كذبة أن عمود كنيسة القيامة انشق بسبب خروج النار منه في سبت النور

فضح خرافة وكـذبة: خروج نار سبت النور من عمود كنيسة القيامة 

كذبة أن عمود كنيسة القيامة انشق بسبب خروج النار في سبت النور

 سـتجـد الكثير من الـمواقع الأرثوذكسية الأجـنبـية يتناقلون أكـذوبة أن العمود الذي أمام كنيسة القيامة انشق بسبب معـجـزة خروج النار من العمود في يوم سبت النور.


وكـل الـمواقع الأجنبـية باللغة الإنـجـليزية واليونانـية تـنقل وتـنسخ نفس الكـلام من بعضـها بالـحرف؛ لدرجـة أن الدكتور الـمسيحي(غالي) نقل ونسخ نفس الكلام بالـحرف من الـمواقع الـمسيحية الإنـجـليزية وترجم الكلام للعربـية ونشره على موقعه!!!


ولكـنـي عندما قمتُ بالتحقيق في هذه القصة وجـدت أنـها مـجرد شائعات مـكـذوبة تناقلتـها الألسن عبر الزمن ، وسأقدم لكم أدلة واضـحـة على زيف هذه القصة:


أولاً: 

أول الـمواقع الـمسيحية الأجنبـية التي نشرت القصة قد قالت أن تاريـخ خروج النار من العمود لم يُذكَر صراحـةً في السجـلات والكـتابات القديـمة، أي أن تاريـخ هذه الـحـادثة مـجهول أصلاً.

وإليك سكرين شوت من تلك الـمواقع الـمسيحية التي تنسخ من بعضـها👇:


تاريخ خروج النار من العمود مجهول

تاريخ خروج النار من العمود مجهول


وقالت هذه الـمواقع الـمسيحية أيضاً أن هذه حـادثة العمود يُعتقَد أنـها حصلت سنة ١٥٧٩ ميلادياً على يد البابا صفرنـيوس الرابع في أول سنة من تـنصيـبه كبطريرك على القدس حـينما كان معه في زمانه ثلاثة بابوات للروم الأرثوذكس وهم كالتالي: 

١- إرميا: بطريرك القسطنطينية.

٢- سيلفستر : بطريرك الإسكندرية.

٣- يواكيم: بطريرك أنطاكية.


ولكن هذا الكلام ☝️ عبارة عن دجـل يثبت زيف هذه القصة؛ فمثلاً: 

بـحسب كتب التاريـخ، فإن البابا يواكيم الرابع تولى البطركة على أنطاكية سنة ١٥٤٣ ميلادياً، وانتـهى سنة ١٥٧٦ ميلادياً؛ أي أن البابا يواكيـم لم يكن موجوداً في سنة ١٥٧٩، ولم يكن موجوداً في زمن بطريركية صفرونـيوس الرابع.

والبابا ميـخـائـيل السادس هو مَن تولى بطريركية أنطاكية سنة ١٥٧٧ ميلادياً واستـمر حـكمه حتى عام ١٥٨١ ميلادياً؛ أي أن البابا ميـخـائيل السادس هو مَن كـان بابا أنطاكية في السنة التي تولى فيـها صفرونـيوس الرابع بطركة القدس وهي السنة التي يزعمون أن معـجـزة انشقاق العمود حصلت فيـها. 


أما البابا يواكيـم الـخـامس فقد تولى السلطة من سنة ١٥٨١ وحتى سنة ١٥٩٢ ميلادياً أي أنه لم يكن بطريركـاً عندما حصلت حـادثة انشقاق العمود الـمزعومة.

ويـمكنك أن تراجع قائـمة بابوات أنطاكية من كـتاب (كنيسة مدينة الله - أنطاكية العظمى) للدكتور/ أسد رستم.


وهذه قائـمة بأسـماء البابوات وفـترة حـكمهم👇:

فترة حكم البابا يواكيم الرابع على أنطاكية

 

-••••••••||||||•••••••••-


الأمر الثاني هو أن مصدر هذه القصة مـجهول أصلاً ؛ فالـمواقع الـمسيحية تقول أن قصة انشقاق العمود وردت أولاً في كتـاب (Proskynitaria of Jerusalem) الذي كتبه كـاهن مسيحي اسـمه (أكـاكيوس) سنة ١٦٣٤ ميلادياً، وهو كاهن من جزيرة كريت. وتقول الـمواقع الـمسيحية أن هذا الكـاهن نقل قصة انشقاق العمود من كتـاب الكـاهن (حنانـيا) الـمكتوب سنة ١٦٠٨ ميلادياً.

وهذا يعني أن كتـاب الكـاهن (حنانـيا) مكتـوب بعد حوالي ٣٠ سنة من قصة إنشاق العمود!

وكذلك كتـاب الكـاهن (أكاكيوس) كُتب بعد ٥٥ سنة من قصة إنشاق العمود!

- فمن أين حصل الاثـنان على هذه القصة أصلاً؟!

- هل كان هناك مصدر معاصر أو شاهد عيان شاهد معـجزة خـروج النار من العمود؟!

عندما نـبحث عن إجـابة لـهذا السؤال فإنـنا نـنصدم بأن الكـاهن أكـاكيوس يـتـحـدث عن القصة قائلاً:

[يروي الكـاهن حنانـيا ما يـلي: «خـارج الـمدخـل الـمقدس، بالقرب من الـجـانب الغربي، هناك ثلاثة أعمدة من الرخـام، ومن العمود الأوسط، كـما يقولون، انبعثت نار مقدسة في الأيام القديـمة»..... ثم يقولون إن النار الـمقدسة خـرجت من ذلك العمود ..... ثم يُقال أنه عندما رأى الـمسؤولون هذه الـمعـجزة فتحوا الباب الـمقدس.]


من خـلال الاقتباس السابق ☝️، نـجـد أن الكـاهن حنانـيا والكـاهن أكاكيوس لم يشاهدا الـحـادثة أصلاً بل هم ينقلون القصة من مصدر مـجهول، ولذلك ستـجـد الكـاهن حنانـيا يروي القصة ويذكر دائـماً عبارات: «كمـا يقولون» ، «ثم يُقال»، ونـحن لا نعرف مَن الشخص الذي روى هذه القصة لـحنانـيا وهل هذا الشخص صادق أم كـذاب بـتاع أفشخـانات، ولا نعرف هل هذا الشـخص حـضر الـحـادثة أصلاً أم أنه هبد القصة....


- وتستشـهد الـمواقع الـمسيحية بكلام القديس الأرشـمندريت/ سـِمعان (Symeon) الذي كـان رئيس الـمتوحـدين وحـارس القبر الـمقدس ، فقد كتب أيضاً كتـاباً بعنوان:

 (Proskynitarion of the Holy City of Jerusalem) ،

 وأقدم نسخـة من هذا الكتـاب نُشرت في (فيـينا) سنة ١٧٤٩ ميلادياً بـحسب كلام نفس هذه الـمواقع الـمسيحية.

أي أن هناك فـجوة زمنية بـحوالي ١٧٠ سنة بـيـن حـادثة انشقاق العمود وصدور كتـاب القديس سـِمعان، وسِـمعان لم يشاهد الـحـادثة أصلاً ولا حضرها بل هو نقل مـجـرد شائعات وأكـاذيب.


- وتستشـهد الـمواقع الـمسيحية بكلام الراهب الـمولدافي/ بارثـينـيـوس أجيف - الذي زار القدس سنة ١٨٤٥ ميلادياً؛ وكتب عن حـادثة العمود في الـمجـلد الثاني من سـجـله حسبما تقول هذه الـمواقع الـمسيحية.

ولكننا نلاحظ أيضاً أن هناك فـجوة زمنية بـحـوالي ٢٦٦ سنة بـيـن حـادثة العمود وهذا الراهب.

ثم إن هذا الراهب نفسه يقول في سـجـله ما يـلي:

[إن هذا العمود يُكـِرّمه الأرثوذكس وغير الأرثوذكس، وحتى الأرمن. وأود أن أكتب قليلاً عن هذه الـحـادثة، وكيف يـتـحـدث عنـها الـمسيحيون الأرثوذكس الشرقيون بالإجماع، ويؤكـدها الأتراك أنفسـهم. وفي الـجـدار لوح رخـامي منقوش، ويقولون إن هذه الـحـادثة مكتوبة عليه؛ ولكننا لم نستطع قراءتـها لأنـها مكتوبة بالأحرف السريانـية وباللغة العربـية؛ وأنا سـمعت عنـها فقط، ولكنني لم أقرأها.]


إذن ، بـحسب كلام هذا الراهب☝️، فإنه لم يشاهد حـادثة العمود ولا قرأ عنـها بل سـمع عنـها من مصدر مـجهول لا نعرفه!

ثم أين هو اللوح الرخـامي الـمنقوش الذي تكـلم عنـها هذا الراهب أصلاً ؟!

إذن ، مصدر القصة من الأساس مـجهول أصلاً.


-•••••••••||||•••••••••-


بالإضافة أيضاً إلى أن كـلام الكـاهن حنـانـيا وأكـاكيوس به أشياء غير واقعية عن حـادثة انشقاق العمود؛ فمثلاً: ينقل أكـاكيوس كلام حنـانيا قائلين:

[كان البطريرك خـارجًـا مع الناس في الفناء في مساء سبت النور، وكان الـجميع حـزيـنيـن، مـمسكين بالشموع في أيديـهم. وكان البطريرك واقفاً بـجـانب عرش القديسة هيلانة، بـجـانب عمود. ثم يقولون إن النار الـمقدسة خرجت من ذلك العمود الذي قلنا إنه لا يزال مـمزقًا تـمـامًا.]


إذن ، بناءً على كلام حنانـيا وأكاكيوس☝️، فإن البطريرك كان موجـوداً في الفناء أمام مدخـل كنيسة القيامة، وكـان البطريرك واقفاً بـجـانب عرش القديسة هيلانة الـموجـود بـجـانب العمود!!! 

ولكن هذا الـهراء غير صـحيح إطلاقاً؛ لأنه لا يوجـد عرش للقديسة هيلانة في ذلك الفِناء أصلاً، ولا يوجـد عرشـها بـجـانب العمود الذي أمام مدخـل كنيسة القيامة. 

 

بل هناك فقط عرش مزعوم للقديسة هيلانة في كنيسة القديسة هيلانة في الطابق السفلي من كنيسة القيامة؛ أي في الأسفل وليس في الفناء الـموجـود أمام مدخـل كنيسة القيامة كمـا يزعم حنانـيا وأكـاكيوس. 


وهناك أمـر خرافي آخـر يـتعلق بـحـادثة خروج النار من العمود في سبت النور؛ حيث أن الـمسيحيـيـن يـزعمون أن نار سبت النور لا تـحرق لأنـها معـجـزة!

 إذن لـماذا السواد موجود داخـل شق العمود الأوسط كعلامة على احـتراقه، وهذا يـتعارض مع الـمميزات الـمزعومة لنار سبت النور؟!

انظر إلى السواد الذي يغطي شق العمود الأوسط👇

كذبة أن نار سبت النور لا تحرق


والشيء الأكـثر غرابة هو أنك ستلاحظ أن العمود الأول قد تغطى أيضاً بالسواد ولكنه تغطى من الـجـانب الغير مواجـه لشق العمود الأوسط!

دقق في هذه الصورة من فضلك وانظر إلى الـجـانب الأيـمن للعمود الأول 👇

 

صورة تفضح كذبة خروج النار من العمود الأوسط

 وهنا نسأل سؤالاً مـهماً وهو: لـماذا اسود الـجـانب الأيـمن للعمود الأول بالرغم من أنه لا يواجـه شق العمود الأوسط ولم يواجـه النار الـمزعومة الـخـارجـة من شق العمود الأوسط في حـين أن الـجـانب الأيسر للعمود الأول لم يسوَّد لونه بالرغم من أنه يواجـه شق العمود الأوسط؟!

وهذا السؤال يثبت لنا أن هناك أشـخـاص تعمدوا أن يـتلاعبوا بـهذه الأعمدة وأن يضعوا عليـها هذه العلامات لكي يقنعوا الناس بـخرافة سبت النور.


وهناك سؤال آخر مـهم وهو:

لـماذا باقي الأعمدة الـموجودة على يـمين الباب قد اسودت بدون تشقق؟!

انظر إلى هذه الصورة ودقق👇

كذبة أن نار سبت النور لا تحرق


ولـماذا اسوَّدت هذه الأعمدة بالرغم من أن الـمسيحيون يزعمون أن نار سبت النور لا تـحرق؟!

ولو افترضنا أن لـهيب النار طلع من العمود الأوسط الـموجود على يسار الباب واتـجـه هذا اللهب إلى الأعمدة الـموجودة على يـمين الباب ، فلماذا لم يـحـترق البطريرك ويسوَّد أيضاً بالرغم من أنه كان واقفاً بـجـانب العمود الذي اسوَّد؟! 

ولـماذا لم يـحـترق ويسوَّد الزوار الذين كـانوا واقفين في الفِناء بـجـانب الأعمدة والباب الـمقدس؟؟


وكذلك لو افترضنا أن لـهيب النار خرج من شق العمود الأوسط الـموجود على يسار الباب وانطلق اللهب باتـجـاه الأعمدة الـموجودة على يـمين الباب، إذن لـماذا نـجـد أن العمود الأوسط الذي على اليـمين غير مـحـترق في حـين أن العمودين الذين على جـانـبيه مـحـترقان؟!

انظر إلى العمود الأوسط الـمشار إليه بالسـهم في هذه الصورة ودقق👇

كذبة أن نار سبت النور لا تحرق

لـماذا هذا العمود الأوسط☝️ الـموجود على يـمين الباب غير مسوَّد في حـين أن العمودين الذين على جـانبيه أسودان؟!



-••••••••••|||||••••••••••••-


ثالثاً:

 الـمواقع الـمسيحية تستشـهد بعدة كـتابات مسيحية قديـمة عن حـادثة انشقاق العمود ، ولكني عندما راجعت تلك الكـتابات الـمسيحية وجـدتـها تـتـناقض فيـما بـيـنـها من ناحـية التفاصيل؛ فمثلاً:

لقد تـناقضت الكتـابات الـمسيحية في تـحـديد زمن انشقاق العمود، فمثلاً:

منـهم مَن قال أن انشقاق العمود كان في سنة ١٥٧٩ ميلادياً في بداية عهد البابا صفرونـيوس الرابع.

ولكن مسيحيـيـن آخرين قالوا أن حـادثة انشقاق العمود كانت سنة ١٨٣٢ ميلادياً في عهد البابا القبطي بطرس السابع حيث ورد في سيرة حياة القديس القبطي الأنبا (صرابامون أبو طرحـة) تـحت عنوان «حـادثة النور في القدس الشريف» أن أن البابا بطرس السابع دعا إبراهيم باشا (ابن محمد علي) إلى مناسبة سبت النور. وعندما حضر إبراهيم باشا فإن كنيسة القيامة كانت مـمتلئة بالزوار الـمسيحيـيـن ، لذلك أمر إبراهيم باشا بإخراج الزوار  إلى خـارج الكنيسة، فـحـدثت معـجزة سبت النور وانشق عمود الكنيسة الـخـارجي الذي على يسار الباب في الـخـارج!!!

وإليك لقطة شاشة (اسكرين شوت) من أحـد الـمواقع التي تزعم أن الـحـادثة حصلت سنة ١٨٣٢ميلادياً وليس ١٥٧٩ ميلادياً! 


تناقضات بشأن حادثة انشقاق العمود أمام كنيسة القيامة

وطبعاً ، لا يـمكننا أن نقول أن العمود انشق مرتيـن؛ فالعمود لا يوجـد به إلا شق واحـد فقط. 

وأذكر أنني رأيت موقعاً مسيحياً آخر باللغة اليونانـية يقول أن معـجزة انشقاق العمود حـدثت في القرن ١٥ الـميلادي أي قبل سنة ١٥٧٩ ميلادياً ، وهلم جرا !!!!


***************

وأيضاً تـناقضت الكتـابات والـمواقع الـمسيحية في تـحـديد الفترة التي انشق فيـها العمود: هل انشق بالنـهار أم بالليل عند حـلول الظلام؟!

٭ بـحسب رواية أكـاكيوس، فإنه يقول:

[كان البطريرك خـارجًـا مع الناس في الفناء في مساء سبت النور]


٭ أما بـحسب رواية القديس سِـمعان، فإنه يقول ما يـلي:

[وقف البطريرك خـارجـاً في فناء الكنيسة مع الشعب في السبت العظيم الـمقدس عند حـلول الليل]


إذن بـحسب أكـاكيوس وسـمعان، فإن حـادثة انشقاق العـمود حـدثت بالليل.


٭ أما الراهب الـمولدافي/ بارثـينـيـوس فقد قال ما يـلي:

[لقد مـرت نصف ساعة أو أكـثر، ولكن النار الـمقدسة لم تظهر بعد. كان الـجو صافياً وجميلاً. جـلس البطريرك على الـجـانب الأيـمن. وفـجـأة ضربت صاعقة، وعلى الـجـانب الأيسر، تصدع العمود الرخـامي الأوسط وخرج من الشق شعلة من النار. نـهض البطريرك وأشعل شـموعه وأشعل جميع الـمسيحيـيـن الأرثوذكس شـموعهم من شـمعته.]


وهنا ☝️، نلاحظ من كلام الراهب بارثـينـيوس أن النار خرجت من العمود بعد مرور نصف ساعة أو أكثر؛ أي أن الـحـادثة حـصلت بالنـهار وليس بالليل؛ فالبطريرك انـتظر نصف ساعة أو أكثر ثم فـجـأة خرجت النار ولم ينتظر البطريرك مرور النـهار بأكمـله.


فهل حـادثة انشقاق العمود حـدثت بالنـهار أم بالليل؟!


*****************

- وقد تـناقضت الكـتابات الـمسيحية أيضاً في تـحـديد مكـان تواجـد البطريرك وقت انشقاق العمود؛ فمثلاً:


٭ أكـاكيوس قال:

[وكان البطريرك واقفاً بـجـانب عرش القديسة هيلانة، بـجـانب عمود، ثم يقولون إن النار الـمقدسة خرجت من ذلك العمود.]


إذن ، بناءً على كلام أكـاكيوس☝️، فإن البطريرك كان بـجوار عرش القديسة هيلانة وقت انشقاق العمود.


٭ أما القديس سِـمعان فيقول:

[وصعد البطريرك إلى عرش القديسة هيلانة بـجـوار عمود، يصلي مع الشعب. انشق عمود وخرجت النار الـمقدسة.]


إذن ، بـحسب القديس سِـمعان☝️، فإن البطريرك كان واقفاً على عرش القديسة هيلانة أثناء انشقاق العمود وليس بـجوار عرش القديسة هيلانة.

فهل كان البطريرك واقفاً على عرش القديسة هيلانة أم بـجواره وقت انشقاق العمود؟؟


******************

- وقد اختلفت الكـتابات الـمسيحية في كيفية انشقاق العمود؛ فمثلاً:

٭ قال أكـاكيوس:

[ثم يقولون إن النار الـمقدسة خرجت من ذلك العمود الذي قلنا إنه لا يزال مـمزقًا تـمامًا.]


٭ وقال القديس سـمعان: 

[انشق عمود وخرجت النار الـمقدسة]


إذن بناءً على كلام أكاكيوس وسـمعان☝️، فإن العمود تشقق من تلقاء نفسه وخرجت منه النار.


أما الراهب/ بارثـيـنيوس فيقول:

[وفـجـأة ضربت صاعقة، وعلى الـجـانب الأيسر، تصدع العمود الرخـامي الأوسط وخرج من الشق شعلة من النار]


وهنا☝️، نلاحظ أن الراهب بارثـينـيوس يـتـكـلم عن حـدوث صاعقة أدت إلى انشقاق العمود وليس أنه تشقق من تلقاء نفسه!!!

وطبعاً ، هذه خـرافة إضافية من خـرافات الـمسيحيـيـن؛ لأنه ليس من الـمعقول أن تـنزل صاعقة وتضرب العمود في حـين أن الـمكـان كـان مكتظاً بالـزوار الـمسيحيـيـن الذي اجتمعوا أمام مدخـل الكنيسة بالقرب من العمود، وأي صاعقة تـنزل للعمود ستصيبـهم هم أيضاً بالأذى. 


فهل العمود تشقق من تلقاء نفسه أم أن الصاعقة ضربته؟؟


**************

وتناقضت الـمواقع الـمسيحية بشأن العمود الذي أشعل منه البطريرك الشمعة؛ فالكـاهن أكاكيوس يـحـكي أن لـهب النار خرج من العمود الـمشقوق وانطلق هذا اللهب باتـجـاه العمود الآخر الذي كان يقف البطريرك بـجـانبه ومن هناك أشعل البطريرك الشمعة

قال الكاهن أكـاكيوس ما يـلي:

[يقولون إن النار الـمقدسة خرجت من ذلك العمود الذي قلنا إنه لا يزال مـمزقًا تـمامًا، وذهبت إلى العمود بالقرب من حيث كان البطريرك يقف. ثم أشعل البطريرك شـموعه من هناك]


أما بـحسب رواية القديس سـمعان والراهب بارثـينيوس، فإن البطريرك اندفع مسرعاً ليشعل شـموعه من عند العمود الـمشقوق نفسه وليس من عند العمود الآخر الذي كان يقف البطريرك بـجـانبه!!!


فهل البطريرك أشعل شـموعه من العمود الـمشقوق أم من العمود الآخر الذي كان يقف بـجـانبه؟!

~~~~~~~~~~~~~~~~~

~~~~~~~~~~~~~~~~~

تـنتشر على الـمواقع الـمسيحية كـذبة تـتضمن أنه كـان هناك أمير عربي اسـمه (عمر تونوم) وأن هذا الأمير رأى معـجزة خروج النار من العمود وآمن بـها!!!

ولكن هذه القصة ما هي إلا أكـذوبة اخـترعها الـمسيحيون من أجـل الـترويـج لـخرافاتاهم، وأبسط دليل على زيف هذه القصة هو أنه لا يوجـد أي أمير عربي باسم (عمر تونوم)، ولم تذكر كتب الأنساب والتاريـخ العربـية القديـمة أي أمير بـهذا الاسم، ولا يوجـد أي وثيقة سياسية عربـية تذكر أن هناك أميراً بـهذا الاسم أصلاً بل الـمسيحيون اليونانـيون هم مَن اخـترعوا هذه القصة الـمزيفة ووضعوها في كـتاباتـهم الـمسيحية اليونانـية واستغلوا جهل الـمسيحيـيـن الأجـانب بـثقافة العرب.


 وبـحسب الـمواقع الـمسيحية فإن أقدم ذكر لقصة الأمير (تونوم) كان في نسخـة (فيـينا) التي تعود لسنة ١٧٤٩ ميلادياً ؛ أي بعد ١٧٠ سنة من حـادثة انشقاق العمود الـمزعومة...، فكيف حصل الكـاتب الـمسيحي على قصة هذا الأمير العربي الذي ليس له وجود أصلاً؟!


والغريب في الأمر أن الـمواقع الـمسيحية تـناقض نفسـها؛ فمرة تقول الـمواقع الـمسيحية أن تونوم كان أميراً، ومرة أخرى يقولون أنه كان مؤذناً ، ومرة أخرى يقولون أنه كان مـجرد حـارس ضـمن الـجـيش التركي...، 

وإليك صور من تـناقضات الـمواقع الـمسيحية👇:

المواقع المسيحية تتناقض بشأن هوية: عمر تونوم

المواقع المسيحية تتناقض بشأن هوية: عمر تونوم



أما الراهب بارثـينـيوس فقد وصف (عمير تونوم) بأنه كان مـجرد جندي حيث يقول بارثـيـنيوس ما يـلي:

[وعندما شاهد الـجـيش التركي، الذي كان واقفاً على الـحراسة هذه العـجيبة، أُصيب بالدهشة والرعب الشديدين. ومن بينـهم رجـل اسـمه عمير، كان واقفاً في دير القديس إبراهيم للـحراسة....أما عمير الـجندي، فقفز إلى أسفل، وأخذ سلاحـه وطعنه في الـحـجر كـما لو كان في شـمع ناعم.]


فهل كان تونوم مؤذناً أم أميراً أم مـجرد جندي للـحراسة؟!


**************

وتـناقضت الـمواقع والكتـابات الـمسيحية في ماهية الشيء الذي طعنه (تونوم) في الأرض؛ فمنـهم مَن قال أن تونوم غرز سلاحـه في الأرض ، وهناك آخرون قالوا أنه غرز مسامير أو دبابـيس في الأرض!!!!


- يقول الراهب بارثـينـيوس:

[أما عمير الـجندي، فقفز إلى أسفل، وأخـذ سلاحـه وطعنه في الـحـجر كـما لو كان في شـمع ناعم]


 - وورد في كتـاب القديس (سِـمعان)، صفـحـة ٢٠، ما يـلي:

[هناك أيضاً بعض الدبابـيس الـمسمرة في الأرض، أمام عتبة الباب الـمقدس منذ ذلك الوقت تـخـليداً لذكرى الـمعجزة الفعلية، والتي يُقال إنـها دُقّت من قِبل أمير، الذي رأى تلك الـمعجزة الرائعة على الفور وآمن بالـمسيح، وصرخ قائلاً: «واحـد هو إيـمان الـمسيحيـيـن»، وغرز تلك الـمسامير واحـدًا تلو الآخر في الـحـجر، كـما لو كان في شـمع ناعم، وهكـذا شـهد واستسلم للنار.]



 أما مـخطوطة ميونـيخ (الورقة 87ر) فقد ذكرت القصة على هذا النحو التالي:

 [هناك أيضًا بعض الدبابـيس الـمسمرة في الأرض أمام الباب الـمقدس؛ يقولون إنـها دُقّت منذ ذلك الوقت.]


فهل تونوم غرز سـلاحـه في الأرض أم مسامير؟!


ثم إننا عندما ندقق في منظر مدخـل كنيسة القيامة أمام الباب الـمقدس فإننا لن نرى أي مسامير أو سلاح مغروز في حـجـر الأرض... 

وإليكم صورة الـمدخـل أمام الباب الـمقدس👇:


لا يوجد أي سلاح أو مسامير مغروزة في مدخل كنيسة القيامة


فأين هي الـمسامير الـمغروزة أو السلاح، ولـماذا لم يـحتفظ الـمسيحيون بـهذه الأشياء مثلما يـحـتفظون بأغراض وبقايا القديسيـن؟!



***************

وتناقضت الـمواقع الـمسيحية حول العبارة التي قالـها تونوم بعد أن رأى انشقاق العمود؛ فبعض الـمواقع الـمسيحية التي تـتبع عقيدة الروم الأرثوذكس مثل موقع بطريركية الروم الأورشليمية ذكرت أن تونوم قال: «عظيم هو إيـمان اليونانـيـيـن» 

وهذا يعنـي أن تونوم مدح عقيدة اليونانـيـيـن (الروم الأرثوذكس) فقط ولـم يـمدح عقيدة الأقباط أو السريان أو الأرمن أو اللاتـيـن أو غيرهم

وإليك صورة إسكرين شوت من موقع بطريركية الروم الأورشليمية👇

 



أما الراهب بارثـينـيوس فقد ذكر أن عمير تونوم عندما رأى حـادثة انشقاق العمود فإنه قال:

«واحـد هو الإله الـحقيقي، يسوع الـمسيح، وواحـد هو الإيـمان الـحقيقي، إيـمان الـمسيحيـيـن الأرثوذكس»


إذن بناءً على رواية الراهب بارثـينـيوس، فإن تونوم مدح عقيدة جميع الأرثوذكس الذين يندرج ضـمنـهم كلاً من: الأرثوذكس الأقباط والأرثوذكس السريان والأرثوذكس الأرمن والأرثوذكس الروم!!!


أما القديس سـِمعان فذكر أن تونوم رأى حـادثة العمود وصرخ قائلاً: «واحـد هو إيـمان الـمسيحيـيـن»

إذن ، بناءً على رواية القديس سِـمعان، فإن تونوم مدح عقيدة كل الـمسيحيـيـن وليس اليونانيـيـن أو الأرثوذكس فقط!



وبعض الـمواقع الـمسيحية الأخرى قالت أن تونوم قال: «عظيم هو إيـمان الـمسيحيـيـن ، هذا هو الإيـمان الـحقيقي» ، ثم وضعوا نقاط هكـذا👇

تناقضات المواقع المسيحية بشأن العبارة التي قالها تونوم عندما رأى حادثة خروج النار من العمود


فما هي العبارة الدقيقة التي صاح تونوم وقالـها؟!


**************

وتناقضت الـمواقع الـمسيحية بشأن الـمكان الذي كان تونوم موجوداً فيه عندما رأى الـحـادثة؛ فمنـهم مَن قال أن تونوم كان واقفاً على منارة الـمسجـد الـمقابلة للكنيسة مثلما يقول هذا الـموقع الـمسيحي:

تناقضات المواقع المسيحية بشأن المكان الذي كان تونوم موجوداً فيه عندما رأى حـادثة انشقاق العمود


تناقضات المواقع المسيحية بشأن المكان الذي كان تونوم موجوداً فيه عندما رأى حـادثة انشقاق العمود


أما باقي الـمواقع والكتـابات الـمسيحية مثل سـجـلات بارثـينيوس فقالت أن تونوم كان واقفاً على دير القديس إبراهيم!!! 


تناقضات المواقع المسيحية بشأن المكان الذي كان تونوم موجوداً فيه عندما رأى حـادثة انشقاق العمود


****************

وتـناقضت الـمواقع والكتـابات الـمسيحية حول الشيء الذي سقط تونوم عليه؛ فالراهب بارثـينـيوس يقول أن تونوم وقع على الأرض لدرجـة أن آثار قدميه انطبعت على الـحـجر ، أما باقي الـمواقع الـمسيحية فتقول أن تونوم وقع على الـمسيحيـيـن الذين كانوا بالأسفل!!! 


**************

وتناقضت الـمواقع الـمسيحية حول ما فعله تونوم ، فبعض الـمواقع الـمسيحية قالت أن تونوم قفز بإرادته من الـمكان الـمرتفع الذي كان عليه من ارتفاع (٣٥ قدم) وسقط على الـمسيحيـيـن في حـين أن بعض الـمواقع الـمسيحية الأخرى تقول أن الـمسلمين هَم مَن رموه من الأعلى!!!

 

وإني أتساءل: كيف سقط تونوم من ارتفاع يزيد عن ١٠,٥ متر ولم يتأذى ، وكيف لم يتأذى الـمسيحيون الذين سقط تونوم عليـهم؟!

وكيف نـهض تونوم بعد أن سقط ثم ذهب ليطعن سلاحـه أو الـمسامير في الـحـجر؟؟


****************

وتستشـهد الـمواقع الـمسيحية بأن هناك رسـمة قديـمة تُظـهـِر تونوم على أنه قديس شاهد حـادثة العمود وآمن بـها، ولكنني نظرت إلى الـمواقع الـمسيحية وقارنت بـينـهم ووجـدت أن الـمواقع الـمسيحية تعرض رسومات مـختلفة وليست رسـمة متطابقة:

وإليك الـمقارنة بين الرسـمتيـن👇


اختلاف رسومات عمر تونوم المزعومة


***************

وأيضاً تـناقضت الكتـابات الـمسيحية بشأن سبب خروج النار من العمود بالـخـارج؛ فبعض الـمواقع الـمسيحية والكتـابات الـمسيحية مثل سـجـلات بارثينيوس تقول أن «أغنياء الأرمن قاموا برشوة الأتراك؛ لكي يـمنعوا كهنة الكنيسة اليونانـية من آداء طقوس سبت النور حيث أراد الأرمن أن يقوم البطريرك الأرمني بإشعال الشمعة بدلاً من بابا الروم الأرثوذكس، ولذلك استغل الأرمن سلطتـهم وطردوا اليونانـيـيـن خـارج الكنيسة، ولكن الرب شاء أن تـخرج النار من عمود الكنيسة بالـخـارج لكي يـحـصل عليـها اليونانـيون بدلاً من الأرمن. وظل الأرمن بدون أن تشتعل شـموعهم مـما أوقعهم في إحراج شديد أمام الأتراك.»


 وهذا يـبـيـن لنا مدى كراهية الـمسيحيـيـن لبعضـهم البعض.

إذن ، بناءً على كلام الروم الأرثوذكس فإن النار خرجت من العمود من أجل اليونانيـيـن (الروم الأرثوذكس) لوحـدهم.


أما على الـموقع الـمسيحي القبطي الذي يـمـتلكـه (الدكتور غالي)، فإنه أضاف كلمة [الأقباط] إلى قصة انشقاق العمود حيث حـاول هذا القبطي أن يوهم الناس بأن النار خرجت من أجـل اليونانيـيـن والأقباط أيضاً الذين كانوا مطرودين خـارج الكنيسة...

انظر إلى كلام الدكتور (غالي) القبطي👇 


الدكتور غالي يكذب ويزعم أن خروج النار من العمود كان من أجل الأقباط



هل لاحظتم أن الدكتور (غالي) القبطي أراد أن يـمـجـد كنيسته القبطية على حساب غيرها ولذلك لم يذكر السريان وغيرهم في قصة انشقاق العمود!!!


والغريب في الأمر أن الدكتور (غالي) الـمخـادع قد سرق ونسخ أسـماء الكتب والـمخطوطات من الـمواقع الـمسيحية الأجنبية ثم زعم أن هذه الكتب والـمخطوطات ذكرت حـادثة انشقاق العمود من أجـل الأقباط، حيث استدل هذا القبطي الدجـال بكـتاب:

Proskynitaria of Jerusalem, guides for pilgrims to the Holy Land.


واستدل الدكتور (غالي) بـمخطوطة موجودة في ميونيـخ باسم: 

Codex Monacensis Graec. 346


ولكن هذه الكتب والـمخطوطات لم تذكر انشقاق العمود من أجـل الأقباط أبداً ، بل الدكتور (غالي) القبطي هو مَن أضاف كلـمة [الأقباط] إلى القصة حتى يـمـجـد كنيسة باستخـدام الكـذب!!!


انظر كيف سرق الدكتور غالي أسـماء الكتب والـمخطوطات من مواقع الروم الأرثوذكس الأجنبـية 👇 

الدكتور غالي يسرق المقالات من المواقع المسيحية الأجنبية


أما الكـتابات الأرمينية فـتنفي كل الكلام السابق وتقول أن السبب الـحـقيقي في خروج النار من العمود الـخـارجي هو أن الـمسيحيـيـن اليونانـيـيـن الفقراء لم يستطيعوا دخـول كنيسة القيامة لأنـهم لا يـملكون مالاً لدفع التبرعات، لذلك ظلوا بالـخـارج، ولم يدخـلوا ، فشاء الرب أن يـجعل النار تـخرج لـهم من العمود في الـخـارج!!!

وهذا التبرير الأرميـنـي يـبـيـن لنا أن كهنة الـمسيحية ينـهبون الأموال من الـمسيحيين ويـحتكرون الـمقدسات لأنفسـهم.


وإليك موقع البطريركية الرومية الأورشليمية وهو يذكر هذه التناقضات بين اليونانيـيـن والأرمن👇:

التناقضات بين الروم الأرثوذكس والأرمن بشأن سبب خروج النار من العمود في سبت النور


وبغض النظر عن أن قصة انشاق العمود هي قصة خرافية بالكامل ولا تُصدَق أصلاً ، لكنني أرى أشياء غريـبة في هذا التبرير الأرميـني ؛ فالكنيسة الأرمينية تـحـاول أن تـقنعنا أن الـمسيحيـيـن اليونانيـيـن الفقراء قطعوا آلاف الكـيلومترات من أوروبا حتى وصلوا إلى كنيسة القيامة في القدس ولم يستطيعوا دفع التبرعات في النـهاية!!!!

ما هذا الـهراء؟!


"""""""""""""""""""""""""""""""

وفي النـهاية،  أود أن أختـم كلامي بعدة أمور وهي كـالتالي:

أولاً: 

قصة ظهور النار في سبت النور هي وسيلة استـخـدمتـها كنيسة الروم الأرثوذكس للترويـج لنفسـها حيث أن كنيسة الروم الأرثوذكس أظهرت أمام الناس أن الأرمن لـم يستطيعوا إخراج النار في سبت النور.

وكذلك حـاول الروم الأرثوذكس إقناع الناس أن الكـاثوليك لم يقدروا أبداً على إخراج النار في سبت النور.

ونفس الشيء حـدث ضد الأقباط حيث زعمت الشائعات أن النار خرجت من العمود في أيام إبراهيم باشا بسبب دخـول بابا الروم الأرثوذكس مع بابا الأقباط بطرس السابع!!!  

وكـأن هذه الـحـادثة لا تـحصل إلا على يد الروم الأرثوذكس؟!


والغريب في الأمر أن الكثير من الأقباط والسريان السـذج ما زالوا يدافعون عن هذه الـخرافة التي تشوه منظر كنيستـهم وتـجعلهم في مرتبة أدنى من الروم الأرثوذكس...


ثانياً:

تستشـهد الـمواقع الـمسيحية بأن هناك عالـمين تكـلما عن معـجزة انشقاق العمود، واسم العالم الأول هو البروفيسور الروسي/ يفجـينـي ميخـائيلوفـيتش موروزوف (Evgeny Michailovich Morozov )

والعالم الثاني وهو البروفيسور اليوناني/ جورج أ. بابادوبولوس (George Α. Papadopoulos)


وتزعم الـمواقع الـمسيحية بأنـهم سألوا العالِـم الروسي الأول فأجـابـهم بأن شق العمود حـدث بسبب تفريغ كهربي... فاستنـتـج هؤلاء الـمسيحيون أن هذه لا بد أن تكون معجزة.

لكنني أود القول بأن هذا التقرير الـمنسوب إلى العالِم الروسي لا يـمكننا تصديقه ببساطة، لأن الـمواقع الـمسيحية لم تقدم لنا أي دليل على أن هذا العالِم أدلى بـهذه الـمعلومة، ولم تقدم لنا الـمواقع الـمسيحية أي تسجيل صوتي لـهذا العالِـم وهو يـتـحـدث عن حـادثة انشقاق العمود الـمزعومة، وبالتالي لا يـمكننا التأكد مـما تدعيه هذه الـمواقع الـمسيحية وخصوصاً أن هذه الـمواقع تـنسخ نفس الكلام من بعضـها بدون تـحقق من مدى مصداقية الـمعلومة!

 

أما بالنسبة للعالِـم اليوناني الثاني، فإن الـمواقع الـمسيحية تزعم أن هناك شـخصاً راسل هذا العالِـم عبر البريد الإلكتروني فأجـاب هذا العالِم قائلاً أن انشقاق العمود حصل بسبب تفريغ كهربي (ربـما صاعقة قوية) بالإضافة إلى هزة زلزالية قوية أدت إلى حـدوث صدع من أسفل العمود باتـجـاه الأعلى....

ولكن هذا الإدعاء لا يـمكننا تصديقه ببساطة؛ فالـمواقع الـمسيحية لم تقدم لنا أي دليل على أن هذا العالِـم قال هذا الكلام، ولم تعرض الـمواقع الـمسبحية صورة إسكرين شوت من الرسالة البريدية، ولم تضع الـمواقع الـمسيحية عنوان البريد الإلكتروني لـهذا العالِم حتى نـتـمكن نـحن أيضاً من التواصل معه والتأكد من الـمعلومة.

فـخـلاصة الأمر هو أن الـمواقع الـمسيحية نسبت كلاماً إلى اثـنيـن من العلماء بدون دليل.

ثم إننا لو قلنا أن انشقاق العمود حصل بسبب تفريغ كهربي (صاعقة قوية) أثناء سبت النور، فهذا معناه أن هذه الصاعقة كانت قريـبة من الزوار الـمجتمعين أمام كنيسة القيامة وكان من الـممكن أن تؤذيـهم.

ونفس الأمر ينطبق على الزلزلة القوية.


ثانـياً:

بالنسبة لـمخطوطة مكتبة بافاريا بـميونـخ:

Codex Monacensis Graec. 346

التي يستدل بـها الـمسيحيون فإنني دخـلت على موقع الـمكتبة ، ولم أتـمكن من رؤية الـمخطوطة كاملةً؛ فالـمكتبة تعرض فقط مواصفات الـمخطوطة مثل أبعادها وعدد صفحاتـها وتعرض الـمكتبة أول فقرة منـها فقط، ولم تعرض الـمكتبة كل الـمخطوطة. وبالتالي لا يـمكننا التأكد من الادعاءات التي ينسبـها الـمسيحيون لـهذه الـمخطوطة.

 مع العلم أن أول مرة تم نشر نسخـة من هذه الـمخطوطة كـان باللغة اليونانـية الأصلية في عام ١٨٩٠ ميلادياً بواسطة بابادوبولوس كيراموس في سانت بطرسبرغ، مع ترجمة روسية؛ أي أن نشر هذه النسخـة تم بعد ٣١١ سنة من حـادثة انشقاق العمود الـمزعومة.


ثالثاً:

إذا سألتني عن رأيـي الشـخصي في سبب حـدوث هذا الشق في العمود؛ فإنني أعتقد أن هذا بسبب الزلازل التي كانت تضرب كنيسة القيامة من حـين لآخر مـما سبَّب تدمير بعض الأجزاء في هذه الكنيسة.

وكانت الدول الـمسيحية تقوم بترميم الكنيسة من حـين لآخر.


رابعاً:

إذا كان الـمسيحيون يزعمون أن إلـههم يـمنحهم الـمعـجـزات في كل زمان ومكان ، إذن لـماذا لا يُـخرِجون النار من أي عمود أمام أعيننا الآن ؟!


إن الديانة الـمسيحية مبنية على الأكاذيب والقصص الشعبية لكي يـمجـدوا القديسين والكنـائس، ولا يستطيع الـمسيحيون أن ينشروا دينـهم بالعقل والـمنطق.


___________

إلى هنا، أكون قد فندت الشبـهة بالكامل

لا تنسوا نشر الـمقال أو نسـخـه

لا تنسونا من صالـح دعائكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا