الرد على كذبة أن النبي كان يقبل فاطمة في فمها ونحرها ويلعق ويمص لسانها | الرد على كذبة أن النبي كان يدخل لسانه في فم فاطمة

 مضمون الشبـهة:

يزعم أعداء الإسلام أن النبـي محمد كان شـهوانـياً لدرجـة أنه كان يُقبل ابنته فاطمة في فمـها وفي رقبـتـها أعلى صدرها!!!

ويستدل أعداء الإسلام بعدة روايات مكـذوبة، سنعرضـها لكم، ثم سنرد عليـها لكي نثبت لكم زيفـها.

---------------

الرد على هذه الشبـهة السخيفة:

أولاً: 

جميع الروايات التي زعمت أن النبي كان يُقبِّل فاطمة في فمها ويلعق لسانـها هي روايات مكـذوبة اخـترعها رواة كذابـون.

 وقد رد علماء الإسلام القدماء على هذه الروايات الـمزيفة وأثبتوا كذبـها مثل ابن القيسراني وابن الـجوزي وابن حـجر العسقلاني والذهبـي وغيرهم.

وسنثبت لكم أن هذه الروايات مكـذوبة سنداً ومتناً وعقلاً....، فمثلاً:

جميع هذه الروايات التي سنعرضـها لكم بعد قليل هي روايات تزعم أن «النبي كان يُقبِّل فاطمة في فمها ونـحرها بسبب أن النبي صعد إلى السماء في رحـلة الإسراء والـمعراج فأكل من ثـمار الـجنة فتكونت في جسده حيوانات منوية من مكونات هذه الثـمار ، ثم نزل النبـي إلى الأرض ونام مع زوجته خـديـجـة فـحـبلت خـديـجـة بفاطمة بسبب الـحيوانات الـمنوية الـمتكونة من ثـمار الـجنة؛ أي أن جسد فاطمة تكون من ثـمار الـجنة»!!!

وطبعاً ، هذه الروايات اخـترعها راوٍ كذاب وأحمق في نفس الوقت؛ لأن السيدة خـديـجـة ماتت أصلاً قبل رحـلة الإسراء والـمعراج؛ فكيف حبلت خديـجـة بفاطمة بعد رحـلة الإسراء والـمعراج وهي ميتة أصلاً؟!

بالإضافة إلى أن السيدة فاطمة وُلدت أصلاً قبل بعثة النبي بـحوالي ٥ سنوات، 

أما رحـلة الإسراء والـمعراج فـحـدثت بعد بعثة النبـي بـحــوالي ١١ أو ١٢ سنة.

وبالتالي فإن فاطمة وُلدت قبل رحـلة الإسراء والـمعراج بـحوالي ١٧ سنة، فكيف تزعم هذه الروايات أن فاطمة وُلدت بعد الإسراء والـمعراج ؟!

فهذه الروايات هي روايات مزيفة من اخـتراع الشيعة الروافض الـكـذابـيـن حول فاطمة.


والعجيب في الأمر أن هذه الروايات تضع الشيعة في مأزق رهيب؛ لأننا لو قلنا أن خـديـحـة بدأت الـحمل بفاطمة بعد الإسراء والـمعراج، فهذا معناه أن فاطمة وُلدت سنة ١٢ أو ١٣ من البعثة النبوية، ثم تزوجت (علي) في السنة الثانـية بعد الـهجرة ، وبالتالي فإن سن فاطمة وقت زواجها كان حوالي ٣ أو ٤ سنوات ثم أنـجبت الـحسن والـحسين في هذا العمر الصغير!!!

  ونـحن كمسلمين لا نؤمن بـهذا الـهراء.


والآن ، تعالوا بنا نعرض لكم سند هذه الروايات لكي نثبت لكم أنـها مروية عن كـذابـيـن ومـجهولين.


٭ ذكر الإمام ابن الـجـوزي أربع روايات في كتـابه (الـموضوعات) لكي ينبه الناس إلى أنـها روايات موضوعة (أي مـُخـترَعة مكـذوبة) ، وهذه الروايات كالتالي:


[أَنْبَأَنَا يَـحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الْـمُدَبِّرُ، قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ ابْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُكْبَرِيُّ ، حَـدثنَا أَبُو أَحْمد عبيد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرَضِيُّ ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْـخَوَّاصُ، حَـدَّثَنِي الْـحَسَنُ بن عبيد الله الأَبْزَارِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعيد، حَـدَّثَنِي الْـمَأْمُونُ عَنِ الرَّشِيدِ عَنْ الْـمَهْدِيِّ عَنِ الْـمَنْصُورِ عَنْ أَبِـيهِ عَن جـده عَن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُكْثِرُ قُبَلَ فَاطِمَةَ. ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ تُكْثِرُ قُبَلَ فَاطِمَةَ، فَقَالَ لَـهَا النَّبِيُّ ﷺ: لَيْلَة أسرى بِي دَخَـلْتُ الْـجَنَّةَ فَأَطْعَمَنِي مِنْ جَمِيعِ ثِـمَارِهَا فَصَارَ مَاءٌ فِي صُلْبِـي، فَـحَمَلَتْ خَـدِيـجَـةُ بِفَاطِمَةَ.»]


هذه الرواية ☝️ مكـذوبة ، وقد صدرت من الرواي الكـذاب/ الـحسن بن عبيد الله الأبزاري ؛ لكي يـمدح فاطمة. 

وقد قال علماء الـحـديث عن هذا الراوي أنه كذاب يؤلف الروايات.

وابن الـجوزي نفسه أشار إلى أن هذا الراوي كان كذاباً يـخـترع الروايات. 


ثم إن هذه الرواية لم تذكر أن النبي قبَّل فاطمة في فمها أو صدرها بل هذه الرواية ذكرت التقبيل فقط دون ذكر الفم أو الصدر. ومن الـمعروف أن أي أب يُقبَّل ابنته على جبـهتـها أو خـدها.


----------

الرواية الثانـية مكـذوبة وهي كـالتالي:

[أَنبأَنَا هبة الله بن مُحَمَّد بْنِ الْـحُصَيْنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَيْلانَ، أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْـمُزَكِّي ، حَـدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَاصِمٍ، أَنْبَأَنَا أَحْمد بن الأحـجم الْـمَرْوَزِيُّ، حَـدَّثَنَا أَبُو مُعَاذٍ النَّحْوِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ «قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَالَكَ إِذَا قَبَّلْتَ فَاطِمَةَ جَعَلْتَ لِسَانَكَ فِي فَمِهَا كَأَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تُلْعِقَهَا عَسَلاً؟ قَالَ: يَا عَائِشَةُ إِنَّهُ لَـمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ أدخـلني جِـبْرِيلُ الْـجَنَّةَ فَنَاوَلْنِي تُفَّاحَـةً فَأَكْلَتُـهَا فَصَارَتْ نُطْفَةً فِي صُلْبِي فَلَمَّا نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ وَاقَعْتُ خَدِيـجَـةَ، فَفَاطِمَةُ مِنْ تِلْكَ النُّطْفَةِ كُلَّمَا اشْتَقْتُ إِلَى الْجَنَّةِ قَبَّلْتُـهَا».]


ولكن هذه الرواية ☝️ مكـذوبة ، وقد صدرت من الراوي/ أحمد بن الأحـجم الـمروزي، وهو راوٍ معروف بالكـذب كمـا أخـبرنا علماء الـحـديث.

وابن الـجوزي نفسه قال عنه أنه كذاب.

ثم إن الراوي/ أبو معاذ الـنحوي ليس لديه توثـيق مُعتبَر في كتب الرجـال.

والراوي/ عبد الله بن أحمد بن عاصم هو شـخصية مـجهولة.


وقد ذكر الإمام الألباني هذه الرواية في كـتابه «سلسلة الأحاديث الضعيفة» (٧/ ٢٣٦) رقم (٣٢٤٢)، وأكد أنـها رواية موضوعة مكـذوبة.


وقد علَّق الإمام ابن الـجوزي قائلاً أنه يـحرم على الأب أن يـمص فم ابنته أصلاً، وهذا يثبت كذب هذه الروايات.

--------------

الرواية الثالثة مكـذوبة وهي كالتالي:

[أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَزَّازُ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن رزق، حَـدَّثَنَا أَبُو الْـحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد بن عقيل الْفِقْه، حَـدثنَا أَبُو بكر عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَرَّخَانَ، حَـدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْـخَـلِيلِ الْبَلْخِيُّ، حَـدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ شُـجَـاعُ بْنُ الْوَلِيدِ السَّكُونِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِـيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ «قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَالَكَ إِذَا جَاءَتْ فَاطِمَةُ فَقَبَّلْتَـهَا تَـجْعَلُ لِسَانَكَ فِي فِيـهَا كُلَّهُ كَأَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تُلْعِقَهَا عَسَلاً....]


هذه الرواية ☝️ مكـذوبة؛ فقد صدرت من الراوي الكـذاب/ محمد بن الـخـليل البلخي، وهو راوٍ يـخـترع الروايات كمـا أخـبرنا ابن حبان البستي.

وأما الراوي/ أحمد بن محمد بن عقيل ، فهو شـخصية مـجـهولة.


وحتى الـخطيب البغدادي عندما ذكر هذه الرواية في كتـابه (تاريـخ بغداد)، فإنه أشار إلى ضعفها؛ لأن راويـها مـجهول حيث علَّق الـخطيب البغدادي على الرواية قائلاً:

[الرَاوِي مُحَمَّدُ بْنُ الْـخَلِيلِ مَـجْهُولٌ] 



- وقد أكَّـد ابن حـجر العسقلاني بأن هذا الـحـديث موضوع (أي مُـختلَق ومكـذوب) حيث قال في كتـاب(لسان الـميزان) ٧/ ١٢٥ ـــــ ما يـلي:

[وهو أيضًا موضوع، ساقه الـخطيب في تاريـخ بغداد.

وكأن الذي وضعه خـُذل وإلا ففاطمة وُلدت قبل الإسراء بـمدة ، فإن الصلاة فُرضت ليلة الإسراء وقد صـح أن خـديـجـة ماتت قبل أن تـُفرض الصلاة.

وقوله في آخر الـحـديث الأول: هذا كذب. غير عبارة ابن حبان فإنه بعد أن ساقه قال: هذا موضوع.]


------------------

الرواية الرابعة مكـذوبة وهي كـالتالي:

[أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْـخَيَّاطُ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دُرُسْتَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْـحُسَيْنِ عُمَرُ بْنُ الْـحَسَنِ الأُشْنَانِيُّ، حَـدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْـحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَـاتِم بن عبيد الله الْعـجـل [الْعِـجْـلِيُّ]، حَـدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عبد الله الْهَاشِمِيُّ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَأَبُو عَلِيٍّ الْقُوقَسَانِيُّ فِي جَمَاعَةٍ فِيهِمْ غُلامُ خَلِيلٍ فَذَكَرُوا فَاطِمَةَ، فَقَالَ غُلامُ خَلِيلٍ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ حَـاتِمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِـيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ «قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَالِي أَرَاكَ إِذَا قَبَّلْتَ فَاطِمَةَ أَدْخَلْتَ لِسَانَكَ فِي فِيـهَا كَأَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تُلْعِقَهَا عَسَلاً؟]


ولكن هذه الرواية ☝️ مكـذوبة أصلاً ؛ فالراوي/ حسين بن حـاتم هو شـخصية مـجهولة 

والراوي/ غلام خـليل كان وضاعاً يكـذب ويـخـترع الروايات ويروي أي رواية مـكـذوبة بأسانيد مزيفة.

وأما الراوي/ عمر بن الـحسن الأشناني، فقد اختلف العلماء حوله وهناك عدة علماء وصفوه بالـكـذب والضعف مثل: الـحـاكم النيسابوري والدارقطني والذهبي وابن حـجر العسقلاني.


وأما الراوي/ أحمد بن محمد بن درست فهو شـخصية مـجهولة.


-----------------

الرواية الـخـامسة مكـذوبة وهي كـالتالي:

[أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ، أَنْبَأَنَا الْـحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي الْـحُسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ، عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ، حَـدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الدِّمَشْقِيُّ، حَـدَّثَنَا عبد الله بْنُ ثَابِتِ بْنِ حَسَّانٍ الْـهَاشِـمِيُّ، حَـدثنَا عبد الله بْنُ وَاقِدٍ أَبُو قَتَادَةَ الْـحَرَّانِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ  "أَنَّ النَّبِي ﷺ كَانَ كَثِيرًا مَا يُقَبِّلُ نَـحْرَ فَاطِمَةَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَاكَ تَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ تَفْعَلْهُ.]


ولكن هذه الرواية ☝️ مكـذوبة أصلاً ؛ فالذي رواها هو الراوي/ عبد الله بن واقد أبو قتادة الـحراني، وهو راوٍ متروك الـحـديث، وأخباره ومروياته ليست حـجـة أصلاً.

وأما الراوي/ عبد الله بن ثابت بن حسان الــهاشمي فهو شـخصية مـجهولة.

والراوي/ محمد بن العباس الدمشقي هو شـخصية مـجـهولة أيضاً. 


- وقد أشار ابن القيسراني في كـتاب (تذكرة الحفاظ) (١/‏١٠٠) - إلى أن الراوي/ عبد الله بن واقد منكر الـحـديث ويروي ما يـخـالف الأثبات.

ونفس الكلام قال ابن القيسراني أيضاً في كتـاب (معرفة التذكرة) (١/‏١١٤)



- وقال شـمس الدين الذهبـي - في كتـاب (ميزان الاعتدال) ٢/‏٥١٨ — ما يـلي:

[قال ابن حبان: كان أبو قتادة من عُبّاد الـجزيرة فغفل عن الاتقان، فوقعت الـمناكير في أخباره، فلا يـجـوز أن يـُحتج بـخـبرهوهو الذي روى عن الثوري، عن هشام، عن أبـيه، عن عائشة - أن النبي ﷺ كان كثيراً ما يقبل نـحر فاطمة،......

حـدثناه محمد بن العباس الدمشقي بـجرجـان، حـدثنا عبد الله بن ثابت بن حسان الـهاشمي الـحـراني، حـدثنا أبو قتادة. 

قلتُ: هذا حـديث موضوع مـهتوك الـحـال، ما أعتقد أن أبا قتادة رواه.]


--------------

الرواية السادسة مكـذوبة وهي كـالتالي:

[أنبأنا دَاوُدُ ، أنبأنا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ ، أنبأنا يَـحْيَى بْنُ سَالِمٍ ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ ، عَنِ الْـمِنْـهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، عَنْ حُـذَيْفَةَ ، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ : «لا يَنَامُ حَتَّى يُقَبِّلَ عَرْضَ وَجْهِ فَاطِمَةَ.»]


ولكن هذه الرواية مكـذوبة، وكان الـهدف من اخـتراعها هو التشيع الـمغالي، والذي روى هذه الرواية هو عباد بن يعقوب الرواجني وهو شيعي رافضي يشتم عثمان والسلف، وقد قال عنه ابن الـجوزي أنه: متـهم بالوضع.

وقد قال عنه أبو حـاتم بن حبان البستي أنه كان رافضياً داعيةً إلى الرفض، ومع ذلك يروي الـمناكير عن أقوام مشاهير فاستحق الترك.

وأما الراوي/ داود بن يـحيى الدهقان، فهو شـخصية مـجهولة.

ثم إن هذه الرواية لم تذكر أن النبـي قبَّل فاطمة من فمها أو صدرها بل إنه من الـمعروف أن أي أب يُقبَّل ابنته من جبـهتـها أو خـدها.


------------------

أورد الـحـاكم في الـمستدرك رواية مكـذوبة كالتالي:

[حَـدَّثَنَا عَبْد الصَّمد بْن عَلِيّ بْن مكرم حَـدَّثَـنَا مُسْلِم بْن عِيسَى الصفار حَـدَّثَنَا عَبْد الله بْن دَاوُد الـحريبي حَدَّثَنَا شـهَاب بْن حَرْب عَن الزُّهْرِيّ عَن سَعِيد بْن الْـمسيب عَن أَبِي وَقَّاصٍ مَرْفُوعاً: أَتَانِي جِـبْرِيلُ بِسَفَرْجَـلَةٍ مِنَ الْـجَنَّةِ فَأَكَلْتُـهَا لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي فَعَلِقَتْ خَـدِيـجَةُ بِفَاطِمَةَ فَكُنْتُ إِذَا اشْتَقْتُ إِلَى رَائِـحَةِ الْـجَنَّةِ شَـمِمْتُ رَقَبَةَ فَاطِمَةَ.]


ولكن هذه الرواية ☝️ مكـذوبة ، فالراوي/ شـهاب بن حرب هو شـخصية مـجهولة...، وهذا ما أكده الـحـاكم بنفسه بعد أن سرد الـرواية؛ أي أن الـحـاكم يعترف بضعف الرواية.

أما الراوي/ مسلم بن عيسى الصفار ، فهو متروك الـحـديث أصلاً كمـا قال الدارقطني.

وقال الـخطيب البغدادي عن هذا الراوي أن حـديثه به نكرة.


-وقد علَّق الذهبي على هذه الرواية في تلخيص الـمستدرك قائلاً: 

[هذا كـذب جـلي، وهو من وضع (مُسْلِم الصفار)؛ لِأَن فَاطِمَة وُلدت قبل النُّبُوَّة فضلاً عَن الْإِسْرَاء.]


- وقال الـحافظ ابن حـجر في الأطراف:

[الْوَضع عَلَيْهِ ظَاهر؛ فَإِن فَاطِمَة وُلدت قبل لَيْلَة الْإِسْرَاء بِالْإِجْمَاع.]


وقال ابن حـجر في كتـابه اللسان:

[فَاطِمَة وُلدت قبل الْوَحْي.] 


- ونفس الكلام نقله أيضاً الأستاذ الدكتور/ إبراهيم بن عبد الله الـمديـهش - في كتـابه (فاطمة بنت النبي ﷺ سيرتـها، فضائلها، مسندها)  (٤/‏١١٠)


--------------------- 

الرواية الثامنة مـكـذوبة وهي كـالتالي:

[حَـدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سِرَاجٍ، حَـدثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَوْفِيُّ، حـَدثَنَا أَبُو قَتَادَةَ الْـحَرَّانِيُّ، حـَدثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، حَـدثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِـيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَبَّلَ يَوْمًا نَـحْرَ فَاطِمَةَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَاكَ تَفْعَلُ فِي هَذَا الْيَوْمِ شَيْئًا لَمْ تَكُنْ تَفْعَلُ مِثْلَهُ».]


هذه الرواية ☝️ ضعيفة ومكـذوبة؛ فالذي رواها هو: أبو قتادة الـحـراني، وهو راوٍ متروك الـحـديث كمـا قلنا من قبل، وأخباره ومروياته ليست حـجـة أصلاً.

ثم إن الراوي/ أحمد بن إبراهيم العوفي - هو شـخصية مـجهولة.

وأما الراوي/ علي بن سراج - فقد كان عالـماً بأخبار الناس، ولكنه كان يذهب إلى الـمواخـير ويشرب الـخمر ويسكر، كمـا قال الدارقطني والذهبي ومحمد بن الـمظفر.


------------------

روى ابن عساكر رواية ضعيفة مـكـذوبة كالتالي:

[عبد العزيز بن الـحسن أبو بكر البردعي الـحافظ العابد من الرحـالة سـمع بدمشق محمد بن العباس بن الدرفس، وبـمصر محمد بن أحمد الـحـافظ وأبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس البغدادي الـمنجنيقي، وبالـموصل أحمد بن عمرو الـموصلي وأظنه أبا يعلى، فإنه يروى عن غسان بن الربـيع روى عنه أبو علي الـحسين بن علي بن يزيد الـحافظ وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يـحيى الـمزكي وأبو محمد عبد الله بن سعد الـحافظ وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن النيسابوريون ذكر أبو عبد الله الـحـافظ، أخـبرني عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن، أنبأنا أبو بكر عبد العزيز بن الـحسن البردعي، أنبأنا محمد بن العباس الدمشقي، أنبأنا عبد الله بن حسان بن ثابت بن حسان الـحمانى، أنبأنا عبد الله بن واقد، أنبأنا سفيان الثوري، عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي ﷺ كان كثيراً ما يقبل عرف فاطمة.]


ولكن هذه الرواية ☝️ مكـذوبة أصلاً ؛ وقد حـكم عليـها العلماء بالضعف مثل الإمام الألباني وغيره.

وإذا نظرنا في سند هذه الرواية فسنجـد الـخـلل؛ فالذي روى هذه الرواية هو: عبد الله بن واقد ، وهو راوٍ متروك الـحـديث كمـا قلنا من قبل، وأخباره ومروياته ليست حـجـة أصلاً.

والراوي الثاني هو: عبد الله بن حسان بن ثابت بن حسان الـحماني ، وهو شـخصية مـجهولة ضعيفة أصلاً ، وهذا ما أشار إليه الأستاذ/ عبد الكريم الدرينـي في كتـابه (بلوغ الأماني) ١/‏٣٧٣


وأما الراوي الثالث في سلسلة السند فهو: محمد بن العباس الدمشقي ، وهو شـخصية مـجهولة أصلاً.

وغير ذلك من العيوب الـموجودة في السند. 

ثم إن هذه الرواية هنا تـخـالف الرواية الأخرى بالرغم من أن قائلها هو نفس الشـخص (عبد الله بن واقد)؛ فهذه الرواية تقول أن النبـي كان يُقبِّل عرف فاطمة ، أما الرواية الأخرى فـتـزعم أن النبي كان يُقبِّل نـحر فاطمة!!!

وهناك فرق بين النـحر والعرف.

ثم إن هذه الرواية التي ذكرها ابن عساكر تـتـحـدث عن تقبيل النبـي لعرف فاطمة.

 والعرف هو أعلى الشيء أو هو الشيء الذي يبرز من الكائن لأعلى مثل  عرف الديك.

أي أن هذه الرواية معناها أن النبي قام بتقبـيل رأس فاطمة. وهذا شيء لا عيب فيه.


وقد أخطأ بعض الكُـتَّاب مثل محمد إسـماعيل الصنعاني حـين زعم أن عُرف فاطمة هنا يعني رقبتـها، وتـحـجـج محمد الصنعاني بأن عُرف الفرس يعني الشعر النابت على رقبة الفرس!!!

وأنا أرد على هذا الـهراء وأقول:

هذا كلام مـخـالف للغة والعقل والـمنطق، فالبشر يـختلفون عن الفرس؛ لأن عُرف الفرس ينـمو على رقبته ، أما النساء فلا ينـمو عُرفهن أو شعرهن على الرقبة بل على الرأس.

ثم إن جسم الفرس يكون بشكـل أفقي، وبالتالي فإن عُرفه يكون على أعلى رقبته، لكن قامة النساء تكون رأسية، وبالتالي فإن عُرف الـمرأة وأعلى شيء فيـها هو شعر رأسـها مثلها مثل عُرف الديك الذي يكون أعلى رأسه. 


الـخـلاصة: رواية ابن عساكر ضعيفة ومـكـذوبة، وحتى لو افترضنا أنـها صـحيحة فإن معناها أن النبي قبَّل عُرف (رأس) ابنته فاطمة.


----------------------

وأخـيراً:

رأيت أعداء الإسلام على مواقعهم الإلكترونـية يزعمون أن النبي كان يـمص لسان فاطمة ويستشـهدون بكلام عبد الرؤوف الـمناوي حيث يقول في كتـابه (فيض القدير) ٥/‏١٧٤ ما يلي:

[النبـي كان كثيراً ما يُقبِّل عرف ابنته فاطمة الزهراء، وكان كثيراً ما يُقبِّلها في فمها أيضاً، زاد أبو داود بسند ضعيف: «ويـمص لسانـها».]


وأنا أرد عليـهم وأقول:

أولاً: عبد الرؤوف الـمناوي نفسه يقول في نفس الفقرة أن رواية مص النبي للسان فاطمة هي رواية ضعيفة ولم تصح...، فلماذا تستشـهدون بـهذه الرواية الضعيفة؟؟


ثانياً: عبد الرؤوف الـمناوي يزعم أن الإمام (أبو داود) هو مَن ذكر رواية مص النبي للسان فاطمة بسند ضعيف ، ولكنني راجعت كـتب (أبو داود) ولم أجـد فيـها هذه الرواية أصلاً، لا بسند صـحيح ولا بسند ضعيف؛ فهي غير موجودة في كـتب أبي داود أصلاً، ولكن الـمناوي هو مَن أخطأ في نقل الكلام.

بل الرواية التي ذكرها أبو داود هي رواية ضعيفة تـتحـدث عن مص النبي للسان زوجته عائشة وليس ابنته، وقد ذكرها أبو داود بسند ضعيف كالتالي:

 [حـدَّثنا محمدُ بنُ عيسى، حـدَّثنا محمدُ بنُ دينار، حـدَّثنا سعد بنُ أوسٍ العبديُّ، عن مِصدَعٍ أبي يـحيـى عن عائشة: أنَ النبي ﷺ كان يُقبِّلُها وهو صائِمٌ، ويَـمُصُّ لِسانَـها.

قال ابنُ الأعرابي: بَلَغَنِي عن أبي داود أنه قال: ليس هذا الإسناد بصحيح]


فالرواية التي ذكرها أبو داود هي رواية ضعيفة وتـتـحـدث عن مص النبي للسان زوجته عائشة وليس ابنته، ولكن الـمناوي أخطأ في نقل الكلام.

ونفس الـخطأ نقله محمد بن إسماعيل الصنعاني في كتـابه (التنوير شرح الـجـامع الصغير) حيث زعم أن النبي مص لسان فاطمة ، ولكن هذه الـمعلومة لا وجود لـها في الكتب الإسلامية القديـمة بل هو خطأ وقع فيه الـمناوي ثم نقله محمد الصنعاني من الـمناوي.


مع العلم أن الـمناوي عاش في القرن ١٠ و١١ الـهجري، أما محمد الصنعاني فقد عاش أصلاً في القرن ١٢ الـهجري، وهذا يعني أن الاثـنيـن يـبـعدان مئات السنين عن عصر الصـحـابة، فمن أين أتـيا بـهذه الـمعلومة الـخطأ؟!


وهذه الرواية التي تـتكـلم عن مص النبي للسان زوجته عائشة هي رواية ضعيفة ومكـذوبة أيضاً مثلها مثل روايات تـقبـيل النبي لفم ابنته؛ فالذي روى هذه الرواية هو مِصدع أبو يـحيى الأنصارى ، وهو شـخصية مـجهولة قد ضعَّفها العلماء مثل ابن القطان وسفيان الثوري وابن الـجوزي وعبد العظيم الـمنذري والذهبـي.

- وقال عنه أبو حـاتم بن حبان البستي أنه «مـمن يـخـالف الأثبات في الرويات، وينفرد عن الثقات بألفاظ الزيادات، مـما يوجب ترك ما انفرد منـها والاعتبار فقط بـما وافقهم فيـها.»


- وقال عنه إبراهيم بن يعقوب الـجوزجـاني أنه «كـان جـائراً زائغاً حـائراً عن الطريق.»


بالإضافة إلى أن الراوي الثاني في السند هو سعد بن أوس العبدي ، وهو ضعيف الـحـديث. وقد ضعَّفه كلاً من الإمام/ زكريا بن يـحيـى الساجـي ويـحيى بن معين والذهبي، وقال ابن حـجر عن هذا الراوي أنه له أغاليط.

والشـخص الثالث في السند هو: محمد دينار بن صندل الأزدي ، وقد ضعَّفه العلماء؛ فمثلاً:

- قال عنه أبو جعفر العقيلي أن في حـديثه وهم.

- وقال عنه أبو حاتم بن حبان البستي: يـخـطىء لم يفحش خطؤه حتى استحق الترك ولا سلك سنن الثقات مـما لا ينفك منه البشر فيسلك به مسلك العدول. فالإنصاف في أمره ترك الاحتجـاج بـما انفرد والاعتبار بـما لم يـخالف الثقات والاحتجـاج بـما وافق الأثبات.

- وقال عنه أبو دواد السجستاني: تغير قبل أن يـموت، وقال أيضاً: ضعيف.

- وقال عنه أبو زرعة الرازي: ضعيف الـحـديث جـداً.

- وأنكر عليه أحمد بن حنبل بعض الأحـاديث.

- وقال عنه أحمد بن شعيب النسائي أنه ضعيف.

- وقال عنه ابن حـجر العسقلاني: أنه سيء الـحفظ سيء الحفظ، رُمي بالقدر، وتغير قبل موته.

- وقال عنه الـحسن بن الصباح البزار أنه ليس بالـحـافظ.

- وقال عنه الدارقطني أنه ضعيف متروك.

- وقال عنه يـحيـى بن معين أنه بصري ضعيف.

 - وقال مصنفوا تـحرير تقريب التـهذيب أنه ضعيف يُعتبَر به فقط في الـمتابعات والشواهد.


وبعض العلماء حسنوا أمر هذا الراوي بـحيث أنه لا يُقبل أي حـديث انفرد به بل يُقبَل حـديثه في الشواهد والـمتابعات فقط.

 ولكن هذا الراوي هنا ليس له أي شواهد أو متابعات، وبالتالي لا يُقبَل حـديثه هذا.

بل إن هذا الراوي قد خـالف باقي الروايات بـهذه الزيادة الـمعلولة: «يـمص لسانـها».


--------------

ملـحوظات حـديثية تـثـقيفية:

١- تصـحيحـات الـحـاكم النيسابوري لا يُعتمَد بـها عند علماء الـحديث؛ فهو عنده أوهام وأخطاء في توثـيق رواة الأحـاديث.


٢- توثيقات الـعـجـلي لرواة الأحـاديث فيـها مبالغة وأخطاء؛ فهو يبالغ في توثيق كثير من التابعين الضعفاء.

ولذا قال الإمام الـحويني في كـتابه (نـثل النبال بـمعـجم الرجـال | الـمجـلد الثاني | صفحة 626) ما يلي:

[وهذا من الأمثلة الكثيرة على أنّ العـجـليّ كان جبانًا فيما يتعلق بالتابعين. والله أعلم.]



٣- بالنسبة لتوثيقات ابن حبان في كتـابه (الثقات) فإنه لا يُعتمَد عليه لوحـده؛ لأنه كثيراً ما يذكر الرواة الـمجـهولين في كتـابه هذا.


٤- عبارة (لا بأس به) عند علماء الـحـديث لا تعني دائـماً أن الراوي ثقة بشكل مطلق، بل هذه العبارة تُستخـدم أيضاً للتعبير عن الرواة الذين قل ضبطهم للـحـديث ، وقد تُستخـدم هذه العبارة للتعبير عن الرواة الذيـن لا يُقبَل حـديثـهم إلا في الشواهد والـمتابعات وبشرط أن يوافقوا الثقات، فإن خـالف حـديثـهم الثقات فسيُرفض.


وبالنسبة لقول أبي حـاتم الرازي عن راوٍ أنه صالـح، فإن هذا لا يعني أنه راوٍ ثقة يُقبل حـديثه بشكل مطلق، بل إن مصطلح (صالـح) يعني أن هذا الراوي لا يُقبَل حـديثه إلا في الشواهد والـمتابعات عندما يكون هناك حـديث من راوٍ آخر يدعم كلامه. وهذا ما أشار إليه ابن أبي حـاتم في الـجزء الأول من كتـابه (الـجرح والتعديل) حيث قال: 

 [فإذا وصف أبو حـاتم رجلاً بأنه: صالـح الـحـديث ـ وأطلق هذا الوصف، فهو يريد بذلك صلوح حـديثه للاعتبار في الشواهد والـمتابعات لا للاحتجـاج به عند الانفراد.]


أي أن مصطلح (صالـح) ليس كافياً لقبول رواية راوٍ معين بل يـجب أن يكون هناك مواصفات أخرى لـهذا الراوي بـجـانب هذا الـمصطلح.


__________________

إلى هنا ، أكون قد فندت الشبـهة بالكامل

لا تنسوا نشر الـمقال أو نسـخـه 

لا تنسونا من صالـح دعائكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا