مضمون الشبهة:
يزعم أعداء الإسلام أن القرآن يقول أن النجوم الضخمة تترك مداراتها في الفضاء وتنزل إلى الأرض لكي ترجم الشياطين ، ويستدل أعداء الإسلام بعدة آيات من القرآن الكريم، سنناقشها معكم الآن....
------------------------
الرد على هذه الشبهة:
أولاً:
لا يوجد في القرآن أي آية تذكر صراحةً أن الله يرجم الشياطين بالنجوم التي تدور في مدارات الفضاء ، وليس هناك آية في القرآن تقول أن النجوم الضخمة تترك مداراتها وتنزل إلى الأرض لكي ترجم الشيطان.
بل القرآن ذكر اسم (الشهاب) وتكلم القرآن عن الشهاب المتحرك الذي يرجم الشيطان، ولذلك يقول الله تعالى:
﴿إِلَّا مَنِ ٱسۡتَرَقَ ٱلسَّمۡعَ فَأَتۡبَعَهُۥ شِهَابࣱ مُّبِینࣱ﴾ [الحجر ١٨]
﴿إِلَّا مَنۡ خَطِفَ ٱلۡخَطۡفَةَ فَأَتۡبَعَهُۥ شِهَابࣱ ثَاقِبࣱ﴾ [الصافات ١٠]
﴿وَأَنَّا لَمَسۡنَا ٱلسَّمَاۤءَ فَوَجَدۡنَـاهَا مُلِئَتۡ حَرَسࣰا شَدِیدࣰا وَشُهُبࣰا * وَأَنَّا كُنَّا نَقۡعُدُ مِنۡهَا مَقَـاعِدَ لِلسَّمۡعِ فَمَن یَسۡتَمِعِ ٱلۡآنَ یَجِدۡ لَهُۥ شِهَابࣰا رَّصَدࣰا﴾ [الجن ٩]
===================
وأما بالنسبة لأعداء الإسلام الذين يستشهدون بآية👇:
﴿وَلَقَدۡ زَیَّنَّا ٱلسَّمَاۤءَ ٱلدُّنۡیَا بِمَصَـابِیحَ وَجَعَلۡنَـاهَا رُجُومࣰا لِّلشَّیَـاطِینِ وَأَعۡتَدۡنَا لَهُمۡ عَذَابَ ٱلسَّعِیرِ﴾ [الملك ٥]
وأنا أرد عليهم وأقول:
كلمة (مصباح) في الآية السابقة قد تُطلَق على الشهاب نفسه؛ فالشهاب يشع ضوءاً عندما يدخل إلى الغلاف الجوي المحيط بالأرض...، والمصباح في معاجم اللغة العربية هو أي شيء يعطي ضوءاً، ولذلك يَصح لغوياً أن يُطلَق على الشهاب لقب (مصباح). فالآية السابقة ذكرت كلمة (مصابيح) ، والآية هنا تتكلم عن مصابيح معينة وهي الشهب التي تنزل من السماء.
ولذلك ذكر الصحاري في كتاب (الإبانة في اللغة العربية ١/٣٩٥) ما يلي:
[كأن سنانينا بكفي وكفه ... شهابان مصباحان يتقدان]
الشهاب يشع ضوءاً ولذا يًطلَق عليه لقب (مصباح) |
وقد أطلق القرآن الكريم على شعلة النار التي أرادها موسى اسمَ (شهاب)، ولذلك يقول الله تعالى:
﴿إِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِأَهۡلِهِۦۤ إِنِّیۤ ءَانَسۡتُ نَارࣰا سَـَٔاتِیكُم مِّنۡهَا بِخَبَرٍ أَوۡ ءَاتِیكُم بِشِهَابࣲ قَبَسࣲ لَّعَلَّكُمۡ تَصۡطَلُونَ﴾ [النمل ٧]
والخلاصة أن آية {وَلَقَدۡ زَیَّنَّا ٱلسَّمَاۤءَ ٱلدُّنۡیَا بِمَصَـابِیحَ وَجَعَلۡنَـاهَا رُجُومࣰا لِّلشَّیَـاطِینِ}، هذه الآية لم تذكر كلمة (النجوم) صراحةً بل ذكرت كلمة (مصابيح) ، والشهب هي مصابيح أيضاً لأنها تعطي ضوءاً.
==============
وأما بالنسبة لمن يستشهدون بالآيات التالية👇:
{إِنَّا زَیَّنَّا ٱلسَّمَاۤءَ ٱلدُّنۡیَا بِزِینَةٍ ٱلۡكَوَاكِبِ ٦ وَحِفۡظࣰا مِّن كُلِّ شَیۡطَـانࣲ مَّارِدࣲ}
وأنا أرد على هذه الشبهة وأقول:
الآية السابقة لم تذكر أن الله يقذف الشيطانَ بالكواكب بل الآية ذكرت فقط كلمة (حفظاً). وكلمة (حفظاً) هنا تُعرَب: مفعول مطلق. ومعنى العبارة نحوياً هو: [وحفظنا السماء الدنيا حفظاً].
فالآية لم تذكر صراحةً أن الله يقذف الكواكب في الشيطان.
وحتى لو افترضنا أن الآية معناها رجم الشيطان بالكواكب ؛ فإن الآية لن يكون بها أي عيب ؛ لأن كلمة (كوكب) في اللغة العربية تُطلَق على الأشياء التي تتلألأ وتُصدِر بريقاً، ولذلك ستجد في المعاجم العربية عبارة: [كوَكبَ الحديدُ] أي تلألأ وأبرق، و[كَوكبَ الحصى] ؛ أي توقَّد. ومن المعروف أن الشهاب أيضاً يحترق ويُصدِر ضوءاً وبريقاً ، ولذلك يَصح لغوياً أن يوصف الشهاب بالكوكب.
- يقول العالم اللغوي/ أبو حيان الأندلسي في كتابه (تحفة الأريب) ١/١٨٢ — ما يلي:
[شهب: ﴿شهاب﴾: كوكب متوقد مضيء.]
- ويقول الفتني في كتابه (مجمع بحار الأنوار) ٣/٢٦٦ — ما يلي:
[والشهاب أُريدَ به ما يَنقض شبه الكوكب، وأصله الشعلة من النار....، و«الشهاب» هو القبس والجذوة ؛ أي كل عود اشتعلت في طرفه النار مثل «بشهاب قبس» ، وقد يضاف الشيء إلى نفسه كحق اليقين، والشهاب: الكوكب.]
- وقال الحميري في كتابه (شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم) ٦/٣٥٦٤ — ما يلي:
[والشِّهاب: الكوكب]
- وقال القاضي عياض في كتاب (مشارق الأنوار على صحاح الآثار) ٢/٢٥٨ — ما يلي:
[قَوْله: (وَأرْسلت عَلَيْهِم الشهب) و(بشهاب من نَار)، الشهَاب هو الْكَوْكَب الَّذِي يَرْمِي بِهِ ، وَجمعه: شهب ، وشهاب النَّار هو كل عود شعلت فِي طرفه النَّار، وَهُوَ القبس والجذوة]
وقال الأزهري في كتاب (تهذيب اللغة) ٦/٥٦ — ما يلي:
[وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الشِّهاب أصلُ خشَبَة أَو عُود فِيهَا نارٌ ساطِعَة، وَيُقَال للكوكب الَّذِي ينقضُّ على إِثْر الشّيطان بِاللَّيْلِ: شِهاب.]
- وقال الأحمد نكري في كتاب (جامع العلوم في اصطلاحات الفنون) ٢/١٦٣ — ما يلي:
[الشهَاب:الْكَوْكَب. وَأَيْضًا شعلة نَار ساطعة فِي اللَّيْل ، جمعه: شهب]
- وقال أحمد رضا في (معجم متن اللغة) ٣/٣٨٤ — ما يلي:
[الشهاب: شعلة نار ساطعة ، وهو العود الذي فيه نار، والجمع: شهب وشهبان. والشهاب: الكوكب ينقض بالليل.]
فالخلاصة أن كلمة (الكوكب) في اللغة العربية هي عبارة عن شيء مضيء ، ويصح إطلاق اسم (كوكب) على الشهاب أيضاً، أي أن الآية القرآنية لا تعني أن النجوم الضخمة تترك مداراتها وتنزل على الأرض لتصدم الشيطان بل الآية في كل الأحوال تتكلم عن الشهب الصغيرة التي تسقط من السماء.
وهناك نقطة مهمة أود التنبيه عليها وهي أن الكتب المدرسية الحالية تستخدم مصطلح (كوكب) بشكل خاطيء ، فهي تطلق اسم (كوكب) على الأجرام السماوية المعتمة مثل (عطارد ، المريخ ، المشترى ، زحل...) ، وهذا خطأ لغوي ترتكبه الكتب الدراسية الحالية ويُسمَى هذا الأسلوب الخاطيء بــ Misnomer أي استخدام مصطلح بطريقة مضللة أو غير دقيقة بحيث لا يعبر بشكل صحيح عن الشيء الذي يصفه. وهذا الأسلوب الخاطيء نشأ بسبب سوء الترجمة من اللغة الأجنبية وسوء إعداء المناهج والكتب الدراسية. وكان من المفترض أن يختار المختصون اسماً لغوياً آخر غير كوكب.
والآن ، تعالوا بنا نرجع إلى الموضوع الأصلي...
بالنسبة لبعض أعداء الإسلام الذين يستدلون بالآية التالية:
﴿فَقَضَاهُنَّ سَبۡعَ سَمَـاوَاتࣲ فِی یَوۡمَیۡنِ وَأَوۡحَىٰ فِی كُلِّ سَمَاۤءٍ أَمۡرَهَا وَزَیَّنَّا ٱلسَّمَاۤءَ ٱلدُّنۡیَا بِمَصَـابِیحَ وَحِفۡظࣰا ذَ ٰلِكَ تَقۡدِیرُ ٱلۡعَزِیزِ ٱلۡعَلِیمِ﴾ [فصلت ١٢]
وأنا أرد وأقول:
الآية السابقة لم تذكر صراحةً أن الله حفظ السماء بتلك المصابيح بل الآية السابقة قالت فقط أن الله حفظ السماء الدنيا. وكلمة (حفظاً) في الآية تُعرب مفعول مطلق. ومعنى العبارة نحوياً هو: [حفظنا السماء الدنيا حفظاً].
وحتى لو افترضنا أن الآية معناها أن الله حفظ السماء الدنيا بمصابيح ، فإني قد رددتُ على هذه النقطة منذ قليل أصلاً.
=================
شبهات أخرى:
بالنسبة لآية: {وَأَنَّا لَمَسۡنَا ٱلسَّمَاۤءَ فَوَجَدۡنَـاهَا مُلِئَتۡ حَرَسࣰا شَدِیدࣰا وَشُهُبࣰا}
هذه الآية لا تعني أن الشهب لم تكن موجودة مِن قبل بل ما ورد في الآية هو أن الجن صعدوا للسماء في وقت من الأوقات فوجدوا السماء امتلأت فجأة بالشهب. وهذه ظاهرة تُعرَف بالعواصف الشهابية (Meteor Storms) وتَحدثُ هذه الظاهرة بشكل نادر بين الحين والآخر...؛ فمثلاً: قد أُرِّخ نزول بعضها سنة 616 قبل الميلاد ببلاد الصين فكسرت الشهب عدة مركبات وقتلت ناساً ، وقد ذكرها العرب في شعرهم قبل الإِسلام حيث قال عوف بن الخرع -وهو جاهلي-:
فانقض كالدري يتبعه *** نقع يثور تخاله طنبا
-----------------------
وأما بالنسبة لآية: {وَأَنَّا كُنَّا نَقۡعُدُ مِنۡهَا مَقَـاعِدَ لِلسَّمۡعِ فَمَن یَسۡتَمِعِ ٱلۡآنَ یَجِدۡ لَهُۥ شِهَابࣰا رَّصَدࣰا}
هذه الآية ☝ لا تعني أن الشهب لم تكن موجودة مِن قبل، بل ما ورد في الآية هو أن بعض الشهب ستتبع الجان الآن؛ فالآية لم تتطرق للحديث عن تكون الشهب ولا تحدثت الآيةُ عن تاريخ تكون الشهب بل الآية تكلمت فقط عن تتبع الشهاب للجان الصاعد. فالآية تتكلم فقط عن التتبع.
ونلاحظ أيضاً أن الآية لم تذكر صراحةً أن كل الشهب تنزل لتتبع الجان بل الآية تكلمت عن شهب معينة؛ أي أن هناك شهاب يسقط ليتبع الجن وهناك شهاب يسقط لسبب آخر.
دعنى أعطيك مثالاً لكي تتضح الفكرة:
افترض أني قلتُ لك: ((إذا نزلتَ إلى الشارع فسيتبعك شرطيٌ))، فهل هذا معناه أن كل الشرطة الذين في الوجود سيمشون وراءك؟!
طبعاً: لا، بل أنا هنا أتكلم عن عدد معين من الشرطة وليس كل الشرطة.
--------------------
والآن ، تعالوا بنا نرد على شبهة أخرى يرددها أعداء الإسلام حول الحديث التالي:
[أَخْبَرَنِي كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ , أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ مِنَ الأَنْصَارِ , قَالَ : بَيْنَمَا هُمْ جُلُوسٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ , فَرُمِيَ بِنَجْمٍ فَاسْتَنَارَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: " مَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا رُمِيَ بِمِثْلِ هَذَا ؟ " ، قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : وُلِدَ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ عَظِيمٌ ، وَمَاتَ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ عَظِيمٌ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: " فَإِنَّهَا لا تُرْمَى لِمَوْتِ أَحَدٍ ، أَوْ لَحَيَاةِ أَحَدٍ ، وَلَكِنَّ رَبَّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا قَضَى أَمْرًا سَبَّحَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ ، ثُمَّ سَبَّحَ أَهْلُ السَّمَاءِ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، حَتَّى يَبْلُغَ التَّسْبِيحُ أَهْلَ هَذِهِ السَّمَاءِ ، ثُمَّ قَالَ الَّذِينَ يَلُونَ حَمَلَةَ الْعَرْشِ , لِحَمَلَةِ الْعَرْشِ : مَاذَا قَالَ رَبُّكَمْ؟ فَيُخْبِرُونَهُمْ ، فَيَسْتَخْبِرُ أَهْلُ السَّمَاءِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، حَتَّى يَبْلُغَ الْخَبَرُ هَذِهِ السَّمَاءَ الدُّنْيَا ، فَيَخْطِفُ الْجِنُّ السَّمْعَ ، فَيَقْذِفُونَهُ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ ، فَيَرْمُونَ فَمَا جَاءُوا بِهِ عَلَى وَجْهِهِ ، فَهُوَ حَقٌّ وَلَكِنَّهُمْ يَقْرِفُونَ فِيهِ وَيَزِيدُونَ".]
بعض الناس يعتقدون بالخطأ أن الحديث السابق يقصد أن النجوم الضخمة تترك مسارها في الفضاء وتنزل إلى الأرض ، ولكن الحديث السابق لا يتكلم النجوم الضخمة الدوارة التي تسير في مدارات بل الحديث يتكلم عن الشهب نفسها ؛ فكلمة (نجم) في اللغة العربية القديمة كانت تُطلَق أيضاً على الشهب.
وأصلاً، كلمة (النجم) في اللغة العربية لها أكثر من معنى وقد تُطلَق هذه الكلمة على عدة أشياء، لكن سياق الكلام هو الذي يحدد المقصود من الكلمة...؛ فمثلاً: كلمة (النجم) قد تُطلق على الأجرام السماوية الكبيرة المضيئة التي تدور في مدارات ولا تنزل إلى الأرض ، مثل هذه الموجودة في الصورة التالية👇:
وكذلك قد تُطلَق كلمة (نجم) على الشهاب الذي ينزل إلى الأرض مثلما هو موجود في الصورة التالية👇:
أي أن كلمة (نجم) في اللغة العربية إما أن تُطلَق على الأجرام السماوية الضخمة الدوارة التي تسير في مدارات محددة، وإما أن تُطلق الكلمة على الشهب الصغيرة التي تنزل إلى الأرض، وسياق الكلام هو الذي يحدد المقصود.
والحديث النبوي كان يتكلم عن نزول شهاب من السماء، وهذا أمر طبيعي.
وإليك كلام علماء اللغة العربية عن معنى كلمة (نجم)👇:
- يقول أبو العلاء المعري في كتاب (معجز أحمد) ١/٢٦٩ — ما يلي:
[والشهب: قيل: إنه جمع شهاب وهو النجم. وقيل جمع أشهب، وهو أيضًا النجم]
- وقال أبو البقاء العكبري في كتاب (شرح ديوان المتنبي) ١/٥٩ — ما يلي:
[الشهب جمع أَشهب يعْنى الدرة وَيجوز أَن يكون عَنى بِالشُّهُبِ جمع أَشهب يعْنى الْكَوْكَب لذكره الْبَدْر وَيجوز أَن يكون جمع شهَاب وَهُوَ النَّجْم.]
- وقال أبو سهل الزوزني في كتاب (قشر الفسر) ١/٢٩ — ما يلي:
[قال أبو الفتح: الشُّهب جمع شهباء، يعني الدُّرة، ويجوز أن يكون عنى بالشُّهب جمع أشهب، يعني الكواكب لذكره البدر، وهذا هو القول،
ويجوز أيضًا أن يكون جمع شهاب، وهو النجم.]
- وقال أبو القاسم الفارسي في كتاب (شرح حماسة أبي تمام) ٢/٤٨٦ — ما يلي:
[والشهاب أي النجم ، تقول: ((كانا نجمين طلعا ثم غابا))]
- وقال الدكتور/ أحمد مختار عمر - في (معجم اللغة العربية المعاصرة) ٢/١٢٤٠ — ما يلي:
[شِهاب: جمعه شُهُب وشُهْبان، وهو: ١ - شُعْلة ساطعة من نار ..... ٢ - نجم مضيء لامع....]
- وقال ابن قتيبة في كتاب (المعاني الكبير) ٢/٧٣٨ — ما يلي:
[شهاب القذف النجم الذي يقذف به الشيطان]
- وورد في هامش كتاب (الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي) ١/١٦٥ ما يلي:
[الشهاب: النجم بالليل]
- وورد في هامش كتاب (تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد) ٢/ ٨٨٧ ما يلي:
[والشهاب هو النجم اللامع.]
ومن هنا يتبين أن كلمة (نجم) قد تُطلَق على الشهاب أحياناً، والحديث النبوي كان يتكلم عن ظهور شهاب فجأة فاستنار هذا الشهاب في الجو.
----------------------
وأخيراً:
أود لفت انتباهكم إلى أن بعض المسحيين يسخرون من القرآن الكريم فيما يتعلق بالآيات القرآنية السابقة التي تناولناها منذ قليل، وأنا أرد على المسيحيين وأقول:
الكتاب المقدس الذي يؤمن به المسيحيون يقول أن هناك نجماً نزل من السماء وظل يتحرك إلى أن وصل إلى الصبي (يسوع) ووقف فوقه!!!
ورد في إنجيل متَّى 2: 9 ما يلي:
[فَلَمَّا سَمِعُوا مِنَ الْمَلِكِ ذَهَبُوا. وَإِذَا النَّجْمُ الَّذِي رَأَوْهُ فِي الْمَشْرِقِ يَتَقَدَّمُهُمْ حَتَّى جَاءَ وَوَقَفَ فَوْقُ، حَيْثُ كَانَ الصَّبِيُّ.]
بنفس منطق المسيحيين ، أنا سأسألهم نفس سؤالهم وأقول: هل من المعقول أن نجماً ضخماً سيترك مداره وينزل من السماء ويمشي إلى أن يقف فوق الصبي (يسوع) الذي يعبده المسيحيون!!!
مع العلم أن النجوم أكبر من الأرض عدة أضعاف حسبما يقول المسيحيون أنفسهم، فكيف نزل ذلك النجم إلى الأرض؟!
وطبعاً، لَمَّا شعر المسيحيون بالإحراج فإنهم لجأوا لترقيع الفضيحة السابقة ولذلك زعموا أن ذلك النجم كان مَلاكاً بالرغم من أن كتابهم لم يذكر أن النجم كان مَلاكاً أصلاً.
وفي الكتاب المقدس ، الشيطان يصعد إلى السماء وينزل منها مثل البرق ، ولذلك ورد في إنجيل لوقا 10: 18 ما يلي:
[فَقَالَ لَهُمْ: «رَأَيْتُ الشَّيْطَانَ سَاقِطًا مِثْلَ الْبَرْقِ مِنَ السَّمَاءِ.]
========================
لا تنسوا نشر المقال أو نسخه
لا تنسونا من صالح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته