الـحـديث بسبب سوء حفظه.
أما الطريق الأخرى فهي عن يزيد بن أبي زياد ، وهو شيعي ضعيف الـحـديث أيضاً بسبب سوء حفظه وقد كان يُلقَّن بغض النظر عن صدقه. ولذلك حـكم الألباني على هذه الرواية بالضعف.
ثانياً: زعم بعض الكُتَّـاب أن هذه الرواية تطعن في نسب النبي ، وأنا أرد على هذا الإدعاء وأقول:
أولاً: هذه الرواية لا تـتـحـدث عن نسب النبـي أصلاً، بل هي تـتـحـدث عن حسب النبـي. وهناك فرق بين الـحسب والنسب.
فالنسب يـتضمن سلسلة أسـماء آباء أي شـخص، وهل هذا الشـخص ابن شرعي أم ابن زنا
أما الـحـسب فيتضمن أمـجـاد الآباء وعظمتـهم ومكانـتـهم ومـحسوبـيـتـهم مثل: كونك من عائلة ملكية أو من عائلة راقية أو من عائلة فـخـمة غنية أو من عائلة لـها واسطات وعلاقات لرجـال ذوي سلطة في الـمنطقة (ملك أو أمير أو وزير أو سيد قبيلة أو قائد في الـجـيش والشرطة أو مـحـافظ أو رئيس مـحـكمة أو....)
ولذلك قد يكون هناك شـخـص ذو حسب بسيط ولكنه ابن شرعي وليس ابن زنا.
قد يكون هناك شـخص من عائلة متوسطة الـحـال وليست ذات جـاه وسلطان أو مكانة اجتماعية ولكن هذا الشخص ابن شرعي وليس ابن زنا.
إذن، الـحسب يـختلف عن النسب أصلاً.
وأنت إذا نظرت إلى الرواية فستجـدها تـتكـلم عن الـحسب؛ فالرواية تقول:
[عَنْ العَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الـمُطَّلِبِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ قُرَيْشًا جَـلَسُوا فَتَذَاكَرُوا أَحْسَابَـهُمْ بَيْنَـهُمْ، فَـجَعَلُوا مَثَلَكَ كَمَثَلِ نَـخْـلَةٍ فِي كَبْوَةٍ مِنَ الأَرْضِ]
ثم إن هذه الرواية فيـها مدح للنبي وليس ذم؛ فالرواية تُشبِّه حَسبَ النبي مقارنةً بغيره بأنه مثل النـخـلة مقارنةً بالكبوة.
فالعرب كانوا يـحبون الـنخـل ويعتبرونه مصدر خـير ونـماء، بالإضافة إلى كون النـخـلة شيئاً مرتفعاً وعالياً عما حوله، لذلك فإننا عندما نقارن حسب النبي مع حسب غيره ، فإن حسب النبي مثل النـخـلة التي تعلو عن الـكبوة.
فهذه الرواية أصلاً تـمدح النبـي ولكن بعض الكُتـاب فهموا الرواية بالـخطأ فظنوا أنـها تسيء إلى النبي محمد.
ثم إنني أتعـجب عندما أرى الـمسيحيـيـن يصرون على الطعن في نسب النبي محمد في حـين أن كِتـاب الـمسيحيـيـن يقول عن يسوع أنه من نسل الزانـيات مثل الزانـية ثامار وراحـاب وراعوث وبثشبع!
بل إن رسولـهم بولس هو شـخص مـجهول النسب أصلاً ولا أحـد يعرف أباه أو أمه!
والكـتاب الـمقدس يقول عن النبي سليمان أنه ابن بثشبع الزانـية التي استحمت عريانة في مكان مكشوف فرآها النبي داود من على السطح فأحضرها وزنى معها !!!
فعلى الـمسيحيين أن ينظروا إلى كتـابـهم وإلـههم ورسولـهم قبل أن يسخروا من نبينا
_____________
ملحوظة حـديثية:
عبارة (حـديث حسن) لا تعني حـديث صـحيح كمـا يـتوهم الكثيرون؛ فالـحـديث الـحـسن أقل مرتبة من الـحـديث الصـحيح أصلاً.
والـحديث الـحسن ينقسم إلى قسمين: حـديث حسن لنفسه، وحـديث حسن لغيره. وربـما نـتكـلم عن ذلك باستفاضة فيـما بعد إن شاء الله تعالى.
___________________
إلى هنا ، أكون قد فندت الشبـهة بالكامل
لا تنسوا نشر الـمقال أو نسـخـه
لا تنسونا من صالـح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا