مضمون الشبهة:
المسيحيون والملاحدة يسخرون من قصة الهدهد والنملة في القرآن ويقولون: كيف يمكن للنملة أو الهدهد أن يتكلموا بلغة الإنسان؟!-----------------------------------
الرد على هذه الشبهة السخيفة:
المسيحي دائماً يطعن في الكتاب المقدس بدون أن يشعر؛ فالكتاب المقدس نفسه قد ذكر العديد من قصص الحيوانات التي تكلمت بلغة الإنسان؛ فمثلاً:ورد في الكتاب المقدس أن الحية حيوان محتال بل إنها أكثر الحيوانات احتيالاً، وهي التي تحدثت مع حواء وخدعتها....
ورد في سفر التكوين - الأصحاح 3 ما يلي:
ولذلك لعن الربُ الحيةَ وجعلها تمشي على بطنها وتأكل التراب ، فقد ورد في النص رقم 14 ما يلي:
ورد في سفر التكوين - الأصحاح 3 ما يلي:
1- وكانت الحية أحيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الإله، فقالت الحية للمرأة: «أحقاً قال الله ألا تأكلا من كل شجر الجنة؟»
4- وقالت الحية للمرأة: «لن تموتا إن أكلتما من الشجرة بل الرب عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالرب عارفين الخير والشر».
ولذلك لعن الربُ الحيةَ وجعلها تمشي على بطنها وتأكل التراب ، فقد ورد في النص رقم 14 ما يلي:
[فقال الربُ الإلهُ للحية: «لأنك فعلت هذا، فأنت ملعونة من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية. وعلى بطنك تسعين وتراباً تأكلين كل أيام حياتك.]
فالرب عاقب الحيةَ؛ لأنها خبيثة ومحتالة، وهي التي تحدثت مع حواء وضحكت عليها.
* ولدينا أيضاً قصة الأتان التي كانت ملكاً لـ(بلعام) حيث أن تلك الأتان تحدثت مع بلعام، والأتان هي أنثى الحمار.
ورد في سِفر العدد- الأصحاح 22 - النص رقم 28، 30 ما يلي:
ففتح الرب فمَ الأتان، فقالت الأتانُ لبلعام: «ماذا صنعت بك حتى ضربتني الآن ثلاث دفعات؟ .... ألست أنا أتانك التي ركبت عليها منذ وجودك إلى هذا اليوم؟ هل تعودتُ أن أفعل بك هكذا؟»
وقد وردت قصة الحمار الناطق في العهد الجديد في (رسالة بطرس الثانية 2: 16) حيث ذكر العهد الجديد صراحةً أنها كانت تتكلم بصوت الإنسان.
فهذه الحيوانات في الكتاب المقدس كانت تتكلم بلغة الإنسان كما ذكر الكتاب المقدس...
فهل سيسخر المسيحي من كتابه الآن؟!
أما القرآن الكريم، فلم يذكر أن الهدهد أو النملة تكلموا بلغة الإنسان ، بل هذه الكائنات كانت تتواصل بأصوتها، ولم يُذكَر في القرآن أنها تحدثت بلغة الإنسان أصلاً.
والنبي سليمان نفسه هو مَن كان يفهم لغة هذه الكائنات كما ذكر القرآن في (سورة النمل 16) حيث علَّمه الله فهم لغة هذه الكائنات. وهذا الأمر يشبه دراسة علماء الحيوان للحيوانات حتى يفهموا لغتها وأساليب حياتها ، وليس معنى هذا أن الحيوانات هي مَن تتكلم بلغة هؤلاء العلماء.
وعلى فكرة، القرآن أصلاً لم يذكر أن النملة خاطبت سليمان بل النملة كانت تتواصل مع مجموعتها، ولذلك قالت: ﴿یَـا أَیُّهَا ٱلنَّمۡلُ﴾ ، ولم تقل: {يا سليمان}
وهناك نقظة أخيرة أود التنبيه عليها وهي: هل النمل يصدر صوت؟!
والإجابة : نعم ، فالنمل يصدر أصواتاً ويتواصل بها مع بعضه. وهذا الأمر أصبح معروفاً في المجال العلمي وستجده في العديد من المواقع العلمية والفيديوهات الأجنبية على الانترنت ، وإليك بعض المواقع العلمية التي تثبت ذلك:
*وهناك نقطة أخرى مهمة أيضاً وهي أن عبارة [قالت نملة] قد تشير أيضاً إلى تحريك النمل لأجزاء جسده من أجل التواصل ، وهذه طريقة من ضمن طرق النمل في التواصل مع بعضه.
في اللغة العربية: تُطلَق كلمة (قال) أيضاً على الإشارات الحركية لأجزاء الجسد من أجل التواصل مع الآخرين، ولذلك ورد مثلاً في معجم الغني ما يلي:
[قال برأسه: أي أشار به، وقال بيده: أي أهوى بها وأخذ]
- وقال الصحاري في كتاب (الإبانة في اللغة العربية) ١/١٣٦ ما يلي:
[قال برأسه، وقال بيده، إذا حرك رأسه وأومأ بيده]
- وقال الدكتور/ أحمد مختار عمر - في كتاب (معجم اللغة العربية المعاصرة) ٣/١٨٧٢ — ما يلي:
[قال بيده: أي أشار بها ، «قال برأسه»]
وذكر الدكتور اللغوي/ محمد حسن جبل - في كتاب (المعجم الاشتقاقي المؤصل) 4/ 1825 ما يلي:
[ولأن القول الصوتي دلالة على معنى في النفس ، استُعمل لفظه (القول) في إشارة غير الصوت إلى معنى وإن كان متخيّلاً مثل: «قالت له الطير تقدم راشدًا»، والمقصود أنه زجر الطير، فَسَنَحتْ، فتفاءل أَنّ قَصْده يتحقق فأقدم، فكأن الطير قالت له تقدم. و «قالت له العينان سمعًا وطاعةً»، و«امتلأَ الحوضُ وقال قَطني» ؛ أي لسان حاله. والعرب تجعل القول عبارة عن جميع الأفعال أي تعبّر به عنها وتُطلقه على غير الكلام واللسان فتقول: قال بيده؛ أي أخذ، وقال برجله؛ أى مشى.]
والخلاصة أن عبارة [قالت نملة] قد يكون المقصود منها أيضاً تحريك النملة لأجزاء جسدها من أجل التواصل مع مجموعتها.
بالإضافة إلى أنه بات معروفاً الآن بأن النمل له أصوات يتواصل بها مع بعضه.
ثم إنني أستعجب من الملحد الذي يسخر من قصة حديث الهدهد والنملة في حين أن الملحد نفسه يؤمن أن الطبيعة الغير عاقلة قد خلقت البكتيريا ثم جعلتها حيواناً يمتلك جهازاً عصبياً وأعضاءً حيويةً لإصدار الأصوات، ثم صار الحيوان في النهاية إنساناً يتحدث بكلمات بشرية!!!
________________________
إلى هنا أكون قد فندتُ الشبهة بالكامل
لا تنسوا نشر المقال أو نسخه
لا تنسونا من صالح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته