مضمون الشبـهة:
أعداء الإسلام يزعمون أن الإسلام ظلـم العبـيد لأنه نـهى عن إعدام الـحر إذا قتل هذا الـحر عبداً، ويستدل أعداء الإسلام بـحـديث كـالتالي:
[عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , أَنّ النَّبِيَّ، قَالَ : " لا يُقْتَلُ حُرٌّ بِعَبْدٍ " .]
[قَالَ عَلِيٌّ : " مِنَ السُّنَّةِ أَنْ لا يُقْتَلَ مُؤْمِنٌ بِكَـافِرٍ , وَمِنَ السُّنَّةِ أَنْ لا يُقْتَلَ حُرٌّ بِعَبْدٍ "]
الرد على هذه الشبـهة السخيفة:
ولكن سند هذه الرواية ☝ مليـئ بالرواة الغير موثوقين؛ فمثلاً: الراوي جويـبر بن سعيد البلخي هو راوٍ منكَر الـحـديث وقد تركه العلماء ولا يـحتجون برواياته وقد تبرأوا منه بسبب رواياته الـخـاطئة الشنيعة.
والراوي الثاني هو/ عثمان البُري وقد كـان معتزلياً كذاباً.
والراوي الثالث/ عبد الله بن رشيد الـجنديسابوري ليس على أتم درجـات الوثاقة بل إن
الإمام أبو بكر البيـهقي قال عنه أنه لا يـُحتَج به ، وقال عنه الذهبـي أنه ليس بقوي بل فيه جهالة.
وأما الراوي الرابع/ السري بن سهل ، هو راوٍ كـذاب متـهم باخـتراع أحـاديث.
فهذه الروايات السابقة هي روايات مـكذوبة لـم تثبت نسبتـها إلى النبي أو الصـحـابة.
وبالتالي فإن أي فتوى تعتمد على الروايات السابقة هي فتوى فاسدة ولا تلزمنا كمسلمين نظراً لأنـها لا تستند على دليل صـحيح من القرآن الكريم أو السُنة النبوية.
وحتى لو افترضنا أن هذه الروايات صـحـيحة الإسناد؛ فإن الروايات لم تذكر أنه يـجوز للـحر أن يقتل العبيد ، وكذلك لـم تنه الروايات السابقة عن القصاص من الـحر القاتل أو إعدامه بل إن هذه الروايات ذكرت فقط أنه لا يـجوز للعبد أن يقتل حراً.
أما القرآن الكريم فقد نـهى عن القتل الـحرام بشكـل عام لأي نفس سواء كـان ذكراً أو أنثى ، كبيراً أو صغيراً ، حراً أو عبداً ، غنياً أو فقيراً ، مسلماً أو كـافراً.
قال الله تعالى
﴿وَلَا تَقۡتُلُوا۟ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِی حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡـحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظۡلُوماً فَقَدۡ جَعَلۡنَا لِوَلِیِّهِ سُلۡطَـاناً فَلَا یُسۡرِف فِّی ٱلۡقَتۡلِ إِنَّهُۥ كَانَ مَنصُوراً﴾ [الإسراء ٣٣]
__________________
أما الكتـاب الـمقدس الذي يؤمن به اليـهود والـمسيحيون فهو مَن نـهى عن إعدام الـسيد الذي يقتل عبده!
ورد في سفر الـخروج 21 ما يلي:
20- وإذا ضرب إنسان عبده أو أمته بالعصا فمات تـحت يده يـنتقم منه.
21 - لكن إن بقي يوماً أو يوميـن لا يُنتقم منه لأنه ماله.
فبـحسب النص السابق فإنك إذا ضربت عبدك بقطعة خشب أو عصا حـديدية مثلاً وظل العبد على قيد الـحياة يوماً ثم مات ، فإنك لن تُـحـاسب نظراً لأن هذا العبد هو مالك.
وطبعاً، معروف في الطب أنه يوجـد شيء اسـمه (lucid interval) ، وبالعربـية تعني (فترة الوعي) ، ويُقصد بـها أن الدماغ أحياناً يـتعرض لـحـادثة ولكن لا تظهر أعراض عصبية على الـمصاب في ذات الـلـحظة بل يكون الـمصاب بـحـالة جـيدة في أول يوم أو يومين ولكن فيـما بعد تبدأ الأعراض العصبـية في الظهور على الـمصاب ويفقد الوعي وقد يـموت.
ولذلك ، في الطب الـجنائي، تُوضع هذه النقطة في الـحسبان؛ فمثلاً: إذا أنت صدمت شـخصاً بالسيارة ولـم يفقد الوعي في ذات اللـحظة بل قام وكـان واعياً ويـتحرك أمامك ثم فقد هذا الـمصاب الوعي بعد الـحـادثة بـيوم أو يومين ومات ، فإنك سـتـتحمل الـمسؤولية قضائـياً وسيحـاسبك القضاء بـتـهمة القتل.
أما إله الكـتاب الـمقدس الـجـاهل الظالم فإنه لا يعرف هذه النقطة الطبـية ، ولذلك فإنه أعطى الضوء الأخضر لكل سيد أن يضرب عبده ويقتله.
______________________
إلى هنا، أكون قد فندت الشبـهة بالكـامل
لا تنسوا نشر الـمقال أو نسـخـه
لا تنسونا من صالـح الدعاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركـاته