الرد على شبهة نبش النبي لقبور المشركين عند بناء المسجد| نبش القبور في الكتاب المقدس والمسيحية

 مضمون الشبـهة:

أعداء الإسلام يـنـتـقدون النبي محمد ويقولون أنه كان ينبش قبور الـمشركين من أجـل التنكيـل بـهم...

ويستشـهد أعداء الإسلام بـهذه الرواية:

[فَأَمَرَ بِقُبُورِ الْـمُشْرِكِينَ فَنُبِشَتْ]


----------------

الرد على هذه الشبـهة السخيفة:

أولاً: 

أعداء الإسلام قد اقـتطعوا الرواية من سياقها؛ فالرواية لم تـتكـلـم عن تنكيـل النبـي بـجثث الـكـفار بل الرواية تـتكـلـم عن فتـح قبور الـكفار من أجـل نقلها إلى مكـان آخر حتى يـتمكن النبـي من توسيع مكـان مناسب لـمسجـد الـمدينة الـمنورة.


فالنبي لم يفعل ذلك من أجـل التنكـيل بـجثث الـمشركين بل هو فقط نقل رفاتـهم من أجـل توسيع الـمكـان لبناء الـمسجـد بالـمدينة الـمنورة.

وهذه الرواية لا تـتـحـدث عن مشركي قريش الذين كانوا يعادون النبي بل الرواية تـتكـلـم عن مشركي يثرب الذين ماتوا في الـجـاهلية قبل الإسلام بسنوات. ولذلك ستلاحظ أن البـخـاري وضع الرواية تـحت باب: (هل تنبش قبور مشركي الـجاهلية)


------------------------

 ثانـياً:

تلك الـمقابر الـمنبوشة كـانت مقابر قديـمة مـهجورة، لدرجـة أن معظم العظام فيـها كانت قد تلاشت واختفت، ولذلك عندما نقرأ الرواية فسنجـدها تقول:

[فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِالنَّخْـلِ فَقُطِعَ، وَبِقُبُورِ الْـمُشْرِكِينَ فَنُبِشَتْ، وَبِالْـخِرَبِ فَسُوِّيَتْ] (صـحـيح مسلم ٥٢٤)


فالرواية السابقة تـخـبرنا أن تلك الـمقابر كان بـها خِرب. وكلمة (الـخِرب) في اللغة العربـية لـها هذه الـمعاني التالية:

١- الأماكن الـخربانة الـخـالية

٢- الأماكن التي بـها حفر 

٣- العظام التي قد تلاشى جوفها ومـخها.


يقول الـزمـخشري في كتـابه (أساس البلاغة) - ١/‏٢٣٦ — ما يـلي:

[وهو خرب العظام إذا لم يكن فيـها مـخ. قال كعب:

«يـنجـو بـها خرب الـمشاش كأنه *** بـخزامة في أنفه مشنوق»]


فتلك الـمقابر كانت أماكن خرابة، وكانت مليئة بالـحفر، وكانت معظم العظام فيـها قد تلاشى جوفها، ولذا أمر النبي بنقل العظام إلى تربة أخرى وتسوية الـخِرب بالأرض. 


وهناك الكثير من الكتب التي تـحـدثت عن أن تلك الـمقابر كانت قديـمة ومـهجورة ومندثرة، فمثلاً:

٭ قال النووي في (شرحـه على مسلم) (٥/ ٧) - ما يـلي:

[فنُبشت: فيه جواز نبش القبور الدارسة (أي التي انـمـحـى أثرها مع الزمن)]



٭ وقال بدر الدين الزركشي - في كتـابه (إعلام الساجـد بأحـكـام الـمساجـد) - ١/‏٣٨١ — ما يـلي:

[وقيل: لأنـها دثرت، ولم يظهر لـها أثر، والـحـاجـة داعية إلى الانتفاع بـمحـالـها.]


ونفس الكلام نقله صالـح بن ناصر الـخزيم في كتـابه (وظيفة الـمسجـد في الـمجتمع) ١/ ٥٧


٭ وقال الفتَّني - في كتـابه (مـجـمع بـحـار الأنوار) - ٥/ ٦٣١ - ما يـلي:

[وأمر بقبور الـمشركين «فنُبشت»: فيه جواز نبش القبور الدراسة.]


وأيضاً كانت تلك الـمنطقة مستنقع ماء، ولذلك اضطر الـمسلمين إلى تـجفيفها قبل بناء الـمسجـد: 

ولذا يقول أحمد أحمد غلوش - في كتـابه (السيرة النبوية والدعوة في العهد الـمدني ١/‏١٠٤ — ما يـلي:

[فقالا: بل نـهبه لك يا رسول الله ﷺ، فأبى النبي ﷺ أن يقبله منـهما كهبة، واستـمر معهما حتى ابتاعه ليكون مسجـدًا، فلما اشتراه النبي ﷺ أمر بالنخـل فقُطع، وبالقبور فنُبشت، وبالعظام فغُـيبت، وبالـخِرب فسُويت، وبـما فيه من مياه فـجُففت، وبذلك أصبح الـمكان جـاهزًا للبناء فيه.]


------------------

ثالثاً:

النبي استأذن أصـحـاب هذه الـمقابر وهم بنو النـجـار ، وعرض النبيُ عليـهم ثـمناً لشراء تلك الـمقابر القديـمة، ولكن بني الـنـجـار أرادوا إعطاء هذه الـمقابر للنبي بلا ثـمن ابتغاءً لوجـه الله، فرفض النبي هذه الـهبة واشترى منـهم الـمكان بثـمنه، ودفع ثـمن الـمكـان إلى سـهل وسـهيل أبناء رافع بن أبي عمرو، وكانا تـحت رعاية أسعد بن زرارة.

روى البـخـارى (١٨٦٨) ما يـلي:

[حَـدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ :  حَـدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسٍ: «قَدِمَ النَّبِيُّ ﷺ الْـمَدِينَةَ، وَأَمَرَ بِبِنَاءِ الْـمَسْجِـدِ، فَقَالَ: يَا بَنِي النَّجَّـارِ، ثَامِنُونِي، فَقَالُوا: لَا نَطْلُبُ ثَـمَنَهُ إِلَّا إِلَى اللهِ، فَأَمَرَ بِقُبُورِ الْـمُشْرِكِينَ فَنُبِشَتْ، ثُمَّ بِالْـخِرَبِ فَسُوِّيَتْ، وَبِالنَّخْـلِ فَقُطِعَ، فَصَفُّوا النَّخْلَ قِبْلَةَ الْـمَسْجِـدِ.»]


----------------

 رابعاً:

النبي قام بدفن ما تبقى من عظام الـمشركين في مـكـان آخر ولم يقم بإهانـتـها...


- ولذا قال الأستاذ الدكتور/ موسى شاهين لاشين - في كتـابه (فتح الـمنعم شرح صـحيح مسلم) - ٣/‏١١٠ — ما يـلي:

[فأمر رسول اللَّه ﷺ أصـحـابه بقطع النخـل فقطعوه، وأمر بقبور الـمشركين فنُبشت، وجمع عظامـها وترابـها وغُيبت في باطن الأرض، وأمر بآثار الـهدم والـحـجـارة فسُويت ومـُهدت الأرض واستوت ثم بنى الـمسجـد]



- ويقول الشيخ/ منصور ناصف - في كتـابه (التاج الـجـامع للأصول في أحـاديث الرسول) ١/‏٣٧٤ — ما يـلي:

[أي بـيعوني بالثـَمن حـائطـكم هذا، أي بستانكم. وكـان فيه قبور الـمشركين ونـخيل فـجُمعت عظام الـموتى ودُفنت في مكـان عميق.]


- وقال الشيخ/ عبد القادر الأسطواني - في كتـاب (أصل الزراري شرح صـحيح البخاري) - مـخطوط ١/‏٢٩١ — ما يـلي:

[فأمر النبيُّ الأعظم ﷺ بقبور الـمشركين؛ يعني: التي في الـحـائط، (فنُبشت)؛ أي: حُفرت وغُيِّبت عظامـها. وزعم العـجـلوني أن العظام أُخرجت ورُميت في غير موضع!

قلتُ: هذا بإطلاقه مـمنوع، فإن كان مراد العـجـلوني أنَّ العظام أُخرجت ودُفنت في موضع آخر؛ فـمُسلَّـم أنَّه جـائز. وإن كـان مراد العـجـلوني إخراج العظام ورميـها غير مدفونة؛ فغير جـائز. والظاهر: أنَّ هذا مراده؛ لأنَّ قوله: (ورُميت) معناه: أُلقيت غير مدفونة، وهذا غير جـائز؛ لأنَّ أجزاء الآدمي ولو كـافرًا مـحـترمةٌ، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾ [الإسراء: ٧٠]، وإكرامه يعني دفنه تـحـت الأرض، كـما لا يـخفى.]



- ويقول الـمحقق الدكتور/ مصطفى ديب البغاء - في صـحيح البـخـاري- هامش صفحـة ١٦٥ ما يـلي:

[(فنُبشت) كُشفت وغُـيـبت عظامـها في التراب]


- ويقول القسطلاني - في كتـابه (إرشاد الساري) ٣/ ٣٢٩ ما يـلي:

[فأمر بقبور الـمشركين فنُبشت وبالعظام فغُيـبت]


- ويقول الزرقاني في كـتاب (شرح الزرقاني على الـمواهب اللدنية بالـمنح الـمحمدية) ٢/‏ هامش صفـحـة ١٧٧ — ما يـلي:

[«ومقابر مشركين» زاد في رواية: من الـجـاهلية، «فأمر بالقبور فنُبشت»، زاد في رواية: وبالعظام فغُـيـبت.]


--------------------

خـامساً:

حتى لو كان هناك قبر مسلـم بـجـوار مسـجـد، وكانت هناك حـاجة شديدة إلى توسيع الـمسجـد ، فإنه يـجـوز نبش قبر الـمسلـم وإخراج رفاته ونقله إلى آخر حتى نـتـمـكن من توسيع الـمسجـد.


--------------

سادساً:

بالنسبة لليـهود والـمسيحيين الذين يـتـظاهرون بأنـهم مساكين ويزعمون أن النبي أمر بنبش قبورهم!

أنا أرد عليـهم وأقول:

أولاً: الرواية السابقة التي تكـلمت عن نبش القبور هي رواية تـتكـلـم عن نبش قبور مشركي العرب الذين ماتوا في الـجـاهلية، ولا تـتكـلم عن نبش قبور أهل الذمة سواء كانوا اليـهود أو الـمسيحـيـيـن الوثـنـيـيـن. فهذه حـالة تـختلف عن تلك.

وهذا ما شرحـه ابن بطال ثم ختم كلامه قائلاً:

[كذلك أهل الذمة اليوم من اليـهود والنصارى، لا يـجوز نبش قبورهم لاتـخـاذ مسجـد ولا غيره.]

راجع كتـاب: (شرح صـحيح البـخـاري لابن بطال ٢/ ٨١)- لابن بطال.


----------------------

سابعاً:

الـمسيحـيـون يتباكون ويستشـهدون ببعض الفتاوي التي تـنص على جواز نبش قبور الـمشركين من أجـل الـمال!

وأنا أرد عليـهم وأقول:

الـمسيحيون فهموا هذه الفتوى بالـخطأ؛ فهذه الفتوى كـانت تـتـكـلـم عن إمكـانـية فتح قبور الـموتى الوثـنيـيـن القدماء من أجـل استخراج الذهب أو ما شابه. وقد كان الذهب في أيامـهم هو الـمال؛ لأن الأموال كانت تُصنَع من الذهب والفضة، وكانوا يتبادلون البضائع بالذهب.

فهذه الفتوى تـتكـلـم عن فتح قبور الـموتى القدماء من أجـل استخراج الذهب مثلما يتـم الآن استكشاف مقابر الفراعنة الوثنيين ويـتـم استخراج الذهب والأشياء الـثمينة من تلك الـمقابر. وهذا أمر عادي معروف في كل دول العالم.

ولذا يقول الطحـاوي في كتـابه (اختلاف العلماء) - اختصار الـجصاص ٣/‏٤٥٤ — ما يـلي:

[وَقد روى مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن إِسْمَاعِيل بن أُميَّة عَن بـجـير ابْن أبي بـجـير قَالَ سَـمِعت عبد الله بن عَمْرو يَقُول سَـمِعت رَسُول الله ﷺ حِـين خرجنَا إِلَى الطَّائِف فمررنا بِقَبْر فَقَالَ رَسُول الله ﷺ هَذَا قبر أبي رِغَال وَهُوَ أَبُو ثَقِيف وَكَانَ من ثَـمُود وَكَانَ بِـهَذَا الْـحَرَام يدْفع عَنهُ فَلَمَّا خرج أَصَابَته النقمَة بِـهَذَا الْـمَكَان فَدفن فِيهِ، وَآيَة ذَلِك أَنه دفن مَعَه غُصْن من ذهب إِن أَنْتُم نَبَشْتُمْ عَنهُ أصبتموه مَعَه فَابْتَدَرَهُ النَّاس فَاسْتَخْرَجُوا مَعَه الْغُصْن.

وَفِي الـحَـدِيث إِبَاحَـة نبش قبر الْـمُشرك لأجـل الـمَال.]


فهذه الفتوى ☝️ مبنية على رواية استخراج قطعة ذهب من قبر (أبو رغال) الذي كان من ثـمود، ومات قبل النبي محمد بـمئات السنين؛ أي أن جـثـته كانت قد تـحـللت ولم يتبق إلا قطعة الذهب في قبره.

مع العلم أن هناك علماء آخرين كرهوا فتـح تلك القبور القديـمة لاستـخراج الأشياء الـثمينة مثل مالك، والأوزاعي وغيرهم.


وأما بالنسبة لقبور أهل الذمة (اليـهود والنصارى) الذين يعيشون بين الـمسلمين، فإن الأشياء الـثمينة الـموجودة في قبورهم هي لـهم وليست حقاً لنا، فمثلاً: لو افترضنا أن هناك مسلماً عثر بالصدفة على شيء ثـمين في مقبرة شـخص نصراني ، فإن هذا الشيء يتم إعطاءه إلى أهل هذا النصراني الـميت لأنـهم ورثـته. 

وإذا لم نعرف هوية النصراني الـميت أو أهله، فإن هذا الشيء الـمعثور عليه يأخـذ حـكم (اللُقْطَة) في التشريع الإسلامي ؛ حيث يتم التعريف بـهذا الشيء من أجـل الاستعلام والبـحـث عن أربابه وأصـحـابه لـمدة سنة، وإذا لم نـجـد أصـحـابه في النـهاية فسيتم التصرف في هذا الشيء الـمعثور عليه.

يقول الفقيه/ أحـمد الصاوي - في كـتاب (حـاشية الصاوي على الشرح الصغير = بلغة السالك لأقرب الـمسالك) ١/‏٦٥٥ — ما يـلي:

[ودفن مسلم أو ذمي لقطة كـالـموجود من مالـهما على ظهر الأرض يُعرَّف سنة إذا لم يُعلَم ربه (صاحـبه) أو وارثه.]


--------------------

ثامناً:

 موضوع نبش قبور الـمشركين دائـماً من أجـل بناء الـمساجـد هي أمر مُستبعَد ولا نلجـأ لذلك إلا عند الضرورة الـقصوى كمـا قلنا من قبل 

ولذلك يقول ابن بطال - في (شرح صـحيح البخاري) - ٢/‏٨٠ - ما يـلي : 

[قال الـمؤلف: أما نبش قبور الـمشركين ليُتخـذ مكانـها مساجـد، فلم أجـد فيه نصًا لأحـدٍ من العلماء.]


----------------

تاسعاً:

وأما بالنسبة لـمن يستشـهدون بأن بعض الفقهاء أفتوا بأن جثة الكافر لا حـرمة لـها وأنـها غير مـحـترَمة ، فإنني أرد عليـهم وأقول:

أولاً: الكفار هم مَن أهانوا جثث أنفسـهم حيث كان الكثير منـهم ينكر البعث والقيامة وكانوا يؤمنون بالعدمية بعد الـموت، ولذلك كانوا يدفنون جثث الـموتى من باب التـخـلص منـها فقط وليس بـنية التكريم. بل تـحـكي لنا كتب التفسير أن بعض كفار قريش كـانوا يُـحـضرون عظاماً نـخرة ويفتـتونـها أمام النبي ثم يقولون له: كيف ستعود هذه العظام إلى الـحياة عند يوم القيامة ، ولذلك نزل قول الله تعالى:

﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِیَ خَـلۡقَهُۥ قَالَ مَن یُـحۡیِ ٱلۡعِظَـامَ وَهِیَ رَمِیم ۝٧٨ قُلۡ یُـحۡیِـیـهَا ٱلَّذِیۤ أَنشَأَهَاۤ أَوَّلَ مَرَّةࣲ وَهُوَ بِكُلِّ خَـلۡقٍ عَلِیمٌ ۝٧٩﴾ [يس ٧٧-٧٩]


وما زلنا حتى اليوم نـجـد الكثير من الـكفار في العالم يـحرقون الـجثث أو يلقونـها للطيور من أجـل أن تأكـلها.

المشرك لا يحترم جثث موتاه


وحتى الـملـحـد يؤمن بالعدمية، وبالتالي فإن جـسد الـميت لم يعد له أي قيمة عند الـملحـد أصلاً؛ لدرجـة أنني أذكر أن أحـد الـملاحدة سرق مال الدفن الـمخصص لدفن صديقه الـملحـد!!

فالكافر هو مَن لم يـحـترم نفسه أصلاً...


أما في الإسلام ، فإن هناك بعض الفقهاء الذين ردوا على الفتاوى الـخاطئة حول جثة الـمشرك، وقد أكـدوا أن جثة الآدمي بشكل عام مـحـترمة؛ فهو إنسان في النـهاية مـهما كان معتقده.

ولذلك يقول الشيخ/ عبد القادر الأسطواني - في كتـاب (أصل الزراري شرح صـحيح البخاري) - مـخطوط ١/‏٢٩١ — ما يـلي:


[لأنَّ أجزاء الآدمي -ولو كـافرًا- مـحـترمةٌ، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾ [الإسراء: ٧٠]، وإكرامه يعني دفنه تـحـت الأرض، كـما لا يـخفى.]


---------------

عاشراً:

النبي أمر بقطع النـخـيل من أجـل استخدامه في بناء الـمسجـد ، ولذلك تقول الرواية:

[وبالنَّخْـل فَقُطِعَ، فَصَفُّوا الْنَخْـلَ قِبْلَةَ الْـمَسْجِدِ، وَجَعَلُوا عِضَادَتَـيْهِ الْـحِـجَـارَةَ]


-----------------

النقطة الـحـادية عشر:

الـمشركون الذين كانوا مدفونـيـن في تلك الـمنطقة القديـمة لم يكن لـهم الـحق في أن يـنـدفنوا في تلك الـمنطقة، ولذلك قال الفتَّني - في كتـابه (مـجـمع بـحـار الأنوار) - ٥/ ٦٣١ - ما يـلي:

[وأمر بقبور الـمشركين «فنُبشت»: فيه جواز نبش القبور الدراسة، ولعل تلك القبور لـم تكن أملاكًـا لـمن دُفن فيـها بل قُبروا فيـها غصبًا، ولذا باعها مالكوها.]


- وقال القاضي عياض - في كتـابه (إكـمال الـمعلـم بفوائد مسلـم) - ٢/ ٤٤١ - ما يـلي:

[لعله أن أصـحـاب الـحـائط لم يـُملِّكوهم تلك البقعة على التأبـيد]


----------------

النقطة الـثانية عشر:

أنبياء الكـتاب الـمقدس هم مَن كـانوا يسيئون إلى جثث الـموتى ، فمثلاً:

نـجـد في الكتـاب الـمقدس أن النبي داود قطع رؤوس الفلسطينيـيـن وأعطى تلك الـجثث للطيور والـحيوانات الـمفترسة لكي تأكـل جثثـهم؛ حيث يقول سفر صموئيل الأول ١٧:

٤٥- فقال داود للفلسطيني: «أنت تأتي إلي بسيف وبرمـح وبترس، وأنا آتي إليك باسم رب الـجنود إله صفوف إسرائـيل الذيـن عيرتـهم.

٤٦- هذا اليوم يـحـبسك الرب في يدي، فأقتلك وأقطع رأسك. وأُعطِي جثث جـيش الفلسطينيـيـن هذا اليوم لطيور السماء وحيوانات الأرض، فتعلـم كل الأرض أنه يوجـد إله لإسرائـيل.


- والنبي موسى أخـرج عظام يوسف وأخـذها معه من مصر حيث ورد في سفر الـخروج ١٣: ١٩ ما يلي:

[وأخـذ موسى عظام يوسف معه، لأنه كـان قد استحـلف بني إسرائيل بـحـلف قائلاً: «إن الله سيفتقدكم فتُصعِدون عظامي من هنا معكم».]


واليوم، نرى الـمسيحيـيـن يُـخـرجون عظام القديسين وغيرهم ويعرضونـها للزوار!

المسيحيون ينبشون القبور ويعرضون الجثث للزوار

المسيحيون ينبشون القبور ويعرضون الجثث للزوار


- وحتى على موقع بطركية أنطاكية فستجـدهم يقولون أنـهم نبشوا قبور الـموتى وعرضوها للزوار الـمسيحيـيـن!



- وفي عام ٤٢٩ ميلادياً ، قام القديس كيرلس بإنشاء مزار مسيحي ووضع فيه جـثـتـي القديس أباكير ويوحنا...!!!

نبش القبور في المسيحية

 

_________________


إلى هنا، أكون قد فندتُ الشبـهة بالكامل

لا تنسوا نشر الـمقال أو نسـخـه

لا تنسونا من صالـح دعائكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 


صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا