هل القرآن استخدم كلمات ثقيلة تنبو على اللسان - كلمة النذر - إعجاز القرآن دراسة وبيان

إعجاز القرآن دراسة وبيان - الرد على رشيد الكذاب - هل في القرآن كلمات ثقيلة - كلمة النُذر في القرآن الكريم - رأي مصطفى صادق الرفاعي في القرآن الكريم

 مضمون الشبـهة:

أحـد الـمنصرين الـمسيحيـيـن كتب كتـاباً لكي يشكـك في إعـجـاز القرآن الكريم، وصاحب هذا الكـتاب قد استعمل فيه كل أساليب الكـذب وبتر الكـلام من السياق لكي يـخـدع الـقاريء فمثلاً: هذا الـمسيحي يزعم أن الأديب الشـهير/ مصطفى صادق الرافعي قد انـتقد القرآن في بعض الكـلمات بـحـجـة أن لـها ثقل صوتي يؤذي الأذن، واقتبس هذا الـمسيحي فقرة من كـلام الرافعي كـالتالي:

[من ذلك لفظة «النذر» جمع نذير؛ فإن الضمة ثقيلة فيها لتواليـها على النون والذال معًا، فضلًا عن جسأة هذه الـحرف ونبوه في اللسان، وخـاصة إذا جـاء فاصلة للكلام، فكـل ذلك مـما يكشف عنه ويفصح عن موضع الثقل فيه]

طبعاً، أي شـخـص يسمع الكـلام السابق سيظن فوراً أن الأديب مصطفى صادق الرافعي يـنتقد كـلمة (النُذر) الواردة في القرآن ، ولكن دعونا نقرأ كـلام الرافعي في سياقه بالكـامل لتعلـم أن هذا الـمسيحي قد بتر كـلام الرافعي من سياقه 

يقول مصطفى صادق الرافعي - في كـتاب (تاريـخ آداب العرب) الـمجـلد الثاني - صفحـة 150 ما يـلي:
[ولو تدبرت ألفاظ القرآن في نظمها، لرأيت حركـاتـها الصرفية واللغوية تـجري في الوضع والتركيب مـجرى الـحروف أنفسـها فيما هي له من أمر الفصاحـة فيـهيئ بعضـها لبعض، ويساند بعضًا، ولن تـجـدها إلا مؤتلفة مع أصوات الـحروف، مساوقة لـها في النظم الـموسيقي، حتى إن الـحركة ربـما كـانت ثـقيلة في نفسـها لسبب من أسباب الثقل أيـها كـان، فلا تعذب ولا تساغ وربـما كـانت أوكس النصيبيـن في حظ الكـلام من الـحرف والـحركة، فإذا هي استعملت في القرآن رأيت لها شأنًا عـجيبًا، ورأيت أصوات الأحرف والـحركـات التي قبلها قد امتـهدت لـها طريقًا في اللسان، واكتنفتـها بضروب من النغم الـموسيقي حتى إذا خرجت فيه كـانت أعذب شيء وأرقه، وجـاءت متمكنة في موضعها، وكـانت لهذا الـموضع أولى الـحركـات بالـخفة والروعة: من ذلك لفظة «النذر» جمع نذير؛ فإن الضمة ثقيلة فيها لتواليـها على النون والذال معًا، فضلًا عن جسأة هذه الـحرف ونبوه في اللسان، وخاصة إذا جـاء فاصلة للكلام، فكل ذلك مـما يكشف عنه ويفصح عن موضع الثقل فيه؛ ولكنه جـاء في القرآن على العكس وانـتـفى من طبيعته في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ﴾، فتأمل هذا التركيب، وأنعم ثم أنعم على تأمله، وتذوق مواقع الـحروف وأجر حركـاتـها في حس السمع وتأمل مواضع القلقلة في دال «لقد»، وفي الطاء من «بطشتنا» وهذه الفتحـات الـمتوالية فيما وراء الطاء إلى واو «تـماروا»، مع الفصل بالـمد، كـأنـها تثقيل لـخفة التتابع في الفتحـات إذا هي جرت على اللسان، ليكون ثقل الضمة عليه مستخفاً بعد، ولكون هذه الضمة قد أصابت موضعها كمـا تكون الأحماض في الأطعمة، ثم ردد نظرك في الراء من «تـماروا» فإنـها ما جـاءت إلى مساندة لراء «النذر» حتى إذا انـتـهى اللسان إلى هذه انـتـهى إليـها من مثلها، فلا تـجف عليه ولا تغلظ ولا تنبو فيه، ثم أعـجب لهذه الغنة التي سبقت الطاء في نون «أنذرهم» وفي ميمها، وللغنة الأخرى التي سبقت الذال في «النذر».
وما من حرف أو حركة في الآية إلا وأنت مصيب من كل ذلك عـجبًا في موقعه والقصد به، حتى ما تشك أن الـجهة واحدة في نظم الـجملة والكـلمة والـحرف والحركة، ليس منـها إلا ما يشبه في الرأي أن يكون قد تقدم فيه النظر وأحـكمته الروية وراضه اللسان، وليس منـها إلا متخـير مقصود إليه من بين الكـلم ومن بـيـن الـحروف ومن بين الـحركـات.]

فمن خـلال كـلام الرافعي، ستـجـده يـمدح القرآن ؛ فهو يـخـبرنا أن القرآن بإمكـانه أن يأخـذ كـلـمات ثقيلة ويـحولـها إلى كـلمات عذبة خفيفة على اللسان؛ فمثلاً: كلمة (النُذر) كـلمة ثقيلة ولكن القرآن أدخـلها في جملة متناغمة الأصوات وجعل الكـلمات تـهـيئ وتـمهد لبعضـها؛ فـجــاءت كـلمة (النُذر) بتناغم صوتي.

إذن ، الـخـلاصة أن الـمسيحي الكـذاب قد اقتطع الكـلام من سياقه لكي يكذب على الرافعي ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

ولا تستعجب يا صديقي ؛ فالـمسيحية هي ديانة الكـذب ؛ فقد علـمهم رسولهم بولس الـكذب من أجـل نشر الدين الـمسيحي

يقول بولس رسول الـمسيحيين في رسالته إلى أهل رومية 3: 7
"فإنه إن كان صدق الرب قد ازداد بكـذبي لـمجـده، فلماذا أدان أنا بعد كـخـاطئ؟"


إعجاز القرآن دراسة وبيان - الرد على رشيد الكذاب




إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا
حقوق النشر © درب السعادة 🥀 جميع الـمواد متاحـة لك
x