ما هي حقيقة كفن تورينو : هل هو كفن يسوع فعلاً أم أنه مزيف The Shroud of Turin

هل كفن تورينو حقيقي، وهل تم تكفين جثة يسوع فيه وهل هناك أدلة على أن هذا الكفن حقيقي ، وهل هذا الكفن يتطابق مع مواصفات الكتاب المقدس * الرد على كفن

مـقـدمـة:

كثيراً ما سمعنا عن (كفن تورينو) الذي يزعم المسيحيون أن جـثـة المسيح قد وُضعت فيه بعد صلبه؛ ولهذا يعتبره المسيحيون علامة على صـلـب المسيح بل ويزعم المسيحيون أن هذا الكفن قد انطبعت عليه صورة يسوع أثناء وجوده بداخله.

 ولذا كان من الواجب علينا أن نرد على تلك الكـذبـة التي اخترعها المحتالون لعوام المسيحيين حتى يحاولوا إقناعهم بعقيدة الصـلـب الهشة.

___________

الموضوع:

في البداية ، أود أن أقول أن (كفن تورينو) ليس أول كفن يُروَج له بالشائعات والأكاذيب بل لقد كانت هناك شخصيات محتالـة على مر التاريخ وكانت تقوم بتزييف أكفان عليها دماء، ثم تنسب تلك الأكفان والدماء إلى المسيح ، وتعالوا نأخذ مثالاً على ذلك:

في عام 1353م ، قام المسيحيون -لأول مرة- بفبركة كفن ونسبوا هذا الكفن إلى المسيح نفسه ، وهذه الحادثة الاحتيالية تمت على أيدي عائلة (مارجريت دي شارنيه) ، والذين هم من فرسان الهيكل ، ومكان الحادثة هو مدينة (ليري) بفرنسا. ولقد انتشرت حينها شائعات حول هذا الكفن المفبرك ، وللأسف لقد صدَّق المسيحيون البسطاء هذه الشائعات لفترة طويلة بل وجاءوا من كل مكان للتبرك بهذا الكفن المفبرك. وكانت عائلة (مارجريت) تجني ثروة كبيرة من وراء هذا الكفن المفبرك إلى أن تم شكوتهم إلى البابا بعد التأكد من كون ذلك عبارة عن عملية احتيالية ، فقام كبير عائلة (سافورا) بأخذ الكفن ولم يظهر هذا الكفن حتى الآن.

وهذا الاحتيال كان معتاداً عليه في تلك العصور وحتى الآن ؛ فهناك من الكهنة والمسيحيين مَن يقوم بتلفيق بقايا وآثار ثم ينسبونها إلى المسيح أو أحد الرسل أو واحد من القديسين. وكل هذا من أجل جذب السياح المسيحيين والانتفاع من أموالهم ، ولذلك ستسمع شائعات بين الحين والآخر عما يُعرَف مثلاً بــ (شعرة من جسد يوحنا المعمدان) أو رأس القديس (يوحنا ذهبي الفم) أو قطعة خشب من صليب المسيح وهكذا....

وليتني أعرف كيف عرف المسيحيون أن تلك الشعرة مثلاً تعود إلى يوحنا المعمدان؟!

والآن تعالوا نرجع لموضوعنا الأساسي أو بالأصح دعونا نعود إلى عام 1578م ، وفي هذا العام تم تلفيق وفبركة وتزييف كفن آخر في مدينة تورينو بإيطاليا. وكالعادة ، تمت نسبة هذا الكفن إلى المسيح. وهذا الكفن هو الكفن المعروف حالياً بــ (كفن تورينو) ، والذي يتباهى به المسيحيون الآن... 

وطبعاً ، نحن سنثبت لكم أن (كفن تورينو) عبارة عن خرافة من خلال النقاط التالية:

أولاً:

هذا الكفن ظهر فجأةً عام 1578م ، فأين كان هذا الكفن قبل ذلك العام ، وكيف انتقل ذلك الكفن من فلسطين إلى إيطاليا ، ومَن الذي نقله ، وهل الذي نقله شخص أمين ، ولماذا ظل الكفن مخفياً كل هذه السنين والقرون؟!

طبعاً ، أنت لن تجد إجابةً واضحةً على الأسئلة السابقة بل كل ما ستجده هو مجرد شائعات وأقاويل وتخمينات لا دليل موثَّق عليها. بالإضافة إلى أننا قلنا من قبل أنه كان هناك العديد من الأكفان المزيفة ، فيا تُرى عن أي الأكفان تتحدث تلك الشائعات والأقاويل؟!

بل إنك ستجد فرضيات من رجال اللاهوت المسيحي لمحاولة الرد على الأسئلة السابقة ، وكلها بلا دليل مبين.


ثانياً:

 كانت الكنيسة الكاثوليكية تمنع العلماء من فحص هذا الكفن ، ولكن في النهاية قام العلماء بفحص هذا الكفن ، وكانت هناك عدة أبحاث وفحوصات لهذا الكفن ، ومن بينهم ذلك الفحص الذي تمَّ عام 1987م ؛ حيث تم فحص ذلك الكفن بالكربون المشع C14 في ثلاثة معامل مختلفة بسويسرا وأمريكا وإنجلترا (المعهد السويسري الفيدرالي التقني - جامعة أريزونا - جامعة أوكسفورد) ، وكانت النتائج التقريبية للعينة المفحوصة هي أن ذلك الكفن يعود إلى عام 1390م تقريباً بحسب تقرير جامعة أكسفورد ، أما جامعة أريزونا فأشارت إلى أن الكفن يعود إلى عام 1260م تقريباً ، في حين أشار المعهد السويسري إلى أن تاريخ الكفن يعود لعام 1340م تقريياً...

إذن يتضح أن ذلك الكفن لا يعود إلى عصر المسيح بل يرجع تاريخه إلى عصور متأخرة لا تمت للمسيح بصلة.


ثالثاً:

- ما هو الدليل الصريح الصحيح على أن ذلك الكفن يعود للمسيح دون غيره؟!

- هناك آلاف الناس الذين ماتوا وتم تكفينهم على مدى الزمان بل إن الكتاب المقدس يأمر بتكفين الميت؛ حيث ورد في سِفر (يشوع بن سيراخ 38: 16) ما يلي:

[يا بني، اذرف الدموع على الميت، واشرع في النياحة على ما يليق بذي مصيبة شديدة، وكفِّن جسده كما يحق، ولا تتهاون بدفنه.]

إذن الكتاب المقدس يأمر بتكفين الميت ، ولذلك ستجد هناك آلاف الجثث المُكفَنة ، وبالتالي لا يستطيع أحد أن يجزم بأن كفن تورينو يعود للمسيح نفسه دون غيره.

ومن الجدير بالذكر هو أنني رأيت بعض المسيحيين يحاولون إثبات أن ذلك الكفن يعود للمسيح من خلال زعمهم أن الكفن تظهر عليه آثار دم وجروح في اليدين والرجلين بحيث تُبيِن الآثار أن صاحب الكفن كان مضروباً ومصلوباً مما يتطابق مع حالة المسيح أثناء الصلب..... ، وأنا أرد على هذا الكلام وأقول:

يا مسيحيين ، ما تقولونه ليس دليلاً كافياً ولا لا لا يجزم بأن الكفن يعود للمسيح دون غيره ؛ لأن هناك الكثير من الأشخاص الذين ضُــربــوا وجُـرحـوا وصُـلـبـوا ، فمثلاً: كان هناك مجرمين تم صـلبهما بجانب يسوع ، وقد نزلت الدماء من أجسادهم بسبب الجروح حيث يقول الكتاب المقدس:

إنجيل مرقس 15: 27 ما يلي:

[وصلبوا معه لصين، واحداً عن يمينه وآخر عن يساره.]


وهناك العديد من الأشخاص الآخرين ، ولكننا لا نريد الإطالة ، فمن أين عرفتم بأن هذا الكفن يعود للمسيح دون غيره؟!


رابعاً:

 مواصفات كفن تورينو تخالف المواصفات التي يذكرها الكتاب المقدس، فمثلاً:

ورد في إنجيل يوحنا 19: 40 ما يلي:

[فأخذا جسد يسوع، ولفَّاه بأكفان مع الأطياب، كما لليـهـود عادة أن يكفنوا.]


ويقول القمص انطونيوس فكري في تفسير للنص السابق ما يلي:

[وعادة اليـهـود في التكفين هي بغمس شاش (كتان) في العطور ولف الرجلين، كل رجل وحدها ثم الصدر، ثم اليدين كل يد وحدها. ويوضع منديل على الرأس]

إذن من خلال الاقتباسات السابقة ⁦☝️⁩ وغيرها من النصوص نجد أن كل جزء من جسد يسوع كان ملفوفاً بعدة أكفان منفصلة كلاً على حدة وليس بكفن واحد، فكل يد لها كفن منفصل، وكل رِجل لها كفن منفصل، والصدر له كفن...وهكذا. وهذا يدل على زيف كفن تورينو الذي هو قطعة واحدة فقط تغطي كل أجزاء الجسم على السواء. 


وقد تنبه الأب المسيحي/ متَّى المسكين إلى هذه النقطة، ولذلك يقول في كتابه (شرح إنجيل يوحنا | صفحة 1246) ما يلي:

[هكذا يأتي تقليد القديس يوحنا في التكفين مخيباً لآمال الذين يأخذون بقصة اكتشاف كفن تورين المنطبع عليه صورة جسد المسيح ووجهه.] 


خامساً:

المسيحيون يزعمون أن وجه يسوع قد ترك أثراً وانطباعاً في الكفن مما جعل الباحثين يتمكنون من معرفة شكل يسوع .... ، وأنا أرد على هذا الكلام الســاذج وأقول:

* هذا الأمر مخالف للكتاب المقدس؛ لأن الكتاب المقدس يقول أن وجه يسوع كان مغطى بمنديل ، وبالتالي فإن المنديل سيحجب ويعزل معالم وجه يسوع عن الكفن أو عن أي شئ آخر حيث يقول الكتاب المقدس:

ورد في إنجيل يوحنا 20: 7 ما يلي:

[والمنديل الذي كان على رأسه ليس موضوعاً مع الأكفان، بل ملفوفاً في موضع وحده.]

إذن من خلال النص السابق ⁦☝️⁩ نجد أنه كان من المفترض أن يُطبَع شكل يسوع على المنديل نفسه وليس على كفن تورينو المزعوم.

بالإضافة إلى أننا عندما نفحص الكفن فإننا لا لا لا نعثر على الشكل الجانبي ليسوع، فمثلاً: لو كان يسوع قد مات وتم لف هذا الكفن حوله ، فإنه كان من المفترض أن تنتطبع صورة جوانب يسوع ، ولكننا في الحقيقة لم نجد جوانب يسوع على الكفن ؛ فنحن لم نجد صورة الأذن مثلاً!!!


سادساً:

المسيحيون يزعمون أن الكفن تظهر عليه آثار دماء ليسوع ..... ، وأنا أرد على هذا الكلام وأقول:

 * وجود آثار دماء على الكفن يتنافى مع العقل والمنطق والتاريخ ؛ لأنه من المعروف أن الميت كان يتم تغسيله قبل دفنه ، ولهذا لو أننا افترضنا أن يسوع مات وتم تكفينه ، فإنه لن يكون هناك علامات للدم على الكفن ؛ لأن يسوع حينها سيكون قد تم غسله وتنظيفه من الدم قبل تكفينه ، وبذلك لن تكون هناك دماء على الكفن أصلاً.

تعالوا معي نرى كيف كان الميت يُغسَل قبل دفنه ....

يقول الكتاب المقدس في سِفر أعمال الرسل 9: 37 ما يلي:

«وحدث في تلك الأيام أنها مرضت وماتت، فغسلوها ووضعوها في علية.»


بالإضافة إلى ذلك ، فإنني رأيت بعض المسيحيين يقولون أن الكفن يُظهِر صورة شخص ميت وفي جنبه دماء نتيجة طعنه في جنبه بل ويقارنون ذلك بما ورد في إنجيل يوحنا (19: 34) عندما قام العسكر بطعن يسوع في جنبه بعد مماته فخرج منه دم وماء.

وأنا  أرد عليهم وأقول: 

هذه خرافة ؛ لأنه من المعلوم أن الميت تتوقف دورته الدموية بعد موته، وبذلك لن يخرج الدم من جسده عند طعنه ؛ لأن الدم سيكون قد تجلط في عروقه من الداخل ، وهذا يثبت لنا أن إنجيل يوحنا وذلك الكفن يخالفان العقل والعلم.


سابعاً:

عند النظر إلى صورة الميت المطبوعة على الكفن ، فإننا نجد أن الصورة تُظهر شخصاً مصاباً في معصم اليد وليس في يده نفسها ؛ بحيث نستنتج أن هذا الشخص قد دُقت المسامير في معصم يده وليس في راحة يده نفسها. وهذا يتناقض مع قصة صلب يسوع الموجودة في الأناجيل ؛ لأن الأناجيل تخبرنا أن المسامير قد دُقت في يد يسوع وليس في معصمه ، ولذلك ستلاحظون أن الصور الكاريكاتيرية والأيقونات المسيحية تُظهِر يسوع على أنه مثقوب في راحة يده وليس في معصمه.

يقول الكتاب المقدس في إنجيل يوحنا 20: 25 ما يلي:

[فقال له التلاميذ الآخرون قد رأينا الرب. فقال لهم إن لم أبصر في يديه أثر المسامير وأضع أصبعي في إثر المسامير واضع يدي في جنبه لا أؤمن]


النص السابق يقول أن المسامير كانت مدقوقة في يده وليس في معصمه. ولو رجعنا للنص اليوناني لوجدنا أن الكلمة المستخدمة هي (χεῖρα) والتي تعني (يد) ، وهي تختلف عن كلمة (πηχῶν) التي تعنى (ذراع) ، وتختلف أيضاً عن كلمة (καρπός) التي تعنى (معصم).

 

ثامناً:

ذلك الكفن مصطنع وليس حقيقياً حيث توجد به بقايا من مادة أكسيد الحديد الحمراء وكبريتيد الزئبق. وهذا هو ما اكتشفه العالم ولتر ماكرون عام 1980م حينما قام بفحص الكفن باستخدام الأشعة السينية ، ولذلك استنتج هذا العالم أن الكفن يعود للقرن الرابع عشر ميلادياً وليس لزمن يسوع.


تاسعاً:

عند التدقيق في الصورة الموجودة على الكفن ، فإننا سنلاحظ عدم وجود تناغم أو انسجام بين رأس الميت وباقي جسده ، وكذلك سنجد أن طول الميت من الخلف أكبر من طوله عند النظر إليه من الأمام .


بالإضافة إلى أن شكل الميت ليس جميلاً كما يروِّج المسيحيون بل إن شكل ذلك الميت مشوه ويشبه شكل رجل ضخم الوجه ، وكأنه عملاق صخم أو كأنه شخص مصاب بمرض الأكروميجالي.

بل الأعجب من ذلك هو أن الشخص الظاهر على الكفن يبدو طويلاً جداً وهو ما لا يتناسب مع متوسط طول اليـهـودي في القرن الأول الميلادي.


عاشراً:

لو افترضنا أن صورة الميت المطبوعة على الكفن تعود للمسيح فعلاً ، فإن ذلك سيعد فضيحة ؛ لأن ذلك الكفن يُظهِر شكل مؤخرة ذلك الميت مثلما يُظهِر شكله من الأمام، وسأترك لكم رابط في نهاية المنشور لقراءة المزيد عن هذه النقطة.

بل الأفظع من ذلك هو أن الكفن يُظهِر لنا أثرين لدماء خارجة من مؤخرة يسوع وكأن شخصاً قد طعنه في مؤخرته (أخذ خازوق) ، ولذلك صدر بحث عن هذا الأمر بعنوان:

 (Blood on The Shroud of Turin: An Immnological Review)

وفي هذا البحث ما يلي:

[Bloodstains are evident about head area , the wrist , and the feet , the side and the back.]

وترجمة الكلام السابق هو كالتالي:

[بقع الدم واضحة على الرأس والرسغ والأقدام والجنب والخلف/ المؤخرة.]


بل إن الكفن تظهر عليه رسومات جنسية أيضاً، وسأترك لكم رابط الموضوع في نهاية المنشور.


 النقطة الحادية عشر:

حالياً ، الكنيسة الرومانية التي تمتلك هذا الكفن لا لا لا تصرِّح بشكل مباشر أن الكفن حقيقي، ولكن تترك الأمر للغوغاء بأنفسهم حتى يعطوا شهرة للكفن.

______________________

مقالات أخرى ذات صلة:

* كفن تورينو تظهر عليه مؤخرة يسوع وهي مخرومة:

https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2022/05/blog-post.html


* كفن تورينو تظهر عليه أشكال جنسية:

https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2022/05/blog-post_15.html



إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا
حقوق النشر © درب السعادة 🥀 جميع الـمواد متاحـة لك
x