الرد على شبهة وكذبة اقتباس القرآن من شعر أمية بن أبي الصلت | إعجاز القرآن - دراسة وبيان - الرد على المسيحي الكذاب رشيد

الرد على كذبة أن القرآن مقتبس من شعر أمية بن أبي الصلت * كذبة أن القرآن مأخوذ من شعراء الجاهلية * ما هو مصدر القرآن * بولس يقتبس من الشعراء اليونانيين

مضمون الشبـهة:
أعداء الإسلام يزعمون أن النبي اقتبس من شِعر أمية بن أبي الصلت ووضع هذه الاقتباسات في القرآن، ويستشـهد أعداء الإسلام على ذلك بأبـيات شعر تُنسب إلى أمية بن أبي الصلت وهي كـالتالي:


[عند ذي العرش يعرضون عليه ... يعلـم الـجهل والكـلام الـخفيا
يوم نأتـيه وهو رب رحيم ... إنه كـان وعده مأتـيا
يوم نأتـيه مثل ما قال فرداً ... لـم يذر فيه راشداً وغوياً
أسعيد سعادة أنا أرجو ... أم مـهان بـما كسبت شقياً
رب كـلا حتمته وارد النا ... ر كـتاباً حتمته مقضياً]


وتُنسب هذه الأبـيات التالي إلى أمية أيضاً:
[وَيَوْم مَوْعِدِهِمْ أنْ يُـحْشَرُوا زُمَرًا ... يَوْم الَتَّغَابُنِ إذ لا يَنفَعُ الـحَـذَرُ
مُسْتَوسِقِينَ مَعَ الدَّاعِي كَأَنَّـهُمُ ... رِجْـلُ الـجَرادِ زَفَتْهُ الرَّيـحُ مُنْتشرُ
وأُبرزووا بصعيد مستوٍ جُرُزٍ ... وأُنْزِلَ العَرْشُ والـميزانُ والزُبُرُ
تَقُولُ خُزَّانُـها مَا كَانَ عِنْدَكُمُ ... أًلُمْ يَكُنْ جَـاءَكُمْ مِنْ رَبَّكُمْ نُذُرُ]



-----------------------

الرد على هذه الشبـهة السخيفة:

أولاً:
بالنسبة لأبـيات الشعر السابقة، فإنه لا أحـد يستطيع إثبات نسبتـها إلى أمية بن أبي الصلت ؛ وذلك نظراً لأن شعر أمية ضاع مع الوقت ولـم يوجـد أحـد يـحـافظ عليه كـله.
 ثم إنه كـان هناك الكثير من الأشـخـاص الذين ينتحـلون الشعر العربي حيث يـخـترعون أبـياتاً شعرية مزيفة ثم ينسبونـها إلى شاعر جـاهلي مثل أمية بن أبي الصلت!
ولذلك سـتـجـد أن الفقرة الأولى من الأبـيات السابقة أول مَن ذكرها هو الثعلبي في تفسيره، والثعلبي قد مات في القرن الـخـامس الـهجري أي بعد مئات السنين من عصر أمية بن أبي الصلت، وكتـاب الثعلبي في التفسير مليء بالقصص الـمكـذوبة التي لا سند ولا أصل لـها، وقد أشرتُ إلى هذه النقطة من قبل في بـحث مستقل ، سأترك لكم رابطه بالأسفل.
أما الفقرة الثانية من الأبـيات السابقة فأول مَن ذكرها هو الـمطهر بن طاهر الـمقدسي في كـتاب (البدء والتاريـخ)، وقد عاش في القرن الرابع الـهجري. وقد ذكر هذه الأبـيات بلا سند أو مصدر!

إذن، لا أحـد يستطيع أن يثبت أن الأبـيات الشعرية السابقة قد قيلت قبل الإسلام أو في زمن النبي محمد، ولا أحـد يستطيع أن يثبت أن أمية قد قال هذه الأبـيات بالفعل.

بل حتى الدكتور / جـواد علي الذي يـميل العلمانـجيةُ والـملاحـدةُ إلى الاستدلال بكتـاباته هو نفسه قد فضح أعداء الإسلام وبـيَّـن أن هذه الشبـهة سـخيفة...

يقول  الدكتور/ جواد علي - في كـتابه (الـمفصل في تاريـخ العرب) 12/ 70 ما يلي:

[ولـمَّا كـان القرآن مـحفوظاً ثابـتاً، فلـم يرتق إليه الشك. أما شعر أمية، فليس كذلك، وهو غير معروف من حيث تعـييـن تاريـخ النظم. فهذه الـمقابلة إن جـازت، فإنـها تكون حـجـة على القائـلين بالرأي الـمذكور، لا لـهم. وقد كـان عليـهم أن يثبتوا أولاً إثباتاً قاطعاً صـحـة رأيـهم في أصالة هذا الشعر، لا أن يفترضوا مُقدماً أنه شعر أصيل صـحيح، وأن يذهبوا رأساً إلى أنه هو والقرآن الكريم من وقت واحـد، بل إنه على حـد قول بعضـهم أقدم منه وكتـاب الله منتزع منه!]


فهنا ☝، جواد علي يـهدم مزاعم أعداء الإسلام؛ فهو يقول لـهم أن عليـهم أولاً أن يأتوا بالدليل على أن الشِعر السابق هو شعر أصيل قديم قد قاله أمية بالفعل بدلاً من يفترضوا أن القرآن مأخوذ من شعر أمية. 

ويقول الدكتور/ جواد علي أيضاً في صفحة 71 ما يلي:
[فوروده في شعر أمية وبالكـلمات والتعابـيـر الإسلامية، هو عمل جماعة فعلته في عهد الإسلام: ووضعته على لسانه، كـما وضعوا أو وضع غيرهم على ألسنة غيره من الشعراء والـخطباء، لاعتقادها أن ذلك مـما يفيد الإسلام، ويثبت أن جماعة من الـجاهلـيـيـن كـانوا عليه، وأنه لم يكن لذلك غريباً]

فالدكتور/ جـواد علي يؤكد أن أبـيات الشعر السابقة قد صنعتـها جماعة من الناس في العصور الإسلامية ثم نسبوها إلى أمية نفسه لكي يوهموا الناس أن بعض الـجـاهليـيـن كـانوا يؤمنون بذلك.


وقال جواد علي أيضاً في صفحة 72 ما يلي:
[ولكن أسلوب أمية في تعبيره عن الـجنة والنار والبعث والـحساب، أسلوب آخر، لا يفصح عن عقلية دينية جـاهلية، وإنـما عن عقلية إسلامية. ومن هنا جـاء شكنـا في صـحـة هذا الشعر وفي أصالته]

فالدكتور/ جـواد علي يؤكد أن شعر أمية بن أبي الصلت عن الـجنة والنار والبعث والـحساب ليس شعراً جـاهلياً أصيلاً قديـماً بل هو شعر إسلامي تم تأليفه في العصر الإسلامي وليس في الـجـاهلية وهذا يشكـك في شِعر أمية الديني الـمنسوب له. 

ثم بدأ الدكتور/ جواد علي بنفسه يضرب مثالاً على زيف أصالة هذا الشِعر واستدل جواد علي بـهذه الأبـيات الـمنسوبة إلى أمية بن أبي الصلت والتي يـتـكـلم فيـها أمية عن النبي محمد، وهي كـالتالي:
[عطاء من الله أعطيته ... وخص به الله أهل الـحرم
وقد علموا أنه خـيرهم ... وفي بيتـهم ذي الندى والكرم
يعيبون ما قال لـما دعا ... وقد فرج الله إحـدى البـهم
به وهو يدعو بصدق الـحـدي ... ث إلى الله من قبل زيغ القدم
أطيعوا الرسول عباد الإله ... تـنجون من شر يوم ألم
تـنجون من ظلمات العذاب ... ومن حر نار على من ظلـم
دعانا النبي به خـاتـم ... فمن لم يـجبه أسر الندم
نبي هدى صادق طيب ... رحيم رءوف بوصل الرحم
به ختم الله من قبله ... ومن بعده من نبي ختم
يـموت كمـا مات من قد مضى ... يرد إلى الله باري النسم
مع الأنبياء في جنان الـخـلود ... هم أهلها غير حـل القسم
وقدس فينا بـحب الصلاة ... جميعًا وعلم خط القلم
كتـاباً من الله نقرأ به ... فمن يعتريه فقدما أثـم]

فالأبـيـات السابقة فيـها مدح من أمية للنبي ، ولكن من الـمعروف أن أمية أصلاً لـم يؤمن بالنبي محمد، ولا آمن بالإسلام، بل إنه كـان يعادي النبي وينتقده ، فكيف يقول هذه الأبـيات في مدح النبي؟!

بل إن الأبـيات السابقة تـتـحـدث عن موت النبي محمد بالرغم من أن أمية مات أصلاً قبل النبي محمد بسنتين أو ثلاثة ؛ فأمية لم يشـهد موت النبي محمد أصلاً، فكيف يـتـحـدث أمية عن موت النبي محمد؟! 
ولذلك يعلق الدكتور/ جواد علي على هذه الأبـيات قائلاً:

[ثم إن صاحب الـمنظومة رجـل يـتحـدث عن وفاة الرسول، مع أن أمية، كان قد توفي في السنة التاسعة من الـهجرة، فهل يعقل أن يكون إذن هو صاحبـها وناظمها؟
أليست هذه الـمنظومة وأمثالـها إذن دليلاً على وجود أيد لصناع الشعر ومنتجيه في شعر أمية. نـحمد الله على أن صناعها لم يـتقنوا صنعتـها، ففضحوا أنفسـهم بـها، ودلوا على مقاتل النظم.]


* وقال الدكتور/ شوقي ضيف - في كـتابه (تاريـخ الأدب العربي، العصر الـجـاهلي) (ص 395 – 379) ما يلي:

[وتدور هذه الأشعار (أشعار أمية) في موضوعـيـن أساسيـيـن:

أما الـموضوع الأول: فيتحـدث فيه عن خـلق السموات والأرض، ونشأة الكون، مستدلاً بذلك على وجود الله، ومتحـدثًا عن الـموت والفناء والبعث والنشور والعذاب والثواب...

وهذه الـمعاني تستمد من القرآن الكريم بصورة واضـحـة، وأسلوبـها ضعيف واهن؛ ولذلك كـنا نظن أنـها وما ويـماثلها مـما نُـحِـل على أمية.

والـموضوع الثاني: الذي يدور فيه شعره ليس أقل من الـموضوع الأول اتـهاماً؛ بل لعل الاتـهام فيه أوضـح، إذ نراه يقص علينا سير الأنبياء قصصاً لا يكـاد يفترق في شيء عما جـاء في القرآن الكريم كقوله في رؤية إبراهيم أنه يذبـح ابنه إسماعيل وما كـان من افتدائه بذبـح عظيم...

وواضـح أن هذا شعر ركيك ساقط الأسلوب ، نظَّمه بعض القصاص والوعاظ في عصور متأخرة عن الـجـاهلية.

وقد ذهب "هيار" يزعم حين اطلع على شعر أميّة أنه اكتشف فيه مصدرًا من مصادر القرآن الكريم، ولو كان له علم بالعربـية ، وأساليب الـجـاهلـيـيـن، لعرف أنه وقع على أشعار منتحـلة بينة الانـتحـال، ولـما تورط في هذا الـخطأ البيّـن، وقد رد عليه غير واحـد من الـمستشرقين...]


فهنا الدكتور/ شوقي ضيف يشير صراحةً إلى أن شعر أمية بن أبي الصلت هو شـعر منتحـل عليه أي أنه ليس شعره بل شعر صنعه أناس متأخرون ثم نسبوه إليه.


مع العلم أن الدكتور/ شوقي ضيف هو الرئيس السابق لـمـجمع اللغة العربـية بالقاهرة.



------------------

ثانياً:
إن عائلة أمية بن أبي الصلت آمنت بالنبي محمد وبالقرآن الكريم ، ولو كـان القرآن مسروقاً من شعر أمية بن أبي الصلت لكـانت عائلة أمية كفرت بالقرآن ورفضته.

فارعة أخت أمية كـانت تعلـم شعر أخيـها أمية ، ومع ذلك آمنت بالقرآن؛ لأنـها تعلم جيداً أن القرآن ليس مسروقاً من شعر أخيـها.

 والقاسم بن أمية قد ذكره ابن حـجر ضمن الصحـابة الذين آمنوا بالنبي محمد، وكـان القاسم شاعرًا، وقد رثى عثمان بن عفان بأبـيات شعرية.
وكـذلك أسلـم وهب بن أمية، وأسلـم أيضاً ربـيعة بن أمية، وهو مذكور ضـمن الصحـابة أيضاً، وهناك القاسم بن ربـيعة بن أمية وقد ولَّاه عثمان بن عفان الطائف.

وفي إسلام هؤلاء دليل كافٍ على كـذبة اتـهام القرآن بأنه مسروق من شعر أمية، لأنه لو كـان هؤلاء رأوا القرآن مسروقاً من شعر أبـيـهم لفضحوا ذلك، ولـما كـانوا مسلمين أصلاً.
بل إن قبيلة ثقيف بأكمـلها أسلمت وهي قبيلة أمية بن أبي الصلت.
بل إن أمية نفسه لـم يـتـهم القرآن بأنه مسروق من شعره.

----------
ثالثاً:
أمية بن أبي الصلت عاصر حـياة النبي محمد ومات سنة 9 هـجرياً ، وكـان هذا الرجـل يقابل النبي ويسمع منه القرآن الكريم.
أي أننا لو افترضنا أن أمية قال هذه الأبـيات فعلاً، فإنه حـينـها سيكون قد سرقها من القرآن وليس القرآن هو مَن سرقها منه.
 
ولذا ورد في كـتاب (أشعار الشعراء الستة الـجـاهليـيـن) صفحـة 96:

[ويأخـذ أمية في شعره الكوني والديني من أساليب ومعاني وروح القرآن الكريم كـما في قوله من قصيدة:
عند ذي العرش يعرضون عليه ... يعلـم الـجهل والكـلام الـخفيا
يوم نأتـيه وهو رب رحيم ... إنه كـان وعده مأتـياً
يوم نأتـيه مثل ما قال فرداً ... لم يذر فيه راشداً وغوياً
أسعيد سعادة أنا أرجو ... أم مـهان بـما كسبت شقياً
رب كـلا حتمته وارد النا ... ر كـتاباً حتمته مقضياً]


*وقال الدكتور/ منقذ السقار - في كـتاب (تنزيه القرآن الكريم عن دعاوي الـمبطلين) - صـ 80، 81 ما يلي:
[فأمية معاصر للنبي ﷺ، وقد سـمع منه القرآن فتأثر به، وكـاد أن يسلـم أمية لولا عصبـيـته لأبناء خـاله، فهو الذي تأثر بالقرآن، ولم يتأثر القرآن به.]


-------------------------------

رابعاً:

أمية بن أبي الصلت كـان يؤمن بصدق القرآن الكريم وكـان يؤمن أنه حق ، ولكنه لـم يعتنق الإسلام في آخر لـحظة بالرغم من أنه كـان على وشك اعتناقه. والسبب في ذلك يرجع إلى عصبيته القومية؛ لأنه غضب من مقتل أبناء خـالته الذين حـاربوا الـمسلمين في غزوة بدر.

ذكر ابن كثير في كـتابه (البداية والنـهاية) أن أمية بن أبي الصلت رأى النبي ﷺ، وسـمع من النبي سورة (يس) في مكـة، فـجـاء رجـال قريش يسألون أمية عن رأيه في النبي محمد، فقال لـهم أمية: «أشـهد أنه حق»، فقالوا له: «هل تتبعه؟» ، فرد أمية قائلاً: «حتى أنظر في أمره».

وخرج أمية إلى الشام، في حـين هاجر النبي ﷺ إلى الـمدينة، وحـدثت واقعة بدر، فعاد أمية من الشام يريد أن يعتنق الإسلام، فقال له قائل: «يا أبا الصلت، ما تريد؟» ، فقال أمية: «أريد محمدًا» ، فقال القائل: «وما تصنع؟»، فقال أمية: «أؤمِن به، وأُلقي إليه مقاليد هذا الأمر». فقال القائل: «أتدري مَن في القليب؟!» ، فقال أمية: «لا»، فقال القائل: «فيه عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربـيعة، وهما ابنا خـالك»، فغضب أمية وامتنع من الإسلام، وأقام في الطائف حتى مات في السنة التاسعة من الهجرة.

إذن، سبب امتناع أمية عن الإسلام هو أنه غضب بسبب مقتل أبناء خـالته بعد أن شاركوا في مـحـاربة الـمسلمين. وأمية كـان يؤمن بصـحـة الإسلام والقرآن، ولكنه غضب لـمقتل أبناء خـالته.

---------------------

خـامساً:

بعض الـمنصرين العرب ينقلون شـبـهات الـمستشرقين كـالبغبغاوات، بل إن الغريب في الأمر أنـهم حتى يقتطعون كـلام الـمستشرقين من سياقه؛ فمثلاً:

 الـمستشرق (فردرش شولثيسFriedrich SchuIthetz) قد نَشر ديوان أمية بن أبي الصلت. وهذا الـمستشرق يُعتبَر مِن أوائل مَن زعموا كذباً أن القرآن وشعر أمية مقتبسان من مصدر واحـد، ولكن هذا الـمستشرق أكمـل كـلامه وأشار أيضاً إلى أنه من الـممكن أن يكون شعر أمية هو الذي اقتبس من القرآن وليس العكس. فهذا الـمستشرق قد وضع احتمالين، ولكن الـمنصرين العرب اقتطعوا كـلامه من سياقه وأخـذوا ما يناسب هواهم فقط. وكـلام هذا الـمستشرق بالـكـامل قد ذكره الـمؤرخ/ جواد علي في كـتابه (الـمفصل في تـاريـخ العرب 12/ 70). 


------------------------

سادساً:

بولس رسول الـمسيحيين هو مَن كـان يقتبس من أشعار الوثنيين؛ فمثلاً:

ورد في سفر أعمال الرسل 17: 28:

[لأننا به نـحيا ونـتحرك ونوجـد. كـما قال بعض شعرائكم أيضاً: لأننا أيضاً ذريـته.]



ويعلق القمص الـمسيحي/ أنطونـيوس فكري - على النص السابق في تفسيره فيقول:
[هذه مقتبسة من شعر الشاعر أبـيمينيدس الذي نصح بإقامة تـمثال لإله مـجهول. ولقد إقتبس بولس من هذا الشاعر وهذه القصيدة سطرًا آخر في رسالته لتيطس (تى 12:1) وفي هذه القصيدة يـخـاطب الشاعر الإله الأسمى الـمجهول قائلًا: "لقد صنعوا لك قبرًا أيـها القدوس الأعلى والكريتيون دائـمًا كذابون وقتلة، وحوش ردية، بطون بطالة. ولكنك لست ميتًا إلى الأبد.. أنت قائم وحى لأنه بك نـحيا ونـتحرك ونوجـد. هذه كلمات عـجيب أن ينطق بها شاعر وثني قبل الـمسيح بأكثر من 600 سنة، ولكنـها تثبت أن الروح القدس كـان يتعامل مع كل العالم، فالله لا يترك نفسه بلا شاهد.
أَيْضًا = هنا يأخذ بولس إقتباسًا من شاعر أخر هو أراتس. وهذا قَالَ لأَنَّنَا أَيْضًا ذُرِّيَّتُهُ.
ونلاحظ حـكمة بولس فهو حـين يكـلم اليـهود يستخدم الكـتاب الـمقدس وهو في هذا ضليع، وكـان يثبت لليهود أن الـمسيح فيه تـحقيق النبوات. وحين يكـلـم اليونانيين يستشـهد بشعرائهم وهم يعتبرون شعراءهم أنبياء (تى12:1).]


* وعلق القمص الـمسيحي/ تادرس يعقوب ملطي - على كـلام رسوله بولس قائلاً:
[قال القديس اكـلمندس السكندري: من الواضـح أن الرسول بولس استشـهد بـنماذج من الشعر الوارد بكـتاب الظواهر للشاعر أراتوس Aratus، وهو يوافق على ما قال به اليونانيّون ويتّفق معهم]


وكذلك بولس اقتبس من شعراء اليونانـيـيـن النص الـموجود في رسالة تيطس (1: 12) حيث يقول:
["قَالَ وَاحِـدٌ مِنْـهُمْ، وَهُوَ نَبِيٌّ لَـهُمْ خَـاصٌّ: «الْكِرِيتِيُّونَ دَائِـمًا كَذَّابُونَ، وُحُوشٌ رَدِيَّةٌ، بُطُونٌ بَطَّالَةٌ».]

ويقول القديس الـمسيحي/ اكـلمندس السكندري في (Stromata 1) ما يلي:

[لا يـخـجـل بولس من أن يستخـدم الأشعار اليونانية لأجـل بنيان البعض ولأجل توبيخ آخرين.]

وهذا الاقتباس السابق للقديس اكـلمندس قد ذكر القمص الـمسيحي / تادرس يعقوب ملطي - في تفسيره لنص (تيطس 1: 12)

فبولس رسول الـمسيحيين هو مَن كـان سارقاً يسرق من كـتابات الوثـنيـيـن ويضع في رسائله.
__________________________
إلى هنا أكون قد فندت الشبـهة بالكـامل 
لا تنسوا نشر الـمقال أو نسـخـه
لا تنسونا من صالـح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركـاته

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا
حقوق النشر © درب السعادة 🥀 جميع الـمواد متاحـة لك
x