الرد على شبهة وجود تناقض بين آية {ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون} وبين حديث [لا يدخل أحد الجنة بعمله]

الرد على شبهة ادعاء وجود تناقض بين آية {ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون} وبين حديث [لا يدخل الجنة أحد بعمله] * هل العبد يدخل الجنة بعمله أم برحمة الله

مضمون الشبهة:

يزعم منكرو السنة أن هناك تناقضاً بين القرآن والسُنة النبوية حيث يزعمون أن القرآن أكد على دخول المؤمنين إلى الجنة بفضل أعمالهم ، أما السُنة النبوية فتشير إلى أنه لن يدخل أحدٌ الجنةَ بفضل عمله. ويقارن منكرو السُنة بين الآية والحديث التاليين:
* آية: ﴿ٱلَّذِینَ تَتَوَفَّاهُمُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ طَیِّبِینَ یَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَیۡكُمُ ٱدۡخُلُوا۟ ٱلۡجَنَّةَ بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ [النحل ٣٢]
* وحديث: [قال رسول الله: لا يدخل الجنة أحد بعمله]
-----------------------------------

الرد على هذه الشبهة السخيفة:

أولاً: 
الشخص الذي طرح هذه الشبهة قد اقتطع حديث النبي من سياقه ؛ فالنبي لم يقل أن العمل الصالح لن يُدخِل صاحبه الجنة أبداً بل النبي قال أن العمل الصالح سيُدخِل صاحبه الجنة وهذا بعد أن يرحمه الله، ولذلك عندما نكمل قراءة الحديث سنجده يقول:
[عن أبي هريرة عن النبي أنه قال: «لا يدخل الجنة أحد بعمله ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بفضل».] 

وورد الحديث أيضاً هكذا: [عَنِ النَّبِيِّ قال: «لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَحَدُكُمْ بِعَمَلٍ وَلا أَنَا إِلا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي بِرَحْمَتِهِ»]

فالحديث النبوي السابق فيه أسلوب نفي واستثناء بـــ(لا ، إلا)، والحديث يعني أن المؤمن سيدخل الجنة بعمله الصالح بعد أن يتغمده الله بالرحمة والفضل. وبالتالي لا يوجد أي تناقض بين القرآن والسُنة النبوية.
وهذا الأسلوب اللغوي يشبه عندما أقول لك: [علاء لم يحصل على الشهادة إلا بعد أن نجح] ؛ أي أن علاء حصل الشهادة بعد أن نجح. 

وعلى فكرة ، القرآن الكريم نفسه قد أشار إلى هذه النقطة حيث يقول الله تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} {النساء:83}
وقال الله تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} {النور:21}.
وقال الله تعالى: {مَّن یُصۡرَفۡ عَنۡهُ یَوۡمَىِٕذࣲ فَقَدۡ رَحِمَهُۥۚ وَذَ ٰ⁠لِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡمُبِینُ} [الأنعام ١٦]

فرحمة الله وفضله هي التي توفق العبد لعمل الصالحات. وبعد أن يرحمنا الله يوم القيامة فإن المؤمن يدخل الجنة ويتدرج فيها بحسب عمله الصالح.

والنبي نفسه قد أمر بالعمل الصالح من أجل الجنة ، ولذلك ورد في صحيح البخاري ما يلي:
[حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ وَمَنْصُورٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ ﵁ قَالَ: «كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فِي جِنَازَةٍ، فَجَعَلَ يَنْكُتُ الْأَرْضَ بِعُودٍ، فَقَالَ: لَيْسَ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ فُرِغَ مِنْ مَقْعَدِهِ مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَقَالُوا: أَفَلَا نَتَّكِلُ؟ - قَالَ: اعْمَلُوا، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى﴾ الْآيَةَ.» ]

فالخلاصة أنه لا يوجد تناقض بين الآية والحديث بل إن منكري السُنة الكفار هم مَن يخدعون الناس ويكفرون بالقرآن وبكلام النبي، ويقتطعون العبارات من سياقها لكي يضلوا الناس.
-------------------------------------------
إلى هنا ، أكون قد فندت الشبهة بالكامل
لا تنسوا نشر المقال أو نسخه
لا تنسونا من صالح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا
حقوق النشر © درب السعادة 🥀 جميع الـمواد متاحـة لك
x