الرد على شبهة أن النبي كان يقوم بتبادل الزوجات مع غيره | آية : {لا يـحـل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بـهن من أزواج ولو أعـجـبك حسنهن إلا ما ملكت يـمـينك}

ما معنى آية {لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج...} * الرد على شبهة وكذبة أن النبي كان يقوم بتبادل الزوجات * الرد على المسيحيين * حكم

 مضمون الشبـهة:
يزعم أعداء الإسلام أن النبي محمد كـان يتبادل الزوجـات مع الرجـال الآخرين، ويستدل أعداء الإسلام بـالآية القرآنـية التي تقول:

﴿لَّا یَـحِـلُّ لَكَ ٱلنِّسَاۤءُ مِنۢ بَعۡدُ وَلَاۤ أَن تَبَدَّلَ بِـهِنَّ مِنۡ أَزۡوَ اجࣲ وَلَوۡ أَعۡـجَبَكَ حُسۡنُـهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتۡ یَـمِینُكَ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ رَّقِیباً﴾


الرد على هذه الشبـهة السخيفة:

أولاً:

الآية السابقة لا تـتـحـدث عن تبادل الزوجـات بين الرجـال بل الآية تـنـهى النبي عن تطليق إحـدى زوجـاته لكي يتزوج امرأة مـكـانـها.

فالآية تـتـحـدث في موضوع تبديل زوجـة مـكـان الأخرى؛ أي تطليق الزوجـة والزواج بامرأة أخرى مكـانـها ، ولا تـتكـلـم الآية عن إعطاء زوجتك لرجـل لكي تأخـذ زوجته.


ثانياً:

بعض أعداء الإسلام الـمغفلين قرأوا كـلمة (أزواج) في الآية فظنوا أن الـمقصود منـها أخـذ امرأة من زوجها !

فهؤلاء الـمغفلون يظنون أن كـلمة (أزواج) تُطلق على الرجـال فقط!!!

ولكن الـمفاجـأة هي أن كـلمة (أزواج) في اللغة العربـية تُطلَق على النساء أيضاً؛ فمثلاً: تـكـلـم الله عن الـحور العين في الـجنة وقال:

﴿وَبَشِّرِ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـالِـحَـاتِ أَنَّ لَهُمۡ جَنَّـاتٍ تَـجۡرِی مِن تَـحۡتِـهَا ٱلۡأَنۡـهَـارُ كُـلَّمَا رُزِقُوا۟ مِنۡـهَا مِن ثَـمَرَةࣲ رِّزۡقاً قَالُوا۟ هَـٰذَا ٱلَّذِی رُزِقۡنَا مِن قَبۡلُ وَأُتُوا۟ بِهِۦ مُتَشَـابِـهاً وَلَـهُمۡ فِیهَاۤ أَزۡوَ اجࣱ مُّطَهَّرَةࣱ وَهُمۡ فِیـهَا خَـالِدُونَ﴾ [البقرة ٢٥]


﴿قُلۡ أَؤُنَبِّئُكُم بِـخَـیۡرٍ مِّن ذَ لِكُمۡ لِلَّذِینَ ٱتَّقَوۡا۟ عِندَ رَبِّـهِمۡ جَنَّـاتٌ تَـجۡرِی مِن تَـحۡتِـهَا ٱلۡأَنۡـهَـارُ خَـالِدِینَ فِیهَا وَأَزۡوَ اجࣱ مُّطَهَّرَةࣱ وَرِضۡوَانࣱ مِّنَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ بَصِیرُۢ بِٱلۡعِبَادِ﴾ [آل عمران ١٥]


وقال الله تعالى عن الأرامل:

﴿وَٱلَّذِینَ یُـتَوَفَّوۡنَ مِنكُمۡ وَیَذَرُونَ أَزۡوَ اجـاً یَتَرَبَّصۡنَ بِأَنفُسِـهِنَّ أَرۡبَعَةَ أَشۡـهُرٍ وَعَشۡراً فَإِذَا بَلَغۡنَ أَجَـلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَیۡكُمۡ فِیمَا فَعَلۡنَ فِیۤ أَنفُسِـهِنَّ بِٱلۡـمَعۡرُوفِ وَٱللَّهُ بِـمَا تَعۡمَلُونَ خَبِیرٌ﴾ [البقرة ٢٣٤]


وقال الله تعالى عن النساء الـمتوفيات:

﴿وَلَكُمۡ نِصۡفُ مَا تَرَكَ أَزۡوَ اجُـكُمۡ إِن لَّمۡ یَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ﴾ [النساء ١٢]


وقال الله تعالى عن زوجـات الأنبياء:

﴿وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا رُسُلاً مِّن قَبۡلِكَ وَجَعَلۡنَا لَهُمۡ أَزۡوَ اجـاً وَذُرِّیَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن یَأۡتِیَ بِـَٔایَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِ لِكُلِّ أَجَـلٍ كِتَـابࣱ﴾ [الرعد ٣٨]


﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّبِیُّ قُل لِّأَزۡوَ اجِـكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدۡنَ ٱلۡـحَیَوٰةَ ٱلدُّنۡیَا وَزِینَتَـهَا فَتَعَالَیۡنَ أُمَتِّعۡكُنَّ وَأُسَرِّحۡـكُنَّ سَرَاحـاً جَمِیلاً﴾ [الأحزاب ٢٨]


﴿یَـٰۤأَیُّـهَا ٱلنَّبِیُّ إِنَّاۤ أَحۡـلَلۡنَا لَكَ أَزۡوَ اجَـكَ ٱلَّـٰتِیۤ ءَاتَیۡتَ أُجُورَهُنَّ﴾ [الأحزاب ٥٠]


﴿وَمَا كَـانَ لَكُمۡ أَن تُؤۡذُوا۟ رَسُولَ ٱللَّهِ وَلَاۤ أَن تَنكِحُوۤا۟ أَزۡوَ ا⁠جَـهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦۤ أَبَدًا إِنَّ ذَ ⁠لِكُمۡ كَانَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِیمًا﴾ [الأحزاب ٥٣]


﴿یَـٰۤأَیُّـهَا ٱلنَّبِیُّ قُل لِّأَزۡوَ اجِـكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاۤءِ ٱلۡـمُؤۡمِنِینَ یُدۡنِـیـنَ عَلَیۡـهِنَّ مِن جَـلَابِـیـبِـهِنَّ ذَ ٰ⁠لِكَ أَدۡنَىٰۤ أَن یُعۡرَفۡنَ فَلَا یُؤۡذَیۡنَ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورࣰا رَّحِیماً﴾ [الأحزاب ٥٩]


﴿عَسَىٰ رَبُّهُۥۤ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن یُبۡدِلَهُۥۤ أَزۡوَ اجًـا خَـیۡراً مِّنكُنَّ مُسۡلِمَـاتٍ مُّؤۡمِنَـاتٍ قَـانِـتَـاتٍ تَـاىِٕـبَـاتٍ عَـابِدَ ا⁠تٍ سَـاىِٕـحَـاتٍ ثَیِّبَاتٍ وَأَبۡكَاراً﴾ [التحريم ٥]


وقال الله عن زوجـاتـنا:

﴿وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَ اجـاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنۡ أَزۡوَ اجِكُم بَنِینَ وَحَفَدَةࣰ وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّیِّبَـاتِ أَفَبِٱلۡبَـاطِلِ یُؤۡمِنُونَ وَبِنِعۡمَتِ ٱللَّهِ هُمۡ یَكۡفُرُونَ﴾ [النحل ٧٢]

﴿وَمِنۡ ءَایَـاتِهِۦۤ أَنۡ خَـلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَ اجـاً لِّتَسۡكُنُوۤا۟ إِلَیۡهَا وَجَعَلَ بَیۡنَكُم مَّوَدَّةࣰ وَرَحۡمَةً إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَـَٔایَـاتٍ لِّقَوۡمٍ یَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم ٢١]

﴿وَٱلَّذِینَ یَرۡمُونَ أَزۡوَ اجَهُمۡ وَلَمۡ یَكُن لَّهُمۡ شُهَدَاۤءُ إِلَّاۤ أَنفُسُهُمۡ فَشَـهَـادَةُ أَحَدِهِمۡ أَرۡبَعُ شَـهَـادَ اتِۭ بِٱللَّهِ إِنَّهُۥ لَـمِنَ ٱلصَّـٰدِقِینَ﴾ [النور ٦]


وهناك الكثير من الآيات الأخرى التي تدل صراحـةً على أن كـلمة (أزواج) تُطلَق على النساء أيضاً.


إذن آية: ﴿لَّا یَـحِـلُّ لَكَ ٱلنِّسَاۤءُ مِنۢ بَعۡدُ وَلَاۤ أَن تَبَدَّلَ بِـهِنَّ مِنۡ أَزۡوَ اجٍ وَلَوۡ أَعۡـجَبَكَ حُسۡنُـهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتۡ یَـمِینُكَ﴾ 

هذه الآية لا تـتحـدث عن تبادل الزوجـات بين الرجـال ولا تـتـحـدث عن إعطاء زوجتك لرجـل آخر لكي تأخـذ زوجته بل الآية تـتـحـدث وتـنـهى النبي عن تطليق إحـدى زوجـاته لكي يتزوج امرأة أخرى مـكـانـها.

ولذلك ورد في التفسير الـميسر ما يلي:

[لا يـحـلُّ لك تزوُّج النساء من بعد زوجـاتك أمـهات الـمؤمنين، ولا أن تطلقهن وتتزوَّجَ بدلـهنَّ غيرهُنَّ.]

 

ويقول الشيخ/ أبو بكر الـجـزائري في كـتاب (أيسر التفاسير) ما يلي:

[ولا أن تبدل بـهن من أزواج: أي بأن تطلق منـهن وتـتـزوج أخرى بدل الـمطلقة لا، لا.]


وهذا هو الرأي الذي اخـتاره الطبري في تفسيره.


وأما بالنسبة لـمَن زعموا أن الآية السابقة تـتكـلـم عن تبادل الزوجـات بين الرجـال؛ فإن هذا الكـلام عبارة عن هراء وهو مـخـالف للغة العربـية ، ولذلك رد الطبري على هذا الـهراء في تفسيره قائلاً:

[وأما الذي قاله ابن زيد في ذلك أيضًا فقول لا معنى له، لأنه لو كـان بـمعنى الـمبادلة لكـانت القراءة والتنزيل: {ولا أن تبادل بـهن من أزواج}، أو {ولا أن تُبدل بـهن} بضم التاء، ولكن القراءة الـمُجمَع عليـها: {ولا أن تَبدل بـهن} بفتح التاء، بـمعنى: ((ولا أن تستبدل بـهن))، مع أن الذي ذكره ابن زيد من فعل الـجـاهلية غير معروف في أمة نعلمه من الأمم: أن يـبادل الرجـل آخر بامرأته الـحرة.]

فهنا☝ الطبري يـخـبرنا أن الآية لا تـتحـدث عن مبادلة الرجـال للزوجـات فيـما بينـهم؛ لأنه لو كـان الأمر كـذلك لكـانت الآية ذكرت كـلمة (تبادل) أو (تُبدل)، ولكن الآية لـم تذكر هاتـيـن الكـلمتـيـن بل ذكرت كـلمة (تَبدل). وهذا دليل على أن الآية لا تـتـحـدث عن تبادل الرجـال لزوجـاتـهم مع بعضـهم بل الآية تـتـحـدث فقط عن نـهي النبي عن تطليق إحـدى زوجـاته لكي يـتزوج امرأة أخرى مـكـانـها.


بل إن الطبري يـؤكد أن الرجـال العرب كـانوا لا يقومون بـمبادلة زوجـاتـهم مع بعضـهم أصلاً، وبالتالي ليس هناك أي فائدة من نـهيـهم عن ذلك.


 وينبغي التنبيه على أن هناك رواية باطلة ومنسوبة زوراً إلى أبي هريرة وهي كـالتالي:

[حَـدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ ، حـدثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حـدثنا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيِّ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : كَانَ الْبَدَلُ فِي الْـجَـاهِلِيَّةِ أَنْ يَقُولَ الرَّجُـلُ لِلرَّجُـلِ: بَادِلْنِي امْرَأَتَكَ وَأُبَادِلُكَ امْرَأَتِي ، أَيْ : تَنْزِلُ عَنِ امْرَأَتِكَ ، وَأَنْزِلُ لَكَ عَنِ امْرَأَتِي ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِـهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْـجَبَكَ حُسْنُـهُنَّ} سورة الأحزاب آية 52 ..... قال: فدخـل عيـينة بن حـصين على النبي وعنده عائشة فدخـل بغير إذن، فقال له النّبيّ: «يا عيـينة فأين الاستئذان؟» ، قال: «يا رسول الله ما استأذنت على رجـل من مضر منذ أدركت»، ثمّ قال: «مَن هذه الـحميراء إلى جنبك؟» ، فقال رسول الله ﷺ‎: «هذه عائشة أمّ الـمؤمنين» . قال عيينة: «أفلا أنزل لك عن أحسن الخلق»، قال رسول الله: «إنّ الله عزّ وجلّ قد حرّم ذلك» ، فلمّا خرج، قالت عائشة: «مَن هذا يا رسول الله؟» ، قال: «هذا أحمق مطاع وإنّه على ما ترين لسيّد قومه»]


ولكن هذه الرواية السابقة ☝ الذي رواها هو إسـحـاق بن عبد الله القرشي وهو كذاب متروك الـحـديث حيث يقلب الأسانيد ويرفع الـمراسيل وقد ضعَّفه وتركه كل علماء الـحـديث.


وقد ذكر البزار الـحـديث السابق ثم علَّق عليه قائلاً:

[«وهذا الـحـديث لا نعلمه يُروَى إلا عن أبي هريرة بـهذا الإسناد، ورواه إسـحـاق بن عبد الله، وإسـحـاق ليّن الـحـديث جـدًّا (أي ضعيف)، وإنـما ذكرنا هذا الـحـديث لأنّا لـم نـحـفظه عن رسول الله ﷺ إلا من هذا الوجـه، فذكرناه لـهذه العلة، وبيّنا العلّة فيه».]


وقال الـهيثمي في الـمجمع ٧ /٩٢ (١١٢٧٩) ما يلي:

[رواه البزّار، وفيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، وهو متروك.]


 وقال ابن حـجـر في الفتح ٩ /١٨٤: 

[إسناده ضعيف جـدًّا.]

وقد علَّق ابن كثير على الرواية السابقة في تفسيره فقال:

[ثُمَّ قَالَ الْبَزَّارُ: إِسْـحَـاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: لَيِّنُ الْـحَـدِيثِ جِـدًّا (أي ضعيف)، وَإِنَّـمَا ذَكَرْنَاهُ لِأَنَّا لَمْ نَـحْـفَظْهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْـهِ، وَبَيَّنَّا الْعِلَّةَ فِيهِ.]


---------------

وهناك رواية أخرى باطلة ضعيفة وهي كـالتالي:

[حَـدَّثَنِي يُونُسُ ، قَالَ : أَخْـبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ زَيْدٍ ، فِي قَوْلِهِ : {وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِـهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْـجَبَكَ حُسْنُـهُنَّ} سورة الأحزاب آية 52 . قَالَ ابنُ زيد : كَـانَتِ الْعَرَبُ فِي الْـجَـاهِلِيَّةِ يَتَبَادَلُونَ بِأَزْوَاجِهِمْ ، يُعْطِي هَذَا امْرَأَتَهُ هَذَا وَيَأْخُـذُ امْرَأَتَهُ ، فَقَالَ : {لا يَـحِـلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِـهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْـجَبَكَ حُسْنُـهُنَّ إِلا مَا مَلَكَتْ يَـمِينُكَ} سورة الأحزاب آية 52 : لا بَأْسَ أَنْ تُبَادِلَ بِـجَـارِيَتِكَ مَا شِئْتَ أَنْ تُبَادِلَ ، فَأَمَّا الْـحَرَائِرُ فَلا ، قَالَ : وَكَانَ ذَلِكَ مِنْ أَعْمَالِهِمْ فِي الْـجَـاهِلِيَّةِ ".] 


ولكن هذه الرواية السابقة ☝ هي رواية ضعيفة فاسدة السند ؛ فالذي رواها هو عبد الرحمن بن زيد بن أسلـم ، وهو ضعيف الـحـديث ولا تُقبَل رواياته، وقد أشار أبو الفرج بن الـجوزي إلى أن علماء الـحديث قد أجمعوا على تركه.

وقد قال عنه ابن حبان:

[هو مـمن يقلب الأخبار وهو لا يعلـم حتى كثر ذلك في روايـته من رفع الـمراسيل وإسناد الـموقوف فاستحق الترك]

وقال عنه أبو بكر البزار:

[منكَر الـحـديث جـداً]


وقال عنه البيـهقي:

[ضعيف لا يـحتج بأمثاله]


وأما من ناحية الـمتن؛ فإن الرواية السابقة هي رواية باطلة كـاذبة؛ لأن رجـال العرب كـانت عندهم شـهامة ولـم يكونوا يتبادلون زوجـاتـهم فيـما بينـهم من أجـل الـجماع.


وقد رد الطبري على ما زعمه (ابن زيد) حيث قال الطبري في تفسيره ما يلي:

[مع أن الذي ذكره ابن زيد من فعل الـجـاهلية غير معروف في أمة نعلمه من الأمم: أن يـبادل الرجـل آخر بامرأته الـحرة]


وقال ابن عطية في كـتابه (الـمحرر الوجـيز) ما يلي:

[لا يُبَدِّلُـها بِأنْ يَأْخُـذَ زَوْجَةَ إنْسانٍ ويُعْطِيَهُ هو زَوْجَتَهُ، قالَ ابْنُ زَيْدٍ: وهَذا شَيْءٌ كـانَتِ العَرَبُ تَفْعَلُهُ. وهَذا قَوْلٌ ضَعِيفٌ أنْكَرَهُ الطَبَرِيُّ وغَيْرَهُ في مَعْنى الآيَةِ، وما فَعَلَتِ العَرَبُ هَذا قَطُّ]


------------------

وأما ما زعمه السيوطي حـين قال:

[وَأخرج ابْن الْـمُنْذر عَن زيد بن أسلـم  فِي قَوْله ﴿وَلَا أَن تـبدل بِـهن من أَزوَاج﴾ قَالَ: كَـانُوا فِي الْـجَـاهِلِيَّة يَقُول الرجـل للرجل الآخر وَله امْرَأَة جميلَة: تبادل امْرَأَتي بامرأتك وَأَزِيدك إِلَى مَا ملكت يَـمِينك]


ولكن هذا الكـلام غير صـحيح ، وابن الـمنذر لـم يقل هذا الكـلام السابق أصلاً، ثم إن السيوطي لـم يذكر سند هذه الرواية الـمزعومة. مع العلم أن بين ابن الـمنذر والسيوطي حوالي 500 سنة.

والـمشكـلة أن السيوطي كـان كثيراً ما ينسب أشياء وهمية إلى أشـخـاص لم يقولوها أصلاً.


وأخـيراً: أود التنبيه على أن الإسلام يـُحرِّم على الرجـل أن يأخـذ امرأة متزوجـة بغيره، وقد وضع القرآن الكريم هذا الأمر في قائـمة الـمحظورات في (سورة النساء - الآية 23، 24) 

__________________

فأنا هنا قد فندت الكـذبة بالـكـامل ورددت على مَن يـتـهم النبي محمد زوراً وكـذباً.

لا تنسوا نشر الـمقال أو نسـخـه

لا تنسونا من صالـح دعائكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركـاته.


إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا
حقوق النشر © درب السعادة 🥀 جميع الـمواد متاحـة لك
x