مضمون الشبـهة:
أحد الصوفية الوثنيين يكذب على القرآن محاولاً أن يبرر عقيدته الصوفية الوثنية القائمة على الاستغاثة بالأموات المتعفنين في القبور.
وقد استدل هذا الصوفي الوثني بآية:
﴿وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَ اهِـۧمُ رَبِّ أَرِنِی كَیۡفَ تُحۡیِ ٱلۡمَوۡتَىٰ قَالَ أَوَلَمۡ تُؤۡمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّیَطۡمَىِٕنَّ قَلۡبِی قَالَ فَخُذۡ أَرۡبَعَةࣰ مِّنَ ٱلطَّیۡرِ فَصُرۡهُنَّ إِلَیۡكَ ثُمَّ ٱجۡعَلۡ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلࣲ مِّنۡهُنَّ جُزۡءࣰا ثُمَّ ٱدۡعُهُنَّ یَأۡتِینَكَ سَعۡیࣰا وَٱعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ عَزِیزٌ حَكِیمࣱ﴾ [البقرة ٢٦٠]
ويقول هذا الصوفي الوثني أنه يباح طلب الموتى والاستغاثة بهم بحجة أن النبي إبراهيم طلب من الطير الميتة أن تأتي!!!!
الرد على أكاذيب هذا الصوفي المخرف الكذاب:
أولاً:
مشكلة الصوفيين الوثنيين أنهم يبيحون لأنفسهم تحريف القرآن وتحريف كلام النبي من أجل تبرير شركهم بل إن الصوفي تجده من أغبى الناس في الحوار؛ ولذلك لا تتعجب عندما تجدهم يفعلون حركات بهلوانية جنونية في مجالسهم، فهذا هو حالهم.
ثانياً:
الآية التي يستدل بها هذا الصوفي الوثني ليس لها علاقة بما يفعله الصوفية ؛ فالصوفية الوثنيون يستغثيون بالموتى في القبور ويطلبون منهم المساعدة والمدد والشفاء والرزق وتيسير الحال وغير ذلك من الأمور.... ، أما في قصة إبراهيم، فإن إبراهيم لم يستغث بالطير الميتة ولا طلب المساعدة منهن ولا طلب منها الرزق ولا المدد ، وبالتالي من السخافة أن يستدل الصوفي الوثني بهذه الآية.
بل إنك حين تقرأ سياق الآيات ستجد أن الهدف من قصة إبراهيم مع الطير هو أن يرى طريقة إعادة إحياء الموتى وليس أن يطلب منهم المدد، ولذلك ذكر القرآن:
﴿وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَ اهِـۧمُ رَبِّ أَرِنِی كَیۡفَ تُحۡیِ ٱلۡمَوۡتَىٰ﴾
ثم إن كلمة (ادعهن) في الآية هي صيغة أمر حيث أن إبراهيم يأمر الطير أن تأتي إليه ، فما علاقة ذلك بما يفعله الصوفية الوثنيون حين يطلبون الرزق والمدد والمساعدة من جثث موتاهم ويتذللون للموتى ويقدمون القرابين للموتى من أجل المدد؟!
ثم إن الآية ليس فيها أن إبراهيم نادى الطيور أثناء موتها ، ولم تذكر الآية ذلك صراحةً بل كل ما ذكرته الآية هو مجيء الطير إلى النبي إبراهيم بعد أن نادها، ولذلك ذكر القرآن:{ثُمَّ ٱدۡعُهُنَّ یَأۡتِینَكَ سَعۡیࣰا} ، ولم تقل الآية: {ثم ادعهن فيقوموا من الموت}
ولهذا قد يكون معنى الآية بالكامل أن إبراهيم ذبح الطيور ثم وضعها على الجبال ثم أحيا الله الطير الميتة أمام إبراهيم، ثم نادى إبراهيم على تلك الطيور فجاءت إليه ليراها وهي تتحرك. وهنا قد يكون إبراهيم نادى على الطير بعد أن أحياها الله من الموت وليس وهي ميتة.
فالآية ليس فيها دليل صريح على أن إبراهيم نادى على الطيور وهي ميتة بل قد يكون الله أحياها على الجبل قبل أن ينادي إبراهيم عليها ثم نادى إبراهيم عليها فجاءت له ليرى إبراهيم أنها فعلاً تتحرك الآن بعد أن أحياها الله له.
فالآية تتكلم عن ثلاثة أشياء وهما: رجوع أشلاء الطائر المقطعة إلى جثة واحدة متماسكة ، ثم تدب الحياة في جثة الطائر ثم يتحرك الطائر ويذهب إلى النبي إبراهيم .
وإذا كان الصوفية الوثنيون يتحججون بقصة النبي إبراهيم لكي يبرروا الاستغاثة بالأموات، إذن لماذا لا يجلب الصوفية فرخة ميتة (طير) ويستغيثون بها ويطلبون المدد منها؟!
إما أن يفعل الصوفية ذلك وإما أن يعلموا أنهم يحرفون قصة النبي إبراهيم على مزاجهم؛ لكي يبيحوا لأنفسهم الاستغاثة بالأموات المتعفنين.
ثم إنه في قصة إبراهيم نلاحظ أن الطير قام من الموت ، أما عند الصوفية الوثنيين فإن موتاهم لا يقومون من الموت أصلاً مهما استغاث بهم الصوفية الوثنيون ولا يفعلون لهم أي شيء.
ثالثاً:
النبي إبراهيم عندما نادى على الطير فإنه لم يقصد الاستغاثة بها؛ فالطير لا تعقل لغة الإنسان ولن تفهم لغة إبراهيم أصلاً. بالإضافة إلى أن الطير ميتة وجثثها مقطعة ولن تسمع إبراهيم أصلاً.
بل حتى لو افترضنا أن الطير تسمع إبراهيم وتفهم لغته ، فإن الطير ليس بمقدوره إحياء نفسه بنفسه....
ونداء إبراهيم على الطير تم بأمر الله تعالى وبواسطته؛ فالله هو مَن أرسل له الطيور وهو مَن يسخر الكائنات لأنبيائه. ونداء إبراهيم للطيور هو من باب تسخير الله لتلك الكائنات، وهذا يشبه نداء الرجل على فرسه أو كلبه...
ثم إن كلمة (ادعهن) ليست شرطاً على أن الميت يحقق المدد والرزق لمن يستغيث به ، فقد ورد في القرآن الكريم عدة آيات فيها استنكار على الكفار حينما يدعون آلهتهم الميتة من أجل الإغاثة والمدد....
يقول الله تعالى:
﴿قُلِ ٱدۡعُوا۟ ٱلَّذِینَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ لَا یَمۡلِكُونَ مِثۡقَالَ ذَرَّةࣲ فِی ٱلسَّمَـاوَ اتِ وَلَا فِی ٱلۡأَرۡضِ وَمَا لَهُمۡ فِیهِمَا مِن شِرۡكࣲ وَمَا لَهُۥ مِنۡهُم مِّن ظَهِیرࣲ﴾ [سبأ ٢٢]
وقال الله تعالى:
﴿قُلِ ٱدۡعُوا۟ ٱلَّذِینَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِهِۦ فَلَا یَمۡلِكُونَ كَشۡفَ ٱلضُّرِّ عَنكُمۡ وَلَا تَحۡوِیلًا﴾ [الإسراء ٥٦]
وقال الله تعالى:
﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ عِبَادٌ أَمۡثَالُكُمۡ فَٱدۡعُوهُمۡ فَلۡیَسۡتَجِیبُوا۟ لَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَـادِقِینَ﴾ [الأعراف ١٩٤]
وهنا يذكرنا اللهُ بأنه ليس كل ما يُدعَى يستجيب...
وأخيراً: أيها الصوفي ، هيا اترك الدين الصوفي الوثني ، وتعال اعتنق الإسلام فالإسلام هو طريق النجاة يوم القيامة.
___________________
إلى ، هنا أكون قد فندت الشبهة بالكامل
لا تنسوا نشر المقال أو نسخه
لا تنسونا من صالح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته