مضمون الشبـهة:
أحـد أعداء الإسلام يفتري على الإسلام ويزعم أن مـخطوطات القرآن القديـمة تـختـلف عن الـمصحف الذي بـيـن أيدينا اليوم، وقد ضرب هذا الكـذاب مثالاً بأن الآية (رقم ٨٤) من (سورة يونس) تـختلف عن مصحف عثمان الـموجود في الـمشـهد الـحسيـني بالقاهرة... حيث يزعم هذا الشـخص أن مصحف عثمان الأصلي الـموجود بالـمشـهد الـحسينـي قد ذكر عبارة ﴿إن كنتـم مؤمنيـن﴾ بدلاً من عبارة ﴿إن كنتـم مسلميـن﴾
* ونـحن نقرأ الآية رقم ٨٤ من سورة يونس هكـذا👇:
﴿وَقَالَ مُوسَىٰ یَا قَوۡمِ إِن كُنتُمۡ ءَامَنتُـم بِٱللَّهِ فَعَلَیۡهِ تَوَكَّـلُوۤا۟ إِن كُنتُم مُّسۡلِمِیـنَ ٨٤﴾
 |
| صورة الحريري الكذاب |
____________________
الرد على هذه الشبـهة السخيفة:
أولاً:
مـخطوطة الـمشـهد الـحسيـنـي لا يوجـد لـها أي رابط أو ملف متاح على الإنترنت، ولا يُعرَض منـها على الإنترنت إلا مـجرد مقتطفات فقط وليس الـمخطوطة بالكـامل.
أما الـمخطوطة الـكـاملة، فـتُباع النسخـة منـها بـ (٤٠٠) دولار من خـلال منظمة تركية اسمها (إرسيكـا)؛ أي أن سعرها يساوي ما لا يقل عن ٢٠ ألف جنيه بـحسب سعر الدولار في مصر اليوم.
وبالتالي ، من أين حصل هذا الشخص على مـخطوطة الـمشـهد الـحسيـنـي كاملةً حسبما يزعم؟!
ومَن الذي يـموله بـهذه الأموال ؟!
---------------
ثانـياً:
مـخطوطة الـمشـهد الـحسيـنـي ليست مـخطوطة عثمان الأصلية كمـا يزعم هذا الكـذاب.
فالكثير من الناس يظنون أن مـخطوطة الـمشـهد الـحسيـني هي مـخطوطة عثمان الأصلية، ولكن هذه الكـلام غير صـحيح وقد تم تـفنيد هذا الإدعاء على يد كثير من الباحثـيـن...، فمثلاً:
* يقول خـبير الـمخطوطات/ صلاح الدين الـمنجـد - في كتـاب (دراسات في تاريـخ الـخط العربي) - صفحة ٥٣ - ما يـلي:
[ونعتقد أن هذا الـمصحف (مصحف الـمشـهد الـحسيـني) ليس من مصاحف عثمان ولا من مصاحف القرن الأول قطعاً.]
* ويقول الأستاذ الدكتور/ محمد عبد العظيم الزرقاني - في كتـاب (مناهل العرفان في علوم القرآن) ١/٤٠٤ — ما يـلي:
[أما الـمصاحف الأثرية التي تـحتويـها خزائن الكتب والآثار في مصر ويقال عنـها إنـها مصاحف عثمانـية فإننا نشك كثيراً في صـحـة هذه النسبة إلى عثمان؛ لأن بـها زركشة ونقوشا موضوعة كعلامات للفصل بين السور ولبيان أعشار القرآن. ومعلوم أن الـمصاحف العثمانـية كانت خـالية من كل هذا.]
وقد تكـلمت الدكتورة/ سعاد ماهر - في كتـابـها (مـخـلفات الرسول بالـمسجـد الـحسيـني) - من صفحـة ١٣١ حتى صفحـة ١٣٤ - عن الـمصحف الـموجود بالـمشـهد الـحسيني بالقاهرة ، وقد طرحت الدكتور سعاد عدة أدلة، ثم انـتـهت إلى نتيجـة مفادها بأن هذا الـمصحف ليس مصحف عثمان أصلاً بل هو مصحف كُتب بـمصر بعد موت عثمان بسنوات.
وأما بالنسبة لـمَن يزعمون أن دم عثمان موجود على مصحف الـمشـهد الـحسيـني، فإنني أرد عليـهم وأقول:
هناك الكثير مـمن يزيفون هذه الـحـادثة حيث يضعون دماءً على ورق ثم يزعمون أنـها دماء الـخـليفة عثمان الـمقتول. وكـل فـترة يأتون لنا بـمخطوطة غريـبة ويزعمون أن عليـها دماء عثمان؟!
فهل كـان الصحـابي عثمان يوزع دماءه على أوراق العالـم؟؟
-------------
ثالثاً:
هناك مـخطوطة منسوبة إلى عثمان بن عفان، وهذه الـمخطوطة نشرتـها منظمة الـمؤتـمر الإسلامي - مركز الأبـحـاث للتاريـخ والفنون والثقافة الإسلامية باسطانبـول ، وهذه الـمخطوطة تعرض نصوصاً قرآنـية موافقة لنفس الـمصحف الذي عندنا اليوم.
وهذه الـمخطوطة موجودة في متحف طوپ قاپـي سرايـى.
وإليكم صورة من هذه الـمخطوطة ، وفيـها الآية رقم ٨٤ من سورة يونس👇
فها هي الـمخطوطة☝️ توافق نفس الآية التي نقرأها اليوم في الـمصحف ، وليس هناك أي تبديل أو تـحريف كمـا يزعم أعداء الإسلام.
بل إنني سأعرض لكم العديد والعديد من الـمخطوطات القديـمة التي تـثبت أن الآية (٨٤) من سورة يونس ما زالت كـما هي بدون تـحريف أو تغيـيـر.
وإليكم الـمخطوطات القرآنـية القديـمة وهي تـحتوي على عبارة ﴿إن كنتم مسلمين﴾ كمـا نقرأها دائـماً👇.
-----------
رابعاً:
بعض الـملاحـدة يعرضون صورةً مفبركةً زاعمين أنـها مـخطوطة عثمان، وهذه هي الصورة👇
ولكن أي شـخـص سيعرف فوراً أن هذه صورة (فوتوشوب) وليست حقيقية ؛ فقد قام صاحـبـها الـملحـد بإحـضار خـلفية ثم كتب عليـها كـلاماً باستخـدام علامة الربط ـــــ
وحتى لو افـترضنا أن مـخطوطة الـمشـهد الـحسيـني تـختلف عن مصحفنا في الآية رقم ٨٤ من سورة يونس ، فإن هذا لا يعني أن مصحفنا الـحـالي قد تغير أو تـحرف عبر الزمن؛ لأنه من الـمعروف جيداً عند علماء الـمخطوطات أنه لا ينبغي إصدار حـكم متسرع بناءً على مـخطوطة واحـدة بل ينبغي دراسة جميع الـمخطوطات معاً ومقارنـتـها ، وبعد ذلك يتـم استـخراج النصوص بناءً على ما تـقوله وتـتـفق فيه غالبـية الـمخطوطات القديـمة وليس بناءً على مـخطوطة واحـدة مـختلفة وشاذة عن بقية الـمخطوطات؛ لأن الـمخطوطة الواحـدة قد تـخطيء وتـنـحـرف عن الـبقية في إحـدى الـمواضع ، لكن اتفاق الـمخطوطات يـحسم القضية.
ولـهذا يقوم علماء الـمخطوطات باعتماد النص الذي تـتشابه فيه الـمخطوطات القديـمة الكثيرة الـمنتشرة جغرافياً ، ويعتبرونه النص الأدق والأقرب للصواب...، ولذلك أنا جـلبت لكم منذ قليل عدة مـخطوطات تـثبت صـحـة الآية ٨٤ من سورة يونس.
---------------
خـامساً:
القرآن الكريم يـتميز عن غيره بأنه يُنقَل بالتواتر وشفاهةً؛ لكي نستطيع قراءة القرآن كمـا نزل على لسان النبي محمد ؛ وبالتالي نـتـجنب الانسياق وراء أخطاء الكتـابة التي تقع من الـمطابع أو النساخ.
فمن الـمعروف جيداً أن البشر يصدر منـهم الـخطأ والسـهو والنسيان ، ونفس هذا الأمر ينطبق على النساخ الذين ينسخون أي كتـاب على مر الزمان. ولذلك ابـتكر الـمسلمون نظام الإجـازة والتواتر حتى يـحفظوا القرآن الكريم عن ظهر قلب؛ ولكي لا ينـخـدعوا بأخطاء الناسـخ.
وجميع قراء الـمسلمين يقرأون (الآية ٨٤) من سورة يونس بنفس الكـلمات بدون خـلاف.
وحتى منظمة (إرسيكـا IRCICA) الـمختصة بنشر الـمخطوطات الإسلامية قد نشرت مقارنةً بـيـن مصاحف عثمان والتي هي مصحف مكـة ومصحف الـمديـنـة ومصحف الكوفة ومصحف البصرة ومصحف الشام. ومن خـلال الـمقارنة نـجـد أن كـل تلك الـمصاحف لا يوجـد بـيـنـها خـلاف في الآية رقم ٨٤ من سورة يونس.
______________
إلى هنا ، أكون قد فندت الشبـهة بالكـامل
لا تنسوا نشر الـمقال أو نسـخـه
لا تنسونا من صالـح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركـاته
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا