لماذا ذكر الله كلمة (الأنثيين) وليس (الأنثتين) | الرد على منكري السنة في تفسير آية ﴿للذكر مثل حظ الأنثيين﴾ | هل المرأة ترث نفس ميراث الرجل

مضمون الشبـهة:
منكري السُنة الكـفار يـحرفون القرآن الكريم ويفسرون آيات الـميراث على مزاجـهم، بل ويطرحون الشبـهات ضد القرآن الكريم ولكن بشكـل مباشر.
وأنا سأعرض لكم شبـهات منكري السُنة ، ثم سأرد عليـها واحـدة تلو الأخرى...
أولاً:
 أحـد منكري السـنة ذكر آية: ﴿لِلذَّكَرِ مِثۡلُ حَظِّ ٱلۡأُنثَیَـیۡـنِ﴾
ثم يقول منكر السُنة: لـماذا ذكر القرآن كـلمة (الأنثيـيـن) وليس (الأنـثـتيـن)؟!


وأنا أرد على هذا الغبـي وأقول:

هذا النكراني لا يعرف شيئاً في اللغة العربـية ولا يفقه شيئاً في القرآن الكريم.

في اللغة العربـية ، هناك شيء اسـمه الألف الـمقصورة ، وهي ألف تُرسم على شكـل ياء مثل: سلمى ، كبرى ، نـجوى ، موسى .... 


وإذا أنـتـم نظرتم إلى كلمة (أنثى) فستجـدون أنـها كـلمة مكونة من أربعة حروف ويوجـد بآخرها ألف مقصورة هكـذا👈 (ى)


وفي اللغة العربـية ، يوجـد قواعد للتعامل مع الكـلمات التي بـها ألف مقصورة، فمثلاً: عند تـثنية هذه الكـلمات يـجب أولاً أن نعرف هل الألف الـمقصورة هي ثالث حرف في الكلمة أم هي أكثر من ذلك...

فإذا كـانت الألف الـمقصورة هي ثالث حرف في الكـلمة، فإننا نرد الألف إلى أصلها ثم نضيف (ان) في حـالة الرفع ، أو (ين) في حـالة النصب والـجـر.


أما إذا كـانت الألف الـمقصورة هي رابع حرف أو خـامس حرف ، فإننا نـحول الألف الـمقصورة إلى (ياء) ثم نضيف (ان) في حـالة الرفع ، أو (ين) في حـالة النصب والـجـر.

دعونا نأخـذ مثال:  

الكثير من العوام يرتكبون أخطاءً لغويةً عند تـثـنية الكـلمات الـمنتـهية بألف مقصورة.

* كـلمة (سلمى) لا تـُثنى إلى (سلمتان)❌.

* وكـذلك كـلمة (كبرى) لا تُـثنى إلى (كبرتان)❌


بل إن كـلمة (سلمى) تـُثنى إلى (سلميان) في حـالة الرفع ، وتُـثنى إلى (سلميَـيـن) في حـالة النصب والـجـر.

وكذلك كـلمة (كبرى) تـثنى إلى (كبريان) في حـالة الرفع ، وتُـثنى إلى (كبريـَيـن) في حـالة النصب والـجـر.

* وكذلك كـلمة (مستشفى) تُـثنى إلى (مستشفيان) أو (مستشفيـيـن) وليس (مستشفتيـن).


* ونفس الأمر ينطبق على كـلمة (أنثى)؛ فهي تُـثنى إلى (أنـثـيان) في حـالة الرفع ، وتـُثنى إلى (أنـثـيـيـن) في حـالة النصب والـجـر.


وقد ذكر القرآن الكريم كـلمة (أنـثيـيـن) عدة مرات، فمثلاً:

قال الله تعالى:

﴿ثَـمَـانِیَةَ أَزۡوَ اجࣲ مِّنَ ٱلضَّأۡنِ ٱثۡنَیۡـنِ وَمِنَ ٱلۡـمَعۡزِ ٱثۡنَیۡـنِ قُلۡ ءَاۤلذَّكَرَیۡنِ حَرَّمَ أَمِ ٱلۡأُنثَیَـیۡـنِ أَمَّا ٱشۡتَـمَلَتۡ عَلَیۡهِ أَرۡحَـامُ ٱلۡأُنثَیَـیۡـنِ نَبِّـُٔونِی بِعِلۡمٍ إِن كُنتُمۡ صَـادِقِینَ﴾ [الأنعام ١٤٣]


هنا ☝️ ستلاحظون أن القرآن ذكر كـلمة (الأنـثيـيـن) ونَسب الرحـم للأنثى.


إذن منكري السُنة لا يفهمون القرآن الكريم بل يتلاعبون به حسبما يأمرهم شيطانـهم.


------

ثانياً:

أحـد منكري السُنة الـحمقى ذكر آية ﴿للذكر مثل حظ الأنـثـيـيـن﴾ ثم زعم النكراني أنـها لا تعني أن للذكر ضعف الأنثى... ثم قام هذا النكراني بالاستدلال بـميراث البنت الوحيدة حيث أنـها ترث نصف التركة.  وكذلك البنات الوحيدات يرثن ثلثي التركة ، وكذلك الأم ترث بنفس مقدار الأب إذا مات ابـنـهم وكـان له نسل، وكـذلك الزوج يرث ربع تركة زوجته لكن يذهب الثلاثة أرباع إلى الآخرين وهكـذا....!


وأنا أرد على هذا النكراني وأقول: 

هذا النكراني الذي طرح هذه الشبـهة إما أنه كـذاب أو أنه شارب بانـجو ونـحوه.


إذا أنت نظرت إلى عبارة ﴿لِلذَّكَرِ مِثۡلُ حَظِّ ٱلۡأُنثَیَـیۡـنِ﴾ فستجـد أن هذه العبارة لا تـتـحـدث أصلاً عن ميراث البنت الوحيدة، ولا عن ميراث البنات الوحيدات، ولا تـتحـدث عن ميراث الأم، وكذلك لا تـتحـدث عن ميراث الزوج أو الزوجـة أصلاً.


عبارة ﴿لِلذَّكَرِ مِثۡلُ حَظِّ ٱلۡأُنثَیَـیۡـنِ﴾ وردت في موضعيـن في القرآن الكريم وهما : كيفية تقسيم الـميراث بـيـن الأبناء الـمتنوعـين الذين هم خـليط من الذكور والإناث. وأيضاً وردت هذه العبارة في حـالة الكـلالة إذا مات الشخص وليس له أبناء لكن له إخوة متنوعين أي له إخوة ذكور وإناث.

- قال الله تعالى:

﴿یُوصِیكُمُ ٱللَّهُ فِیۤ أَوۡلَادِكُمۡ لِلذَّكَرِ مِثۡلُ حَظِّ ٱلۡأُنثَیَیۡنِ﴾ [النساء ١١]


- وقال الله تعالى: 

﴿یَسۡتَفۡتُونَكَ قُلِ ٱللَّهُ یُفۡتِیكُمۡ فِی ٱلۡكَـلَالَةِ إِنِ ٱمۡرُؤٌا۟ هَلَكَ لَیۡسَ لَهُۥ وَلَدࣱ وَلَهُۥۤ أُخۡتࣱ فَلَهَا نِصۡفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ یَرِثُـهَاۤ إِن لَّمۡ یَكُن لَّهَا وَلَدࣱۚ فَإِن كَـانَتَا ٱثۡنَتَیۡنِ فَلَهُمَا ٱلثُّلُثَانِ مِـمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُوۤا۟ إِخۡوَةً رِّجَـالاً وَنِسَاۤءً فَلِلذَّكَرِ مِثۡلُ حَظِّ ٱلۡأُنثَیَیۡنِ یُبَیِّـنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ أَن تَضِلُّوا۟ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمُۢ﴾ [النساء ١٧٦]


إذن عبارة ﴿لِلذَّكَرِ مِثۡلُ حَظِّ ٱلۡأُنثَیَـیۡـنِ﴾ ليس لـها علاقة بـميراث البنت الوحيدة التي بدون أخ ذكر ، وليس لـهذه العبارة أي علاقة بالبنات الوحيدات اللاتي بدون أخ ذكر، وليس للعبارة أي علاقة بـميراث الأم ولا الزوج ولا الزوجـة. فكـل حـالة لـها نظام تقسيم مـختلف ، ولكن منكر السُنة الكـذاب خـلط الـحـالات بـبعضـها.


ملحوظة:

كلمة (أولادكم) مفردها ولد ، ولفظ (الولد) في اللغة العربـية يُطلق على الصبـي والبنت وليس على الصبي فقط.


وأخـيراً:

منكري السُنة والعلمانـجية دائـماً يـتـحـدثون عن حقوق الإناث ويـتظاهرون بأنـهم الـمدافعون عن حقوق الـمرأة !

ولكن في الـحـقيقة ، هؤلاء العلمانـجية لا ينصرون الـمرأة بل يظلمون الرجـل ويسلبونه أبسط حقوقه؛ فهؤلاء النكرانـيـون والعلمانـجية يريدون أن يعطوا للـمرأة نفس نصيب الرجـل ثم يأخـذون من الرجـل أموال الـمهر والـحـلي والسكن والنفقة والـمتعة والـمؤخر!!! 

إذن ، هم هكـذا ظلموا الرجـل حيث أخـذوا منه كـل شيء وأعطوا للـمرأة حقوقاً أكثر منه.

وأنا أقسم بالله ، أنني سـمعت أحـد مشاهير اليوتـيوب الساكنيـن في أمريكـا وهو يقول أن الـمرأة في أمريكـا على رأس الـهرم فيما يـتعلق بالـحقوق، يليـها الطفل، يليـهم الكـلاب والـحيوانات، وأخـيراً يأتي الرجـل في قاع الـهرم.

أي أن القانون في الغرب يـجـعل حقوق الرجـل أدنى من حقوق الكـلب، ولا حـول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

فالذين يفتخرون بأنـهم يدافعون عن حقوق الـمرأة هم في الـحقيقة يـخنقون الرجـل ويسلبون حقوقه.

لكن الإسلام يوازن الأمور جيداً ؛ فهو إذا حمَّل الرجـل الـمسؤولية فسيمنحـه بعض الامتيازات التي تعينه على هذه الـمسؤليات...، ولذلك قال الله تعالى:

﴿لَا یُكَـلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَا﴾ 


___________

مقالات أخرى ذات صلة :

في الكتـاب الـمقدس (كتـاب اليـهود والـمسيحيين)، الـمرأة لا ترث شيئاً طالـما أن لـها أخ ذكر:

https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2021/10/blog-post_19.html


صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا