الرد على منكري السنة حول حد الردة في القرآن الكريم | هل حد الردة مذكور في القرآن الكريم

مضمون الشبـهة:

يزعم منكرو السُنة أن القرآن الكريم لم يأمر بـحـد الردة !

وأيضاً، يستـشـهد منكرو السُنة ببعض الآيات زاعمين أنـها تنفي حـد الردة!

وسوف نذكر لكم استشـهادات منكري السُنة ثم سنرد عليـهم...


الرد على هذه الشبـهات:

مبدئياً ، مشكلة منكري السُنة أنـهم عبارة عن شلة من الكـفار لا يقرأون القرآن الكريم ولا يـتدبرون آياته، ولو كان منكرو السُنة قرأوا القرآن فعلاً لوجـدوا أن الله ذكر حـد الردة في العديد من الآيات سواء التي تـتكـلم عن عهد الأنبياء السابقين أو في عهد النبي محمد ...

تعالوا بنا نأخـذ بعض الأمثلة :

أولاً:

 قوم النبي موسى لـما ارتدوا عن الله وعبدوا العـجـل، فإن الله أمر بقــتلهم حيث قال الله تعالى:
﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّـخَـاذِكُمُ الْعِـجْـلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَـيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ٥٤﴾ سورة البقرة


ثانياً:

 النبي (الـخـضر) قتل الفتى الذي ارتـد عن الإيـمان مع العلم أن الفتى وُلد في عائلة مؤمنة حيث قال الله:


﴿فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَاماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً ﴾


 ﴿وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَـخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً

فالفتى قد وُلد مؤمناً ومن عائلة مؤمنة ، ولكنه كـفر بعد ذلك ، وبدأ في نشر الشبـهات على أبويه. ولو اسـتمر الفتى على هذا الـمنوال ، فسيرهق أبويه طغياناً وكفراً أي سيغطيـهم بكفره أيضاً، ولذا قام الـخضر بقتله بأمر من الله.


ثالثاً:

 أخـبرنا الله عن الكفار بأنـهم إذا آمنوا بالإسلام وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإنـهم سيصيرون مسلمين مثلنا وإخواناً لنا في الدين ولكن إذا نقضوا عهد الله بعد ذلك ورجعوا للكفر وطعنوا في ديننا فينبغي أن نقاتلهم...
قال الله تعالى:
﴿فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُون * وَإِن نَّكَثُواْ أَيْـمَانَـهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِـمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّـهُمْ لاَ أَيْـمَانَ لَـهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَـهُونَ﴾سورة التوبة


والقتال هنا ليس قتالاً باللسان كمـا يزعم منكرو السنة الأنـجـاس بل قتالاً حقيقياً كـما قال الله في نفس السورة :
﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْـهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُـخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْـهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ﴾ سورة التوبة


وهؤلاء الكفار قال الله عنـهم:
﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْـمَانِـهِمْ ثَـمَناً قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لاَ خَـلاَقَ لَـهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَـلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْـهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيـهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾  سورة  آل عمران


----------
والآن، تعالوا بنا نعرض لكم استشـهادات منكري السنة ثم نرد عليـهم:

يزعم منكرو السُنة أن هناك آيات تنفي وجود حـد الردة ويستـشـهد منكرو السُنة بقول الله تعالى:

 ﴿إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا﴾سورة النساء - الآية ١٣٧

ثم يعلق منكرو السُنة قائلين أن «هذه الآية دليل على عدم وجود حـد للردة لأن الآية تشير إلى أن هناك مرتدين يكفرون ثم يؤمنون ثم يكفرون كـمـا يـحـلو لـهم، ولو كان حـد الردة يُقام عليـهم لكـانوا موتى مباشرةً بعد أول ردة لـهم...»


وأنا أرد على منكري السنة الكـذابين وأقول:

أولاً، هذه الآية لا تـنفي حـد الردة أصلاً بل هذه الآية تـتكـلم عن بعض الـحـالات التي يستغلـها شـخص مـرتد للإفلات من حـد الردة مثلما يتـمكن بعض الـمجرمين من الإفلات من العقوبة بالرغم من أن القانون والقضاء يـنص على عقوبة الـمجرمين.

فمثلاً:

 بعض الـمرتدين قد يـهربون إلى دولة غير إسلامية ، وبالتالي لن نستطيع إقامة حـد الردة عليـهم هناك؛ فمثلاً: أنا رأيت بعض الـملاحـدة هربوا إلى أمريكا أو فرنسا وكـانوا يطلعون على وسائل التواصل الاجتماعي ويشتمون الإسلام من هناك...، وبعد فترة أعلن بعض هؤلاء الـملاحـدة إسلامـهم ، ثم ارتدوا مرة أخرى بعد ذلك.

وبالتالي لن نستطيع إقامة حـد الردة عليـهم نظراً لأن هؤلاء الـمرتدين بعيدون عنا في بلد غير إسلامية.

 لكن لو كانوا في بلد إسلامية فسيقيم القاضي عليـهم حـد الردة.


وهناك بعض الأشـخـاص الذين قد يرتدون في الـخفاء بدون أن يعرف أحـد عن ردتـهم، ثم يرجعون إلى الإسلام ثم يرتدون مرة أخرى في الـخفاء ، وبالتالي لا أحـد سيعلم بردة هؤلاء الأشـخـاص ، وبالتالي لن يُقام الـحـد عليـهم نظراً لأننا لا نعلم الـغيب ولا نعلم سرائر الناس. لكن لو أعلن هؤلاء الـمرتدون عن ردتـهم فسيُقام عليـهم الـحـد. ولذلك ستلاحظ أن الآية التي بعدها مباشرةً تـتكـلم عن الـمنافقين الذين يتظاهرون بالإسلام لكنـهم كفار من الداخـل. 


وهناك حـالة أخرى، فمثلاً: عندما يرتد شـخص فإنه يُعطَى مـهلة عدة أيام من أجـل التوبة وإلا فسيُقام عليه الـحـد بعد انتـهاء الـمهلة.

وبالتالي، قد يتوب الـمرتد في خـلال هذه الـمهلة ثم يظل على الإسلام لفترةٍ ثم يرتد مرة أخرى ويـهرب، وبالتالي لن نستطيع إقامة حـد الردة عليه وهكـذا.


 إذن ، هذه الآية لا تـنفي حـد الردة بل تـتكـلم عن بعض الـحـالات التي يستغلـها مـرتد للإفلات من حـد الردة مثلما يستغل الـمجرمون الفرص للهروب من العقوبة والعدالة. 


ثانياً:

 منكرو السُنة كعادتـهم يقتطعون آيات القرآن الكريم من سياقها لكي يُعـجِبوا الكفرة؛ فـنـحن إذا أكـملنا هذه الآية فسنـجـدها تقول:

﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ثُمَّ كَفَرُوا۟ ثُمَّ ءَامَنُوا۟ ثُمَّ كَفَرُوا۟ ثُمَّ ٱزۡدَادُوا۟ كُفۡراً لَّمۡ یَكُنِ ٱللَّهُ لِیَغۡفِرَ لَـهُمۡ وَلَا لِیَـهۡدِیَـهُمۡ سَبِیلَۢا


فتكمـلة الآية ☝️ فيـها أن الله لن يغفر لـهؤلاء الـمرتدين، ولذا يقوم منكرو السُنة بإخفاء هذا الـجـزء من الآية حتى ينالوا إعـجـاب الكفار!



-----------------
الشبـهة الثانـية:

يستشـهد منكرو السُنة بـهذه الآية 👇زاعمين أنـها تنفي حـد الردة:

﴿وَقُلِ الْـحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ﴾


وأنا أرد على منكري السُنة وأقول:

كالعادة، فإن منكري السُنة يقتطعون الآية، فنحن إذا رجعنا إلى الآيات كاملةً فسنجـد أنـها تـتوعد أولئك الكفار بالعذاب ، ولكن منكري السنة يقتطعون هذا الـجزء لكي يُعجِبوا الكفار !!!

قال الله تعالى:
﴿وَقُلِ الْـحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِـمِينَ نَاراً أَحَـاطَ بِـهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِـمَاء كَالْـمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً سورة الكهف

والله أطلق على هؤلاء الكفار لقب (الظالـمين) ؛ لأن الشرك ظلم عظيم كـما ورد في سورة لقمان.

ثم إن هذه الآية ☝️ التي يستشـهد بـها منكرو السُنة تـتحـدث أصلاً عن كفار قريش الذين لم يكونوا مسلمين ولا من عائلات مسلمة ، ولذلك إذا قرأتَ نـهاية الآية التي تسبقها فستجـدها تقول: ﴿
وَلَا تُطِعۡ مَنۡ أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمۡرُهُۥ فُرُطاً﴾

 

وإذا نظرنا لبداية الآية التي يستـشـهد بـها منكرو السُنة فسنجـد الآية تقول: ﴿وقل الـحق من ربكم﴾ ؛ أي يا محمد أبلغهم الإسلام وأخـبرهم بالـحق الذي جـاءك من الله؛ أي أن هذه الآيات تـخـاطب شـخصاً كافراً يسمع لأول مرة عن الإسلام. وبعد أن نـخـبر ذلك الكافر بالإسلام فإنه إما أن يؤمن وإما أن يبقى كافراً كمـا كـان. 


ولذلك ستجـد أن هذه الآيات نزلت أصلاً في مكـة ، فهذه الآيات مكية وتـخـاطب كفار قريش الذين لم يكونوا مسلمين ولا من عائلة مسلمة أصلاً.

أما حـد الردة، فقد نزل في الـمدينة الـمنورة أي بعد هذه الآية بسنوات بعدما أصبح للإسلام دولة تـخـضع لقوانينه.

وحـد الردة يتم تطبيقه على الشـخص الذي كان مسلماً ثم ترك الإسلام.

 

الـخـلاصة: تلك الآية التي يستـشـهد بـها منكرو السُنة تـتـحـدث عن كفـار قريش ، وقد نزلت هذه الآية في مكـة حينما لم يكن هناك دولة إسلامية ولا حـدود وعقوبات إسلامية.

أما حـد الردة فقد نزل بعدها في الـمدينة الـمنورة بعد أن تكوَّنت الدولة الإسلامية وبالتالي أصبح من الـممكن تطبيق الـحـدود والعقوبات فأنزل الله حـد الردة للـحفاظ على سلامة الدولة الإسلامية.

 

 ثم إن عبارة ﴿فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ﴾ لا تنفي عقوبة الردة؛ فمثلاً: مَن شاء مِن الطلاب أن يذاكر فليذاكر، ومن شاء ألا يذاكر فلا يذاكر ، ولكن في النـهاية سيفشل هذا الطالب الغير مذاكر ويُعاقَب.

 

--------------------

الشبـهة الثالثة:

يستشـهد منكرو السُنة بقول الله تعالى:

﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ وَصَدُّوا۟ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا۟ وَهُمۡ كُفَّارࣱ فَلَن یَغۡفِرَ ٱللَّهُ لَهُمۡ﴾ 

ويقول منكرو السُنة أن هذه الآية تـتـكـلم عن مرتدين ارتدوا ثم عاشوا وماتوا موتة طبيعية بدون قتل!!!

وأنا أرد عليـهم وأقول:

أولاً: يـبدو من ظاهر الكلام أن الآية تـتحـدث عن كفار قريش الذي كفروا بالنبـي وقاموا بصد الناس عن الإيـمان به. ولذلك إذا نـحن قرأنا الآية في سياقها فسنـجـدها تقول:

 ﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ وَصَدُّوا۟ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا۟ وَهُمۡ كُفَّارࣱ فَلَن یَغۡفِرَ ٱللَّهُ لَـهُمۡ ۝٣٤ فَلَا تَـهِنُوا۟ وَتَدۡعُوۤا۟ إِلَى ٱلسَّلۡمِ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ وَٱللَّهُ مَعَكُمۡ وَلَن یَتِرَكُمۡ أَعۡمَـالَكُمۡ ۝٣٥﴾


فالآيات تـتـحـدث عن مصير كفار قريش إذا ماتوا على كفرهم ثم تـخـاطب الـمسلمين وتنـهاهم عن الاستسلام لـهؤلاء الكـفار.

ويُقال أن هذه الآية نزلت أصلاً للـحـديث عن أصـحـاب قليب بدر، وهم جماعة من كفار قريش الذين قُتلوا في غزوة بدر وتم دفنـهم في القليب. 

فالآية لا علاقة لـها بالنـهي عن حـد الردة.

ثم إن كلمة (ماتوا) لا تنفي حـد الردة؛ لأن كلمة (الـموت) تُطلَق على الأشـخـاص الذين ماتوا بدون قتل وكذلك تُطلَق على الذيـن ماتوا مقتولين أيضاً. فالـمرتد الذي يُقام عليه الـحـد يـموت أيضاً. 

وإذا قرأتَ أي آية فيـها ذكر للـموت وأردتَ أن تعرف الـمقصود من ذاك الـموت قم بقراءة سياق الآية لكي تعرف هل الآية تقصد الـموت بدون قتل أم بقتل.

وحتى لو افترضنا أن هذه الآية تـتكـلم عن الـمرتد الذي مات بدون قتل، فإن هذا لا ينفي حـد الردة؛ فقد يكون هذا الـمرتد قد أخـفى ردته عن الناس، وبالتالي لن يعلم أحـد بردته ولن يُقيموا عليه حـد الردة. وأنا قد ذكرت منذ قليل بعض الـحـالات التي يستغلها الـمرتد للإفلات من عقوبة حـد الردة مثلما يستغل أي مـجرم الثغرات للإفلات من العقوبة.


-----------

الشبـهة الرابعة:

منكرو السُنة يرفضون أن نُلقِّب الـمرتدين بالكفار ويستشـهدون على ذلك بقول الله تعالى: ﴿ولا تقولوا لـمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً﴾

وأنا أرد على منكري السُنة الكـذابين وأقول:

هذه الآية القرآنـية لا تـتحـدث عن الـمرتدين أصلاً ، ولكن منكري السُنة الكـذابـيـن يقتطعون الآيات من سياقها. 

الآية بالكامل تقول:
﴿يَا أَيُّـهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِـمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِـمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً﴾ سورة النساء


هذه الآيات ☝️ تـخـاطب الـمؤمنين وتأمرهم بألا يتسرعوا في الـحـكم على مَن يقابلونـهم في الطريق أثناء سيرهم إلى الـجهاد؛ فمثلاً:

 في أثناء مسيرة الـجـيش الاسلامي، قد يقابل الـمسلمُ شـخصاً فيظن أنه جـاسوس يعمل لصالـح العدو فيقوم بقتله خطأً ، ولذلك نزلت هذه الآية لكي تـحـذر الـمؤمنين من التـهور.

 فهذه الآية لا علاقة لـها بالـمرتدين أصلاً.


 ---------------

الشبـهة الـخـامسة:

يستشـهد منكرو السُنة بقول الله تعالى:

﴿وَلَوۡ شَاۤءَ رَبُّكَ لَـَٔامَنَ مَن فِی ٱلۡأَرۡضِ كُلُّهُمۡ جَمِیعًا أَفَأَنتَ تُكۡرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ یَكُونُوا۟ مُؤۡمِنِینَ﴾

ويقول منكرو السُنة أن الله نـهى عن إكراه الناس لاعتناق الإسلام؛ فلماذا تقيمون الـحـد على الـمرتد لإرغامه على الإسلام؟!

وأنا أرد عليـهم وأقول:

إقامة حـد الردة على الـمرتد ليس لأجـل إكراهه على اعتناق الإسلام؛ فـالـمرتد إذا اعتنق الإسلام بالإكراه وبغير اقتناع داخـلي، فإن إيـمانه هكـذا لا يصـح وسيكون مصيره نار جـهنم، وبالتالي لن نستفيد شيئاً من إكراهه ولا هو سيستفيد شيئاً.

بل الـهدف من إقامة حـد الردة هو التـخـلص من شر هذا الـمرتد قبل أن يـتفشى في الـمجتمع؛ لأن الـمرتد سيفسد الـمجتمع الإسلامي عاجـلاً أم آجـلاً.

 إذن ، ليس الـهدف من حـد الردة إكراه الـمرتد على الإسلام؛ فالإكراه سيحوله إلى منافق يعادي الإسلام في الـخفاء وسيكون خطره أشد.

فالـهدف من حـد الردة هو أمر يـختلف تـماماً عن الإكراه...، ولذلك سُمي «الـحـد» بـهذا الاسم لأننا نـحـد من الـمخـاطر التي ستترتب فيما بعد.

دعني أضرب لك مثالاً لكي تـتضح الفكرة:

نفترض أن هناك مـجرماً مسيحياً خطيراً يـتواجـد في دولة مسلمة، لذا سنقوم بعقوبـته ، وهذه العقوبة هي للتـخـلص من شر هذا الـمسيحي وإجرامه ، وليس لأجـل إرغامه على الإسلام. 

وكذلك نـحن نقيم الـحـد على الـمرتد للتـخـلص من شره، وسأبـيـن لكم ما هي جرائم الـمرتدين في نـهاية هذا الـمنشور....


------------- 

الشبـهة السادسة:

يستـشـهد منكرو السُنة بقول الله تعالى:

﴿يَا أَيُّـهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُـحِبُّـهُمْ وَيُـحِبُّونَهُ﴾ سورة الـمائدة

وأنا أرد على منكري السُنة وأقول:

هذه الآية ☝️ لا تـنفي حـد الردة أبداً بل الآية تـخـبرنا بأن الله سيعوضنا خـيراً؛ فإذا ارتد شـخص عن الإسلام فسيأتي مكـانه أشـخـاص مؤمنون يـحـلون مـحـله.


والإنسان قد يرتد فُيقام عليه حـد الردة ويـهلك، ولكن الله سيعوضنا بدلاً منه ويأتي بقوم آخرين يُسلمون ويـحبون الله ، فأين هي القرينة التي تنفي وجود حـد الردة حسبما يزعم منكرو السُنة الكـذابـيـن؟!
    

ثم إن منكري السُنة الكـذابـيـن يقتطعون الآية لكي يـخفوا الـجزء الـمتعلق بالـجهاد نظراً لأن منكري السُنة يريدون ديناً مائعاً يـخضع للـمحتل الغربي ولا يقاومه

﴿يَا أَيُّـهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُـحِبُّـهُمْ وَيُـحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْـمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَـافِرِينَ يُـجَـاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَـخَـافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾


---------------

الـجزء الثالث:

بالنسبة للـمسيحيين الذين يسـخرون من الإسلام فيـما يتعلق بـحـد الردة، فإنني أرد عليـهم وأقول أن حـد الردة موجود أصلاً في الكتـاب الـمقدس ، فمثلاً:

رسالة بولس إلى العبرانيـيـن ١٠:

٢٨- من خـالف ناموس موسى فعلى شاهدين أو ثلاثة شـهود يـموت بدون رأفة.

٢٩- فكم عقاباً أشر تظنون أنه يـُحسب مستحقاً مَن داس ابن الله، وحَسِبَ دم العهد الذي قدس به دنساً، وازدرى بروح النعمة؟

٣٠- فإننا نعرف الذي قال: «لي الانتقام، أنا أجازي، يقول الرب». وأيضا: «الرب يدين شعبه».

٣١- مـخيف هو الوقوع في يدي الله الـحـي!


فهنا ☝️، كـاتب رسالة العبرانيـيـن يؤكد أن مَن يرتد ويكفر بأسفار موسى فيـجب أن يـموت بدون رأفة في وجود الشـهود، فما بالك بـما سيفعلونه فيمن ينكر يسوع ؟!


___________

الـجزء الرابع:

لـماذا يتم إقامة حـد الردة على الـمرتد؟!

الإجـابة:

أولاً: الـمرتد لا يـحـترم دينك أو مقدساتك بل يسيء إليـها بأسلوب قذر وقلة احـترام.

وإن غالبية الـمرتدين لا يقتصرون على الـحوار العلمي الـمحـترم بل يلـجـأون إلى أسلوب السب والشتم والكـاريكـاتيرات الساخرة والاستفزاز والطعن في الأعراض.

ومن الـمعروف جيداً أن القانون يـتضمن عقوبات لـمن يسيء إلى ذات الفرد أو ما يتعلق به مثل أبـيه أو أمه أو زوجته ، فما بالك بالـمرتد الذي يسـيء إلى النبي الذي يتعلق به حـوالي ٢ مليار مسلم؟!


ثانياً: الـمرتد يعتمد على أسلوب نشر الشائعات والأكاذيب والـمعلومات الـمضللة. 

ومن الـمعروف جيداً أن نشر الأكاذيب والـمعلومات الـمضللة شيء يعاقب عليه القانون أصلاً.

 ونـحن كمسلمين نعمل منذ سنين على كشف أكـاذيب الـمرتدين ، ولكن هؤلاء الـمرتدين لا يتراجعون بل يستمرون في اختلاف كذبة جـديدة كـلما انكشفت الكـذبة التي تسبقها.

ولذا أنا قلت من قبل أن هدف الـمرتدين ليس هو الـحوار العلمي أصلاً بل هدفهم هو تـحقيق مآربـهم الشيطانية.


ثالثاً: الـمرتد خطر على الـمجتمع لأنه كثيراً ما يقوم بالتآمر مع العدو ضد الدولة الإسلامية، فمثلاً: ستـجـد معظم الـمرتدين يدعمون جرائم الصـ.ـهاينة ضد الفلسـ.ـطينيين ، بل إن مِن الـمرتدين مَن يـعمل جـاسوساً لـحساب الصـهاينة أصلاً. وأنا أقسم بالله أنني رأيت ذلك بأم عيني.

بل إنني رأيت الكثير من الـمرتدين يطالبون الغرب علانـيةً بأن يـحتلونا !


رابعاً: الـمرتد نقمة على الـمجتمع الإسلامي فهو يعمل ليل نـهار على بث الدونـية والإحباط بين صفوف الـمسلمين حيث يـحـاول الـمرتد أن يقنع الـمسلمين بأنـهم بلا قيـمة وأنـهم سيظلون فاشلين إلى الأبد، وبالتالي فإن الـمرتد يـمثل عقبة في طريقة نـهضة الـمسلمين. 

 

خـامساً: الـمرتد يـهدم قيم وأخـلاقيات الـمجتمع الإسلامي ؛ فمعظم الـمرتدين يطالبون بـتعري الـمرأة وشرب الـخمر والاختلاط والعلاقات الـحرام وغير ذلك من الأمور الـمُنكَرة.

وهذه الأمور ستؤدي إلى تفشي الأمراض الـجـنسية وانتشار ظاهرة أولاد الشوارع أو إجهاض ولد الزنا وغير ذلك، وكل هذه الأمور تسبب أزمات على مستوى الفرد والـمجتمع.

وعلى فكرة ، بـحسب دراسة نشرها موقع الواقع ٣٦٠، فإن حوالي ٥٧٪ من الـمرتدين كانوا زناة.

معظم المرتدين لم يكونوا يصلون أصلاً | حد الردة من القرآن الكريم


بل إنني رأيت الكثير من الـمرتدين يستقطبون النساء بالكلام الـمعسول ويقومون بـخـداعهن من أجـل الـتمرد ضد قيم الـمجتمع وضد العفاف والزوجية، ثم يقوم الـمرتدون باستغلال هؤلاء النساء جـنسياً.

وأنا أذكر فضيحة أحـد الـمرتدين الذي زنا مع عدة نساء، وقد انتـحرت إحـداهن بعد ذلك ، والأخرى استأصلت الرحم، والثالثة اختفت بعد أن فضحته بالرغم من أنـها أعطته كل ما يريده من شـهوة ومال وغير ذلك، ولكنه غدر بـها في النـهاية. 


سادساً: الـمرتد يـحـاول استقطاب مَن حوله لكي يرتدوا أيضاً مثله، بل وصل الأمر إلى أن أحـد الـمرتدين في الـمغرب قام بـخـداع بنت أخته لكي تترك الإسلام بالرغم من صغرها. وهذا يسبب انتشار العدوى الكفرية ، ولذلك لا بد من طريقة للقضاء على هذا الفيروس اللعين.


سابعاً:  الـمرتد يـجـلب العار والـمتاعب لأهله؛ فهو يفتعل الـمحرمات الـمخـالفة لثقافة الـمجتمع وهذا يسبب الإحراج لوالدي الـمرتد.

وإني أذكر أن أحـد الـمرتدين لديه قناة على اليوتـيوب وفيـها نصف مليون مشترك ، وهو شـخصياً يذم ويستحقر أباه الـميت كل فترة في منشوراته!

بل إن الـمرتد قد ينفق أموال الأسرة في الـمـخـدرات.

وللعلم فإن الكثير من الـملاحـدة على وسائل التواصل الاجتماعي يدخنون الـمخـدرات علانية في البث الـمباشر بدون حياء!!!



ثامناً: الـمرتد سيسعى لإبادة الـمجتمع الإسلامي ، ولذلك ستـجـد الكثير من مشاهير الإلـحـاد يدعون أتباعهم علانيةً إلى قتل الشيوخ والـمتدينين بل إن هؤلاء الـمرتدين يطالبون دول الغرب بإبادتنا ، والله يعلم صدق كلامي.

وبعض هؤلاء الـمرتدين يتوعدوننا صراحـةً بأنهم سيغلقون الـمساجـد والكـتاتيب إذا وصلوا للسلطة!


تاسعاً: الـمرتد لا يؤمن بأخلاقيات الإسلام، وبالتالي فإن هذا الـمرتد سيبيح لنفسه أن يسرقك أو أن يغتصب ابنتك أو أمك أو أختك أو زوجتك...


عاشراً: الـمرتد يشوه صورة الإسلام أمام الناس الذين أوشكوا على اعتناق الإسلام.


وأخـيراً ، الـمرتد لن يفيد مـجتمعنا الإسلامي بشيء مفيد بل سيقتصر طول الوقت على نشر التفاهات.

فالـخـلاصة أن الـمرتد نقمة وشر على الـمجتمع الإسلامي ويـجب إزالته.

_______________

إلى هنا ، أكون قد فندت الشبـهة بالكامل

لا تنسوا نشر الـمقال أو نسـخـه

لا تنسونا من صالـح دعائكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا