مضمون الشبهة:
أعداء الإسلام يسخرون من الإسلام ومن كتب التراث، ويزعمون أن فيها حكايات خرافية. ويستشهد أعداء الإسلام بهذه القصة التالية لكي يطعنوا في كتب التراث👇:
[قصة الأسد مع ابن عباس:فى أحد الأيام الباردة ذهب ابن عباس ليصلى العصر فلم يجد أحداً من الناس فى شوارع المدينة ، فسأل ما الأمر ؟
قالوا: يا ابن عباس، جاء أسد من البراري، ويتجول الآن فى شوارع المدينة وكلنا خائفون!
فقال ابن عباس: وأين هو ؟
فقالوا: دخل هذه الناصية. فأسرع ابن عباس نحو الأسد وسار الناس خلفه ، وحدَّث الأسد ثم انصرف الأسد إلى الصحراء.
فقالوا: يا ابن عباس، ماذا قلتَ للأسد وجعله ينصرف؟!
فقال ابن عباس: قلتُ للأسد إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر فعد إلى المكان الذي أتيتَ منه.
فقالوا: يا ابن عباس، وهل يفهم الأسد كلامك مثل نبى الله سليمان ؟
فقال ابن عباس: نحن قوم خِفنا من الله فخوَّف الله منا مخلوقاته.]
-------------------------------------
الرد على هذا الشبهة السخيفة:
أولاً:
القصة السابقة هي مجرد قصة زائفة. وهذه القصة لم تذكرها كتب التراث أصلاً بل هذه القصة الزائفة ظهرت أول مرة على اليوتيوب عام 2012م على يد أحد الشيوخ واسمه (عمر عبد الكافي) ، ولا ندري من أين أتى بهذه القصة الزائفة!
وهناك الكثير من المتابعين قد سألوا عن مصدر القصة ولكن ليس هناك جواب!
وهناك بعض الإخوة بحثوا أيضاً في كتب السيرة ولم يجدوا هذه القصة الزائفة...
ثم إنه بتاريخ 13/07/2024م، جاء أحد الصوفية ونقل نفس هذه القصة الزائفة ورددها على مسامع الناس بدون دليل.
والخلاصة أن هذه القصة الزائفة لا دليل عليها ، وبالتالي من الظلم أن نتهم الإسلام أو التراث بصفات لا تليق.
-----------
ثانياً:
حتى لو افترضنا أن هذه القصة حقيقية ، فإن القصة ليس فيها شيء يخالف العقل أصلاً.
فهذه القصة تحكى أن أسداً جاء من البرية ودخل المدينة. وهذا الأمر يحدث في جميع أنحاء العالم ؛ فهناك الكثير من المناطق السكنية التي تدخلُها الثعالبُ أو الذئابُ أو الدببةُ أو النمورُ أو الأسودُ أو غير ذلك. وفيديوهات الانترنت تشهد بذلك.
وأما بالنسبة لجزئية أن ((الأسد انصرف من أمام ابن عباس)):
فربما يكون الأسد قد انصرف؛ نظراً لأنه رأى أمامه الكثير من الناس. فبعض الأسود تشعر بالتوتر عندما ترى أمامها جماعات من البشر. مع العلم أن نفس هذه القصة تقول أن الناس ساروا وراء ابن عباس ، وهذا دليل على أن الأسد واجه أمامه جماعات من الناس.
وأما بالنسبة لجزئية أن ((ابن عباس كلَّم الأسد)) ؛ فإن هذا ليس دليلاً على أن ابن عباس يتكلم بلغة الأسود وليس دليلاً على أن الأسود تفهم لغة الإنسان بل المقصود أن ابن عباس قال كلمات أمام الأسد. وهذا الشيء يفعله معظم البشر حيث أن البشر يتكلمون ويوجِّهون كلاماً لحيواناتهم...؛ فمثلاً: الفلاح في القرية يحاول إرجاع الحصان للخلف ويأمره أن يرجع للوراء.
وبعض الناس ينادون على حيواناتهم الأليفة أو يوبخونها لأنها فعلت شيئاً خاطئاً.
فالأمر عادي.
_________________
إلى هنا ، أكون قد فندتُ الشبهة بالكامل
لا تنسوا نشر المقال أو نسخه
لا تنسونا من صالح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته