الرد على شبهة سبايا أوطاس | هل جامع الصحابة نساء سبايا أوطاس بالرغم من أنهن متزوجات

الرد على شبهة حديث سبايا أوطاس [تحرجوا من غشيانهن من أجل أزواجهن المشركين] ، [هن حلال لكم إذا انقضت عدتهن] * هل يجوز وطء الأمة أو السبايا المتزوجات

مضمون الشبهة:

يزعم أعداء الإسلام أن الإسلام يسمح باغتصاب النساء المتزوجات عبر السبي. ويستدل أعداء الإسلام بحديث سبايا أوطاس والذي فيه تم سبي بعض النساء المتزوجات ، وهذا الحديث كالتالي:

[حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ الْقَوَارِيرِيُّ ، حدثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ الْهَاشِمِيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ يَوْمَ حُنَيْنٍ بَعَثَ جَيْشًا إِلَى أَوْطَاسَ ، فَلَقُوا عَدُوًّا فَقَاتَلُوهُمْ فَظَهَرُوا عَلَيْهِمْ وَأَصَابُوا لَهُمْ سَبَايَا ، فَكَأَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ تَحَرَّجُوا مِنْ غِشْيَانِهِنَّ مِنْ أَجْلِ أَزْوَاجِهِنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي ذَلِكَ: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} سورة النساء آية 24 ؛ أَيْ فَهُنَّ لَكُمْ حَلَالٌ إِذَا انْقَضَتْ عدتهُن]


---------------------------

الرد على هذه الشبهة السخيفة:

أولاً:

 بالنسبة لمن يسأل عن سبب أسر النبيُ لسبايا أوطاس ، فعليك أن تعلم أولاً أن واقعة أوطاس تُسمَى بغزوة (هوازن) أو غزوة (حُنين) وقد حدثت في سنة 8 هجرياً. وسبب هذه الواقعة أن رؤساء وكبار قبيلتي هوازن وثقيف تشاوروا مع بعضهم وعزموا على الخروج لغزو ومهاجمة المسلمين.

فاستعد جيش هوازن للحرب، وقام مالك بن عوف النصري واجتمعت معه ثقيف كلها والعديد من قبائل العرب الكفار، وخرجوا بنسائهم وأبنائهم وأموالهم، وخرج معهم دريد بن الصمة وهو رجل كبير السن ومجرب، وكان هذا الرجل قد نصح هوازن وثقيف بألا يأخذوا نسائهم وأبنائهم وأموالهم إلى ساحة الحرب، فلم يطيعوه.

وكان النبي قد سمع بخبر استعداد تلك القبائل الكافرة للهجوم عليه، فأرسل النبي عبد الله بن أبي حدرد ؛ لكي يتأكد من الخبر، فذهب إليهم وعاد متأكداً من خبر استعداد تلك القبائل للهجوم على المسلمين، فقرر النبيُ الخروج لقتال هؤلاء الكفار المعتدين. وقام النبيُ بتعيين عَتَّاب بن أسيد أميراً على مكة ، وعيَّن النبي الصحابي معاذ كمعلم لأهل مكة.

وخرج النبي ومعه المهاجرون والأنصار وبعض أهل مكة، وتوجهوا إلى وادي حُنين، ولكن هوازن وثقيف كانوا قد سبقوا المسلمين وكمنوا في وادي حنين وكانوا رماة بارعين.

 وعندما وصل جيش المسلمين إلى وادي حنين ، فإن الكفار رموا المسلمين بالسهام، فتراجعت مقدمة الجيش الإسلامي، ولكن النبي وأصحابه صبروا على هذه المعركة الطاحنة حتى نصر اللهُ المسلمين في النهاية.

وطبعاً ، فر الكفار المقاتلون من أرض المعركة وتركوا وراءهم نساءهم وأموالهم وأبناءهم ، فقام النبي بأخذ هؤلاء النساء والأبناء وحافظ عليهن. وانتظر النبي مجيء وفد ثقيف وهوازن من أجل المفاوضة لدرجة أن النبي انتظرهم بضع عشرة ليلة. 

فالكفار هم مَن أهملوا زوجاتهم وأبناءهم وتركوهم في أرض المعركة ، وهناك بعض الكفار المقاتلين ماتوا في ساحة المعركة وتركوا زوجاتهم.


وأما بالنسبة لنساء أوطاس اللاتي تم أسرهن ، فإن الرسول قد انتظر قدوم قومهن للمفاوضة، وقد أرجع النبي هؤلاء النساء إلى أهلهن سالمين، وإليك الدليل👇:

ذكر الطحاوي في كتاب (شرح مشكل الآثار) ١١/‏٣٩٤ ما يلي:

[حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، أَنَّ أَيُّوبَ، حَدَّثَهُ أَنَّ نَافِعًا حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ﵁ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ ﷺ وَهُوَ بِالْجِعْرَانَةِ بَعْدَ أَنْ رَجَعَ مِنَ الطَّائِفِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي نَذَرْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَنْ أَعْتَكِفَ يَوْمًا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَكَيْفَ تَرَى؟ قَالَ: «اذْهَبْ فَاعْتَكِفْ يَوْمًا» قَالَ: وَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ قَدْ أَعْطَاهُ جَارِيَةً مِنَ الْخُمُسِ، فَلَمَّا أَعْتَقَ رَسُولُ اللهِ ﷺ سَبَايَا أَوْطَاسٍ سَمِعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَصْوَاتَهُمْ يَقُولُونَ: أَعْتَقَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ - قَالُوا: أَعْتَقَ رَسُولُ اللهِ ﷺ سَبَايَا أَوْطَاسٍ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا عَبْدَ اللهِ، اذْهَبْ إِلَى تِلْكَ الْجَارِيَةِ، فَخَلِّ سَبِيلَهَا.]


- وورد في صحيح البخاري ما يلي:

[حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ: أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ وَالْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَاهُ: أن النبي ﷺ قال، حِينَ جَاءَهُ وَفْدُ هَوَازِنَ مُسْلِمِينَ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَسَبْيَهُمْ، فَقَالَ لَهُمْ: ((مَعِي مَنْ تَرَوْنَ، وَأَحَبُّ الْحَدِيثِ إِلَيَّ أَصْدَقُهُ، فَاخْتَارُوا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ: إِمَّا السَّبْيَ وَإِمَّا الْمَالَ، وَقَدْ كُنْتُ اسْتَأْنَيْتُ)). وَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ انْتَظَرَهُمْ بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، حِينَ قَفَلَ مِنْ الطَّائِفِ، فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ غَيْرُ رَادٍّ إِلَيْهِمْ إِلَّا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ، قَالُوا: فَإِنَّا نَخْتَارُ سَبْيَنَا، فَقَامَ فِي الْمُسْلِمِينَ، فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: ((أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ إخوانكم هؤلاء جاؤونا تَائِبِينَ، وَإِنِّي رَأَيْتُ أَنْ أَرُدَّ إِلَيْهِمْ سَبْيَهُمْ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يُطَيِّبَ ذَلِكَ فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ عَلَى حَظِّهِ حَتَّى نعطيه إياه من أول ما يفئ اللَّهُ عَلَيْنَا فَلْيَفْعَلْ). فَقَالَ النَّاسُ: طَيَّبْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ... وَهَذَا الَّذِي بَلَغَنَا مِنْ سَبْيِ هَوَازِنَ.]


فهنا ☝، أراد النبي نفسه أن يُرجِع سبايا أوطاس (هوازن) إلى أهلهن بل إن الصحابة قد وافقوا على ذلك من كل قلبهم. ولم يُذكَر في الكتب أن أحداً من الصحابة اغتصب امرأةً من سبايا أوطاس.

***************

وأما بالنسبة عن سؤال: لماذا النبي قسَّم نساء أوطاس على الصحابة؟!

والجواب: هؤلاء النساء كن كثيرات. وطبعاً كل امرأة تحتاج إلى مكان لتبيت فيه ، وليس من المعقول أن يتركهم النبيُ وأبناءهم في الصحراء بدون مسكن أو مأكل أو حماية. وكذلك ليس من المعقول أن يكون هناك بيت واحد يسع كل هؤلاء النساء، ولذلك قام النبي بتقسيمهن على الصحابة.

ثم إن كل امرأة عليها أن تساعد في العمل مقابل الاحتياجات والرعاية التي وفرها النبيُ لهن، وهذا الأمر ما زال موجوداً في الاتفاقيات الدولية الحالية.

 ثم إن هذا السلوك الذي فعله النبي هو سلوك يدل على حكمة سياسية أوحاها الله لنبيه؛ فهؤلاء النسوة يُعتبَرن ورقةً رابحةً في الضغط السياسي على قبائلهن المحاربة للمسلمين لمنعهم من الاعتداء على المسلمين مرة أخرى.


***********

وأما بالنسبة لسؤال: هل يجوز جماع المرأة المسبية الغير مسلمة والتي هي متزوجة برجل آخر؟!  

والجواب: قد أشار ابن حزم في كتابه (المُحلَى بالآثار9/ 313) إلى أنه لا لا لا يجوز ذلك ، حيث يقول ابن حزم:

[فَقَدْ بَيَّنَّا فِي صَدْرِ كَلَامِنَا فِي «النِّكَاحِ» مِنْ كِتَابِنَا هَذَا أَنَّ وَطْءَ الْأَمَةِ الْكَافِرَةِ كِتَابِيَّةً كَانَتْ أَوْ غَيْرَ كِتَابِيَّةٍ بِمِلْكِ الْيَمِينِ لَا يَحِلُّ أَصْلًا]


وقد رد ابن حزم على الشيوخ الذي يصدرون فتاوي بوطء الإماء الغير مسلمات واللاتي هن متزوجات من آخر؛ حيث يقول ابن حزم في صفحة 315:

[كُلُّ قَوْلٍ مَا لَمْ يُؤَيِّدْهُ قُرْآنٌ وَلَا سُنَّةٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ثَابِتَةٌ فَهُوَ بَاطِلٌ بِيَقِينٍ لَا شَكَّ فِيهِ - وَبِاَللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيقُ.]


ثم إن حديث وطء سبايا أوطاس أشار إلى أن المرأة المسبية لا تُجامَع مباشرةً بعد السبي بل ينبغي الانتظار حتى يطهر رحمها بعد انقضاء العدة، ولذلك ورد في حديث سبايا أوطاس ما يلي:

 [فهن حلال لكم إذا انقضت عدتهن].

ولا أحد من الصحابة قام بمضاجعة أياً من سبايا أوطاس قبل أن يرجعن إلى أهلهن ، ولم تذكر الكتب أن أحداً من الصحابة ضاجع امرأةً من هؤلاء السبايا أثناء أسرها؛ فسبايا أوطاس كن في حوزة المسلمين لمدة بضعة عشر يوماً فقط، ولا يجوز جماع المرأة المسبية إلا بعد انقضاء عدتها. وعدة الأمة لا تقل عن حيضتين؛ أي لا تقل عن شهرين تقريباً وقد تزيد مدة العدة عن ذلك. وبالتالي فإنه لا يمكن جماع هؤلاء النساء المسبيات في خلال بضع عشرة يوماً فقط. 

فعدة الأمة كما ورد مثلاً عن عمر بن الخطاب أنها حيضتين:

[أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: جَعَلَ لَهَا عُمَرُ حَيْضَتَيْنِ.]

ولم أجد حديثاً صحيحاً عن النبي أو الصحابة في أن عدة الامة حيضة واحدة، وأما الفتوى بأن عدة الأمة حيضة واحدة هي فتوى لا تستند على دليل قوي، ولا يسعني المقام هنا لتبيان ضعف الأحاديث التي تنص على أن عدة الأمة حيضة واحدة فقط.

ثم إن الحديث الذي يتضمن وطء سبايا أوطاس، فيه اشتراط انقضاء مدة العدة أولاً. والعدة بحسب القرآن الكريم لا تحصل إلا في حالتين فقط: انفصال الزوج عن زوجته بعد ليلة الدخلة أو وفاة الزوج حيث يقول الله تعالى:

﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّبِیُّ إِذَا طَلَّقۡتُمُ ٱلنِّسَاۤءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحۡصُوا۟ ٱلۡعِدَّةَ﴾ [الطلاق ١]

والتطليق قد يصدر نتيجة تطليق الزوج لزوجته المسبية أو أن يحكم ولي الأمر بطلاق المرأة المسبية.

وبالتالي فإن حديث وطء سبايا أوطاس يتكلم عن إما انفصال الزوج عن زوجته المسبية أو وفاته.  ولذلك إذا نظرت إلى عنوان الباب الذي يندرج ضمنه حديث أوطاس، فستجده هكذا:

[وَإِنْ كَانَ لَهَا زَوْجٌ انْفَسَخَ نِكَاحُهَا بِالسَّبْيِ]

فالمرأة المسبية بعد السبي تصبح كالمُطلَّقة تماماً، ويمكنها الزواج من جديد بالمسلم الذي يتولى أمورها، أو يمكنها أن ترفض الزواج من المسلم فترجع إلى زوجها السابق وكأن لم تُطلَّق، وهذا يُعرف بنظام (المكاتبة) حيث قال الله تعالى:

﴿وَلۡیَسۡتَعۡفِفِ ٱلَّذِینَ لَا یَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ یُغۡنِیَهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ وَٱلَّذِینَ یَبۡتَغُونَ ٱلۡكِتَـابَ مِمَّا مَلَكَتۡ أَیۡمَـانُكُمۡ فَكَاتِبُوهُمۡ إِنۡ عَلِمۡتُمۡ فِیهِمۡ خَیۡرࣰا وَءَاتُوهُم مِّن مَّالِ ٱللَّهِ ٱلَّذِیۤ ءَاتَاكُمۡ وَلَا تُكۡرِهُوا۟ فَتَیَـاتِكُمۡ عَلَى ٱلۡبِغَاۤءِ إِنۡ أَرَدۡنَ تَحَصُّنࣰا لِّتَبۡتَغُوا۟ عَرَضَ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَاۚ وَمَن یُكۡرِههُّنَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ مِنۢ بَعۡدِ إِكۡرَ اهِهِنَّ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [النور ٣٣]

وفي الآية السابقة ☝، يحذرنا الله من إكراه الإماء على الزنا بل ينبغي أن تكون العلاقة الجنسية معهن في إطار الزواج وليس بإكراههن على الزنا...، ولذلك يقول الله تعالى:

﴿۞ وَٱلۡمُحۡصَنَـاتُ مِنَ ٱلنِّسَاۤءِ إِلَّا مَا مَلَكَتۡ أَیۡمَـانُكُمۡ كِتَـابَ ٱللَّهِ عَلَیۡكُمۡ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاۤءَ ذَ لِكُمۡ أَن تَبۡتَغُوا۟ بِأَمۡوَ الِكُم مُّحۡصِنِینَ غَیۡرَ مُسَـافِحِینَ فَمَا ٱسۡتَمۡتَعۡتُم بِهِۦ مِنۡهُنَّ فَـَٔاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِیضَةࣰۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَیۡكُمۡ فِیمَا تَرَ ا⁠ضَیۡتُم بِهِۦ مِنۢ بَعۡدِ ٱلۡفَرِیضَةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِیمًا حَكِیمࣰا﴾ [النساء ٢٤]

فالآية السابقة التي تتحدث عن ملك اليمين ، هي نفسها تأمر بأن تكون العلاقة الجنسية معهن داخل إطار الإحصان أي الزواج وليس بالسفاح، بل ويتم إعطاء الأمة مهراً.

وحتى حديث وطء سبايا أوطاس هو نفسه يشير إلى أن العلاقة مع الأمة كانت بالنكاح (الزواج) حيث ذكر أبو عوانة في مستخرجه ما يلي:

[حَدَّثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى الْعَنْبَرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، ثنا أَبِي ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، وَعُثْمَانُ الْبَتِّيُّ ، عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : " أَصَابَ النَّاسُ سَبَايَا يَوْمَ أَوْطَاسٍ لَهُنَّ أَزْوَاجٌ ، فَنَكَحُوهُمْ ، ثُمَّ هَابُوا ذَلِكَ فنزلت : {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} سورة النساء آية 24 ؛ أَي لا بَأْسَ بِنِكَاحِهِنَّ " . رَوَاهُ خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، وَقَالَ مَرَّةً : عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ .]


وقد رُوِىَ نفس الشيء عن عطاء وعمرو بن دينار حيث ذكروا نكاح نساء أوطاس واستدلوا بهذه الرواية في مسألة (الزواج من المجوسيات) ، وقد نقل هذه الرواية كلاً من النحاس والقرطبي في تفسيره ، وقد علَّق النحاس على استدلالهم مشيراً إلى أن سبايا أوطاس من المحتمل أنهن أسلمن لذا جاز نكاحهن، وهذا يختلف عن المجوسية.

فحديث سبايا أوطاس نفسه يشهد أن العلاقة مع ملك اليمين كانت بالنكاح أي الزواج؛ فالنكاح في اللغة العربية يعني الزواج.


وإذا تصفحت القرآن الكريم ستجد الآيات القرآنية تشير إلى أن العلاقة مع الأمة تكون بالزواج والإحصان ، ولذلك يقول الله تعالى:

﴿وَمَن لَّمۡ یَسۡتَطِعۡ مِنكُمۡ طَوۡلًا أَن یَنكِحَ ٱلۡمُحۡصَنَـاتِ ٱلۡمُؤۡمِنَـاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتۡ أَیۡمَـانُكُم مِّن فَتَیَـاتِكُمُ ٱلۡمُؤۡمِنَـاتِۚ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِإِیمَـانِكُمۚ بَعۡضُكُم مِّنۢ بَعۡضࣲۚ فَٱنكِحُوهُنَّ بِإِذۡنِ أَهۡلِهِنَّ وَءَاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِ مُحۡصَنَـاتٍ غَیۡرَ مُسَـافِحَـاتࣲ وَلَا مُتَّخِذَ ا⁠تِ أَخۡدَانࣲۚ فَإِذَاۤ أُحۡصِنَّ فَإِنۡ أَتَیۡنَ بِفَـاحِشَةࣲ فَعَلَیۡهِنَّ نِصۡفُ مَا عَلَى ٱلۡمُحۡصَنَـاتِ مِنَ ٱلۡعَذَابِۚ ذَ لِكَ لِمَنۡ خَشِیَ ٱلۡعَنَتَ مِنكُمۡۚ وَأَن تَصۡبِرُوا۟ خَیۡرࣱ لَّكُمۡۗ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [النساء ٢٥]

فالآية السابقة أشارت صراحةً إلى الزواج من ملك اليمين وذلك بعد إذن أهلها ويتم إعطاؤها مهراً، ويكون الأمر داخل الإحصان (الزواج) وليس بالسفاح ولا باتخاذ العشيق في الحرام (الأخدان).

وحتى إذا رجعنا إلى الآية التي ذكرناها منذ قليل وهي:

﴿وَأَنكِحُوا۟ ٱلۡأَیَـامَىٰ مِنكُمۡ وَٱلصَّـالِحِینَ مِنۡ عِبَادِكُمۡ وَإِمَاۤىِٕكُمۡ إِن یَكُونُوا۟ فُقَرَاۤءَ یُغۡنِهِمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ وَٱللَّهُ وَ ا⁠سِعٌ عَلِیمࣱ ۝٣٢ وَلۡیَسۡتَعۡفِفِ ٱلَّذِینَ لَا یَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ یُغۡنِیَهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ وَٱلَّذِینَ یَبۡتَغُونَ ٱلۡكِتَـابَ مِمَّا مَلَكَتۡ أَیۡمَـانُكُمۡ فَكَاتِبُوهُمۡ إِنۡ عَلِمۡتُمۡ فِیهِمۡ خَیۡرࣰا وَءَاتُوهُم مِّن مَّالِ ٱللَّهِ ٱلَّذِیۤ ءَاتَاكُمۡۚ وَلَا تُكۡرِهُوا۟ فَتَیَـاتِكُمۡ عَلَى ٱلۡبِغَاۤءِ إِنۡ أَرَدۡنَ تَحَصُّنࣰا لِّتَبۡتَغُوا۟ عَرَضَ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَاۚ وَمَن یُكۡرِههُّنَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ مِنۢ بَعۡدِ إِكۡرَ اهِهِنَّ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [النور ٣٣]

إذا تدبرت في الآية السابقة ستجد أن سياق الآية يتحدث عن تزويج الإماء وقد نهت الآية عن الزنا بهن وعن إكرههن على الزنا... وقد نص بعض علماء الأمة قديماً على أنه لا يجوز إكراه الأَمة على الجماع ؛ فمثلاً: قال الإمام أبو عبد الله الحليمي في كتابه (المنهاج في شعب الإيمان) ٣/‏٢٦٧ — ما يلي:

[وإن اشترى جارية فكرهت أن يمسها أو يضاجعها، فلا يمسها ولا يضاجعها ولا يطأها إلا بإذنها، وبيعها إن أرادت ذلك. والإحسان إلى المملوك يجمع الشكر لله تعالى على الفكاك والسلامة من ذل الرق، والعدل والإنصاف فيمن يضمه الملك، واستطباة نفس الملوك، واستجلاب طاعته ومناصحته، ففيه نظر للمالك دنيا ودينًا، ونظر للملوك. وبذلك جاءت الأخبار مجملة ومفصلة.]


وقال الشافعي في كتابه (الأم) 5/ 203 ما يلي:

[وَهَكَذَا لَوْ كَانَتْ مُنْفَرِدَةً بِهِ أَوْ مَعَ أَمَةٍ لَهُ يَطَؤُهَا أُمِرَ بِتَقْوَى اللَّهِ تَعَالَى وَأَنْ لَا يَضْرِ بَهَا فِي الْجِمَاعِ وَلَمْ يُفْرَضْ عَلَيْهِ مِنْهُ شَيْءٌ بِعَيْنِهِ إنَّمَا يُفْرَضُ عَلَيْهِ مَا لَا صَلَاحَ لَهَا إلَّا بِهِ مِنْ نَفَقَةٍ وَسُكْنَى وَكِسْوَةٍ وَأَنْ يَأْوِيَ إلَيْهَا فَأَمَّا الْجِمَاعُ فَمَوْضِعُ تَلَذُّذٍ وَلَا يُجْبَرُ أَحَدٌ عَلَيْهِ]


وقد اشترت السيدة عائشةُ أمةً اسمها بريرة ؛ لكي تحررها ، وقد خيَّر النبي تلك المرأة بين أن تبقى مع زوجها وبين أن تنفصل عنه:

فقد ورد في مسند أبي داود ما يلي:

[حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ الأَسْوَدِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّهَا أَرَادَتْ أَنْ تَشْتَرِي بَرِيرَةَ لِلْعِتْقِ فَأَرَادَ مَوَالِيهَا أَنْ يَشْتَرِطُوا وَلاءَهَا فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ، فَقَالَ : "اشْتَرِيهَا فَإِنَّ الْوَلاءَ لِمَنْ أَعْتَقَ". وَخَيَّرَهَا مِنْ زَوْجِهَا ، وَكَانَ زَوْجُهَا حُرًّا.]


وإذا نظرت إلى صحيح البخاري فستجد أنه يشير إلى أن المرأة الكافرة المتزوجة إذا تركت زوجها وهاجرت إلى الإسلام ، فإنها تقضي عدتها وينفسخ عقد زواجها السابق، وبعد انقضاء عدتها يمكن أن يخطبها أحد المسلمين للزواج:

[حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ ، وَقَالَ عَطَاءٌ : عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ، " كَانَ الْمُشْرِكُونَ عَلَى مَنْزِلَتَيْنِ مِنَ النَّبِيِّ وَالْمُؤْمِنِينَ ، كَانُوا مُشْرِكِي أَهْلِ حَرْبٍ يُقَاتِلُهُمْ وَيُقَاتِلُونَهُ وَمُشْرِكِي أَهْلِ عَهْدٍ لَا يُقَاتِلُهُمْ وَلَا يُقَاتِلُونَهُ ، وَكَانَ إِذَا هَاجَرَتِ امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِ الْحَرْبِ لَمْ تُخْطَبْ حَتَّى تَحِيضَ وَتَطْهُرَ ، فَإِذَا طَهُرَتْ حَلَّ لَهَا النِّكَاحُ.] 


-------------------------------

والآن ، إليك بعض الروايات الأخرى الضعيفة التي تتحدث عن قضية سبايا أوطاس، والتي استدل بها البعض من أجل الإفتاء بفتاوى خاطئة:


هناك رواية ضعيفة وردت في كتاب (شرح مشكل الآثار) وهي كالتالي:

[حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ مَرْزُوقٍ ، قَالَ : ثنا الْخَصِيبُ ، قَالَ : ثنا وُهَيْبٌ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ ، عَنِ ابْنِ الْمُحَيْرِيزِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، أَنَّهُمْ أَصَابُوا سَبَايَا يَوْمَ أَوْطَاسٍ ، فَأَرَادُوا أَنْ يَسْتَمْتِعُوا مِنْهُنَّ وَلا تَحْمِلْنَ ، فَسَأَلُوا النَّبِيَّ عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : " لا عَلَيْكُمْ أَنْ لا تَفْعَلُوا ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ كَتَبَ مَنْ هُوَ خَالِقٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "]

ولكن الرواية السابقة ليست على أتم درجات الصحة ؛ فالذي رواها هو: نصر بن مرزوق أبو الفتح ، وقد قال عنه ابن أبي حاتم أنه (صدوق)، وهذا المصطلح عند ابن أبي حاتم يعني أن رواية هذا الراوي تكمن في المرتبة الثانية وليس المرتبة الأولى حيث تُكتب رواية هذا الراوي ثم يُنظَر فيها من أجل اختبارها؛ نظراً لأن فيها عيباً من ناحية الضبط والدقة ؛ فالراوي الصادق قد يكون صادقاً ولكن ليس حافظاً ومتقناً للرواية، وبالتالي قد يرتكب الخطأ في النقل. (راجع كتاب علوم الحديث لابن الصلاح 1/ 122).

ثم إن الراوي/ الخصيب بن ناصح الحارثي ، قد قال عنه ابن حبان : [ربما أخطأ]

وعلى فكرة ، باقي طرق الحديث تشهد أن الحديث السابق حدث فيه خطأ فعلاً ؛ لأننا عندما نقارنه بباقي الأحاديث فسنعرف أن الموقف كان عن بني المصطلق وليس أوطاس كما زعم هذا الحديث الخطأ.


- وهناك رواية أخرى ضعيفة وردت في كتاب (المستدرك على الصحيحين) وهي كالتالي:

[أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الْعَدْلُ ، حدثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، حدثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ، حدثنا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ قَالَ هَذِهِ الآيَةُ : {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}، قَالَ : كُلُّ ذَاتِ زَوْجٍ إِتْيَانُهَا زِنًا إِلا مَا سُبِيَتْ]

ولكن الرواية السابقة ضعيفة☝؛ فالراوي/ عبد الوهاب بن عطاء قد انتقده البعض بسبب خطأه في بعض الحديث ، وممن انتقدوه: الإمام أحمد بن حنبل والبخاري والنسائي؛ حيث قال عنه أحمد بن حنبل أنه ضعيف ، وقال عنه النسائي أنه ليس بالقوي، وقال عنه البخاري أنه ليس بالقوي عندهم.

- وأما الراوي/ يحيى بن أبي طالب ، فقد انتقده بعض العلماء ؛ فمثلاً: ورد في كتاب «تاريخ بغداد» (١٤/ ٢٢٠ - ٢٢١) أنَّ الإمام/ أبا داود خطَّ على حديث يحيى بن أبي طالب. وقال الإمام/ موسى بن هارون: «أشهد على يحيى بن أبي طالب أنَّه يكذب». وقال الإمام/ أبو أحمد الحاكم الحافظ: «يحيى بن أبي طالب ليس بالمتين».

ولذا قال الشيخ الألباني في (سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة) ١٣/‏٧٦ — ما يلي:

[يحيى بن أبي طالب ، ترجمه الخطيب في كتاب «التاريخ» (١٤/‏٢٢٠)، وروى عن أبي داود أنه خَطَّ على حديث يحيى بن أبي طالب. وعن الإمام موسى بن هارون أنه قال: «أشهد على يحيى بن أبي طالب أنه يكذب». وعن الدارقطني أنه قال: «لا بأس به عندي، ولم يطعن فيه أحد بحجة».

وقد تأول الذهبي تكذيب الإمام موسى بن هارون إياه بأنه عنى: (في كلامه)؛ وسواءٌ كان هذا أو غيرُه فأحلاهما مر، وهو على كل حال جرح مفسر؛ فيُقدَم على توثيق الدارقطني، وبخاصة وقد ضرب أبو داود على حديثه! فأظن أنه هو آفة هذا الحديث.]


فالرواية السابقة ضعيفة. وتفسير الآية بهذه الرواية الضعيفة هو أمر لا يليق. وأنا لا أحب ربط الآية الكريمة بالتفسير الوارد في هذه الرواية الضعيفة. ومما يشهد بأن الرواية السابقة هي رواية خاطئة هو أن هناك رواية أقوى منها عن ((شُعبة وإسرائيل عن أبي حصين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس)) ، وليس فيها أي ذكر للآية القرآنية.


 

- وقد وردت رواية أخرى ضعيفة كالتالي:

[حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ شَرِيكٍ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنْ سَعِيدٍ ، فِي قَوْلِهِ : وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ سورة النساء آية 24 قَالَ : نزلت فِي نِسَاءِ أَهْلِ حُنَيْنٍ , لَمَّا افْتَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ حُنَيْنًا أَصَابَ الْمُسْلِمُونَ السَّبَايَا فَكَانَ الرَّجُلُ إذَا أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ الْمَرْأَةَ مِنْهُنَّ قَالَتْ : (إنَّ لِي زَوْجًا) ، فَأَتَوُا النَّبِيَّ فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} سورة النساء آية 24 قَالَ : " السَّبَايَا مِنْ ذَوَاتِ الْأَزْوَاجِ "] 


ولكن الرواية السابقة ضعيفة ☝؛ فالرواية مُرسَلة بها انقطاع، والراوي / شريك بن عبد الله القاضي هو راوٍ صدوق ولكنه يخطيء كثيراً في نقل الحديث

والراوي/ محمد بن الحسن الأسدي ، قد ضعَّفه الكثير من أهل العلم.


- وجاءت الرواية من طريق آخر ضعيف هكذا:

[حَدَّثَنَا الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَهْلِ بْنِ مَخْلَدٍ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي الْوَضَّاحِ ، حَدَّثَنَا سَالِمٌ الأَفْطَسُ ، حَدَّثَنِي رَزِينٌ الْجُرْجَانِيُّ ، قَالَ : قُلْتُ لِلضَّحَّاكِ : سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ ، عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلّ " وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ . فَقَالَ : لا أَدْرِي ، فَقَالَ الضَّحَّاكُ : أَشْهَدُ أَنِّي سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْهَا وَهُوَ عِنْدَهُ ، فَقَالَ : نَزَلَتْ فِي نِسَاءِ أَهْلِ حُنَيْنٍ ، " لَمَّا افْتُتِحَ حُنَيْنٌ أَصَابَ الْمُسْلِمُونَ سَبَايَا ، كَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ الْمَرْأَةَ مِنْهُنَّ ، قَالَتْ : إِنَّ لِي زَوْجًا ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ، فَأَنْزَلَ عَزَّ وَجَلَّ: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} سورة النساء آية 24 ، قَالَ : السَّبَايَا ذَوَاتُ الأَزْوَاجِ لا بَأْسَ بِهِنَّ " , فذكرت ذلك لسعيد بْن جبير ، فقال : صدق الضحاك .]

ولكن الرواية السابقة ضعيفة؛ فالراوي/ رزين الجرجاني هو شخصية مجهولة الحال. والراوي/ عمر بن سهل البزاز هو شخصية مجهولة الحال أيضاً.


- وقد جاءت الرواية من طريق آخر ضعيف هكذا:

[حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا مُوسَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ سورة النساء آية 24 قَالَ : مِنَ النِّسَاءِ كُلِّهِنَّ ، إِلا ذُوَاتِ الأَزْوَاجِ مِنَ السَّبَايَا ".]

ولكن الرواية السابقة ضعيفة؛ فالذي رواها عطاء بن السائب ، وقد اختلط واضطرب في حديثه. ويوجد في سند الرواية: شريك بن عبد الله الليثي ، وهو صدوق ولكنه يخطيء في نقل الحديث وله أوهام.

والراوي/ معاوية بن هشام هو صدوق ولكن له أوهام أيضاً.


- وردت رواية أخرى ضعيفة وهي كالتالي:

[حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ ، ثنا سُفْيَانُ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلِيٍّ ، وَابْنِ مَسْعُودٍ في قوله : وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} سورة النساء آية 24 ، قَالَ عَلِيٌّ : " الْمُشْرِكَاتُ إِذَا سُبِينَ حَلَّتْ لَهُ " ، وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : " الْمُشْرِكَاتُ ، وَالْمُسْلِمَاتُ.]

ولكن الرواية السابقة ضعيفة؛ فالراوي/ إبراهيم النخعي لم يقابل ابن مسعود ولم يقابل علي بن أبي طالب ، فقد وُلِدَ بعد مماتهما أصلاً. وقد ورد في السند اسم الراوي/ عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ، وهو راوٍ متروك الحديث؛ لأنه يُحدِّث بالبواطيل عن الفريابي.

ثم إن الراوي حماد بن سلمة يغلط في حديثه الذي يرويه عن غير شيوخه المعروفين مثل (ثابت البناني وحميد الطويل).


- وقد وردت رواية أخرى ضعيفة وهي كالتالي:

[حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : حدثنا إِبْرَاهِيمُ ، قَالَ : حدثنا آدَمُ ، قَالَ : حدثنا شَرِيكٌ ، عَنْ سَالِمٍ الأَفْطَسِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ : " {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} سورة النساء آية 24 ، قَالَ : هُنَّ السَّبَايَا الَّتِي لَهُنَّ الأَزْوَاجُ ، فَلا بَأْسَ بِمُجَامَعَتِهِنَّ إِذَا اسْتَبْرَأْنَ ". أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : أخبرنا إِبْرَاهِيمُ ، قَالَ : حدثنا آدَمُ ، قَالَ : حدثنا شَرِيكٌ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَهُ . حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : حدثنا إِبْرَاهِيمُ ، قَالَ : حدثنا آدَمُ ، قَالَ : حدثنا وَرْقَاءُ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ مِثْلَهُ.]

ولكن الرواية السابقة ضعيفة☝؛ فالراوي/ عبد الرحمن بن الحسن الأسدي هو راوٍ متهم بالكذب. 


ووردت رواية أخرى ضعيفة وهي كالتالي:

[روى حماد قال : أخبرنا الحجاج عن سالم المكي عن محمد بن علي قال : " لمَّا كان يوم أوطاس لحقت الرجال بالجبال وأخذت النساء ، فقال المسلمون : كيف نصنع ولهن أزواج ؟ - فأنزل الله تعالى : {والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم} ، فأخبر أن الرجال لحقوا بالجبال وأن السبايا كن منفردات عن الأزواج والآية فيهن نزلت.]

ولكن هذه الرواية ضعيفة☝ ؛ فالراوي/ سالم المكي هو شخصية مجهولة كما قال الإمام ابن حجر العسقلاني.

والراوي/ الحجاج بن أرطأة النخعي هو راوٍ كثير الخطأ والتدليس. وهو هنا قد عنعن هذه الرواية ، وبالتالي لا تُقبَل هذه الرواية.

ثم إن هذه الرواية فيها انقطاع في الإسناد ؛ فالراوي/ محمد بن علي (محمد بن الحنفية) ليس صحابياً أصلاً.

ثم إن الرواية السابقة ليس فيها أي عبارة صريحة تتكلم عن ممارسة الجماع مع سبايا أوطاس.


- ووردت رواية أخرى ضعيفة وهي كالتالي:

[حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ , قَالَ : ثني مُعَاوِيَةُ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ : " وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ سورة النساء آية 24 , يَقُولُ : كُلُّ امْرَأَةٍ لَهَا زَوْجٌ فَهِيَ عَلَيْكَ حَرَامٌ , إِلا أَمَةً مَلَكْتَهَا وَلَهَا زَوْجٌ بِأَرْضِ الْحَرْبِ , فَهِيَ لَكَ حَلالٌ إِذَا اسْتَبْرَأْتَهَا"]

ولكن الرواية السابقة ضعيفة☝؛ فالراوي/ علي بن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس أصلاً، وهذا الراوي له منكرات كما قال الإمام أحمد بن حنبل، بل إن الراوي/ عبد الله بن صالح هو راوٍ ضعيف. وهذا السند يسمي بسند تفسير الوالبي، وقد نبهت على هشاشة هذا السند من قبل.  


- وهناك رواية ضعيفة بلا إسناد في مصنف ابن أبي شيبة ، وهي كالتالي:

[وقال ابن عباس: هو الزنى ﴿إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ﴾، ينزع الرجل وليدة امرأة عبده فيطأها إن شاء.]

ولكن الرواية السابقة ضعيفة بلا إسناد وفيها انقطاع.


- وذكر ابن أبي شيبة في مصنفه قولاً ضعيفاً بلا إسناد وهو عن أشخاص مجهولين وهو كالتالي:

[وقال غيره: سبايا العدو يوطأن إذا ما سبيت أزواجهن]


- ووردت رواية أخرى ضعيفة وهي كالتالي:

[وَحَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ , قَالَ : أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ , عَنْ خَالِدٍ , عَنْ أَبِي قِلابَةَ , فِي قَوْلِهِ : " {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} سورة النساء آية 24 , قَالَ : مَا سَبَيْتُمْ مِنَ النِّسَاءِ , إِذَا سُبِيَتِ الْمَرْأَةُ وَلَهَا زَوْجٌ فِي قَوْمِهَا , فَلا بَأْسَ أَنْ يَطَأَهَا " ]

ولكن الرواية السابقة ضعيفة ☝؛ فالراوي / هشيم بن بشير السلمي هو راوٍ كثير التدليس والإرسال الخفي ، وهو هنا قد عنعن الرواية ولم يصرح بالسماع ، لذا فالرواية ضعيفة.

والراوي/ المثني هنا هو المثنى بن إبراهيم الآملي ، وهو رجل مجهول الحال.


- ووردت رواية أخرى ضعيفة هكذا:

[حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنْ أَشْعَثَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : " كُلُّ ذَاتِ زَوْجٍ عَلَيْكَ حَرَامٌ ، إلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِنَ السَّبَايَا " ، يُرِيدُ {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ} سورة النساء آية 24 .]

ولكن الرواية السابقة ضعيفة؛ فالراوي/ الأشعث بن سوار الكندي هو راوٍ ضعيف ، ثم إن الراوي الحسن البصري ليس صحابياً.

وقد ورد نفس الحديث بهذا الإسناد: [حدثنا يحيى بن يمان عن سفيان عن قيس بن مسلم عن الحسن بن محمد مثله]

ولكن الراوي/ يحيى بن يمان العجلي هو راوٍ صادق ولكنه يخطيء كثيراً في عامة أحاديثه ويقلبها، وهو لا يُحتَج به.


- ووردت رواية أخرى ضعيفة وهي كالتالي:

[حدثنا الثقفي عن خالد عن أبي قلابة عن ابن مسعود قال: سبايا كان لهن أزواج قبل أن يُسبين]

ولكن الرواية السابقة ضعيفة ؛ فأبو قلابة لم يدرك ابن مسعود ولم يسمع منه أصلاً.


- ووردت رواية أخرى ضعيفة وهي كالتالي:

[حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ , قَالَ : ثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ , قَالَ : ثنا خَالِدٌ , عَنْ أَبِي قِلابَةَ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن مسعود " مُشْتَرِيهَا أَحَقُّ بِبُضْعِهَا " ، يَعْنِي : الأَمَةُ تُبَاعُ وَلَهَا زَوْجٌ. وحَدَّثَنَا أَحْمَدُ , قَالَ : حدثنا سُفْيَانُ , عَنْ خَالِدٍ , عَنْ أَبِي قِلابَةَ , عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ , أنه قَالَ : " إِذَا بِيعَتِ الأَمَةُ وَلَهَا زَوْجٌ , فَسَيِّدُهَا أَحَقُّ بِبُضْعِهَا ".]

ولكن الرواية السابقة ضعيفة☝؛ فأبو قلابة لم يدرك ابن مسعود ولم يسمع منه أصلاً.


- ووردت رواية أخرى ضعيفة وهي كالتالي:

[حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ مُغِيرَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} سورة النساء آية 24 ، قَالَ : كُلُّ ذَاتِ زَوْجٍ عَلَيْكَ حَرَامٌ ، إِلا مَا اشْتَرَيْتَ بِمَالِكَ ، وَكَانَ يَقُولُ: بَيْعُهَا طَلاقٌ "]

ولكن الرواية السابقة ضعيفة؛ فالراوي/ إبراهيم النخعي لم يقابل ابن مسعود أصلاً؛ حيث أنه قد وُلِدَ بعد مماته بسنوات كثيرة. 


- ووردت رواية ضعيفة كالتالي:

[حَدَّثَنَا نَهَارُ بْنُ عُثْمَانَ اللَّيْثِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَجُلا ، يَسْأَلُ الْحَسَنَ وَالْفَرَزْدَقُ عِنْدَهُ ، عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} سورة النساء آية 24 , فَقَالَ الْفَرَزْدَقُ : تَسْأَلُ أَبَا سَعِيدٍ وَقَدْ قُلْتُ بِذَلِكَ شِعْرًا ؟ ! فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ : وَمَا قُلْتَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : وَذَاتِ خَلِيلٍ أَنْكَحَتْهَا رِمَاحُنَا حَلالا فَمَنْ يَبْنِي بِهَا لَمْ يُطَلِّقِ قَالَ : وَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ مَا فَتَبَسَّمَ الْحَسَنُ قَالَ : قَالَ : " يَحِلُّ لَكُمُ السَّبَايَا أَنْ تَطَؤُهُنَّ بِمِلْكِ الْيَمِينِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُطَلِّقَهُنَّ أَزْوَاجُهُنَّ ".]

ولكن الرواية السابقة ضعيفة ☝؛ فالراوي/ عمر بن علي المقدمي يدلس كثيراً، وهو هنا قد عنعن الرواية ، وبالتالي فإنها غير مقبولة


- وورد في تفسير البغوي قولاً ضعيفاً بلا إسناد، وهو كالتالي:

[وَقَالَ عَطَاءٌ: أَرَادَ بِقَوْلِهِ ﴿إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ﴾ أَنْ تَكُونَ أَمَتُهُ فِي نِكَاحِ عَبْدِهِ فَيَجُوزُ أَنْ يَنْزِعَهَا مِنْهُ.]


- وهناك رواية ضعيفة كالتالي:

[حَدَّثَنِي يُونُسُ , قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ , قَالَ : قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ : " {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} سورة النساء آية 24 , قَالَ : كُلُّ امْرَأَةٍ مُحْصَنَةٍ لَهَا زَوْجٌ فَهِيَ مُحَرَّمَةٌ , إِلا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِنَ السَّبْيِ وَهِيَ مُحْصَنَةٌ لَهَا زَوْجٌ , فَلا تَحْرُمُ عَلَيْكَ بِهِ " . قَالَ : كَانَ أَبِي يَقُولُ ذَلِكَ]

ولكن الرواية السابقة ضعيفة ☝؛ الراوي/ ابن زيد هو: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف منكَر الحديث. 


- وذكر ابن وهب في كتاب (تفسير القرآن) ما يلي:

[قال الليث: ويقول آخرون من أهل العلم: ﴿والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم﴾، السبايا اللاتي لهن أزواج في أرض الشرك، ولا بأس أن يوطأن في الإسلام، وإن كان لهن أزواج في الشرك لم يفارقوهن.]

ولكننا لا نعرف مَن هم هؤلاء الذين أفتوا بذلك ، وهل سمع الليث منهم ذلك أم أنه أخذه من مصدر مجهول!!!


- وذكر ابن المنذر روايةً ضعيفةً في (تفسير القرآن)، وهي كالتالي:

[حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، عَنِ الْمُعْتَمِرِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّهُ قَالَ فِي " وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ سورة النساء آية 24 قَالَ أَنَسٌ : الْمُحْصَنَاتُ : ذُوَاتُ الأَزْوَاجِ الْحَرَائِرُ حَرَامٌ ، إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ "]

ولكن الراوية السابقة ضعيفة ☝؛ فالذي رواها هو أبو سعد ، وأنا لا أعرفه ولم أجد له أي ترجمة عن حاله. ويوجد في سند الرواية: سليمان التيمي (والد المعتمر) حيث رواها عن أبي مـجـلز عن أنس

ولكن مشكـلة سليمان التيمي أنه كـان يدلس أحياناً عن أبي مـجـلز ، فمثلاً:

* قال الشيخ/ عبيد الله الرحماني الـمباركفوري - في كتـابه (مرعاة الـمفاتـيح شرح مشكـاة الـمصابـيح) ٣/‏٤٤٤ — ما يلي:

[سليمان لم يسمع هذا الـحـديث من أبي مـجـلز، كـما صرَّح به في رواية أحمد والطحـاوي والبيـهقي. وأنه دلَّس في رواية الـحـاكم. وعلى هذا فالسند منقطع.]


* وذكر الشيخ/ مـحـمد بن طلعت في كتـابه (معجم الـمدلسيـن) ١/‏٢٣٣ — أن ابن معين وصف سليمان التيمي بالتدليس ، وأيضاً النسائي وصفه بذلك، ونفس الأمر ذكره الدارقطني كمـا ورد في كتـاب (سؤالات السلمي للدارقطني) ١/ ٣٦٥.

* وفي تفسير الثعلبـي (طبعة دار التفسير) - الـجزء ٢٣ - نـجـد أن دكـاترة لـجنة التـحقيق قد وصفوا سليمان التيمي بالتدليس‏ في هامش صفحـة١٣٠


* وقال الذهبي في (ميزان الاعتدال) ٢/ ٢١٢ ما يلي:

[قيل: سليمان التيمي كـان يدلس عن الـحسن وغيره ما لـم يسمعه.]


فسليمان التيمي كـان أحياناً ينسب بعض الأحـاديث إلى أبي مـجـلز بالرغم من أنه لـم يسـمعها من فمه أصلاً!!!

وبالتالي، فإن رواية سليمان التيمي عن أبي مـجـلز عن أنس ، هي رواية مشكوك فيـها وليست على أتم درجـات الصحـة.

ولذلك ستلاحظ أن البخـاري ومسلـم في صـحيحيـهما كـانا حـذرين عند الاقتباس من روايات سليمان التيمي حيث كـان البخـاري ومسلـم يقبلان فقط الرواية التي فيـها تصريـح من سليمان التيمي بالسماع، ولكن إذا لـم يصرح سليمان بالسماع في روايـته، فإن البـخـاري ومسلم يـبـحـثان عن أي روايات من طرق أخرى لينظروا إذا ما كـانت تدعم كـلام سليمان التيمي. ولذلك ستلاحظ أن معظم روايات سليمان التيمي في الصـحـيحيـيـن مقرونة بطرق أخرى عن رواة آخرين.


وكمـا يقول الشافعي عن الـمدلس:

[ومن عرفناه دلّس مرة فقد أبان لنا عورته في روايـته]

ولذلك أنا أحـترس كثيراً من الـمدلس وخـاصةً إذا كـانت روايـته فيـها نكـارة في الـمتـن تـخـالف الإطار العام للديـن.


وأما مَن يحاولون أن ينسبوا أقوالاً مكذوبة إلى ابن عباس في تفسير آية: {والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم} ، فإن الإمام/ القاسم بن سلام روى في كتاب (فضائل القرآن) بأن ابن عباس لم يقل فيها شيئاً:

[حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ : أَمَا رَأَيْتَ ابْنَ عَبَّاسٍ حِينَ سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ سورة النساء آية 24 فَلَمْ يَقُلْ فِيهَا شَيْئًا ؟ فَقَالَ سَعِيدٌ: " كَانَ لا يَعْلَمُهَا ".]

_________________

ثم إنني أستعجب من اليهود والنصارى الذين يسيئون إلى الإسلام في حين أن كتابهم يأمرهم بقتل كل الذكور في الحرب ثم سبي كل النساء والأطفال وأخذ البهائم والغنائم والتمتع بها:

ورد في سف التثنية 20: 10- 14 ما يلي:

[حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح، فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك، فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويُستعبَد لك. وإن لم تسالمك، بل عملت معك حرباً، فحاصرها. وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف. وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة، كل غنيمتها، فتغتنمها لنفسك، وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك.] 

-------------------

إلى هنا ، أكون قد فندت الشبهة بالكامل

لا تنسوا نشر المقال أو نسخه

لا تنسونا من صالح دعائكم 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا
حقوق النشر © درب السعادة 🥀 جميع الـمواد متاحـة لك
x