مضمون الشبـهة:
يزعم منكرو السنة الكـفار أن كـلمة (رجـل) في القرآن تُطـلق على الـمرأة أيضاً ، ويستدل منكرو السُنة الكـذابون بآية الـحـج التالية:
﴿وَأَذِّن فِی ٱلنَّاسِ بِٱلۡـحَـجِّ یَأۡتُوكَ رِجَـالاً وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ یَأۡتِینَ مِن كُلِّ فَـجٍّ عَمِیقࣲ﴾ [الـحـج ٢٧]
ولـهذا يزعم منكرو السُنة أن الرجـل هو نفسه الـمرأة في آية الشـهادة التالية:
﴿وَٱسۡتَشۡـهِدُوا۟ شَـهِیدَیۡنِ مِن رِّجَـالِكُمۡ فَإِن لَّمۡ یَكُونَا رَجُـلَیۡنِ فَرَجُـلٌ وَٱمۡرَأَتَانِ مِـمَّن تَرۡضَوۡنَ مِنَ ٱلشُّـهَدَاۤءِ أَن تَضِلَّ إِحۡـدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحۡـدَاهُمَا ٱلۡأُخۡرَىٰ﴾ [البقرة ٢٨٢]
-------------------
الرد على منكري السُنة في هذه الشبـهة السخيفة:
ما يفعله منكرو السُنة هو هبد وليس له علاقة باللغة العربـية.
وطبعاً ، منكرو السُنة كعادتـهم يـهبدون ويـخـترعون التفاهات التي تـخـالف لغة القرآن الكريم.
وأما بالنسبة للآية الأولى التي يستدل بـها منكرو السُـنة ؛ فإن هذه الآية لا تـتـكـلـم عن الـجـنس الذكري أو الأنـثوي أصلاً...
وتعالوا بـنا نقرأ هذه الآية في سياقها:
﴿وَإِذۡ بَوَّأۡنَا لِإِبۡرَ اهِیمَ مَكَـانَ ٱلۡبَیۡتِ أَن لَّا تُشۡرِكۡ بِی شَیۡـٔاً وَطَهِّرۡ بَـیۡتِیَ لِلطَّاۤىِٕفِینَ وَٱلۡقَاۤىِٕـمِینَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ ٢٦ وَأَذِّن فِی ٱلنَّاسِ بِٱلۡـحَـجِّ یَأۡتُوكَ رِجَـالاً وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ یَأۡتِینَ مِن كُلِّ فَـجٍّ عَمِیقٍ ٢٧﴾ [الـحـج ٢٦-٢٩]
بـحسب سياق الآية السابقة ، فإن كـلـمة (رجـال) هنا مفردها (راجـل) وليس (رَجـل).
وآية الـحـج السابقة لا تـتـحـدث عن جـنس الذكور أو الإناث أصلاً بل تـتـحـدث عن الـترجـل على القدمين.
وفي اللغة العربـية يوجـد فرق بـيُن (الرَاجِـل) و(الرَجـل)؛ فالراجـل معناه: شـخـص يـمشي على رجـليه.
أما الرجـل معناه: ذكر بالغ.
وآية الـحـج السابقة تـتـحـدث عن الراجـل الذي يأتي إلى الـحـج ماشياً، ولذلك إذا رجعنا إلى الآية فسنجـدها تقول:
﴿یَأۡتُوكَ رِجَـالاً وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ یَأۡتِـیـنَ مِن كُلِّ فَـجٍّ عَمِیقٍ﴾
فالآية السابقة تـتـحـدث عمن يأتي إلى الـحـج ماشياً أو راكبـاً على ضامر.
فالآية تـتـكـلـم عن طريقة التنقل من أجـل الـمجيء إلى الـحـج ولا تـتـحـدث الآية عن جـنس الـحـاج ذكراً كـان أم أنثى
ولـهذا لا يوجـد داعٍ لأن يستشـهد منكرو السُنة بـآية الـحـج ؛ فهي لا تـتـحـدث عن جـنس الشخص أصلاً سواء كـان ذكراً او أنثى...
وقد ذكر الله تعالى (الترجـل على القدمين) في آيات أخرى؛ فمثلاً
قال الله تعالى:
﴿فَإِنۡ خِفۡتُمۡ فَرِجَـالًا أَوۡ رُكۡـبَاناً فَإِذَاۤ أَمِنتُمۡ فَٱذۡكُرُوا۟ ٱللَّهَ كَمَـا عَلَّمَكُم مَّا لَمۡ تَكُونُوا۟ تَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة ٢٣٩]
فهنا ☝️ يـتـحـدث القرآن عن خيارين وهما: إما الـترجـل أو الركوب؛ أي أنه يـتحـدث عن استخـدام الأرجـل أو الركوب، ولا يـتـحـدث القرآن عن جـنس الشخص ذكراً كـان أو أنثى...
إذن ، كـلـمة (رجـال) في آية الـحـج تـتـحـدث عن الراجـليِـن على أرجـلهم وليس عن جـنس الذكور أو الإناث. وهذا كـله نفهمه من سياق الآية وكيف تـتـحـدث.
أما بالنسبة لآية الشـهادة التي هي:
﴿وَٱسۡتَشۡـهِدُوا۟ شَـهِیدَیۡنِ مِن رِّجَـالِكُمۡ فَإِن لَّمۡ یَكُونَا رَجُـلَیۡنِ فَرَجُـلٌ وَٱمۡرَأَتَانِ مِـمَّن تَرۡضَوۡنَ مِنَ ٱلشُّـهَدَاۤءِ أَن تَضِلَّ إِحۡـدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحۡـدَاهُمَا ٱلۡأُخۡرَىٰ﴾
إن آية الشـهادة هنا ☝️ ذكرت كـلمة (رِجـال)، وكـلمة (رجـال) هنا مفردها (رجـل). ولذلك إذا أنت قرأت سياق الآية ستـجـد أن نفس الآية ذكرت كـلمة (رَجـلَيـْن) ثم ذكرت كـلمة (رَجـل)، ولـم تذكر (راجـلين) ولا ذكرت (راجـل) نظراً لأن هذه الآية تـتـحـدث عن جـنس الشاهد، ولا تـتـحـدث آية الشـهادة هذه عن استخـدام الأرجـل.
والـخـلاصة هي أن كـلمة (رِجـال) لـها أكثر من معنى حسب سياق الكـلام. وكـلمة (رِجـال) قد يكون مفردها (راجـل) أو قد يكون مفردها (رجـل) ، ويتم تـحـديد الـمقصود بناءً على سياق الآية وليس بناءً على تفاهات منكري السُنة الذي يقتطعون الآية من سياقها.
-----------------
ثانياً:
أحـد منكري السُنة يسأل سؤالاً سـخيفاً ويقول: لـماذا الله لـم يذكر وسائل الـمواصلات في آية الـحـج، وهل كـان الله جـاهلاً بالطائرات والباص وغير ذلك...؟!
وأنا أرد على منكر السنة وأقول:
الآية لا تـتـكـلـم عن الأحـداث الـمستقبلية بل تـتـكـلـم عن حـدث حصل في عصر النبي إبراهيم، ولذلك تقول الآيات:
﴿وَإِذۡ بَوَّأۡنَا لِإِبۡرَ اهِیمَ مَكَـانَ ٱلۡبَیۡتِ أَن لَّا تُشۡرِكۡ بِی شَیۡـٔاً وَطَهِّرۡ بَـیۡتِیَ لِلطَّاۤىِٕفِینَ وَٱلۡقَاۤىِٕـمِینَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ ٢٦ وَأَذِّن فِی ٱلنَّاسِ بِٱلۡـحَـجِّ یَأۡتُوكَ رِجَـالاً وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ یَأۡتِینَ مِن كُلِّ فَـجٍّ عَمِیقٍ ٢٧﴾
فالآيات تـتـكـلـم عن شيء حصل في عهد النبي إبراهيم، ولذلك وردت كـلـمة (يأتوك) ؛ أي يأتون للنبي إبراهيم في الـحرم الـمكي لآداء مناسك الـحـج عندما أذَّن فيـهم.
وفي عصر النبي إبراهيم ، لـم يكن هناك طائرات أو باص أو توكتوك أو غير ذلك.
-----------------
ثالثاً:
أحـد منكري السُنة يسأل ويقول: لـماذا وردت كـلمة (يأتـيـن) في عبارة {یَأۡتِینَ مِن كُلِّ فَـجٍّ عَمِیقٍ} بدلاً من (يأتون)؟!
وأنا أرد على هؤلاء الـمغفلين وأقول:
كـلمة (يأتين) أُطلقت على (كـل ضامر)، ويُقصَد بـها الدواب الضامرة، ولذلك وردت كـلمة (يأتين) ها هنا...
[﴿يَأْتِـيـنَ﴾ صفة لكل ضامر، لأنه في معنى الـجمع]
_ وقال البغوي في تفسيره:
[ وَإِنَّـمَا جَمَعَ "يَأْتِـيـنَ" لِـمَكَـانِ كُـلٍّ وَإِرَادَةِ النُّوقِ.]_ وقال الآلوسي في تفسيره:
[وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿يَأْتِـيـنَ﴾ صِفَةٌ لِضامِرٍ أوْ لِكُـلٍّ، والـجَمْعُ بِاعْتِبارِ الـمَعْنى كَـأنَّهُ قِيلَ ورُكْبـانًا عَلى ضَوامِرَ يَأْتِينَ]_ وقال فـخـر الدين الرازي في تفسيره:
_ وقال الإيـجي في جـامع البيان:
[﴿وعَلى كُلِّ ضامِر﴾، أي: ركبـانًا حـال معطوف على حـال، ﴿يَأتِينَ﴾، صفة لـ ضامر، وجمعه باعتبار معناه]وأخـيراً: منكرو السُنة لا يتبعون القرآن أصلاً بل يـحـاولون تـخضيع القرآن لقوانين الغرب. وفي كـل مرة يتظاهر هؤلاء النكرانـيون بالعقلانية في حـين أن منكرو السُنة هم مَن دمروا حضارة الإسلام بعدما كـنا في مقدمة العالـم وهم مَن أدخوا العهر إلى أوساطنا، وما زلنا نـمشي وراء العلمانـجية منذ سنين ولـم يزدنا هؤلاء العلـمانـجية سوى تـخـلفاً وانـحطاطاً.
---------------------------------
إلى هنا أكون قد فندت تفاهات منكري السنة
لا تنسوا نشر الـمقال أو نسخـه
لا تنسونا من صالـح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركـاته