معنى آية ﴿فصل لربك وانحر﴾ | ما معنى النحر في سورة الكوثر | هل النحر يعني وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة | الرد على شبهة أن النحر لا يعني ذبح الأضاحي

 مضمون الشبـهة:

بعض منكري السُنة خرجوا على الانـترنت وقاموا بـتـفسير سورة (الكوثر) على مزاجـهم حيث زعموا أن هذه السورة لا يوجـد فيـها أي أمر بـنحر الأضاحي في الأعياد لإطعام الفقراء والـمساكين والأقرباء. 

واستشـهد هؤلاء الـمنكرين للسُنة بـبعض الروايات الضعيفة التي تفسر كلمة (الـنـحر) بأنـها وضع اليد اليـمنى على اليسرى في الصلاة أو استقبال القبلة وليس نـحـر الأضاحي في العيد!!!!


-----------------

الرد على هذه الشبـهة السخيفة:

أعداء الإسلام يستشـهدون ضدنا بـبعض الروايات الضعيفة التي لم يَثبت إسنادها أو نسبتـها أصلاً. وهذه الروايات الضعيفة كالتالي:

[عَنْ وَكِيعٍ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادِ بْنِ أَبِي الْـجَعْدِ , عَنْ عَاصِمٍ الْـجَـحْـدَرِيِّ , عَنْ عُقْبَةَ بْنِ ظُهَيْرٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْـحَرْ﴾ قَالَ : «هُوَ وَضْعُ الْـيَمِينِ عَلَى الْيُسْرَى فِي الصَّلاةِ.»]


لكن هذه الرواية ☝️ ضعيفة ؛ فالذي رواها هو: عقبة بن ظهير ، وهو رجـل مـجهول أصلاً.


* وهناك رواية أخرى تُنسَب إلى (علي بن أبي طالب) ولكنـها رواية ضعيفة ، وهي كـالتالي:

[ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : ثنا أَبُو صَالِـحٍ الْـخُرَاسَانِيُّ ، قَالَ : ثنا حَمَّادٌ ، عَنْ عَاصِمٍ الْـجَـحْـدَرِيِّ ، عَنْ أَبِـيهِ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ ظَبْيَانَ ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَالَ فِي قَوْلِ اللَّهِ : ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْـحَرْ﴾ قال : وَضَعَ يَدَهُ الْيُـمْنَى عَلَى وَسَطِ سَاعِدِهِ الأَيْسَرِ ، ثُمَّ وَضَعَهُمَا عَلَى صَدْرِهِ.] 


لكن هذه الرواية ☝️ ضعيفة ؛ فالراوي عقبة بن ظبيان هو راوٍ مـجـهول ، وليس له أي توثـيق معتمد. بالإضافة إلى وجود اضطراب في اسم هذا الراوي عند مقارنة الروايات بـبعـضـها.

 ثم إن ابن حميد متروك الـحـديث.


★ وقد ورد في كتـاب (نيـل الـمرام من تـفسير آيات الأحـكـام) - الـجزء الأول -‏ هامش صفحـة ٤٧٠ - ما يـلي:

[إسناده ضعيف: رواه ابن جرير (٣٠/ ٣٢٥) وابن أبي شيبة في «الـمصنف» (١/ ٤٢٧)، والبخـاري في «الكبير» (٦/ ٤٣٧)، وابن الـمنذر في «الأوسط» (٣/ ٩١)، وابن أبي حـاتم في «الـجرح والتعديل» (٦/ ٣١٣)، والـحـاكم (٢/ ٥٣٧)، والبيـهقي (٢/ ٢٩، ٣٠)، وضَعَّف ابن كثير إسناد هذا.]



* ونفس مضمون الرواية السابقة يُنسَب إلى الصـحـابي أنس في رواية ولكنـها ضعيفة، وهي كالتالي: 

[حـَدثنا أَبُو الْـحَرِيشِ، حَـدثنا شَيْبَانُ، حَـدثنا حَمَّادٌ، حَـدثنا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ رَجُـلٍ، عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ.]


ولكن هذه الرواية ☝️ ضعيفة؛ ففيـها رجـل مـجهول لا نعرف هويته. 

ثم إن الراوي أبو الـحـريش مـجهول


*************

وزعم السيوطي أن ابن مردويه ذكر رواية عن ابن عباس هكـذا:

[قال ابن عباس﴿فصل لِرَبِّك وانـحـر﴾ قَالَ: إِن الله أوحى إِلَى رَسُوله أَن ارْفَعْ يَديك حـذاء نـحرك إِذا كَبرت للصَّلَاة فَذَاك النَّحْر]


ولكنني رجعتُ إلى كتب ابن مردويه ولم أجـد فيه هذه الرواية . مع العلم أن هذه الرواية ضعيفة بلا إسناد أصلاً.

 والسيوطي عاش في القرن التاسع الـهجري.


**************

وهناك رواية أخرى ضعيفة كـالتالي:

[أخـبرنا أبو زكريا بن أبي إسـحـاق، أنبأ الـحسن بن يعقوب بن البخـاري، أنبأ يـحيى بن أبي طالب، أنبأنا زيد بن الـحـباب، حَـدثنا روح بن الـمسيب قال: حـدثني عمرو بن مالك، عن أبي الـجوزاء، عن ابن عباس في قول اللَّه: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْـحَرْ﴾، قال: وضع الـيمين على الشمال في الصلاة عند النحر.]


[أخـبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْـحَـافِظُ وَأَبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَا: حَـدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَـدثنا يَـحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنبأنا يَزِيدُ، أنبأنا أَبُو رَجَـاءٍ رَوْحُ بْنُ الْـمُسَيَّبِ التَّـمِيمِيُّ، قَالَ: سَـمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَالِكٍ النُّكرِيَّ، حَـدثنا أَبُو الْـجَوْزَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْـحَرْ﴾، قَالَ: وَضْعُ الْـيُمْنَى عَلَى الشِّمَالِ عِنْدَ النَّحْرِ فِي الصَّلَاةِ.]


هذه الرواية ☝️ ضعيفة ، فقد رواها عمرو بن مالك النكري وهو مـختلف فيه عند العلماء فقد ضَعَّفه أبو أحمد بن عدي الـجرجـاني وأبو يعلى الـموصلي وابن حبان البستي


وأما الراوي/ روح بن الـمسيب ، فقد اختلف العلماء حوله، وقد انـتـقده بعض العلماء مثل: أبو أحمد بن عدي الـجرجـاني وأبو حـاتم الرازي. 

وقال عنه أبو حـاتم بن حبان البستي : 

[يروي عن الثقات الـموضوعات ويقلب الأسانـيد ويرفع الـموقوفات، لا تـحـل الرواية عنه ولا كـتابة حـديثه إلا للاختبار.]


وأما الراوي/ زيد بن الـحباب الـتميمي ، فهو صدوق لكن يُـخطيء كثيراً.


- ويقول الثعلبي - في تفسيره (الكشف والبيان عن تفسير القرآن) - الـجزء ٣٠ - هامش صفحـة ‏٣٧١ - ما يـلي:

[الـحـكم على الإسناد: ضعيف؛ فيه: روح بن الـمسيب ، وهو متكـلَـم فيه، وعمرو بن مالك النكري، صدوق له أوهام.]



- ويقول محمد بن مبارك حـكيمي - في كـتاب (العتيق مصنف جـامع لفتاوى أصـحـاب النبي) - ٥/‏١٠٥ — مـا يـلي:

[أخـبرنا أبو زكريا بن أبي إسـحـاق أخـبرنا الـحـسن بن يعقوب بن البخـاري أخـبرنا يـحيى بن أبي طالب أخـبرنا زيد بن الـحباب حـدثنا روح بن الـمسيب قال حـدثني عمرو بن مالك النكري عن أبي الـجوزاء عن ابن عباس في قول الله: ﴿فصل لربك وانـحر﴾ قال: وضع اليـمين على الشمال في الصلاة عند النحر. اهـ سند ضعيف.]


*********************


وهناك رواية أخرى ضعيفة كـالتالي:

[أخـبرنا جَنَاحُ بْنُ نَذِيرٍ بِالْكُوفَةِ، حـدثنا عَمِّي أَحْمَدُ بْنُ جَنَاحٍ، حـدثنا أَبُو الْـحَرِيشِ ، حـدثنا شَيْبَانُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حـدثنا عَاصِمٌ الْـجَـحْـدَرِيُّ، عَنْ أَبِـيهِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ صُـهْبَانَ، أَنَّ عَلِيًّا قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْـحَرْ﴾، قَالَ: وَضْعُ يَدِهِ الْـيُمْنَى عَلَى وَسطِ يَدِهِ الْيُسْرَى، ئُمَّ وَضْعُهُمَا عَلَى سُرَّتِه (وفي رواية أخرى: على صدره)]


ولكن هذه الرواية ☝️ ضعيفة بسبب مـجـهولية والد عاصم الـجـحـدري ثم إن هذه الرواية فيـها اضطراب وتـختلف عن باقي الروايات في اسم الراوي الذي أخـذ الرواية عن (علي بن أبي طالب)!


*****************


وهناك رواية أخرى ضعيفة كـالتالي:

[وحـدثنى قيس عن يزيد بن يزيد ابن جَابِرٍ عَنْ رَجُـلٍ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ فِيـهَا: النَّحْرُ أَخْذُكَ شِـمَالَكَ بِيَـمِينِكَ فِي الصَّلاةِ، وَقَالَ: «فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْـحَرْ» اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ بِـنَحْرِكَ]


ولكن هذه الرواية ☝️ ضعيفة لعدة أسباب منها أنـها مروية عن رجـل مـجهول.


*****************

وهناك رواية مـكـذوبة منسوبة زوراً إلى (علي بن أبي طالب) وهي كـالتالي:

[ثنا وَهْبُ بْنُ أَبِي مَرْحُومٍ ، ثنا إِسْرَائِيلُ بْنُ حَـاتِمٍ ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ ، عَنِ الأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ : لَـمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ  ٭ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْـحَرْ﴾، قَالَ النَّبِيُّ : «يَا جِـبْرِيلُ ، مَا هَذِهِ النَّحِـيرَةُ الَّتِي أَمَرَنِي بِـهَا رَبِّي؟» , قَالَ : «إِنَّـهَا لَيْسَتْ بِـنَحِـيرَةٍ وَلَكِنَّهُ يَأْمُرُكَ إِذَا تَـحَرَّمْتَ لِلصَّلاةِ أَنْ تَرْفَعَ يَدَيْكَ إِذَا كَبَّرْتَ ، وَإِذَا رَكَعْتَ ، وَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ ، فَإِنَّـهَا صَلاتُـنَا وَصَلاةُ الْـمَلائِـكَـةِ الَّذِينَ فِي السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ.»]


ولكن هذه الرواية ☝️ مكـذوبة ؛ فقد رواها أصبغ بن نباتة ، وهو شيعي رافضي كـذاب.

والراوي الثاني في السند هو إسرائـيل بن حـاتم الـمروزي ، وهو متروك الـحـديث.


- قال ابن حبان في كتـابه (الـمجروحـين) ١/ ١٧٧:

[إسرائـيل بن حـاتم الـمروزي أبو عبد الله، شيخ يروي عن مقاتل بن حيّان الـموضوعات، وعن غيره من الثقات الأوابد والطامات]


- وقال ابن القيسراني في تذكرة الـحفاظ ص٢٦٠ :

 [رواه إسرائيل بن حاتم الـمروزي، عن مقاتل بن حيّان، عن الأصبغ بن نباتة، عن علي. والآفة من إسرائيل، وإن كان ما روى عنه إلى أمير الـمؤمنين لا تقوم بـهم حـجّـة، ولكنه يُعرف به].


- وقال الذهبي في التلخيص:

 [إسرائيل صاحب عـجـائب، لا يُعتمد عليه، وأصبغ شيعي، متروك عند النسائي]


- وقال ابن كثير:

 [روى ابن أبي حـاتم ها هنا حـديثًا منكرًا جـدًّا].


 وقال ابن حـجر في (التلخيص الـحبير) ١/ ٦٥١:

 [وإسناده ضعيف جـدًّا، واتـهم به ابنُ حبان في الضعفاء إسرائـيلَ بن حـاتم».


 - وقال السيوطي في كـتاب (الإكـليل) ص٣٠٠: 

«سند ضعيف».


 وقال الألباني في (السلسلة الضعيفة) ١٣/٢٢ (٦٠٠٨): «حـديث موضوع (أي مزور)».


****************

وروى الثعلبي في تفسيره رواية منكرة ضعيفة وهي كـالتالي:

[وقال واصل بن السائب: سألتُ عطاء عن قوله سبحـانه وَانْـحَرْ قال: أمر رسول الله ﷺ‎ أن يستوي بين السجـدتين جـالساً حتى يـبدوا نـحره]

ولكن هذه الرواية ☝️ ضعيفة جـداً ؛ فالرواي/ واصل بن السائب - قد ضعَّفه كل أهل العلـم ووصفوه بالضعف.


*****************

وقد عزى السيوطي إلى ابن أبي حـاتم هذا القول التالي:

[عن عطاء بن أبي رباح قال: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانْـحَرْ﴾، أي: «إذا صَلَّيتَ فرفعتَ رأسك من الركوع فاستوِ قائـمًا».]

ولكنني راجعت تفسير ابن أبي حـاتم ولم أجـد فيه هذا الكـلام الـمنسوب لعطاء.


**************

وذكر الثعلبي في تفسيره هذه الأقوال بلا إسناد👇:

 [عن محمد بن السّائِب الكـلبـي قال: أي «استقبل القِبلة بنَـحْرك».

وعن سليمان التيمي قال: «يعني وأرفع يديك بالدعاء إلى نـحـرك».

 وقال ذو النون: أي «أذبـح هواك في قلبك»!!!]


ولكن الثعلبي ذكر هذه الأقوال☝️ بدون إسناد ، ولذا هي أقوال ليس عليـها ما يثبـتـها.

ثم إن محمد بن السائب الكـلبي كان شيعياً سبئياً وله مناكير وقد ترك أهل الـعلم أحـاديثه. وأنا شـخصياً لا أرتضي شـخصاً كـهذا لكي يفتي في ديني.


*****************

وعزى السيوطي إلى ابن أبي حاتم هذا التفسير التالي:

[عن أبي الأحـوص (عوف بن مالك بن نضلة الأشـجـعى) قال: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانْـحَرْ﴾، أي: استقبل القِبلة بـنَـحْـرك.]


ولكنني راجعت تفسير ابن أبي حـاتم ولم أجـد فيه هذا الكلام السابق.


*******************

وهناك رواية مـكـذوبة منسوبة إلى أبي جعفر الباقر، وهي كـالتالي: 

[حـدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن إسرائـيل، عن جـابر، عن أبي جعفر ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْـحَرْ﴾ الصلاة، وانـحـر: برفع يديه أول ما يكبر في الافتتاح.]


ولكن هذه الرواية ☝️ مـكـذوبة ومنسوبة زوراً إلى أبي جعفر الباقر، والذي رواها هو الشيعي الرافضي السبئـي/ جـابر بن يزيد الـجعفي، وهو رافضي كـذاب.


-----------------

الـخـلاصة:

أي رواية فيـها أن ﴿انـحـر﴾ ليست عن أضاحي العيد هي رواية ضعيفة أو مـزيفة.


وأما بالنسبة لـمَن يزعمون أن ﴿انـحر﴾ معناها وضع اليد على اليد في الصلاة ، فإنني أرد عليهم وأقول:

 هذا التفسير مـخـالف للغة العربـية، وليس هناك أي معجم من معاجم اللغة قال أن ﴿انـحـر﴾ معناها وضع اليد على اليد.


وأما بالنسبة لـمن يزعمون أن ﴿انـحر﴾ في سورة الكوثر تعني وضع اليد على الصدر عند السرة، فإنني أرد عليـهم وأقول:

 هذا الكـلام مـخـالف للغة العربـية أيضاً؛ لأن الـنحر في اللغة العربـية يعني الرقبة عند أعلى الصدر ، وهذا ما يـتوافق مع ذبـح أضاحي الإبل في الأعياد.

 أما في الصلاة، فإننا لا نضع الأيدي على الرقبة عند أعلى الصدر بل نضعها في أسفل الصدر.

- ولذلك علَّق ابنُ كثير في تفسيره (١٤/ ٤٨٢) على كل هذه التفسيرات الغريـبة وقال:

[وكلّ هذه الأقوال غريـبة جـدًّا]


- وذكر ابنُ عطية في تفسيره (٨/ ٦٩٩) أنّ معنى النَّحر في الآية هو: «نَـحْـر الـهَدي والنُّسك في الضحـايا حسب قول جمهور الناس»


- ورجَّـح ابنُ كثير (١٤/ ٤٨٢) ما يـلي:

[الـمراد بالنَّحر: ذبـح الـمناسك؛ ولـهذا كان رسول الله يُصلِّي العيد، ثم يَنـحَـر نُسكـه، ويقول: «مَن صَلّى صلاتـنا، ونَسك نُسكنـا، فقد أصاب النُّسك، ومَن نَسك قبل الصلاة فلا نُسك له». فقام أبو بردة بن نـيار فقال: يا رسول الله، إني نَسكتُ شاتي قبل الصلاة، وعرفتُ أنّ اليوم يوم يُشتـهى فيه اللـحم. قال: «شاتك شاة لـحم». قال: فإنّ عندي عَناقًا هي أحبّ إليّ من شاتيـن، أفتجزئ عني؟ قال: «تـجزئك، ولا تـجزئ أحـدًا بعدك»].


- والـمفسر ابن جرير الطبري عرض آراء الآخرين في تفسيره (٢٤/ ٦٩٦)  ثم رجـح قول محمد بن كعب القُرَظيّ مستنداً إلى السياق والدلالة العقلية، فذكر أنّ الرأي الأصـح هو:

 [فاجعل صلاتك كلَّها لربِّك خـالصًا دون ما سواه من الأنداد والآلـهة، وكذلك نَـحْرُك، اجْعَلْه له دون الأوثان، شكرًا له على ما أعطاك من الكرامة والـخـير الذي لا كُفْءَ له، وخصَّك به، من إعطائه إيّاك الكوثر].


وعلَّل ابن جرير الطبري ترجيحـه قائلاً: 

[لأنّ الله -جـلَّ ثناؤه- أخـبر نبيّه بـما أكرمه به مِن عطيَّتِه وكرامتِه وإنعامه عليه بالكوثر، ثم أتبع ذلك قولَه: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانْـحَر﴾، فكان معلومًا بذلك أنه خصَّه بالصلاة له، والنَّحر على الشكر له، على ما أعْلَمه من النعمة التي أنعمها عليه، بإعطائه إيّاه الكوثر، فلم يكن لـخصوص بعض الصلاة بذلك دون بعضٍ، وبعض النحر دون بعضٍ وجْـهٌ، إذ كان حثًّا على الشكر على النعم.]



- وعلَّق ابنُ كثير (١٤/ ٤٨٢) على ترجيح ابن جرير الطبري بقوله: «وهذا الذي قاله في غاية الـحُسن، وقد سبقه إلى هذا الـمعنى: محمد بن كعب القُرَظيّ، وعطاء»



ثم إن الله ذكر في عدة آيات جزئـية الأضاحي ؛ لكي نـتـقرب بـها  إلى الله فنطعم الفقير والـمسكين والقريب مثل:

﴿وَٱلۡبُدۡنَ جَعَلۡنَـاهَا لَكُم مِّن شَعَـاىِٕرِ ٱللَّهِ لَكُمۡ فِیهَا خَـیۡر فَٱذۡكُرُوا۟ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَیۡـهَا صَوَاۤفَّ فَإِذَا وَجَبَتۡ جُنُوبُـهَا فَكُـلُوا۟ مِنۡـهَا وَأَطۡعِمُوا۟ ٱلۡقَانِعَ وَٱلۡـمُعۡتَرَّ كَذَ ⁠لِكَ سَـخَّرۡنَـاهَا لَكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ﴾ [الحج ٣٦]


﴿لِّیَشۡـهَدُوا۟ مَنَـافِعَ لَهُمۡ وَیَذۡكُرُوا۟ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِیۤ أَیَّامࣲ مَّعۡلُومَـاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَـهِیمَةِ ٱلۡأَنۡعَـامِ فَكُـلُوا۟ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُوا۟ ٱلۡبَاۤىِٕسَ ٱلۡفَقِیرَ﴾ [الـحـج ٢٨]


----------------

إلى هنا ، أكون قد فندتُ الشبـهة بالكامل 

لا تنسوا نشر الـمقال أو نسـخـه 

لا تنسونا من صالـح دعائكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 


صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا