مضمون الشبـهة:
رأيتُ الشيعة النواصب يسخرون ممن يصلي صلاة التراويح ويصفونهم بالحمير،
ويستدل هؤلاء الشيعة بمقولة منسوبة إلى ابن عمر ، وهي كالتالي:
[أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة الأنصاري، أخبرنا أبو عمرو بن مطر ، أخبرنا أبو خليفة، حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمر قال قال له رجل: «أصلي خلف الإمام في رمضان؟» ، قال يعني ابن عمر: «أليس تقرأ القرآن؟» ، قال: «نعم» ، قال: «أفتنصت كأنك حمار؟ صل في بيتك».]
----------------------
أولاً:
الشخصيات التي يقدسها الشيعة هم مَن كانوا مثل الحمير ؛ فمثلاً:
بحسب الدين الشيعي ، فإن (علي بن أبي طالب) حمار يركبه الناس 👇.
ذكر شيخ الشيعة / المفيد - في كتابه (الاختصاص) - صفحة 317 ما يلي:
[عن أبي جعفر عليه السلام قال: يا جابر ، ألك حمار يسير بك فيبلغ بك من المشرق إلى المغرب في يوم واحد؟ ، فقلت: جعلتُ فداك يا أبا جعفر وأنى لي هذا؟
فقال أبو جعفر عليه السلام: ذاك أمير المؤمنين، ألم تسمع قول رسول الله في (علي) عليه السلام: والله لتبلغن الأسباب والله لتركبن السحاب]
* ونفس الرواية السابقة ذكرها محمد بن الحسن الصفار - في كتابه (بصائر الدرجات) - صفحة ٤١٩
* ونفس الرواية أوردها المجلسي في كتابه (بحار الأنوار) - ج ٢٥ - الصفحة ٣٨٠
- إذن، علي بن أبي طالب هو حمار يركبه الشيعة بحسب الدين الشيعي الناصبي الوثني.
وبحسب الدين الشيعي ، فإن عمار كان يتمرغ مثل الحمار وقد شبَّهه النبي بذلك...
ورد في كتاب (دعالم الإسلام) - الجزء الأول - صفحة 120 ما يلي:
[عن أبي عبد الله جعفر بن محمد قال:..... إن عمار بن ياسر أصابته جنابة فتجرد من ثيابه وأتى صعيداً ، فتمعك فيه فبلغ ذلك رسول الله فقال: يا عمار ، تمعكت تمعك الحمار.]
وورد في كتاب (مَن لا يـحضره الفقيه) - الجزء الاول- صفحة ١٠٤ ما يلي:
[مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ : قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ ذَاتَ يَوْمٍ لِعَمَّارٍ فِي سَفَرٍ لَهُ: «يَا عَمَّارُ ، بَلَغَنَا أَنَّكَ أَجْنَبْتَ فَكَيْفَ صَنَعْتَ»، قَالَ: «تَمَرَّغْتُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ فِي اَلتُّرَابِ»، فَقَالَ لَهُ النَبيُ: «كَذَلِكَ يَتَمَرَّغُ اَلْحِمَارُ»]
وقد تكررت هذه الرواية الشيعية في كتاب (الوافي) وكتاب (وسائل الشيعة).
فعمار بن ياسر هو من الشخصيات الهامة في الدين الشيعي، ومع ذلك يصوره الدين الشيعي بأنه يتمرغ في التراب مثل الحمار!!!
أما هذه الرواية فهي عندنا منكرة مرفوضة بحسب ما ورد في
ديوان السنة - قسم الطهارة ٢٥/١٣٩
---------------
ثانياً:
بالنسبة للرواية التي يستدل بها الشيعة للسخرية ممن يصلي التراويح ، فإن هذه الرواية ضعيفة أصلاً، وهي كالتالي:
[أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة الأنصاري، أخبرنا أبو عمرو بن مطر ، أخبرنا أبو خليفة، حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمر قال: قال له رجل: أصلي خلف الإمام في رمضان؟ ، فقال ابن عمر: ألست تقرأ القرآن؟ ، قال: نعم، فقال ابن عمر: أفتنصت كأنك حمار؟ صل في بيتك.]
فالراوي☝️/ أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة الأنصاري هو شخصية مجهولة الحال، ولم تذكر الكتب أي توثيق لهذا الراوي أصلاً. وبالتالي فإن هذه الرواية ضعيفة ولا يجب أن يحتج بها الشيعيُ الوثني علينا.
وكذلك يستدل أعداء الإسلام برواية أخرى ضعيفة أوردها عبد الرزاق، وهي كالتالي:
[عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن منصور، عن مجاهد قال: جاء رجل إلى ابن عمر وقال: أصلي خلف الإمام في رمضان؟ ، قال ابن عمر: أتقرأ القرآن؟ ، فقال الرجل: نعم ، فقال ابن عمر: أفتنصت كأنك حمار صل في بيتك.]ولكن هذه الرواية السابقة لا ترتقي لدرجة الصحيح بل هي ضعيفة؛ فعبد الرزاق يروي هذه الرواية عن سفيان الثوري. وروايات عبد الرزاق عن سفيان الثوري تحتوي أحياناً على أخطاء وتخالف روايات باقي التلاميذ الموثوقين لسفيان...؛ فمثلاً:
- يقول الشيخ الأستاذ الدكتور/ محمد ضياء الرحمن الأعظمي - في كتابه (
[قال ابن محرز: «سألت يحيى عن أصحاب سفيان من هم»؟ قال: «المشهورون: وكيع، ويحيى، وعبد الرحمن، وابن المبارك، وأبو نعيم، هؤلاء ثقات. قيل له: فأبو عاصم، وعبد الرزّاق، وقبيصة، وأبو حذيفة؟ قال:«هؤلاء ضعفاء» يعني في سفيان الثوري.]الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل المرتب على أبواب الفقه) ٦/٦٤٧ — ما يلي:
* وقال ابن رجب الحنبلي في كتاب (شرح علل الترمذي) ٢/٧٢٢ — ما يلي:
قال: هم خمسة، يحيى بن سعيد، ووكيع بن الجراح، وعبد الله بن المبارك، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو نعيم الفضل بن دكين، فأما الفريابي، وأبو حذيفة، وقبيصة، وعبيد الله، وأبو عاصم، وأبو أحمد الزبيري، وعبد الرزاق، وطبقتهم، فهم كلهم في سفيان بعضهم قريب من بعض وهم ثقات كلهم. دون أولئك في الضبط والمعرفة.]
أي أن رواية عبد الرزاق عن الثوري تقل في الضبط والإتقان عن رواية وكيع.
* وقد أشار أحمد بن حنبل إلى أن الروايات التي سمعها عبد الرزاق من سفيان الثوري في مكة هي روايات فيها اضطراب ونكارة. وهذا الأمر قد ذكره ابن رجب الحنبلي في كتاب ( شرح علل الترمذي) ٢/٧٧١
ولذلك كان الإمام البخاري ومسلم لا يقبلان رواية عبد الرزاق عن سفيان الثوري إلا إذا وافقت هذه الروايةُ روايةَ الثقات.
* ولذا يقول عنه أبو حاتم الرازي :
* وقال عنه ابن حبان البستي :
إذن، روايات عبد الرزاق عن سفيان الثوري ليست دائماً في أعلى درجات الصحة بل يوجد فيها أخطاء أحياناً.
ولذلك إذا تناولنا هذه الرواية التي يرويها عبد الرزاق عن سفيان الثوري وقمنا بمقارنة هذه الرواية برواية باقي أصحاب سفيان الثوري فسنجد فرقاً واضحاً؛ فمثلاً: الراوي وكيع هو أحد أصحاب سفيان الثوري الثقات ورواية وكيع عن الثوري أفضل من رواية (عبد الرزاق عن الثوري).
تعالوا بنا نرى رواية وكيع عن سفيان الثوري:
[حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : "سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ: أَقُومُ خَلْفَ الْإِمَامِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ؟ ، فَقَالَ: تُنْصِتُ كَأَنَّكَ حمار؟!]فهنا ☝ نلاحظ أن رواية وكيع ليس فيها عبارة:
[ قال ابن عمر: أتقرأ القرآن؟ .... صل في بيتك]
وبالتالي ، فإن عبارة [صل في بيتك] هي عبارة زائدة شاذة مشكوك فيها نظراً لأنها تخالف الثقات.
وأما بالنسبة للرواية التي ذكرها الطحاوي ، فهي ضعيفة وهي كـالتالي:
[حدثنا أبو بكرة قال: حدثنا مؤمل قال حدثنا سفيان عن منصور عن مجاهد قال: قال رجل لابن عمر: أصلي خلف الإمام في رمضان؟ ، فقال: أتقرأ القرآن؟ ، قال: نعم ، قال: صل في بيتك.]
ولكن هذه الرواية ☝ لا ترتقي لدرجة الصحيح، فالذي رواها هو مؤمل بن إسماعيل العدوي ، وهو صدوق لكنه سيئ الحفظ يغلط في نقل الأحاديث.
* ولذا يقول عنه أبو حاتم الرازي :
[ مؤمل صدوق، كثير الخطأ.]
* وقال عنه ابن حبان البستي :
[ربما أخطأ]
*وقال عنه أبو دواد السجستاني:
*وقال عنه أبو دواد السجستاني:
[إنه يَهم في الشئ]
* وقال عنه عبد الباقي بن قانع البغدادي :
[صالح يُخطئ]
* وقال عنه البخاري :
* وقال عنه البخاري :
[منكر الحديث]
* وقال عنه محمد بن سعد كاتب الواقدي:
* وقال عنه محمد بن سعد كاتب الواقدي:
[ثقة كثير الغلط]
* وقال عنه النسائي:
* وقال عنه النسائي:
[ثقة، كثير الخطأ]
* وقال عنه الدارقطني:
* وقال عنه الدارقطني:
[ثقة كثير الخطأ]
* وقال عنه ابن حجر العسقلاني:
[صدوق سيئ الحفظ]
* وقال عنه الذهبي :
* وقال عنه الذهبي :
[قيل دفن كتبه وحدَّث حفظاً فغلط]
وقال عنه زكريا بن يحيى الساجي:
وقال عنه زكريا بن يحيى الساجي:
[صدوق كثير الخطأ، وله أوهام]
* وقال عنه محمد بن نصر المروزي:
* وقال عنه محمد بن نصر المروزي:
[إذا انفرد بحديث وجب أن يُتوقَف ويُتثبت فيه؛ لأنه كان سيئ الحفظ، كثير الغلط.]
* وقال عنه يعقوب بن سفيان الفسوي :
* وقال عنه يعقوب بن سفيان الفسوي :
[شيخ جليل سني كان مشيختنا يوصون به إلا أن حديثه لا يشبه حديث أصحابه، وقد يجب على أهل العلم أن يقفوا عن حديثه، فإنه يروى المناكير عن ثقات شيوخه.]
* وقال عنه مصنفو تحرير تقريب التهذيب :
[ضعيف يُعتبَر به فقط في المتابعات والشواهد]
إذن ، الراوي الذي روى هذه الرواية هو مؤمل بن إسماعيل العدوي ، وهو راوٍ كثير الخطأ في الرواية.
ثم إن الراوي الثاني في السند هو أبو بكرة ، واسمه بالكامل: بكار بن قتيبة البكراوي، وهو كان قاضياً بمصر عالماً بالمذاهب، وقد حدَّث بالكثير من الأحاديث، ولكن ليس هناك أي توثيق معتمد لأحاديثه. والوحيد الذي وثَّقه هو الحاكم النيسابوري، ولكن توثيقات الحاكم النيسابوري غير مقبولة عند علماء الحديث؛ لأنه متساهل جداً في التوثيق. ولذلك يقول الشيخ عدنان العرعور في ديوان السُنة 21/ 368:
[والحاكمُ متساهلٌ في التصحيح]
فالخلاصة أن هذه الرواية لم تصل لمرتبة الرواية الصحيحة بل يوجد فيها شك.
وحتى لو افترضنا أن رواية الطحاوي هذه هي رواية صحيحة، فإن الرواية لم تذكر عبارة [تنصت كأنك حمار] ، ولم تُشبِّه الشخص الذي يصلي خلف الإمام بالحمار.
-----------------------------------
والآن، يتبقى لنا رواية واحدة وهي رواية وكيع وهي كالتالي:
[حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : "سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ: أَقُومُ خَلْفَ الْإِمَامِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ؟ - فَقَالَ : تُنْصِتُ كَأَنَّكَ حِمَارٌ؟!]
ولكن هذه الرواية لم تصف الذي يصلي التراويح بالحمار ، بل الرواية تكلمت عن الإنصات فقط ولم تتكلم عن الصلاة والقيام.
إذا أنت دققت في الرواية ، فستجد أن ابن عمر لم يقل [أتصلي كأنك حمار؟!] ، ولم يقل [أتقوم كأنك حمار؟!] ، بل قال [أتنصت كأنك حمار؟!].
فالرواية تتكلم عن الإنصات فقط وليس عن صلاة التراويح.
والمقصود من كلام ابن عمر هو أنه ينهى الرجل عن الاستماع للإمام بغير تدبر بل يجب أن يتدبر المصلي في آيات القرآن التي يتلوها الإمام.
فالرواية ليس فيها نهي عن صلاة التراويح، بل هي فقط تتكلم عن المصلي الذي ينصت كالحمار ولا يتدبر في القرآن المقروء.
وعلى مر الزمان، فهم بعض الشيوخ الرواية بالخطأ فظنوا أنها نهي عن صلاة التراويح ولذلك وضعوها تحت عنوان: ((مَن لا يصلي صلاة التراويح))!
وهذا خطأ وقع فيه هؤلاء الشيوخ نتيجة فهم الرواية بالخطأ حيث اعتمدوا في ذلك على الزيادتين الضعيفتين اللتين ذكرتهما فوق، وهذه الزيادات الضعيفة هي مَن شوهت مقصود الرواية، ولهذا ظن الشيوخ أن الرواية تنهى عن صلاة التراويح.
----------------------
إلى هنا ، أكون قد رددتُ على الشبهة بالكامل.
لا تنسوا نشر الـمقال أو نسـخـه
لا تنسونا من صالـح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا