كثيراً ما يزعجنا الشيعة النواصب بالحديث عن أرض فدك ، ولكن هل تعلم أن علي بن أبي طالب نفسه قد رفض أخذ أرض فدك بحسب الكتب الشيعية...
يذكر عالم الشيعة/ الشريف المرتضى - في كتاب (الشافي في الإمامة) - الجزء الرابع - صفحة 76 ما يلي:
[فلما وصل الأمر إلى علي بن أبي طالب عليه السلام كُلِّمَ في رد فدك، فقال: إني لأستحي من الله أن أرد شيئاً مَنَعَ منه أبو بكر وأمضاه عمر.]
فهنا ☝، علي بن أبي طالب رفض أخذ أرض فدك واستحى من الله أن يأخذها، ولذلك نجد أن علي بن أبي طالب لم يأخذ الأرض أثناء خلافته بالرغم من قدرته على أخذها نظراً لكونه الأمير الحاكم في ذلك الوقت.
وكذلك ، الحسن بن علي لم يأخذ أرض فدك في أثناء خلافته ، ولا أخذها الحسين في أثناء خلافة أبيه وأخيه...
فالشيعة النواصب الذين يطالبون بـ (فدك) ، هم يخالفون الإمام (علي بن أبي طالب) ويخالفون الإمام الحسن ، ويريد الشيعة أن يفعلوا شيئاً لم يفعله علي ولا الحسن ولا الحسين...، ولذلك لجأ الشيعة النواصب إلى الطعن في (علي بن أبي طالب) ووصفوه بالعجز والخوف والجبن؛ لأنه لم يجرؤ على أخذ فدك بحسب دين الشيعة النواصب.
أما بالنسبة لأبي بكر، فإنه قام بتطبيق الوصية النبوية على ابنته عائشة أولاً، ولهذا نجد أن أبا بكر لم يقم بإعطاء فدك إلى ابنته عائشة بالرغم من أنها زوجة النبي.
وكذلك ، عمر بن الخطاب لم يقم بإعطاء أرض فدك لابنته حفصة بالرغم من أنها زوجة النبي أيضاً.
وكذلك معاوية بن أبي سفيان لم يقم بإعطاء أرض فدك لأخته رملة بنت أبي سفيان بالرغم من أنها زوجة النبي.
فهؤلاء الخلفاء الثلاثة لم يعطوا أرض فدك لزوجات النبي.
مع العلم أن هؤلاء النساء الثلاثة (عائشة وحفصة ورملة) عاشوا سنين طويلة بعد ممات النبي ، أما فاطمة فإنها لم تكن بحاجة ماسة إلى أرض فدك؛ نظراً لأنها ماتت بعد موت النبي بأيام قليلة حسبما يعتقد الشيعة بل إن زوجها (علي) كان ينفق عليها، أما زوجات النبي فإنهن أصبحت أرامل بلا زوج يعولهن.
والمضحك في الأمر أن الشيعة النواصب يؤمنون أن فاطمة والأئمة يعلمون الغيب بشكل مطلق ، ويؤمن الشيعة أن النبي بشَّر فاطمة بأنها ستموت بعده بأيام قليلة، ولكننا ننصدم حين نرى فاطمة تطمع في الحياة الدنيا وتتمسك بأرض فدك بالرغم من أنها ستموت في خلال أيام قليلة!
فهل هذا معقول؟!
دعني أعطيك مثالاً: افترض أنك محكوم عليك بالإعدام وسيُطبق عليك الإعدام في خلال شهرين ، فهل ستتمسك بملذات الحياة الدنيا، وهل ستتطالب بالميراث والمال أم أنك ستقضي ما تبقى من عمرك في العمل الصالح والصلاة ولن تشغل بالك بالأراضي والممتلكات؟!
أيهما ستتختار؟!
المؤمن العاقل سيقضي ما تبقى من عمره في انتهاز كل لحظة في الصلاة والعبادة لكننا نرى فاطمة بحسب الدين الشيعي تتمسك بأرض فدك وتقضى ساعات في المطالبة بها بالرغم من أنها تعلم الغيب بحسب الدين الشيعي وتعلم أنها ستموت بعد أيام وتعلم أنه لا فائدة من المطالبة بهذه الأرض لأنها لن تأخذها في النهاية....
بل الأدهى من ذلك أن الدين الشيعي نفسه ينص أصلاً على أن المرأة ليس لها الحق في ميراث الأراضي والعقارات، ولذلك ذكر شيخ الشيعة/ الكليني في كتابه (الكافي) فصلاً كاملاً بعنوان أن المرأة لا ترث شيئاً من العقار...، وإليك روايات الكافي:
ورد في كتاب (الكافي) - الجزء 7 - صفحة 127 ما يلي:
[* عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن محمد بن حمران، عن زرارة عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: النساء لا يرثن من الأرض ولا من العقار شيئاً (الأرض والضِياع الدار).
* عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل، عن زرارة، ومحمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لا ترث النساء من عقار الأرض شيئاً.
* وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن زرارة، ومحمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا ترث النساء من عقار الدور شيئاً.
* وعن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن عمه جعفر بن سماعة، عن مثنى عن عبد الملك بن أعين، عن أحدهما عليهم السلام قال: ليس للنساء من الدور والعقار شئ.
* وعن محمد بن أبي عبد الله، عن معاوية بن حكيم، عن علي بن الحسن بن رباط، عن مثنى عن يزيد الصائغ قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن النساء لا يرثن من رباع الأرض.
* وعن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن الحكم، عن أبان الأحمر قال: لا أعلمه إلا عن ميسر بياع الزطي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن النساء ما لهن من الميراث؟ قال: لهن قمية الطوب والبناء والخشب والقصب، وأما الأرض والعقارات فلا ميراث لهن فيها.]
فهذه عدة روايات في أصح كتب الشيعة (الكافي) حيث يؤكد أئمة الشيعة بأن المرأة لا ترث شيئاً من الأرض أو العقار أبداً.
بل الأدهى من ذلك أن إمام الشيعة يهدد بأنه يضرب بالسوط ويقتل بالسيف كل مَن يعطي المرأة ميراثاً من الأرض، ولذلك يذكر الكليني في نفس الباب هذه الرواية التالية:
[عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن يحيى الحلبي، عن شعيب، عن يزيد الصائغ قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن النساء هل يرثن الأرض؟ فقال: لا ولكن يرثن قيمة البناء، قال: قلت فإن الناس لا يرضون بذا، فقال: إذا ولينا فلم يرضوا ضربناهم بالسوط فإن لم يستقيموا ضربناهم بالسيف.]
إذن ، بحسب الرواية السابقة ، فإن أبا بكر أو عمر لو كان ضربوا فاطمة بالسوط أو السيف لكانوا محقين فيما يفعلونه؛ لأن فاطمة تخالف وصية إمام الشيعة وتريد أن تأخذ ميراثاً من أرض فدك.
بل الأدهى من ذلك أن كتب الشيعة نفسها تشير إلى الأنبياء لا يورِّثون أحداً في الممتلكات المالية والمادية.
فقد روى الكليني في كتاب (الكافي) - الجزء الأول - صفحة 34 ما يلي:
[باب ثواب العالم والمتعلم : عن محمد بن الحسن وعلي بن محمد، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعاً، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن عبد الله بن ميمون القداح، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن القداح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:.... وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورِّثوا ديناراً ولا درهماً ولكن ورَّثوا العلم فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر.]
فالأنبياء بحسب الدين الشيعي لا يتركون ميراثاً مادياً بل يتركون فقط العلم للعلماء.
وأما بالنسبة للشيعة الذين يتحججون بأن القرآن تكلم عن النبي سليمان وكيف أنه وَرِثَ أباه داود ...حيث ورد في الآية القرآنية ما يلي:
﴿وَوَرِثَ سُلَیۡمَـانُ دَاوُۥدَۖ وَقَالَ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ عُلِّمۡنَا مَنطِقَ ٱلطَّیۡرِ وَأُوتِینَا مِن كُلِّ شَیۡءٍۖ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلۡفَضۡلُ ٱلۡمُبِینُ﴾ [النمل ١٦]
وأنا أرد على الشيعة وأقول:
الآية السابقة تتكلم عن نبي رجل قد ورث أباه الرجل ، لكن فاطمة كانت امرأة أصلاً، والدين الشيعي لا يعطي المرأة ميراثاً من الأرض كما وضحنا من خلال مرويات الشيعة.
فماذا سيفعل الشيعة المرقعين الآن؟!
----------------------
لا تنسوا نشر المقال أو نسخه
لا تنسونا من صالح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته