مضمون الشبـهة:
يزعم منكرو السنة الكـفار أن الصـحـابة ليس لـهم أي فضل في جمع القرآن الكـريم بعد وفاة النبي، ويستدل هؤلاء النـكرانـيـيـن بالآية القرآنـية التي تقول:
﴿إِنَّ عَلَیۡنَا جَمۡعَهُ وَقُرۡءَانَهُ﴾ [القيامة ١٧]
وأنا أرد على هؤلاء النـكرانـيـيـن وأقول:
أولاً:نـحن كمسلمين لا نـنكر فضل الله علينا في كل شيء ، وهو مَن يوفق العبد لفعل الطاعات. ولا شك أن جمع القرآن هو من أفضل الطاعات التي وفَّق الله عباده إليـها.
وإيـماننا بأن الله هو الـموفق لا يـتعارض مع مبدأ الأخـذ بالأسباب، وإذا تصفحت القرآن الكريـم فستـجـده يـتـحـدث عن فكرة الأسباب، وفكرة الأخـذ بالأسباب تقتضي الاعتراف بإنـجـازات الصـحـابة في خـدمة الإسلام.
بالنسبة للآية التي يستدل بـها منكرو السُنة الكفار، فإنـهم يقتطعونـها من سياقـها لكي يفسروها على مزاجـهم ويـخـدعوا العوام.
ونـحن إذا قرأنا الآية في سياقها فسنـجـدها تقول:
﴿لَا تُـحَرِّكۡ بِهِۦ لِسَانَكَ لِتَعۡجَـلَ بِهِۦۤ ١٦ إِنَّ عَلَیۡنَا جَمۡعَهُ وَقُرۡءَانَهُ ١٧ فَإِذَا قَرَأۡنَـاهُ فَٱتَّبِعۡ قُرۡءَانَهُ ١٨ ثُمَّ إِنَّ عَلَیۡنَا بَـیَانَهُ١٩﴾ [القيامة ١٦-١٩]
الآية السابقة لا تـتحـدث عن جـمع القرآن بعد وفاة النبي بل الآية السابقة تـتـحـدث عن تنزيل الوحي للآيات وجمعها أمام النبـي مـحمد، ثم يـُتلَى القرآن على النبي أثناء الوحي، والنبي يستمع إليه، ثم يتبع النبي نفس القراءة التي سمعها من الوحـي، وفي النـهاية يـبين الوحـي معاني هذه الآيات إلى النبي محمد.
فسياق الآيات لا يـتـحـدث أصلاً عن جمع القرآن بعد وفاة النبي ، بل يـتحـدث عن جمع القرآن أمام النبي محمد لكي يُتلَى عليه ثم يأخـذ النبي هذه الآيات وينقلها للصـحـابة فيكتبوها في الصحف.
ولذلك كـان النبي يأمر الصـحـابة بترتيب الآيات ووضع آية كذا بـيـن آية كذا وكذا كمـا أمره الوحـي. وهذا ما يُسمى بـجمع القرآن للنبي.
أما جمع القرآن بعد وفاة النبي، فكـان عبارة عن تـجميع الصحف التي كـتبـها الصـحـابة وراء النبي لكي يـجعلوها في كـتاب واحـد بين غلافيـن، وذلك نظراً لأن كل صـحـابي كـان يساهم في تدوين جزء من القرآن الذي ينزل على النبي محمد.
ثانياً:
ثم إنني أستعـجب من منكري السُنة الذين يزعمون أن الصحـابة ليس لهم فضل في جمع القرآن !!!
إذن كيف وصل إلينا القرآن ، هل وصلنا بالبلوتوث؟
ثم إنه بنفس منطق هؤلاء النكرانـيـيـن، فإنـهم ليس لـهم أي فضل أو قيمة فيما يفعلونه أيضاً.
ثالثاً:
منكرو السُنة يـتـصفون دائـماً بأنـهم مـخـادعون حيث يقتطعون نصوص القرآن من سياقها لكي يـحرفوا معانيـها أمام الـمستمع...؛ فمثلاً:
منكرو السُنة يستدلون بالآية التالية لكي ينفوا نسخ الأحـكـام التشريعية
يقول الله تعالى:
﴿مَا یُـبَدَّلُ ٱلۡقَوۡلُ لَدَیَّ وَمَاۤ أَنَا۠ بِظَلَّامٍ لِّلۡعَبِیدِ﴾ [ق ٢٩]
وأنا أرد على هؤلاء النـكرانـيـيـن وأقول:
الآية السابقة لا تـنفي نسخ الأحـكـام التشريعية ولا هي تـتـحـدث في جـانب التشريعات أصلاً بل إن سياق الآية السابقة يـتـحـدث عن وعيد الله للكفار بأنـهم في النار ولن يـخرجوا منـها ولن يغير الله وعيده لـهم
تعالوا بنا نقرأ الآية في سياقها:
﴿وَقَالَ قَرِینُهُ هَـٰذَا مَا لَدَیَّ عَتِیدٌ ٢٣ أَلۡقِیَا فِی جَهَنَّمَ كُـلَّ كَفَّارٍ عَنِیدٍ ٢٤ مَّنَّاعࣲ لِّلۡـخَـیۡرِ مُعۡتَدٍ مُّرِیبٍ ٢٥ ٱلَّذِی جَعَلَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا ءَاخَرَ فَأَلۡقِیَاهُ فِی ٱلۡعَذَابِ ٱلشَّدِیدِ ٢٦ ۞ قَالَ قَرِینُهُۥ رَبَّنَا مَاۤ أَطۡغَیۡتُهُۥ وَلَـٰكِن كَانَ فِی ضَلَالِۭ بَعِیدٍ ٢٧ قَالَ لَا تَـخۡتَصِمُوا۟ لَدَیَّ وَقَدۡ قَدَّمۡتُ إِلَیۡكُم بِٱلۡوَعِیدِ ٢٨ مَا یُـبَدَّلُ ٱلۡقَوۡلُ لَدَیَّ وَمَاۤ أَنَا۠ بِظَلَّامٍ لِّلۡعَبِیدِ ٢٩یَوۡمَ نَقُولُ لِـجَهَنَّمَ هَلِ ٱمۡتَلَأۡتِ وَتَقُولُ هَلۡ مِن مَّزِیدٍ ٣٠ وَأُزۡلِفَتِ ٱلۡـجَنَّةُ لِلۡمُتَّقِینَ غَیۡرَ بَعِیدٍ ٣١ هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِیظٍ ٣٢ مَّنۡ خَشِیَ ٱلرَّحۡمَـٰنَ بِٱلۡغَیۡبِ وَجَاۤءَ بِقَلۡبٍ مُّنِیبٍ ٣٣ ٱدۡخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَ ٰلِكَ یَوۡمُ ٱلۡـخُـلُودِ ٣٤ لَـهُم مَّا یَشَاۤءُونَ فِیـهَا وَلَدَیۡنَا مَزِیدٌ ٣٥﴾ [سورة ق]إذن، سياق الآية لا يـتحـدث عن الناسـخ والـمنسوخ بل يـتحـدث عن أهوال يوم القيامة وأن الكفار في نار جهنم ولن يغير الله وعيده لـهم بدخول النار بل هم سيدخـلون النار لا مـحـالة
والـخـلاصة هي أن منكر السنة كـافر بالقرآن الكريم ويقوم بـتحريف القرآن من أجـل هدم الإسلام خطوة بـخطوة.
_________________
إلى هنا أكون قد فندت الشبـهة بالكـامل
لا تنسوا نشر الـمقال أو نسخـه
لا تنسونا من صالـح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركـاته