ما معنى ميقات ومواقيت في القرآن الكريم - وما معنى آية: {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج} - وما معنى آية: {واختار موسى قومه سبعين رجلاً لميقاتنا}

معنى مواقيت الحج ولماذا سميت بهذا الاسم - معنى ميقاتنا في آية {واختار موسى قومه سبعين رجلاً لميقاتنا} - معنى آية {ولما جاء موسى لميقاتنا}

 مضمون الشبـهة:

يحاول منكرو السُنة الكفار أن يتلاعبوا بالشعائر الإسلامية من خلال تغيير أوقاتها ، بل إن منهم مَن يريد أن يتخذ الشهور الشمسية بدلاً من القمرية كميقات للشعائر الإسلامية مثل الصوم والزكاة والحج!!

------------------------------------

الرد على هذه الشبهة السخيفة:

أولاً:

 الله في القرآن الكريم قد أخبرنا أن الشهور القمرية هي الأساس في تحديد مواقيت الناس والحج حيث يقول الله تعالى:

﴿۞ یَسۡـألُونَكَ عَنِ ٱلۡأَهِلَّةِ قُلۡ هِیَ مَوَاقِیتُ لِلنَّاسِ وَٱلۡحَجِّ﴾ [البقرة ١٨٩]


و(الأهلة) هي جمع كلمة (هلال)، والهلال يظهر عند بداية كل شهر قمري؛ لكي يفصل بين الشهور وبعضها؛ وبالتالي سنعرف الشهور، ونعرف الأشهر الحُرم، ونعرف أشهر الحج ، ونعرف شهر رمضان.

فالآية واضحة وصريحة في تحديد المواقيت بالهلال ، ولا نحتاج إلى تخاريف منكري السُنة الكفار الذين يعبدون الغرب، ويطبقون مخططاته الشيطانية، ويحرفون معاني القرآن الكريم حسب مزاجهم ومزاج الغربيين.


ثانياً:

في القرآن الكريم، ستجد أن الله استخدم كلمة (ميقات) بمعنى شيء يحدد الوقت أو شيء يرتبط بوقت معين، فمثلاً:

قال الله تعالى:

﴿فَجُمِعَ ٱلسَّحَرَةُ لِمِیقَـاتِ یَوۡمࣲ مَّعۡلُومࣲ﴾ [الشعراء ٣٨]

﴿إِنَّ یَوۡمَ ٱلۡفَصۡلِ مِیقَـاتُهُمۡ أَجۡمَعِینَ﴾ [الدخان ٤٠]

﴿لَمَجۡمُوعُونَ إِلَىٰ مِیقَـاتِ یَوۡمࣲ مَّعۡلُومࣲ﴾ [الواقعة ٥٠]

﴿إِنَّ یَوۡمَ ٱلۡفَصۡلِ كَانَ مِیقَـاتࣰا﴾ [النبأ ١٧]


ثالثاً:

بعض منكري السُنة يسألون ويقولون: ما معنى الميقات المذكور في قول الله تعالى:

 ﴿وَلَمَّا جَاۤءَ مُوسَىٰ لِمِیقَـاتِنَا وَكَلَّمَهُۥ رَبُّهُۥ قَالَ رَبِّ أَرِنِیۤ أَنظُرۡ إِلَیۡكَ قَالَ لَن تَرَانِی﴾ [الأعراف ١٤٣]


وأنا أرد على هذا السؤال البسيط وأقول:

لو كان منكرو السُنة قرأوا الآية في سياقها وقرأوا الآية التي تسبقها، لكانوا عرفوا معنى الميقات المذكور في الآية.

يقول الله تعالى في الآية رقم ١٤٢ من سورة الأعراف:

﴿۞ وَوَ اعَدۡنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِینَ لَیۡلَةࣰ وَأَتۡمَمۡنَـاهَا بِعَشۡرࣲ فَتَمَّ مِیقَـاتُ رَبِّهِۦۤ أَرۡبَعِینَ لَیۡلَةࣰ وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِیهِ هَـارُونَ ٱخۡلُفۡنِی فِی قَوۡمِی وَأَصۡلِحۡ وَلَا تَتَّبِعۡ سَبِیلَ ٱلۡمُفۡسِدِینَ﴾ [الأعراف ١٤٢]

فكلمة (ميقات) هنا تعنى الوقت المحدد الذي حدده الله لموسى بعد الأربعين ليلة.

واللام في كلمة (لميقاتنا) هي لام الوقت أو لام التوقيت، وتعنى (حين) كما هو معروف في علم النحو. وقد ورد هذا النوع من اللام في عدة آيات في القرآن مثل اللام في كلمة (لِدُلوك) أي عند دُلوك الشمس. 

قال الله تعالى:

 ﴿أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِدُلُوكِ ٱلشَّمۡسِ إِلَىٰ غَسَقِ ٱلَّیۡلِ وَقُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِ إِنَّ قُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِ كَانَ مَشۡهُودࣰا﴾ [الإسراء ٧٨]

فالنبي موسى جاء عند الميعاد المحدد له، ولذلك ذكر القرآن عبارة: ﴿وَلَمَّا جَاۤءَ مُوسَىٰ لِمِیقَـاتِنَا


وكذلك ورد في قول الله تعالى:

﴿وَٱخۡتَارَ مُوسَىٰ قَوۡمَهُۥ سَبۡعِینَ رَجُلࣰا لِّمِیقَـاتِنَا﴾ [الأعراف ١٥٥]

والمقصود من الميقات في الآية السابقة هو الوقت الذي حدَّده الله لكي يأتي السبعون رجلاً إليه.

* ورد في التفسير الميسر ما يلي:

[﴿وَٱخۡتَارَ مُوسَىٰ قَوۡمَهُۥ سَبۡعِینَ رَجُلࣰا لِّمِیقَـاتِنَا﴾ ؛ أي اختار موسى من قومه سبعين رجلًا مِن خيارهم، وخرج بهم إلى طور «سيناء» للوقت والأجل الذي واعده الله أن يلقاه فيه بهم 


* وورد في كتاب (أيسر التفاسير) ما يلي:

[لميقاتنا: أي للوقت الذي حددناه ليأتينا مع سبعين رجلاً.]


رابعاً:

أحد منكري السُنة استدل بأماكن (ذو الحُلَيفة ، الجُحفة ، قرن المنازل ، وادي محرم ، يَلَملَم ، ذات عِرق) والتي تُسمى أيضاً بـمواقيت الحج ، ثم تساءل هذا النكراني قائلاً: لماذا سُميت هذه الأماكن بمواقيت الحج أيضاً؟!


وأنا أرد على هذا السؤال البسيط وأقول:

سُميت هذه الأماكن بالمواقيت؛ لأنها تحدد الوقت الذي يبدأ فيه المحرم بالإحرام ؛ فالوقت الذي يمر فيه المحرم بهذه الأماكن يبدأ الإحرام في هذا الوقت. والإحرام هو أول أركان الحج.

ومن هنا ، يتضح أن كلمة (ميقات) تعني تحديد الوقت أو ما يرتبط بالوقت.


خامساً:

منكرو السُنة الكفار يريدون تحطيم الإسلام والتلاعب بتشريعاته، ولهذا ستجد منكري السنة يخترعون توقيتات جديدة كل فترة ؛ فمثلاً: 

في هذا العام (2024م) رأيتُ أحد النكرانيين الكفار يأمر أتباعه ببدء الصيام في إحدى أيام شهر أكتوبر بالرغم من أن شهر رمضان كان قد انقضى قبل ذلك بمدة.

وفي هذا العام (2024م) ، رأيتُ واحداً آخر من النكرانيين الكفار يزعم أن يوم 21 ديسمبر هو اليوم الوحيد الذي يجب أن يبدأ فيه المسلم بالصيام ، وكان هذا النكراني القذر ينقل من تفاهات الوثنيين القدماء بدلاً من أن يستشهد بالقرآن الكريم والسُنة النبوية.


وهذا هو الواقع الذي نراه أمام أعيينا من هؤلاء النكرانيين. ولك أن تعلم أن معظم النكرانيين عبارة عن ملاحدة في الباطن بل إن منهم يهوداً ومسيحيين وعلويين ودروز يتسترون بحسابات وهمية لخداع المسلمين. ومنهم مَن يُنشئ أكثر من حساب إلكتروني لملأ الانترنت بضلالاته وإيهام المسلمين.


والأغرب من جميع ما سبق أن منكري السُنة جاهلون باللغة العربية بل إن منهم مَن يطعن في اللغة العربية لكي يستر فضيحة جهله بالعربية ولكي يشكك الناس في لغة القرآن الكريم.

_____________________

إلى هنا ، أكون قد فندت الشبهة بالكامل

لا تنسوا نشر المقال أو نسخه

لا تنسونا من صالح دعائكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا
حقوق النشر © درب السعادة 🥀 جميع الـمواد متاحـة لك
x