الرد على شبهة الولد للفراش وللعاهر الحجر | كذبة أن الإسلام ينسب ابن الزنا للزوج

مضمون الشبـهة:

يزعم أعداء الإسلام أن النبـي دعا إلى اختلاط الأنساب بأن يُنسب الـمولود إلى غير والده الـحقيقي.

ويـزعم أعداء الإسلام أن النبـي محمد أمـر بأن ننسب الطفل ابن الزنا إلى الزوج دائـماً حتى وإن لـم يكن هذا الطفل من صلب الزوج. ويستدل أعداء الإسلام على ذلك بالرواية التالية:

«الولد للفراش وللعاهر الـحـجر»


----------------

الرد على هذه الشبـهة السخيفة:

أولاً: 

الإسلام نـهى الناس عن خـلط أنسابـهم بل وأمـرنا الإسلام بـنسبة كـل طفل إلى والده الـحقيقي طالـما أنـنا متأكدون من هوية والد الطفل الـحقيقية:

• فإذا تأكـدنا أن الزاني (فلان) هو والد الطفل فإن الطفل يُنسَب له. 

• وإذا كـان الزوج هو والد الطفل الـحقيقي، فيُنسب الطفل له.

• وإذا كـنا غير متأكدين من هوية الوالد ولا نعرف أي الرجـال هو الوالد الـحقيقي، فـحينـها لا يـحق لنا أن نـنسب الطفل إلى رجـل غير أبـيه الـحقيقي بل نعامل الطفل كـأخ لنا في الدين أو مولانا.

يقول الله تعالى:

﴿وَمَا جَعَلَ أَدۡعِیَاۤءَكُمۡ أَبۡنَاۤءَكُمۡ ذَ ⁠لِكُمۡ قَوۡلُكُم بِأَفۡوَ اهِكُمۡ وَٱللَّهُ یَقُولُ ٱلۡـحَقَّ وَهُوَ یَـهۡدِی ٱلسَّبِیلَ ۝٤ ٱدۡعُوهُمۡ لِـَٔابَاۤىِٕـهِمۡ هُوَ أَقۡسَطُ عِندَ ٱللَّهِ فَإِن لَّمۡ تَعۡلَمُوۤا۟ ءَابَاۤءَهُمۡ فَإِخۡوَ ا⁠نُكُمۡ فِی ٱلدِّینِ وَمَوَ الِیكُمۡ وَلَیۡسَ عَلَیۡكُمۡ جُنَاحٌ فِیمَاۤ أَخۡطَأۡتُم بِهِۦ وَلَـٰكِن مَّا تَعَمَّدَتۡ قُلُوبُكُمۡ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِیمًا﴾ [الأحزاب ٥]


فالله أمرنا بـحفظ الأنساب وعدم نسبة أي مولود إلى غير والده الـحـقيقي.

وحتى إن كـان الـمولود ابن زنا ، فيـجب أن نـنسبه إلى أبـيه الـحقيقي الذي زنى بأمه طالـما أننا تأكدنا من هوية أبـيه الـحقيقي.

أما إذا والد الـمولود مـجـهولاً، فإننا نعتبر هذا الـمولود أخـانا في الدين ومن موالينا.


وقد حـذر النبيُ الأشـخـاصَ الذين يغيرون نسب أنفسـهم وينسبون أنفسـهم إلى رجـال آخرين غير آبائـهم الـحقيقـيـيـن👇.

* وورد في صـحيح مسلـم (٢٤٤١) عن عمرو علي بن أبي طالب أن النبي قال:

[مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِـيهِ ، أَوِ انْـتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ ، وَالْـمَلَائِكَـةِ ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ، لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا ، وَلَا عَدْلًا]


فالـحق أن يُنسَب الـمولود إلى والده الـحقيقي.


**********

ثانـياً:

بالنسبة لعبارة «الولد للفراش» التي يستـنـكرها أعداء الإسلام، فإن هذا العبارة يقتطعها أعداء الإسلام من سياقهـا التاريـخي...

وإذا رجعنا إلى سياق الـحـديث بالكـامل، فسنجـده يقول: 

[اخْتَصَمَ سَعْدُ بنُ أبِي وقّاصٍ وعَبْدُ بنُ زَمْعَةَ في غُلامٍ، فقالَ سَعْدٌ: هذا يا رَسولَ اللَّهِ ابنُ أخِي عُتْبَةَ بنِ أبِي وقّاصٍ، عَهِدَ إلَيَّ أنَّه ابنُهُ، انْظُرْ إلى شَبَـهِهِ، وقالَ عبدُ بنُ زَمْعَةَ: هذا أخِي يا رَسولَ اللَّهِ، وُلِدَ على فِراشِ أبِي مِن ولِيدَتِهِ، فَنَظَرَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ إلى شَبَـهِهِ فَرَأى شَبَـهًا بَيِّنًا بعُتْبَةَ، فقالَ: «هو لكَ يا عبدُ بنَ زَمْعَةَ، الوَلَدُ لِلْفِراشِ ولِلْعاهِرِ الـحَـجَرُ، واحْـتَجِبِـي منه يا سَوْدَةُ بنْتَ زَمْعَةَ»، قالَتْ عائشةُ: فَلَمْ يَرَ سَوْدَةَ قَطُّ.]


بالنسبة للـحـديث السابق☝️، فإن هذا الـحـديث لا يأمر بانـتساب الـمولود إلى غير والده الـحـقيقي. 

بل في هذا الـحـديث، سنجـد أن النبي لـم ينسب الـمولود إلى أحـد أصلاً؛ فالنبي لـم يقل أن هذا الطفل هو ابن زَمعة أو ابن عُتبة؛ وذلك نظراً لأن أم الطفل قد ضاجعها أكـثر من رجـل، وبالتالي فإن هذا الـمولود أصبح مـجـهول النسب والأب.

 وهنا يعلمنا النبي كيفية التعامل في هذه الـحـالات مع الطفل مـجهول الأب والنسب؛ حيث يـجب أن نعتبر هذا الـمولود من إخواننا وموالينا دون أن ننسبه إلى أحـد.

يقول الله تعالى:

  ﴿ٱدۡعُوهُمۡ لِـَٔابَاۤىِٕـهِمۡ هُوَ أَقۡسَطُ عِندَ ٱللَّهِ فَإِن لَّمۡ تَعۡلَمُوۤا۟ ءَابَاۤءَهُمۡ فَإِخۡوَ ا⁠نُكُمۡ فِی ٱلدِّینِ وَمَوَالِیكُمۡ وَلَیۡسَ عَلَیۡكُمۡ جُنَاحٌ فِیمَاۤ أَخۡطَأۡتُم بِهِۦ وَلَـٰكِن مَّا تَعَمَّدَتۡ قُلُوبُكُمۡ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِیمًا﴾ [الأحزاب ٥]


ولذا قال الطحـاوي في (شرح معاني الآثار) - ٣/ ١١٤ - ما يـلي:

[وَلَمْ يَـحْـكُمْ النَبيُ فِي نَسَبِهِ بِشَيْءٍ]


فالنبـي لـم ينسب هذا الطفل إلى أحـد أصلاً، ولذا من الـخطأ أن يزعم البعض أن النبـي نسب ابن الزنا إلى الزوج!

بل إن هذه الرواية لا تـتـحـدث أصلاً عن الزوج وزوجته الزانـية بل تـتـحـدث الرواية عن أَمة زنت في الـجـاهلية قبل الإسلام. وبالتالي من الـخـطأ أن يزعم بعض الشيوخ أن هذه الرواية تـخص الزوج وزوجته الزانـية التي أنـجبت له طفلاً من الزنا!  


___________

ولكي تـفهم الـموضوع أكثر، دعني أشرح لك الـحـديث:

كـان هناك رجـل في الـجـاهلية اسـمه زمعة ، وكـان زمعة له أولاد منـهم: (عبد بن زمعة) و (سودة بنت زمعة) التي هي زوجـة النبي.

وكـان زمعة يـملك أَمة تـخـدمه، وهذه الأَمة ولدت مولوداً في بيت سيدها زمعة. ولكن هذه الأَمة كـان عُتبة بن أبي وقاص زنا معها من قبل وهو مشرك - حيث كـانت الإماء يـزنـيـن في الـجـاهلية قبل الإسلام.

وقبل أن يـموت عُتبة بن أبي وقاص، فإنه وصَّى أخـاه (سعد بن أبي وقاص) بأن يـجـلب طفل هذه الأَمة لأنه ظن أنه ابنه.

وهنا أراد (سعدُ بن أبي وقاص) أن يأخـذ الطفل من (عبد بن زمعة) وتـحـجـج بأن الطفل هو ابن أخيه الـمتوفي ، لكن عبد بن زمعة رفض إعطاء الطفل له مؤكداً أن هذا الطفل هو ابن أبـيه (زمعة) وليس ابن عُتبة.


وهنا ذهب (سعد بن أبي وقاص) و(عبد بن زمعة) إلى النبي لكي يـحـتكمـا إليه بشأن الـمولود، فـحـكم النبي بإعطاء الـمولود إلى (عبد بن زمعة) وقال له «هو لك» ، وذلك لعدة أسباب:

أولاً: والدة هذا الـمولود كـانت باقية على قيد الـحياة وتعيش عند آل زمعة ، وبالتالي يـجب إعطاء الطفل إلى أمه؛ فهي أولى بتربـيته من غيرها. وبالتالي سيتربى الابن عند آل زمعة.

مع العلـم أن هذه الأَمة كـانت قد زنت في الـجـاهلية قبل الإسلام، وبالتالي لا عـلاقة لـها بإقامة الـحـد عليـها؛ فهذا الزنى كـان قبل الإسلام.

وحتى لو أقيـم الـحـد عليـها، فسيُقام حـد الـجـلد وليس الرجم نظراً لأنـها أَمة. وهذا يعني أن والدة الطفل لـم تـمت بل ظلت على قيد الـحـياة عند أهل سيدها. 

ولذلك أعطى النبيُ الطفلَ إلى عبد بن زمعة.


ثانـياً:

كمـا قلنا من قبل، فإن الرواية تـتـحـدث عن أَمة كـانت عند زمعة وأن لـهذه الأَمة مولوداً. وبعد أن مات زمعة فإن هذه الأَمة أصبحت عند (عبد بن زمعة)؛ لأنه هو السيد الـجـديد الذي سيتولى شؤون هذه الأَمة بعد وفاة والده زمعة. وبنفس الطريقة سيكون الطفل عند (عبد بن زمعة)، لكي يـتـولى شؤونه مع أمه.

ولـهذا حـكم النبـي بإعطاء هذا الـمولود لـ(عبد بن زمعة) وقال له: «هو لك» ، وخصوصاً أن عبد بن زمعة أراد هذا الطفل بشدة وتـمسك به. والنبي لـم يـجـبره على أخـذه.

* وعبارة «هو لك» لا تعنى أن النبي نسب الـمولود إلى (زمعة) أو (عبد بن زمعة)، بل تعنى أن النبي أعطى الـمولود إلى (عبد بن زمعة)؛ لأنه هو مولاه الـجـديد الذي سيقوم على تدبـيـر شئون الـمولود وأمه.


وقد أجـاب الكمـال بن الـهمام - في كـتاب (فتح القدير) (٥/ ٣٧)  - وأشار إلى أن النبي لـم ينسب الـمولود إلى أحـد ولا إلى زمعة، بل ما فعله النبي هو أن أعطى الـمولود إلى (عبد بن زمعة) ليكون هو مولاه الـجـديد القائـم على تربـيـته وإدارة شئونه.


* وقد قال أبو بكر الرازي - في كتـاب (أحـكـام القرآن للـجـصاص) - ٥/‏١٥٩ — ما يـلي:

[وَقَدْ رُوِيَ فِي بَعْضِ الْأَلْفَاظِ أَنَّهُ قَالَ «هُوَ لَك يَا عَبْدُ»، وَلَا يَدُلُّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّهُ أَثْبَتَ النَّسَبَ؛ لِأَنَّهُ جَـائِزٌ أَنْ يُرِيدَ بِهِ إثْبَاتَ الْيَدِ لَهُ إذْ كَـانَ مَنْ يَسْتَحِقُّ يَدًا فِي شَيْءٍ جَـازَ أَنْ يُضَافَ إلَيْهِ فَيُقَالُ «هُوَ لَهُ».]


* وقال الطحـاوي في (شرح معاني الآثار) - ٣/ ١١٤ - ما يـلي:

[وَكَـانَ مِنَ الْـحُـجَّـةِ لَـهُمْ فِي الْـحَـدِيثِ الْأَوَّلِ، «أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ إِنَّـمَا قَالَ لِعَبْدِ بْنِ زَمْعَةَ: «هُوَ لَكَ يَا عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ»، وَلَمْ يَقُلْ: «هُوَ أَخُوكَ»؛ فَقَدْ يَـجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ بِقَوْلِهِ «هُوَ لَكَ» أَيْ: هُوَ مَـمْلُوكٌ لَكَ، لِـحَـقِّ مَالِكٍ عَلَيْهِ مِنَ الْيَدِ، وَلَمْ يَـحْـكُمْ فِي نَسَبِهِ بِشَيْءٍ.]


****************

وقـد وردت عبارة زائدة في بعض الروايات حيث تزعم هذه الزيادة أن النبي قال لـ(عبد بن زمعة) عن الطفل: «هو أخــوك» 

 ولكن هذه العبارة ☝️ قد شكَّـك بعض العلماء القدماء في نسبتـها للنبي؛ فقد رواها البيـهقي بسند ضعيف في السنن الكبرى وقال:

[أَخْـبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الـحَـافِظِ ، أَخْـبَرَنِي أَبُو الْـحَسَنِ بْنُ صُبَيْحٍ ، حـدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْـحَـاقَ ، حـدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ ، حَـدَّثَنِي عَمِّي ، أَخْـبَرَنِي يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ شِـهَابٍ ، أَخْـبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، أَنَّ عَائِشَةَ قالت : قال رسول الله: «هو لك هو أخوك يا عبد بن زمعة»]

وهذا السند ☝️ ضعيف؛ لأن الراوي/ أبو الـحسن بن صبيح مـجهول الـحـال.

وأما الراوي/ أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، فهو مـخـلط كـذاب ضعيف.


- وبعض الشيوخ يـتـحـجـجون بأن البـخـارى روى عن يونس أن النبي قال لـ(عبد بن زمعة) عن الطفل: «هو أخوك»

ولكن عندما رجعتُ إلى صـحـيح البخـاري فسنجـده قد روى هذه العبارة عن يونس بسند مُعلَّق ضعيف. والعلماء أنفسـهم يعترفون بذلك؛ فمثلاً: الألباني وغيره قد اعترفوا أن هذا السند مُعلَّق كالـتالي👇

قال البـخـاري:

[وَقَالَ اللَّيْثُ: حَـدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِـهَابٍ: أَخْـبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ:.... فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «هو لك، هو أخوك يَا عَبْدُ بْنَ زَمْعَةَ» مِنْ أَجْـلِ أَنَّهُ وُلِدَ عَلَى فِرَاشِهِ.]

فهذه الرواية السابقة☝️ مُعلَّقة من مُعلَّقات البـخـاري وهي ضعيفة؛ فالبخـاري وُلِدَ بعد موت الليث بسنوات. وقد ذكرها البـخـاري بطريقة الـمُعلَّقات لينبه الناس إلى ضعفها.

والبخـاري عندما روى نفس هذه الرواية عن الليث بسند متصل في موضع آخر من كتـابه فإنه لـم يذكر عبارة «هو أخوك يا عبد».


ذكر البخـاري في صـحيحـه ما يـلي:

[حَـدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حَـدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ ابْنِ شِـهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّـهَا قَالَتْ: فقَالَ النَبي: «هُوَ لَكَ يَا عَبْدُ بْنَ زَمْعَةَ، الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الْـحَـجَـرُ، وَاحْتَجِبِي مِنْهُ يَا سَوْدَةُ بِنْتَ زمعة»: قالت: فلم ير سودة قط.]

وحتى الطحـاوي في (شرح معاني الآثار) قد روى الرواية عن يونس ولـم يُذكَر فيـها عبارة: «هو أخوك»


- وقد زعم البعض أن الذهلي روى هذه العبارة الـمُعلَّقة👈 «هو أخوك» بسند متصل في الزهريات، ولكني رجعتُ إلى كـلام الذهلي ولـم أجـد أي رواية متصلة صـحيحـة تـحوي عبارة: «هو أخوك»


* وأما بالنسبة لأبي داود السجستاني، فقد روى روايةً عن مسدد وسعيد بن منصور ، ثم قال أبو داود السجستاني في نـهاية الرواية:

[زَادَ مُسَدَّدٌ: فِي حَـدِيـثِهِ: فَقَالَ: هُوَ أَخُوكَ يَا عَبْدُ.]


ولكن هذه الزيادة☝️ قد ضعَّفـها بعض العلماء، وخصوصاً أننا لا ندري هل هي زيادة متصلة الإسناد إلى النبي أم مقطوعة، فمثلاً: أبو مـحـمد البغوي - قال في كتـابه (شرح السنة) - ٩/‏٢٧٦ — ما يـلي:

[وَقَالَ مُسَدَّدٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، فِي هَذَا الْـحَـدِيثِ: «هُوَ أَخُوكَ يَا عَبْدُ»]


فهنا ☝️ يـخـبرنا البغوي أن مسدد ذكر عبارة «هو أخوك» بسند ينتـهي إلى الزهري وليس إلى النبي، وبالتالي فهذه الزيادة ضعيفة.


[وَأَخْرَجَـهُ أَبُو دَاوُدَ فِي السُّنَنِ، عَنْ مُسَدَّدِ بْنِ مُسَرْهَدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، وَفِيهِ مِنَ الزِّيَادَةِ: «هُوَ أَخُوكَ يَا عَبْدُ»]


ولكنـا هنا ☝️ لا نعرف هل هذه الزيادة موصولة إلى النبي أم لا؛ فهنا مسدد روى هذه الزيادة عن سفيان، ولا نعرف هل هذه الزيادة موصولة إلى النبي أم لا...


وقد حـاول ابن حـزم في (الـمحـلى بالآثار) - ١٠/‏١٣٩ — أن يوصل هذه الزيادة قائلاً:

[مَا رُوِّينَا مِنْ طَرِيقِ أَبِي دَاوُد السِّجِسْتَانِيِّ أَنبأنَا مُسَدَّدٌ أَنبأنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَـيْنَةَ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْـمُؤْمِنِينَ قَالَتْ:... قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، احْتَجِبِي مِنْهُ يَا سَوْدَةُ، هُوَ أَخُوكَ يَا عَبْدُ».]


ولكن ابن حزم روى هذه الرواية ☝️ هكـذا بسند مُعلَّق ضعيف، وبالتالي كـلامه ليس دليلاً هنا!


* ولذلك قال أبو بكر الرازي - في كتـاب (أحـكـام القرآن للـجـصاص) - ٥/‏١٥٩ — ما يـلي:

[وَالزِّيَادَةُ الَّتِي زَادَهَا مُسَدَّدٌ مَا نَعْلَمُ أَحَـدًا وَافَقَهُ عَلَيْـهَا.]


* وقال بدر الدين العينـي - في كـتاب (عمدة القاري شرح صـحيح البخـاري) - ٢٣/‏٢٥١ — ما يـلي:

[قلتُ: روى أَبُو دَاوُد هَذَا الـحَـدِيث عَن سعيد بن مَنْصُور ومسدد، وَفِيه: وَزَاد مُسَدّد فِي حَـدِيـثه: «هُوَ أَخُوك». وَالصَّحِيح مَا رَوَاهُ سعيد بْن مَنْصُور، وَزِيَادَة مُسَدّد لم يُوَافقهُ عَلَيْـهَا أَحْمد ، وَلَئِن سلمنَا صِـحَـة هَذِه الزِّيَادَة وَلَكِن يُرَاد بِهِ أَخُوك فِي الدّين، وَيـحْتَمل أَن يكون أصل الـحَـدِيث: هُوَ لَك، فَظن الرَّاوِي أَن مَعْنَاهُ: أَخُوهُ فِي النّسَب فَـحَمله على الْـمَعْنى الَّذِي عِنْده.]


* وقال الطحـاوي في (شرح معاني الآثار) - ٣/ ١١٤ - ما يـلي:

[وَكَـانَ مِنَ الْـحُـجَّـةِ لَـهُمْ فِي الْـحَـدِيثِ الْأَوَّلِ، «أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ إِنَّـمَا قَالَ لِعَبْدِ بْنِ زَمْعَةَ هُوَ لَكَ يَا عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ وَلَمْ يَقُلْ «هُوَ أَخُوكَ» فَقَدْ يَـجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ بِقَوْلِهِ «هُوَ لَكَ» أَيْ: هُوَ مَـمْلُوكٌ لَكَ، لِـحَـقِّ مَالِكٍ عَلَيْهِ مِنَ الْيَدِ، وَلَمْ يَـحْـكُمْ فِي نَسَبِهِ بِشَيْءٍ. وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَدْ أَمَرَ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ بِالْـحِـجَـابِ مِنْهُ. فَلَوْ كَانَ النَّبِيُّ ﷺ كَـانَ قَدْ جَعَلَهُ ابْنَ زَمْعَةَ إِذن لَـمَا حَـجَبَ بِنْتَ زَمْعَةَ مِنْهُ، لِأَنَّهُ ﷺ لَمْ يَكُنْ يَأْمُرْ بِقَطْعِ الْأَرْحَامِ بَلْ كَانَ يَأْمُرُ بِصِلَتِـهَا، وَمِنْ صِلَتِـهَا، التَّزَاوُرُ، فَكَيْفَ يَـجُـوزُ أَنْ يَأْمُرَهَا بالـحِـجـابِ مِنْهُ وَقَدْ جَعَلَهُ أَخَـاها؟». هَذَا لَا يَـجُوزُ عَلَيْهِ ﷺ. وَكَيْفَ يَـجُوزُ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وَهُوَ يَأْمُرُ عَائِشَةَ أَنْ تَأْذَنَ لِعَمِّهَا الذَي مِنَ الرَّضَاعَةِ، ثُمَّ يَـحْـجُبُ سَوْدَةَ مِـمَّنْ قَدْ جَعَلَهُ أَخَـاهَا وَابْنَ أَبِـيـهَا؟، وَلَكِنَّ وَجْـهَ ذَلِكَ - عِنْدَنَا وَاللهُ أَعْلَمُ - أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ حَـكَمَ فِيهِ بِشَيْءٍ غَيْرِ الْيَدِ، الَّتِي جَعَلَهُ بِـهَا لِعَبْدِ بْنِ زَمْعَةَ، وَلِسَائِرِ وَرَثَةِ زَمْعَةَ دُونَ سَعْدٍ.] 



فعبارة «هو أخوك» ليست صـحيحـة. وحتى لو افترضنا أنـها صـحيحـة فإن معناها أن النبي آخى بين الطفل و(عبد بن زمعة) في الديـن والرحمة وحسن الـمعاملة وليس أنـهما أخوان من نفس النسب والأب والدم.

ولذلك قال الله تعالى:

﴿ٱدۡعُوهُمۡ لِـَٔابَاۤىِٕـهِمۡ هُوَ أَقۡسَطُ عِندَ ٱللَّهِ فَإِن لَّمۡ تَعۡلَمُوۤا۟ ءَابَاۤءَهُمۡ فَإِخۡوَ ا⁠نُكُمۡ فِی ٱلدِّینِ وَمَوَالِیكُمۡ﴾ [الأحزاب ٥]


فالنبي قد اتبع الآية السابقة☝️ وآخى إخوةً دينيةً بين [الطفل وعبد بن زمعة] بـحيث يصير الطفل أخوه في الدين ومن مواليه؛ نظراً لأن هذا الطفل مـجـهول النسب.


وقال الله تعالى:

﴿إِنَّـمَا ٱلۡـمُؤۡمِنُونَ إِخۡـوَةࣱ فَأَصۡلِحُوا۟ بَـیۡـنَ أَخَوَیۡكُمۡ وَٱتَّـقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ﴾ [الـحـجرات ١٠]

 

إذن، النبي لـم يقصد أن الطفل أخـو (عبد بن زمعة) في النسب والأب بل قصد أنه أخـوه في الديـن والرحمة وحسن الـمعاملة، وهذا الأمر فعله النبي مع باقي الصـحـابة حيث أخـبرهم أن مـماليكهم هم إخوان لـهم وينبغي معاملتـهم بالإحسان👇

* ورد في صـحيح البـخـاري (٣٠) عن أبي ذر الغفاري ما يـلي:

[لَقِيتُ أبا ذَرٍّ بالرَّبَذَةِ، وعليه حُـلَّةٌ، وعلى غُلامِهِ حُـلَّةٌ، فَسَأَلْتُهُ عن ذلكَ، فَقالَ: إنِّي سابَبْتُ رَجُـلًا فَعَيَّرْتُهُ بأُمِّهِ، فَقالَ لي النبيُّ ﷺ: يا أبا ذَرٍّ أعَيَّرْتَهُ بأُمِّهِ؟ إنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جـاهِلِيَّةٌ، إخْوانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَـحْتَ أيْدِيكُمْ، فمَن كانَ أخُوهُ تَـحْـتَ يَدِهِ، فَلْيُطْعِمْهُ مـمّا يَأْكُـلُ، ولْيُلْبِسْهُ مـمّا يَلْبَسُ، ولا تُكَـلِّفُوهُمْ ما يَغْلِبُـهُمْ، فإنْ كَـلَّفْتُمُوهُمْ فأعِينُوهُمْ.]


 فالنبي أعطى الطفل لـ(عبد بن زمعة) وآخى بينـهما؛ نظراً لأن (عبد بن زمعة) سيصبح سيد هذا الطفل والقائـم على تدبـيـر شئونه ورعايـته.

إذن ، النبي لـم يـجعل الطفل أخـاً لـ(عبد بن زمعة) في النسب بل أخـاه في الديـن والرحمة. والدليل على ذلك هو أن النبي أمر (سودةَ بنت زمعة) بالاحـتجـاب من هذا الطفل بـحـيث لا يرى وجهها عندما يكبر. وهذا يدل على أن هذا الطفل لـم يكن أخـاً في النسب لـ(عبد بن زمعة) أو (سودة بنت زمعة)؛ فالأخت لا تـحـجب وجهها من أخيـها. ولو كـان النبي نسب هذا الطفل ابناً لـ(زمعة) وأخـاً لـ(سودة بنت زمعة) فإن النبي كان سيسمح لـ(سودة بنت زمعة) بـمقابلة أخيـها من باب صلة الأرحـام.

ولذلك ورد في الـحـديث أن النبي قال لـ(سودة بنت زمعة) عن الطفل👇:

[«واحْـتَجِبِـي منه يا سَوْدَةُ بنْتَ زَمْعَةَ». فَلَمْ يَرَ سَوْدَةَ قَطُّ.]


فالنبي حـجب سودة بنت زمعة من هذا الطفل؛ لكي يشير إلى أن الطفل ليس أخـاها حقاً.

وهذا ما أكـده الطحـاوي وبدر الدين العيـني وغيرهما.


وكـذلك سنلاحظ أن النبي لـم يـتطرق أبداً إلى وصف الطفل بأنه «ابن زمعة»، فالنبي علـم جيداً أن هذا الطفل ليس ابناً لزمعة، ولذلك لـم يصفه أبداً بأنه «ابن زمعة».

وزمعة مات كـافراً ، وبالتالي فإن الطفل ليس له أي صلة قرابة أو صلة دينية بـزمعة.


الـخـلاصة: النبي لـم ينسب الطفل ابناً لزمعة ولا نسبه أخـاً لـ(عبد بن زمعة) بل فقط جعله أخـاً في الدين والرحمة لـ(عبد بن زمعة).


- وقد كـان من عادة النبي أن يؤاخـي بين الصـحـابة وبعضـهم ، فمثلاً:

* ورد في صـحـيح البـخـاري (٢٠٤٨) ما يـلي:

[لَـمّا قَدِمُوا الـمَدِينَةَ، آخى رَسولُ اللَّهِ ﷺ بيْنَ عبدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، وسَعْدِ بنِ الرَّبِـيعِ]


فهنا ☝️ النبي آخى بين (عبد الرحمن بن عوف) و(سعد بن الربـيع) بالرغم من أنـهما ليسا أخـوين في السلالة والدم.


* وورد في صـحيح البـخـاري (١٩٦٨) عن وهب بن عبد الله السوائي ما يـلي:

[آخى النبيُّ ﷺ بيْنَ سَلْمانَ، وأَبِي الدَّرْداءِ]


ودعني أثـبت لك أن كلمة «أخ» كـان النبي والصحـابة يستخـدمونـها فيـما بينـهم حتى وإن لـم يكونوا أشقاء من نفس الوالدين👇

* وورد في مسند أحمد بن حنبل وغيره من الكتب ما يـلي: 

[ثُمَّ قَالَ أَبُو بَكْرٍ : جَـاءَنِي أَخُوكَ عُمَرُ ، فَـذَكَرَ أَنَّهُ مَرَّ عَلَيْكَ ، فَسَلَّمَ]

فهنا☝️ أبو بكر الصديق وصف عمر بن الـخطاب بأنه أخـو عثمان بن عفان بالرغم من أنه ليس أخـاه في النسب والدم.


* وورد في صـحـيح البـخـاري (٢٥٨٣) عن الـمسور بن مـخرمة ومروان بن الـحـكم ما يـلي:

[أنَّ النبيَّ ﷺ حِـينَ جـاءَهُ وفْدُ هَوازِنَ، قامَ في النّاسِ، فأثْنى على اللَّهِ بـما هو أَهْلُهُ، ثُمَّ قالَ: أَمّا بَعْدُ، فإنَّ إخْوانَكُمْ جـاؤُونا تائِـبِـيـنَ، وإنِّي رَأَيْتُ أَنْ أَرُدَّ إليـهِم سَبْيَـهُم.] 

 

* وورد في صـحيح البخـاري (٣١٤١) عن عبد الرحمن بن عوف ما يـلي:

[بيْنا أَنا واقِفٌ في الصَّفِّ يَومَ بَدْرٍ، فَنَظَرْتُ عن يَـمِينِي وعَنْ شِـمالِي، فَإِذا أَنا بغُلامَيْنِ مِنَ الأنْصارِ حَـدِيثَةٍ أَسْنانُـهُما، تَـمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ بيْنَ أَضْلَعَ منـهما، فَغَمَزَنِي أَحَـدُهُما فَقالَ: يا عَمِّ، هلْ تَعْرِفُ أَبا جَهْلٍ؟ قُلتُ: نَعَمْ، ما حـاجَتُكَ إلَيْهِ يا ابْنَ أَخِي؟]


فهنا ☝️ الصحـابي عبد الرحمن قابل غلامين غريـبـيـن عنه، وقال لأحـدهما : «يا ابن أخي»


***********

 وأما بالنسبة لعبارة: «الولد للفراش وللعاهر الـحـجر»

فإن هذه العبارة لـم تأمرك بأن تنسب الطفل إلى غير أبـيه، ولـم يـتطرق الـحـديث لـهذه النقطة أصلاً، بل إن هذه العبارة تعني أن تعطي الطفل للفراش؛ أي أنك يـجب أن تعطي الـمولود لأُمه الـمملوكـة لكي تربـيه بنفسـها.


وكلمة (الفراش) في اللغة العربـية تُـكنى به الـمرأة:

* يقول العلَّامة اللغوي/ أبو نصر الـجوهري - في كتـابه (الصحـاح تاج اللغة وصـحـاح العربـية) - ٣/‏١٠١٤ — ما يـلي:

[الفِراشُ: واحـد الفُرُشِ. وقد يُكْنى به عن الـمرأة.]


* ويقول مرتضى الزبـيدي - في كـتابه (تاج العروس من جواهر القاموس) - ١٧/‏٣١٠ — ما يـلي:

[وقَد كُنِى بالفَرْشِ عَنِ الـمَرْأَِة، كَـذا فِي الصّحـاحِ.]


* ويقول ابن الأثـير في كـتاب (النـهاية في غريب الـحـديث والأثر) - ٣/‏٤٣٠ — ما يـلي:

[وَالْـمَرْأَةُ تُسَمِّى فِرَاشاً لِأَنَّ الرجُـل يَفْتَرِشُـها.]

 


- وقد أشار العلامة اللغوي/ الـحميري - إلى أن الـمرأة هي مَن يُطلَق عليـها لقب (فراش) وليس الرجـل ، وبذلك يصحـح الـحميري خطأً وقع فيه بعض الـمفسرين واللغويـيـن في تفسير كـلمة (فراش).

* يقول الـحـميري في كـتابه (شـمس العلوم ودواء كـلام العرب من الكـلوم) - ٨/‏٥١٤٩ — ما يـلي:

[وقيل: لا يُسمى الرجـل فراشاً ولا يشبه الفراش اللباس، ولا يكون إلا للمرأة. ومن ذلك قيل في تأويل الرؤيا: «إن الفراش الـمعروف امرأة الرجـل لافتراشه لـها».]


وهذا يعني أن الـمولود يُعطى للفراش؛ أي لأمه لكي تربـيه، وقد ورد في مصنف عبد الرزاق (٧/ ٩٩) أن الإمام عطاء أشار إلى هذه النقطة حيث قال:

[عَنِ ابْنِ جُرَيْـجٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَرَأَيْتَ إِنْ نَفَاهَ بَعْدَ مَا تَضَعُهُ؟ قَالَ: وَيُلَاعِنُـهَا، وَالْوَلَدُ لَـهَا، قُلْتُ: أَوَلَمْ يَقُلِ النَّبِيُّ ﷺ: الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الْـحَـجَرُ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنَّـمَا ذَلِكَ لِأَنَّ النَّاسَ فِي الْإِسْلَامِ ادَّعَوْا أَوْلَادًا وُلِدُوا عَلَى فُرُشِ رِجَـالٍ فَقَالُوا: هُمْ لَنَا. قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الْـحَـجَرُ»]


فهنا ☝️ أشار الإمام عطاء إلى أن الطفل يكون لـهذه الأم ، وأشار أيضاً إلى أن من حق الرجـل أن يـتـبرأ من الطفل إذا تـبـيـن له أن الطفل ليس من صلبه، حيث يقوم هذا الرجـل بالـمثول أمام مـحـكمة القضاء، ويـتبرأ من هذا الـمولود، ويشـهد بالله خمس شـهادات بأن الولد ليس من صلبه وأن لعنة الله على هذا الزوج إذا كـان كـاذباً فيـما يقوله.

وأشار الإمام عطاء إلى أن عبارة «الولد للفراش» قالـها النبي لبعض الناس الذين ادعوا أولاداً وُلدوا في عائلات أخرى ولـم يقدموا الدليل ، وهذا ما سنشرحـه بعد قليل.


إذن، حـديث «الولد للفراش» يعني أن الـمولود سيُعطى لأمه لكي تربـيه.

 

--------------

٭ وأما بالنسبة لعبارة «للعاهر الـحـجر» ، فإن هذه العبارة تعني أن العاهر له الـخـيبة والـمهانة ، ولذلك ستـجـد بعض الروايات الأخرى ذكرت العبارة هكـذا👈: «وفي فم العاهر الـحـجر» أو «بفي العاهر الـحـجر» أو «بفي العاهر الأثلب»

فالروايات الأخرى قد وضـحـت الـمعنى فـذكرت كلمة (الفم) أو (الفاه)، وتعني أن هذا العاهر له الـخيـبة والـمهانة. وقد جَـرَت عادة العرب أن يقولوا لـمَن خـاب👈: [له الـحـجر، وبفيه الـحـجر والـتراب].


* ولذا قال أبو الفضل الـميداني - في كتـابه (مـجـمع الأمثال) - ٢/‏٧١ — ما يـلي:

[قَال أبو عبيدة: أصله أنه يريد «جعل الله بفيك الأرض»، كـما يُقَال: «بِفِيكَ الـحَـجَر»، و«بفيك الأثلبُ»، وقَال: معناها الـخيبة لك.]


 

*************

وقد ورد في بعض الروايات عبارة:  «الولد لصاحـب الفراش»

وهذه الصيغة لا تُناقض الصيغة السابقة للـحـديث بل هي تـتكـامل معها وتعطي صورة كـاملة لكيفية التعامل مع ابن الزنا الـمولود من أَمة مـملوكـة؛ حيث أعطى النبي الطفلَ إلى مولاه (عبد بن زمعة) بعدما ألـح (عبد بن زمعة) لأخـذ الطفل معه ، وقد وضـحنا هذه النقطة من قبل.

 فعبد بن زمعة هو سيد هذه الأَمة وصاحبـها الـمسؤول عنـها، ولذلك وُصف بأنه «صاحب الفراش».

وقد قلنا من قبل أن هذا الـحـديث لا يـتحـدث أصلاً عن الزوج وزوجته الزانـية، بل يـتـحـدث عن أَمة مـملوكة ضاجعها أكثر من رجـل في الـجـاهلية. وأيضاً سياق الـحـديث لا يـتحـدث عن انـتساب الولد أصلاً. وبالتالي من الـخـطأ أن يزعم البعض أن النبي ينسب ابن الزنا إلى الزوج!!!


وحتى لو لو لو اقتطعنا عبارة «الولد لصاحب الفراش» من سياقها وافترضنا أنـها تـتكـلـم عن انـتساب الطفل إلى رجـل ما، فإن الـمقصود حينـها سيكون انتساب الطفل إلى والده الـحقيقي الذي ضاجـع أمه في الفراش؛ لأن كلمة (الفراش) في اللغة العربـية تأتي أيضاً بـمعنى الـجماع👇 


* ولذلك يقول العالم اللغوي/مرتضى الزبـيدي - في كتـابه (تاج العروس من جواهر القاموس) - ١٧/‏٣١٠ — ما يـلي:

[افْـتَرَشَ الرَّجُـلُ الـمَرْأَةَ: أي جـامَعَهَا.]


* ويقول العالم اللغوي/ ابن سيده - في كتـابه (الـمحـكم والـمحيط الأعظم) - ٨/‏٤٩ — ما يـلي:

[افْتَرَشَ الرَّجـلُ الـمرأَة لِلَذّة]


* ويقول العالم اللغوي/ ابن دريد - في كتـابه (جمهرة اللغة) - ٢/‏٧٢٩ — ما يـلي:

[والفَرش: مصدر فرشتُ الفِراش أفرُشه فَرْشًا. وافـترشت الأَرْض، إِذا اتّـخـذتـها فراشاً، وافترشَ الرجـلُ الـمرأةَ كَذَلِك.]


وبناءً على هذا، فإن الـمرأة إذا جـامعها زوجها في الفراش وحبلت منه ، فينبغي أن نـنسب الولد لـهذا الزوج؛ لأنه هو مَن افـترشـها في هذه الـحـالة. 

لكن لو أن هذه الـمرأة ارتكبت إثـماً وزنت مع رجـل آخر في الفراش ، وتـبيـن بالدليل القاطع أن هذا الـمولود هو ابن الرجـل الزاني، فإن هذا الـمولود يُنسَب لـهذا الزاني؛ لأنه هو مَن افـترش الـمرأة وزنا معها فـحملت منه، وهنا أصبح الزاني هو صاحـب الفراش الذي افـترش الـمرأة في هذه الـحـالة.

وإذا لـم نعلـم الوالد الـحقيقي لـهذا الـمولود ، فلا يـجـب أن ننسبه إلى أحـد غير أبـيه.

إذن، نسب الـمولود يكون بناءً على الرجـل الذي ضاجـع الأم في الفراش فـحبلت منه طالـما أنه معلوم.


أما بالنسبة لبعض الشيوخ الذين يزعمون أن 👈 [[كـلمة (الفراش) في هذا الـحـديث يُقصَد بـه الزوج وفراشه فقط وبذلك يُنسب ابن الزنا إلى الزوج دائـماً حتى وإن لـم يكن من صلبه]] !

فإنني أرد على هذا الإدعاء☝️ وأقول:

هذا كـلام خـاطيء مـخـالف لسياق الـحـديث؛ فالـحـديث النبوي لـم يكن يـتكـلـم عن الزوج وزوجـته الزانـية أصلاً.

ثم إن ما يـزعمه هؤلاء الشيوخ هو كـلام مـخـالف أيضاً للغة العربـية وللعقل والـمنطق؛ لأن الزاني لا يضاجع الـمرأة الـمتزوجـة بالبلوتوث أو اللاسلكي بل يـزني معها ويـجـامعها في الفراش أيضاً ، وقد يزني الزاني مع الـمرأة في بـيـته الـخـاص أو في مكـان مـهجـور بعيداً عن مسكن الزوجية أصلاً.

إذن، لو افترضنا أن عبارة «الولد لصاحب الفراش» تـتكـلـم عن انـتساب الطفل لأحـد؛ فإن الـمقصود من الـحـديث النبوي سيكون أن الطفل يُنسَب للرجـل الذي ضاجع الأم في الفراش فـحـبلت منه أياً كـان هذا الرجـل؛ لأنه هو صاحب الفراش الذي افـترش هذه الـمرأة.


-----------------

وأما بالنسبة لبعض الشيوخ الذين يقولون أن: «الـمولود يُنسَب فقط للزوج الذي يـمتلك الفراش ولا يُنسب للزاني لأنه لا يـمتلك الفراش»!


وأنا أرد على هذه الفتوى الغريـبة وأقول:

بنفس هذا الـمنطق الـخـاطيء، فإن الزوج إذا ضاجـع زوجته على فراش في فندق وحملت منه زوجته، فإنه الـمولود سيُنسب إلى مالك الفندق وليس للزوج؛ لأن مالك الفندق هو مالك السرير والغرفة والفندق بأكـمله!!!

وبـنفس هذا الـمنطق الـخـاطيء، فإن الزوج إذا بات مع زوجته في منزل غير منزله وضاجع الزوجُ زوجته هناك ؛ فإن الـمولود لن يُنسَب إلى الزوج بل لـمالك البيت!!!


وبـنفس هذا الـمنطق الـخـاطيء فإن الـمرأة التي تلد على سرير الـمستشفى أو العيادة ، يـجب عليـها أن تنسب الـمولود إلى الطبيب أو إلى مدير الـمستشفى!!!

وطبعاً ، هذا الكـلام ☝️كـله عبارة عن هراء لا يـتوافق مع الإسلام، وكـل هذه الفتاوي لا تستـند على القرآن الكريم أو السُنة النبوية بل هو فهم خـاطيء من بعض الشيوخ رحمهم الله.


وعلى فكرة ، كلمة (الفراش) في اللغة  العربـية قد تُطلَق على كـل ما يُفترش؛ وهذا معناه أن الزاني لو زنى مع امرأة في الـحقول الزراعية أو على الأريكـة أو السـجـاد أو أرضية البيت أو حـتى الـتراب، فإنه بذلك يكون قد افـترش أيضاً... ، ولـهذا يقول الدكتور/ أحمد مـخـتار عمر - في (معجم اللغة العربـية الـمعاصرة) - ما يـلي:

[فرَشَ يَفرُش ويَفرِش، فَرْشًا، فهو فارِش، والـمفعول مفروش (للمتعدِّي)

• فرَش النَّباتُ: انبسط على وجـه الأرض «فرَشت نباتاتُ الـحـديقة وغطَّت الـممرَّات».

• فرَش السِّجَّـادَةَ: بسطها.... 

• فرَشَ الشَّقَّةَ: أثَّـثـها، جهّزها بالأثاث والفراش «فرَش غرفـتيـن».

• فرَش الطريقَ بالورود: نشرها فيه، نثرها فيه، «فرَش الـممرّ بالـحصى».]



* وقال العالم اللغوي/ الزمـخـشري - في كتـابه (أساس البلاغة) - ٢/‏١٦ — ما يـلي:

[فرشت له فراشًا، وفرشته إياه وأفرشته. قال الكميت:

كـأمّ البيض تلحفه غدافًا ... وتفرشه من الدّمث الـمهيل

وافترش تـحـته ترابًا أو ثوبًا. . تقول: كنت أفترش التراب وأتوسد الـحـجر.]


* وقال العلَّامة اللغوي/ مرتضى الزبـيدي - في كتـابه (تاج العروس من جواهر القاموس) - ١٧/‏٣٠٠ — ما يـلي:

[الفَرْشُ: الزَّرْعُ إِذا فرشَ عَلَى الأَرْضِ، .... والفَرْشُ: هو الفَضَاءُ الوَاسِعُ من الأَرْضِ.]



* ويقول العلَّامة اللغوي/ الأزهري - في كتـابه (تـهذيب اللغة) - ١١/‏٢٣٧ ــــ ما يـلي:

[والأرْضُ فِراشُ الْأَنَام.

وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: فَرَشَ فلانٌ دارَه، إِذا بَلَّطَها بآجُرَ أَوْ صَفِيح.]


* وقال العالم اللغوي/ الـحميري - في كـتاب (شمس العلوم ودواء كـلام العرب من الكـلوم) - ٨/‏٥١٣٤ — ما يـلي:

[والفرش: الزرع إذا فُرش: أي انبسط على الأرض.]


* وقال العالم اللغوي/ ابن منظور - في كتـابه (لسان العرب) - ٦/‏٣٢٨ — ما يـلي:

[والفَرْشُ: الزَّرْعُ إِذا فَرَّشَ. وفَرَشَ النباتُ فَرْشًا: انْبَسَطَ عَلَى وَجْـهِ الأَرض]


* وقال اللغوي/ أحمد رضا - في كتـاب (معـجم متن اللغة) - ٤/‏٣٨٧ — ما يـلي:

[فرش الثوب تـحته: بسطه.]


* ويقول عبد الرؤوف الـمناوي - في كتـابه (التوقيف على مـهمات التعاريف) - ١/‏٢٥٨ — ما يـلي:

[الفراش: والـمهاد والبساط متقاربة بالـمعنى، والـمراد لكـل منـهما ما يفرش.]


الـخلاصة: لو افـترضنا أن عبارة «الولد لصاحب الفراش» تـتـكـلـم عن انـتساب الطفل إلى شـخص ما، فإن معناها سيكون انـتساب الطفل إلى مَن ضاجـع أمه في الفراش فـحـبلت منه. 


➖➖➖➖➖➖➖

والآن ، دعونا نعرض لـكم بعض الروايات الضعيفة التي يرددها البعض ولا يدرون أنـها ضعيفة 

أولاً: هناك رواية ضعيفة كـالتالي:

[حَـدَّثَنَا يَزِيدُ ، أَخْـبَرَنَا حُسَيْنٌ الْـمُعَلِّمُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِـيهِ ، عَنْ جَـدِّهِ ، قَالَ: لَـمَّا فُتِحَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ مَكَّـةُ.... قَالَ رَجُـلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ ابْنِي فُلَانًا وَقد عَاهَرْتُ بِأُمِّهِ فِي الْـجَـاهِلِيَّةِ ؟ - فَقَالَ النَبيُ: «لَا دَعْوَةَ فِي الْإِسْلَامِ ، ذَهَبَ أَمْرُ الْـجَـاهِلِيَّةِ ، الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ ، وَلِلْعَاهِرِ الْأَثْلَبُ» ، قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا الْأَثْلَبُ ؟ قَالَ : «الْـحَـجَرُ»]


ولكن هذه الرواية ☝️ ضعيفة؛ لأن الذي رواها هو جـد (عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص) ؛ أي أن الراوي هو (محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص)، وهذا الرجـل ليس صـحـابـياً، وبالتالي فالـحـديث منقطع الإسناد بين هذا الراوي والنبي.

 بل إن هذا الراوي لـيس له توثـيـق معتمد في كتب الـجرح والتعديل ، ولذا قال عنه الذهبي أنه غير معروف الـحـال، ولا ذُكر بـتوثـيق ولا ليـن. 

وقال عنه ابن حـجـر العسقلاني أنه مقبول فقط في الشواهد والـمتابعات.


وقد زعم بعض الشيوخ أن هذه الرواية السابقة صـحيحـة لكن هذا الإدعاء لا دليل عليه، بل إن هذا الإدعاء نشأ نتيجـة توهم بعض الشيوخ بأن راوي هذا الـحـديث هو الصـحـابي (عبد الله بن عمرو بن العاص) ، بالرغم من أن الـحـديث لـم يقل ذلك أبداً ولا ذُكِـرَ فيه أن الصحـابي (عبد الله بن عمرو بن العاص) هو مَن روى الـحـديث، بل هذا الادعاء هو وهم وخطأ وقع فيه بعض الـمصنفين والـكُـتَّاب الـمتأخرين.


ثم إن هذه الرواية تعني أنه لا يـحق لشـخص أن ينسب لنفسه مولوداً وُلد في عائلة أخرى طالـما أنه لـم يقدم دليلاً على صـحـة ما يدعيه. فقد كـان الـجـاهليون يأخـذون أولاد غيرهم ويـنسبونـهم إلى أنفسـهم بدون دليل. وبالتالي لا بد أولاً من الـتحقق من أصل هذا الـمولود وذلك عبر استجواب أمه والنظر في القرائن وليس بـمـجرد الدعوى.



وهناك رواية أخرى ضعيفة وهي كـالتالي:

[حَـدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَـدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُـجَـاهِدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: كَـانَتْ لِزَمْعَةَ جَـارِيَةٌ يَطَؤُهَا، وَكَـانَ يُظَنُّ بِرَجُـلٍ آخَرَ يَقَعُ عَلَيْـهَا، فَـمَاتَ زَمْعَةُ وَهِيَ حُبْلَى، فَوَلَدَتْ غُلَامًا يُشْبِهُ الرَّجُـلَ الَّذِي كَانَتْ تُظَنُّ بِهِ، فَـذَكَرَتْهُ سَوْدَةُ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «أَمَّا الْـمِيرَاثُ فَلَهُ، وَأَمَّا أَنْتِ فَاحْتَجِبِـي مِنْهُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكِ بِأَخٍ».]


ولكن هذه الرواية ☝️ ضعيفة سنداً ومتناً؛ فأما السند فقد رُوي من طريق الراوي/ يوسف بن الزبير الذي هو مولى الزبـيـر، وهو راوٍ مـجهول الـحـال ولا يُـحـتج به كمـا قال محمد بن جرير الطبري

ولا يُقبل حـديث الراوي/ يوسف بن الزبير إلا في حـالة الشواهد والـمتابعات فقط؛ أي لا يـُقبل حـديـثه إلا عندما يكون هناك روايات أخرى صـحيحـة تـؤكد نفس كـلامه ، وهذا ما أشار إليه ابن حـجر.

وأما بالنسبة لتوثـيقات ابن حـبان لـهذا الراوي، فهي مرفوضة بين العلماء؛ لأنه متساهل جـداً في توثـيـق الـمجـاهيل كمـا يُفهم من مقدمة كتـابه.

وأما متن هذه الرواية فهو منكر؛ لأن هذه الرواية تزعم أن النبي منح ميراث زمعة لـهذا الطفل!

لكن في الـحقيقة ، هذا الأمر مـخـالف للفقه الإسلامي؛ لأن الـمسلـم لا يرث شيئاً من مال الكـافر، وأبناء زمعة لن يرثوا من أبـيـهم زمعة شيئاً؛ فقد مات أبوهم كافراً. وبالتالي حتى لو أن النبي نسب هذا الطفل إلى زمعة فإنه من الـمفترض ألا يرث منه شيئاً، وكـذلك أبناء زمعة الـحقيقيـيـن لن يرثوا شيئاً. ولذلك هذه الرواية ضعيفة سنداً ومتناً ومـخـالفة للواقع.

ثم إن الرواية تقول صراحـةً أن النبي لـم ينسب هذا الطفل إلى زمعة ، وقد قال النبي صراحـةً لسودة بنت زمعة: «ليس لك بأخ» 

إذن النبي لـم ينسب الطفل إلى أحـد ولا إلى غير أبـيه.


-----------

وهناك رواية أخرى ضعيفة وهي كـالتالي:

[حَـدَّثَنَا مَـهْدِيٌّ ، أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ ، عَنِ الْـحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ , مَوْلَى الْـحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ رَبَاحٍ ، قَالَ: زوَّجَني أهْلي أمةً لَـهُم روميَّةً فوقَعتُ علَيـها فولَدت غلامًا أسودَ مِثلي فسمَّيتُهُ عبدَ اللَّهِ ثمَّ وقَعتُ عليـها فولَدت غلامًا أسودَ مِثلي فَسمَّيتُهُ عُبَيْدَ اللَّهِ ثمَّ طَبِنَ لَـها غلامٌ لأهْلي روميٌّ يُقالُ لَه يوحنَّه، فراطنَـها بلسانِهِ، فولَدت غلامًا كـأنَّهُ وزَغةٌ منَ الوزَغاتِ، فقلتُ لَـها: «ما هذا» فقالَت: «هذا لِيوحنَّه»، فرَفَعنا إلى عثمانَ أحسبُهُ قالَ مَـهْديُّ قالَ فسألَـهُما فاعتَرفا فقالَ لَـهُما: «أترضَيانِ أن أقضيَ بينَكُـما بقضاءِ رسولِ اللَّهِ ﷺ ، إنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قضى أنَّ الولَدَ للفراشِ». وأحسبُهُ قالَ فـجـلدَها وجـلدَهُ وَكـانا مَـملوكَينِ.]


ولكن هذه الرواية ☝️ ضعيفة؛ لأن راويـها يُدعي رباح، وهو شـخصية مـجهولة الـحـال أصلاً. ولذا حـكم عليـها بالضعف كـلاً من شعيب الأرنأؤوط والألباني.


وحتى لو افترضنا أن هذه الرواية صـحيحـة ، فإن هذه الرواية لـم تأمر بأن يُنسب الطفل إلى غير أبـيه، بل ما قاله عثمان هو: «الولد للفراش» ، وقد وضـحـتُ معنى هذه العبارة من قبل. فالفراش يعني الأم هنا.

ثم إن الطفل إما أن يكون من نسل رباح أو أن يكون من نسل يوحنا.

 وفي كـلتا الـحـالتيـن، سيُعطى الطفل إلى رباح؛ وذلك لأنه إذا كـان الطفل من نسل رباح فإن رباح سيربـيه على أنه ابنه.

 وإذا كـان الطفل من نسل يوحنا، فإن الطفل سيصير حـينـها من موالي رباح؛ نظراً لأن والد الطفل هو (يوحنا)، ويوحنا من مـماليك عائلة رباح، وبالتالي فإن رباح سيديـر شئون الطفل مع أبـيه (يوحنا) في نفس البيت بدون أن يُنسب الطفل على أنه ابن رباح.


-----------------

ووردت رواية ضعيفة في تفسير الطبري وهي كـالتالي:

[حَـدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْـحُسَيْنِ ، قَالَ : حـدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ ، قَالَ : حـدثنا أَسْبَاطٌ ، عَنِ السُّدِّيِّ : ﴿يَأَيُّـهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾ سورة الـمائدة آية ١٠١ ، قَالَ : غَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ ، يَوْمًا مِنَ الأَيَّامِ فَقَامَ خَطِيبًا ، فَقَالَ : «سَلُونِي ، فَإِنَّكُمْ لا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلا أنَبَّأْتُكُمْ بِهِ» ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُـلٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ بَنِي سَـهْمٍ ، يُقَالُ لَهُ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُـذَافَةَ ، وَكَانَ يُطْعَنُ فِيهِ ، قَالَ : فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ أَبِي ؟ قَالَ : «أَبُوكَ فُلانٌ» ، فَدَعَاهُ لأَبِـيهِ ، فَقَامَ إِلَيْهِ عُمَرُ ، فَقَبَّلَ رِجْـلَهُ ، وَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا ، وَبِكَ نَبِيًّا ، وَبِالإِسْلامِ دِينًا ، وَبِالْقُرْآنِ إِمَامًا ، فَاعْفُ عَنَّا عَفَا اللَّهُ عَنْكَ . فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى رَضِيَ ، فَيَوْمَئِذٍ قَالَ : «الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ ، وَلِلْعَاهِرِ الْـحَجَرُ.]


ولكن هذه الرواية ☝️ ضعيفة جـداً ؛ لأن فيـها انقطاع بين السدي الكبير والنبي؛ ثم إن السدي كان رافضياً كـذاباً وقد ضعَّفه معظم أهل العلـم ، وكذلك الراوي/ أسباط قد ضعَّفه معظم أهل العلـم بسبب أخطائه وقلبه للأسانـيد والأحـاديث، وكذلك الراوي/ أحمد بن الـمفضل قد قال عنه أهل العلـم أن له أخطاء.


----------------

ووردت رواية أخرى مضطربة الإسناد كـالتالي:

[حَـدَّثَنَا الْـمُزَنِيُّ ، قَالَ : حَـدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ ، عَنْ أَبِـيهِ ، قَالَ: جَـلَسَ عُمَرُ بنُ الـخَطّابِ في الـحِجْرِ، فأَرسَلَ إلى رَجُـلٍ مِن بَني زُهْرةَ مِن أهْلِ دارِنا قد أَدرَكَ الـجـاهِليَّةَ، فأتاه قالَ: فذَهَبْتُ معَه فأتاه - قالَ: فسَألَه عن بُنْيانِ الكَعْبةِ، فقالَ: «إنَّ قُرَيشًا تَقَوَّتْ في بِنائِـها، فـعَـجَزوا عن نَفَقتِـها، واسْتَصْغَروا، فبَنَوا وتَرَكوا بعضَـها في الـحِـجْرِ»، فقالَ عُمَرُ: «صَدَقْتَ». وسَألَه عن وِلادٍ مِن وِلادِ الـجـاهِليَّةِ، فقالَ الشَّيْخُ: «أمّا النُّطْفةُ مِن فُلانٍ، وأمّا الوَلَدُ على فِراشِ فُلانٍ»، فقالَ عُمَرُ: «صَدَقْتَ، ولكنَّ رَسولَ اللهِ ﷺ قَضى بالفِراشِ».]


ولكن هذه الرواية ☝️ مضطربة الإسناد:

 • فـمرة تُروى في (مُسند أحمد) عن (يزيد بن أبي زياد) عن أبـيه - بالرغم من أن يزيد هذا لا يروي عن أبـيه، بل إن أباه ليس من الرواة أصلاً.

• ومرة أخرى تُروى هذه الرواية عن (عبد الله بن أبي يزيد) وهو الـمعروف بالـمازني البصري.

• ومرة أخرى تُروى الرواية عن (عبيد الله بن أبي يزيد) وهو الـمعروف بالـمكي.

أي أن الرواية حصل فيـها اشتباه واضطراب في أسـماء الرواة هنا، وهذا يشكـك فيـها بعض الشيء.


مع العلـم أن هناك فرقاً بين (عبد الله بن أبي يزيد) و(عبيد الله بن أبي يزيد) من ناحية التوثـيق؛ فالراوي/ عبد الله بن أبي يزيد الـمازني لـم يوثـقه أحـد من القدماء وهو مقبول فقط في حـالة الشواهد والـمتابعات بـحسب كـلام ابن حزم.


أما الراوي/ عبـيـد الله بن أبي يزيد - فهو مُوثَـق عند كـافة العلماء.

وأما الراوي الأب الذي نقل هذه الرواية عن عمر بن الـخطاب، فيُقال أن اسـمه (أبو يزيد)، ولكن هذا الراوي لم يوثـقه سوى ابن حـبان والعـجـلي، ولكن توثـيقات ابن حبان مرفوضة عند العلماء؛ لأنه متساهل في التوثـيق ويوثق الـمجـاهيل. وأما توثـيقات الـعـجـلي فـمختلَف فيـها بـيـن العلماء. 

ثم إن الرواية فيـها أن عمر بن الـخطاب قال أن النبـي «قضى بالفراش». ونـحن وضـحنا هذه النقطة من قبل.


--------------

وهناك رواية رواها النسائي وهي كـالتالي:

[فَمِنْ أَجْـلِهِ قَضَى رَسُولُ اللَّهِ هَذَا: لَا يَـجُوزُ لِرَجُـلٍ أَنْ يَـنْـتَـفِيَ مِنْ وَلَدٍ وُلِدَ عَلَى فِرَاشِهِ ، إِلَّا أَنْ يَزْعُمَ أَنَّهُ رَأَى فَاحِشَةً.]

 

أولاً: هذه الرواية رواها أبو حيوة شريـح بن يزيد الـحضرمي وهو لم يوثقه أحـد من القدماء بل الـمتأخرون هم مَن وثـقوه ثم إنه ذكر جزءاً زائداً لـم يذكره باقي الرواة أو الكتب مثل صـحيح البخـاري ومسلم 

ثم إن هذه الـرواية لـم تأمر بانـتساب الطفل إلى غير والده الـحقيقي بل الرواية تقول أنه لا يـحق للرجـل أن يـتبرأ من ابنه بدون سبب. ولكن إذا رأى هذا الرجـل زوجته تزني مع رجـل آخر فيحق له حينـها أن يـتـبرأ من هذا الولد.

وهذه النقطة كـنت قد ذكرتُـها من قبل وهو أن الإسلام دين البينة والدليل وليس دين الأهواء والشكوك.


-----------------

وهناك رواية ضعيفة لا يُـحتج بـها وهي كـالتالي:

[أَخْـبَرَنَا الثَّوْرِيُّ ، عَنْ جَـابِرٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ : «لا تَـجُوزُ دَعْوَةٌ لِوَلَدِ الزِّنَا فِي الإِسْلامِ»]


ولكن هذه الرواية ☝️ ضعيفة أصلاً وليست بـحـجـة؛ فالشعبي وُلد في اليـمن في أواخر خـلافة عمر بن الـخطاب، وكـان الشعبي صغيراً حينما مات عمر. فهذه الرواية منقطعة أصلاً؛ لأن الشعبي لـم يسمع عمر بن الـخطاب أصلاً ولا كـان معه.

ثم إن هذه الرواية في سندها جـابر الـجعفي ، وقد ضعَّفه معظم العلماء بل منـهم مَن كـذَّبه واعتبروه شيعياً رافضياً سبئياً يشتم الصحـابة، ومنـهم مَن قال أن (جـابر الـجعفي) لا يُقبل حـديـثه بالعنعنة لأنه مدلس وهو عنعن هنا في هذه الرواية ولـم يصرح بالسماع.


-------------

وهناك رواية أخرى ضعيفة وهي كـالتالي:

[عَنْ سِنَانِ بْنِ الْـحَـارِثِ بْنِ مُصَرِّف، عَنْ طَلْحَـةَ بْنِ مُصَرِّف، عَنْ مُـجَـاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: ..... قَامَ رَجُـلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي وَقَعْتُ عَلَى جَـارِيَةِ بَنِي فُلَانٍ، وَإِنَّـهَا وَلَدَتْ لِي، فَأْمُرْ بِوَلَدِي فَلْيُرَدَّ إِلَيَّ، فَقَالَ: «لَيْسَ بِوَلَدِكَ، لَا يَـجُوزُ فِي الْإِسْلَامِ، وَالْـمُدَّعَى عَلَيْهِ أَوْلَى بِالْيَـمِينِ، إِلَّا أَنْ تَقُومَ بَيِّنَةٌ، وَالْوَلَدُ لِصَاحِبِ الْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْأَثْلَبُ» فَقَالَ رَجُـلٌ: وَمَا الْأَثْلَبُ؟ قَالَ: «الْـحَـجَرُ، مَنْ عَهَرَ بِامْرَأَةٍ لَا يَـمْلِكُهَا، أَوْ بِامْرَأَةٍ مِنْ قَوْمِ آخَرَ فَوَلَدَتْ فَلَيْسَ بِوَلَدِهِ، لَا يَرِثُ وَلَا يُورَثُ.]


وهذه الرواية ☝️ ضعيفة ؛ فقد رواها/ سنان بن الـحـارث بن مصرف (مصرب)،  وهو شـخصية مـجـهولة الـحـال. 

ثم إن هذه الرواية ليس فيـها أي شيء مشيـن بل الرواية تقول أنه يـجـب أن تقدم الدليل على أن هذا الولد هو ابنك وليس أن تقدم مـجرد كـلام بلا دليل ، ولذلك ورد في الرواية عبارة [إلا أن تقوم بينة].

ثم إن الرواية تقول أن الـمدعى عليه أولى باليـمين ، وهذا معناه أنه يـجب أولاً استجـواب هذه الـجـارية لـمعرفة هل زنت مع هذا الرجـل أم لا ، وهل هي تعرف مَن هو أبو الطفل؟!

فالإسلام يرفض أن تـتـهم امرأة بأنـها زنت معك بدون أن تقدم دليلاً وبدون أن تستجوب هذه الـمرأة.


-----------------

 وأما بالنسبة لـهذه الرواية التالية التى أوردها الإمام مالك في الـموطأ:

[عَنْ ابْنِ شِـهَابٍ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ أَبِـيهِ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْـخَطَّابِ قَالَ: لَا تَأْتِـيـنِي وَلِيدَةٌ يَعْتَرِفُ سَيِّدُهَا أَنْ قَدْ أَلَمَّ بِـهَا، إِلَّا أَلْـحَقْتُ بِهِ وَلَدَهَا.]


ولكن هذه الرواية ☝️ لا علاقة لـها بأولاد الزنا أو الأم التي ضاجعها أكثر من رجـل بل الرواية تـتـحـدث عن الرجـل الذي يضاجع جـاريـته فـتحبل منه بطفل ثم يـتـبرأ من هذا الـطفل. فهناك بعض الناس قديـماً كـانوا لا يـحبون أن يكون أولادهم من نسل الإماء، ولذلك كـانوا يـتـبرأون من هؤلاء الأطفال؛ فمثلاً: شداد تبرأ من عنترة بن شداد؛ لأن والدته مـملوكة زنـجية.


لكن عمر بن الـخطاب أصر على الـحق بأن يُنسب الـمولود إلى والده الـحقيقي حتى لو كانت أمه من الإماء وأبوه من الأحرار.

وستلاحظ في الرواية السابقة أن عمر يستجوب كـلا الطرفين حيث تأتـيه الأَمة ويعترف السيد بأنه هو مَن ضاجعها. فالإسلام ينسب كل واحـد لأبـيه طالـما أن أباه معروف الـهوية.


_________________

الـمبحث الثاني:

هل يـجوز أن يـتبرأ الزوج من ابن زوجته الزانـية إذا علـم أن الـمولود ليس من صلبه؟!


الإجـابة:

إذا علـم الزوج أن زوجته زنت مع رجـل وحبلت منه بطفل، فإنه يـجب على الزوج أن يـتـبرأ من هذا الطفل ولا ينسبه إلى نفسه 

* قال ابن قدامة - في كتـابه (الـمُغْـني) ٨/ ٧١- ٧٢ - ما يـلي:

[فَصْلٌ: الْقَذْفُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَضْرُبٍ: وَاجِبٌ، وَهُوَ أَنْ يَرَى امْرَأَتَهُ تَزْنِي فِي طُهْرٍ لَمْ يَطَأْهَا فِيهِ، فَإِنَّهُ يَلْزَمُهُ اعْتِزَالُـهَا حَتَّى تَنْقَضِيَ عِدَّتُـهَا، فَإِذَا أَتَتْ بِوَلَدٍ لِسِتَّةِ أَشْـهُرٍ مِنْ حِـينِ الزِّنَا، وَأَمْكَنَهُ نَفْيُهُ عَنْهُ، لَزِمَهُ قَذْفُهَا، وَنَفْيُ وَلَدِهَا؛ لِأَنَّ ذَلِكَ يَـجْــرِي مَـجْرَى الْيَقِينِ فِي أَنَّ الْوَلَدَ مِنْ الزَّانِي، فَإِذَا لَمْ يَنْفِهِ لَـحِقَهُ الْوَلَدُ، وَوَرِثَهُ، وَوَرِثَ أَقَارِبَهُ، وَوَرِثُوا مِنْهُ، وَنَظَرَ إلَى بَنَاتِهِ وَأَخَوَاتِهِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِـجَائِزٍ، فَيَجِبُ نَفْيُهُ لِإِزَالَةِ ذَلِكَ. وَلَوْ أَقَرَّتْ بِالزِّنَا، وَوَقَعَ فِي قَلْبِهِ صِدْقُهَا، فَهُوَ كَمَا لَوْ رَآهَا.]


فالزوج إذا رأى زوجـته وهي تـزني أو إذا اعترفت الزوجـة بأنـها زنت فإنه يـجب على الزوج أن يـنفي الولد عنه.


 * وقال شمس الدين الرملي - في كـتاب (نـهاية الـمـحـتاج إلى شرح الـمنـهاج) ٧/ ١١٢ - ما يـلي:

 [وَلَوْ عَلِـمَ زِنَاهَا لَزِمَهُ قَذْفُهَا وَنَفْيُهُ، وَصَرَّحَ جَمْعٌ بِأَنَّ نَـحْـوَ رُؤْيَـتِهِ مَعَهَا فِي خَـلْوَةٍ فِي ذَلِكَ الطُّهْرِ مَعَ شُيُوعِ زِنَاهَا بِهِ يَلْزَمُهُ ذَلِكَ أَيْضًا.... وَصُـحِّحَ فِي الرَّوْضَةِ أَنَّهُ إنْ رَأَى بَعْدَ الِاسْتِبْرَاءِ قَرِينَةً بِزِنَاهَا مِـمَّا مَرَّ لَزِمَهُ نَفْيُهُ بِغَلَبَةِ الظَّنِّ بِأَنَّهُ لَيْسَ مِنْهُ حِينَئِذٍ]



فإذا علـم الزوج بزنا زوجته وجب عليه أن يـتـبرأ من الطفل حـتى لا يـحـدث اختلاط في الأنساب.


°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

لكـن في الكتـاب الـمقدس الذي يتبعه اليـهود والـمسيحيون، ستـجـد أن إلـههم يأمر بأن ننسب أطفالاً إلى غير والدهم الـحقيقي، فمثلاً: 


ورد في سفر التـثـنية - الأصـحـاح ٢٥- ما يـلي:

٥- «إذا سكن إخوة معاً ومات واحـد منـهم وليس له ابن، فلا تـَصر امرأةُ الـميت إلى خـارجٍ لرجـل أجنبـي. بل أخو زوجها يدخـل عليـها ويـتـخـذها لنفسه زوجـة، ويقوم لـها بواجب أخي الزوج.

٦- والبكر الذي تلده يقوم باسم أخيه الـميت، لئلا يـُمحى اسـمه من إسرائـيل.


فالرجـل عليه أن يـنجب طفلاً وينسبه إلى أخيه الـميت، وإذا لـم يفعل ذلك فستُطبق عليه عقوبة العار بـحيث يـخرج أمام الناس ويـخـلع نعليه وتبصق زوجـة أخيه في وجهه ويُسمى بــ«مـخـلوع النعل»!


بل إن إله اليـهود والـمسيحيين قد عاقب أونان بالـموت؛ لأنه رفض أن يـنجب طفلاً وينسبه إلى أخيه؛ حيث كـان أونان يستمني على الأرض ولا يُدخـل الـمنى في مـهـبل امرأة أخيه، ولذلك عاقبه الرب لأنه لـم يؤسس نسلاً لأخيه!

* ورد في سفر التكويـن الأصـحـاح ٣٨ - ما يـلي:

٨- «فقال يـهوذا لأونان: «ادخـل على امرأة أخيك وتزوج بـها، وأقم نسلاً لأخيك»

٩-  فعلـم أونان أن النسل لا يكون له، فكـان إذ دخـل على امرأة أخيه أنه أفسد على الأرض، لكي لا يعطي نسلاً لأخيه.

١٠-  فقبح في عـينـي الرب ما فعله، فأماته أيضاً.



* ورد في إنـجـيـل (مـرقس ١٢: ١٩) - وإنـجـيـل (لوقا ٢٠: ٢٨) ما يـلي:

[يا معلـم، كتب لنا موسى: إن مات لأحـد أخُ، وترك امرأةً ولـم يـخـلف أولاداً، أن يأخـذ أخوه امرأته، ويقيـم نسلاً لأخيه.]


بل ستنصدم حينما ترى أناجيل الـمسيحـيـيـن قد نسبت يوسف النـجـار إلى غير أبـيه ؛ فإنـجيل متَّى ينسبه إلى يعقوب ، أما إنـجيل لوقا فينسبه إلى هالي!

فهذه من تعاليـم الكـتاب الـمقدس الفاسدة.


وأما في الإلـحـاد ، فإنه يـجوز للـملـحـدة أن تـزني من وراء زوجـها بل إن دولة فرنسا التـي يفتخر بـها الـملاحـدة ، هذه الدولة تـحظر القيام بـتحـليل البصمة الوراثـية (DNA) حتى لا يكتشف الرجـال خيانة زوجـاتـهم، وبالتالي لن يعلـم الرجـال أن الأطفال ليسوا من صلبـهم.


============

إلى هنا، أكون قد فندت الشبـهة بالكـامل 

 لا تنسوا نشر الـمقال أو نسـخـه

لا تـنسونا من صالـح دعائكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 


صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا