مضمون الشبـهة:
يزعم أعداء الإسلام أن الإسلام أهان الـمرأة ووصفها بأنـهـا أسيرة عند زوجـها، ويستشـهد أعداء الإسلام بـهذا الـحـديث التالي:
[النساء عوان عندكم]
------------
الرد على هذه الشبـهة السخيفة:
أولاً:
بالنسبة لـهذا الـحـديث الـمنسوب إلى النبي فإنه حـديث ضعيف وليس له أي سند صـحيح حسب قواعد الـجرح والتعديل.
وقد ورد هذا الـحـديث بعدة أسانـيد كلها ضعيفة وهي كالتالي:
١-
[عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الأَحْوَصِ ، قَالَ : حَـدَّثَنِي أَبِي عَن النَبي]
ولكن هذا السند ضعيف؛ لأن الراوي/ سليمان بن عمرو بن الأحوص - هو رجـل مـجهول الـحـال ولم يوثـقه أحـد من علماء زمانه.
وهذا الراوي مقبول في حـالة الشواهد والـمتابعات فقط، لكنه هنا غير مقبول بسبب عدم وجود أي شواهد أو متابعات صـحيحـة تدعم كلامه.
راجع: تعليق الأرنؤوط على (سنن ابن ماجـه) ٤/٥٥٨
راجع: كتـاب (النكت الـجياد الـمنتخبة من كلام شيخ النقاد) - ٣/٢٨٧ — إبراهيم بن سعيد الصبـيحي.
-----------------
٢-
[حَـدَّثَـنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ , حَـدثـنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْـحَـاقَ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ .....]
ولكن هذا الإسناد ضعيف؛ لأنه منقطع مـرسل.
ثم إن راوي هذا الـحـديث هو: يونس بن أبي إسـحـاق، وقد ضعَّفه بعض أهل العلـم مثل: أبو أحمد الـحـاكم ، وأبو حـاتم الرازي، وأحمد بن حنبل، ويـحيى بن سعيد القطان وغيرهم حيث وصفوه بأن له أخطاء وزيادات وغفلة.
-----------
٣-
[حـدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ الْـهُذَلِيُّ ، عَنْ أَبِي الْـمَلِيحِ الْـهُذَلِيِّ عَن النَبي.]
هذا الإسناد ضعيف؛ لأنه مرسل وبه انقطاع.
ثم إن الراوي/ عبيد الله بن أبي حُميد الـهذلي - متروك الـحـديث.
------------
٤-
[حَـدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ الْعُكْـلِيُّ ، حَـدَّثَـنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ ، قَالَ : حَـدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ.]
ولكن هذا الإسناد ضعيف؛ لأن الراوي/ موسى بن عبيدة - هو راوٍ منكر الـحـديث.
أما الراوي/ زيد بن حُباب العُكـلي - فهو صدوق لكن له أخطاء.
------------
٥-
[حَـدَّثَنَا حَزْمٌ ، قَالَ : سَـمِعْتُ الْـحَـسَنَ يقول: قال النبي....]
ولكن هذا الإسناد ضعيف؛ لأنه به إرسال وانقطاع.
ثم إن الراوي/حزم بن أبي حزم القطعي - هو راوٍ صدوق لكن له بعض الأخطاء كمـا قال ابن حبان البستي وابن حـجر العسقلاني.
----------
٦-
[حَـدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَـدَّثَنَا سَلَمَةُ ، عَنِ ابْنِ إِسْـحَـاقَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَـجِــيحٍ ، قَالَ : قال رسول الله....]
هذا الإسناد ضعيف به إرسال وانقطاع.
ثم إن الراوي/ ابن إسـحـاق - مدلس.
والراوي/ سلمة بن الفضل - كثير الـخطأ. والراوي/ ابن حميد - متروك الـحـديث
---------------
٧-
[عَنْ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِي حَرَّةَ الرَّقَاشِيِّ ، عَنْ عَمِّهِ ، عن النبي]
ولكن هذا الإسناد ضعيف؛ لأن الراوي/ أبا حَـرة الرقاشي - هو راوٍ ضعيف الـحـديث.
والراوي/ على بن زيد - هو راوٍ ضعيف الـحـديث.
والراوي/ حـماد بن سلمة - تغير حفظه في آخره.
-----------------
٨-
[حَـدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَبِيبٍ ، حَـدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْـمُحَـبَّرِ ، حَـدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ ، عَنْ عَبْدِ خَـيْرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عن النبي]
ولكن هذا السند ☝️ ضعيف؛ لأن الراوي/ عباد بن كثير - هو راوٍ وضَّاع يـخـترع الأحـاديث.
والراوي/ داود بن الـمُحـبَّر - هو راوٍ وضَّاع يـخـترع الروايات.
والراوي/ عبد الرحمن بن حبيب - ليس فيه توثـيق معتبَر من العلماء.
-------------
٩-
[أَخْـبَرَنا عَبْدُ الْـمَلِكِ بْنُ الْـحَسَنِ الْـمَعَافِرِيُّ ، أنبا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ فَهْدٍ ، أنبا أَحْمَدُ بْنُ مُطَرِّفِ ، حـدثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَوَّارٍ ، قَالَ : حـدثنا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ ، حـدثنا إِسْـمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، حَـدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضُـمَيْرَةَ ، عَنْ أَبِـيهِ ، عَنْ جَـدِّهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عن النبي]
لكن هذا الإسناد ضعيف ؛ لأن الراوي/ عبد الله بن ضـميرة - مـجهول الـحـال.
والراوي/ حسين بن عبد الله بن ضـميرة - كـذاب.
والراوي/ إسماعيل بن أبي أويس - صدوق لكن يـخطيء.
والراوي/ أحمد بن نصر - ضعيف الـحـديث
والراوي/ أحمد بن مطرف - مـجـهول.
والراوي/ أبو بكر محمد بن القاسم بن فهد - مـجهول.
والراوي/ عبد الله بن الـحسن الـمعافري - مـجهول.
----------------
١٠-
وروى الزيلعي هذا الـحـديث هكـذا : [النساء عوان في أيديكم]
ولكن هذا الـحـديث ضعيف بلا إسناد أصلاً.
**************
وبالتالي يتبين لنا أن عبارة [النساء عوان عندكم] لم تصـح ولم تـَثبت نسبتـها إلى النبي أبداً.
وقد أخطأ الترمذي عندما زعم أن هذا الـحـديث صـحيح ، ولـهذا أنا رددتُ عليه وأثبتُ أن هذا الـحـديث ضعيف الإسناد وبالدليل.
___________
النقطة الثانـية:
حتى لو افترضنا أن هذا الـحـديث صـحـيح فإنه لا يسيء إلى النساء أصلاً؛ لأن كلمة (عوانٍ) ليست إساءة للـنساء أصلاً. وأنا لي رأي شـخصي يـختلف عن رأي مَن فسروا هذه الكلمة.
فبعض الأئـمة مثل الترمذي وغيره قد فسروا كلمة (عوان) على أنـها تعني الأسيرة!!!
ومع كـامل احـترامي للترمذي وغيره إلا أني لي رأي مـختلف عنـهم؛ فأنا أعتقد أن كلمة (عوان) تعني هنا : الـمهتمات بالزوج، وليس أسيرات.
فكلمة (عوانٍ) أصلها: (العواني).
ونفس الأمر ينطبق على كلمة (نوادٍ) حيث أن أصلها: (النوادي).
وكلمة (العواني) هي جمع تكسير لكلمة (عانـية)...؛ لأن كل كلمة مؤنـثة على وزن (فاعلة) يصح جمعها جمع تكسير لتصبح على وزن (فواعل).
فمثلاً: كلمة (زانـية) على وزن (فاعلة)، وتُـجمع جمع تكسير هكـذا: (زوانٍ) على وزن (فواعل) أو (الزواني) على وزن (الفواعل).
إذن، كلمة (عوانٍ) مفردها (عانـية).
وكلمة (عانـية) على وزن (فاعلة) ، وهي مأخـوذة من الفعل (عنى) أي: اهتـم.
فعبارة [النساء عوانٍ عندكم]؛ أي هم عندكم يـهتمون بـكم.
-------------------
النقطة الثالثة:
أعداء الإسلام الذين يستدلون بعبارة [النساء عوانٍ عندكم] هم يقتطعون العبارة من سياقها لأنـهم يعلمون جيداً أن سياق الكلام فيه أمر بـحسن معاملة النساء...
تعالوا بنا نقرأ العبارة في سياقها:
«اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَـيْرًا فَإِنَّـمَا هُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ»
لكن أعداء الإسلام بتروا عبارة «استوصوا بالنساء خـيراً»
-----------------
النقطة الرابعة:
حـتى لو افترضنا أن كلمة (عوانٍ) معناها أسيرات، فإن هذا لا يعني الإساءة إلى النساء.
فمثلاً:
- يقول الشيخ/ ابن عثيمين - في (لقاء الباب الـمفتوح) ٢٢٧/٢١ — ما يـلي:
[يقول: الرسول ﷺ قال: «إن النساء عوان عندكم». والعواني: جمع عانـية وهي الأسيرة، ولكن يقال: الرسول قال هذا حثًا على الرفق بـهن، لا فتحًـا لأبواب الاسترقاق لـهن.]
- ويقول الشيخ أبو إسـحـاق الـحويني في (دروسه) ٨٥/١٠ — ما يـلي:
[النبي قال: «إن النساء عوان عندكم». (عوان) أي: أسيرات، فالـمرأة أول ما تـتزوجها تدخـل السجن مباشرةً حيث أنـها لا تستطيع أن تـتزوج غيرك، وإذا سافرت وتركتَـها ظلت معلقة بك، ما تستطيع أن تأخـذ الإفراج إلا بالطلاق. فالـمرأة لـما دخـلت سـجنك كن كريـمًا معها؛ فالرسول قدوتنا في ذلك وقد حث ورغَّب في الإحسان إليـهن.]
وحتى لو افترضنا أن كلمة (عوانٍ) هنا تعني أسيرات، فإن هذا لا يعني أن النبي أمر بأسر الـمرأة بل ربـما تكون الكلمة قد قيلت على سبيل الاستنكـار لـهذا الفعل مثلما أنا أقول لك:
[أحسن إلى أبناءك فإنك تسيء إليـهم]
فعبارة «إنك تسيء إليـهم» هنا ☝️ هي من باب الاستنكـار الذي استنكـره لـفعلك الـمشين.
--------------------
النقطة الأخـيرة:
النساء في الـكـتاب الـمقدس (كتـاب الـمسيحيـيـن) هن أسيرات، فمثلاً:
سفر التكوين ٣١: ٢٦
[وقال لابان ليعقوب: «ماذا فعلتَ، وقد خـدعتَ قلبي، وسُقتَ بناتي كسبايا السيف؟»]
فهنا☝️ ، يتكـلـم الكتـاب الـمقدس عن بنات لابان حيث تزوجهن يعقوب وأخـذهن وهرب مـما جعل والدهن (لابان) يطارد يعقوب ويستنكر هذا الفعل منه؛ لأنه تعامل مع بناتـه وكأنـهن أسيرات بالسيف!!!
وعندما أرسل داود عبـيده إلى (أبـيـجـايل) لكي يتزوجها فإن أبـيـجـايل انـحنت إلى الأرض وأخـبرت العبـيد بأنـها ستكون أَمة لداود وأنـها ستغسل أرجـل عبيد داود.
ورد في سفر صـموئيل الأول ٢٥: ٤١
[فقامت وسـجـدت على وجهها إلى الأرض وقالت: «هوذا أمتك جـارية لغسل أرجـل عبيد سيدي».]
مع العلم أن أي شـخـص يقرأ سياق القصة فسيشعر أن أبـيجـايل كانت خـائفة من داود؛ لأن داود غضب على زوجـها السابق (نابال) وأحضر معه ٤٠٠ فرد مسلح للـهجوم على زوجها (نابال) ، ولكن أبـيجـايل قابلت داود في الطريق وتذللت له وأعطته أشياءً لكي تُرضيه. ثم رجعت أبـيجـايل إلى زوجها (نابال) وأخـبرته بالأمر فأصيب قلبه بـمرض ومات بعد أيام، ثم جـاء داود وأخـذ أبـيـجـايل لنفسه!!!
---------------
ولا تستعـجب إن قلتُ لك أن الكتـاب الـمقدس وصف الـمرأة نفسـها بأنـها شبكـة فـخ وقيود وأنـها أسوء من الـموت!
سفر الـجـامعة ٧: ٢٦
[فوجـدتُ أمـر من الـموت: الـمرأة التي هي شِباك، وقلبـها أشراك، ويداها قيود. الصالـح قدام الله ينـجـو منـها. أما الـخـاطئ فيؤخـذ بـها.]
وفي الإلـحـاد يتم استغلال النساء في الـجـنس وأخـذ أموالـهن ثم يرميـهن الـملاحـدةُ في الزبالة ويـتخـلون عنـهن.
----------------
إلى هنا ، أكون قد فندتُ الشبـهة بالكـامل
لا تنسوا نشر الـمقال أو نسـخـه
لا تنسونا من صالـح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا