هل الأئمة الأربعة لأهل السنة كانوا من الفرس

سنناقش عِرق الأئمة الأربعة لأهل السُنة وهل هم كان عجماً من الفرس كما يزعم الشيعة - الرد على شبهة أن أصل الائمة الأربعة من العجم الفرس

يزعم الشيعة الوثنيون أن الأئمة الأربعة (أبو حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل) كانوا أعجميين من أصل فارسي ، فما مدى صحة هذه المعلومة؟!

------------------------------

الرد على الشيعة الوثنيين:

أولاً: 

في الإسلام لا يهم جنسيتك أو قبيلتك؛ فالإسلام هو دين الله للعالمين ويستوي فيه العربي والعجمي، والعبرة تكون بالتقوى والعمل الصالح وليس بقبيلتك أو حسبك ونسبك؛ ولذلك قال الله تعالى:

 ﴿یَـا أَیُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَـاكُم مِّن ذَكَرࣲ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَـاكُمۡ شُعُوبࣰا وَقَبَاۤىِٕلَ لِتَعَارَفُوۤا۟ۚ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَاكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِیمٌ خَبِیرࣱ﴾ [الحجرات ١٣]

فالتقوى والعمل الصالح هو ما يميز شخصاً على آخر وليست القبيلة أو الحسب والنسب ؛ ولذلك ورد في مسند أحمد بن حنبل ٢٢٨٧١ عن النبي ما يلي:

[حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ ، عَنْ أَبي نَضْرَةَ ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ خُطْبةَ رَسُولِ اللَّهِ فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ، فَقَالَ رسولُ اللهِ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، أَلَا إِنَّ رَبكُمْ وَاحِدٌ ، وَإِنَّ أَباكُمْ وَاحِدٌ ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبيٍّ ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ ، إِلَّا بالتَّقْوَى»]

فالنبي أخبرنا أن كل البشر من أصل واحد وأن التقوى ينبغي أن تكون المعيار الصحيح للتفاضل بين الناس وليس بجنسيتهم أو لون بشرتهم.

===========

ثانياً:

بعض الصحابة والتابعين العظماء كانوا من أصل فارسي ، ونحن نحترمهم ، فمثلاً: الصحابي سلمان الفارسي هو من أصل فارسي وهكذا

وأنا شخصياً أعرف بعض الإخوة المسلمين السُنيين وأصلهم من الفرس، وأتواصل معهم وأتشرف بمعرفتهم بل إن بعضهم يدافع عن الإسلام أكثر منا. ونفس الأمر حصل معي عندما ناقشت أحد الأكراد فوجدته يحرص على الإسلام أكثر مني وكان يحب الإسلام أكثر من نفسه وعائلته لدرجة أنه يوماً كاد أن يُقبِّل يدي أو رجلي عندما رآني أدافع عن الإسلام في شبهة معينة ، فقلتُ له أننا نفعل ذلك لوجه الله.

وأنا تشرفت حقاً بمعرفتي لهؤلاء الإخوة الطيبين.

=========

 ثالثاً:

 في وسائل التواصل الاجتماعي ، عندما يقوم أحد المحاورين بوصف الشيعة على أنهم فُرس فإنه لا يقصد الجنسية نفسها ولا يقصد العِرق نفسه ولا يقصد النسب بل يقصد أن التشيع هو دين مجوسي جاء لهدم الإسلام ؛ فالمحاور السُني لا يقصد الإساءة لأي عِرق من الأعراق بل يقصد الثقافة المجوسية نفسها ولكن المحاور تخونه الألفاظ ويخونه التعبير، وكان من الأفضل أن ينتبه لما يقوله حتى لا يفهمه أحد بالخطأ.

==========

رابعاً:

يبدو أن الأئمة الأربعة كان من أصل عربي وليس من أصل فارسي؛ فمثلاً:

١- الإمام مالك كان عربياً من قبيلة الأصابح الحميرية في اليمن.

٢- الإمام الشافعي هو عربي مُطلِّبي يلتقي نسبه مع نسب النبي في عبد مناف.

٣- أحمد بن حنبل هو شيباني عربي.

* وأما بالنسبة لأبي حنيفة ، فإن علماء الأنساب اختلفوا في أصله ، فمنهم مَن قال أنه أعجمي ومنهم مَن قال أنه من أصل عربي.

 وممن قالوا أن أبا حنيفة من أصل عربي هو أبو مطيع البخلي حيث يقول: [اسم أبى حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطا بن يحيى بن زيد بن فلان الأنصارى]

ولذا يبدو لي أن أبا حنيفة كان من أصل عربي وقد هاجر أجداده واستقروا في فارس وأخذوا الجنسية الفارسية مع الوقت ولكنهم كانوا من أصل عربي.

--------

وأخيراً: أرجوا ألا يُفهم كلامي هذا على أننا قوميون متعصبون للعرب وما أشبه ذلك! 

فنحن نذكر الحقائق ليس أكثر، ونحن نفتخر بعلمائنا العرب والعجم؛ فنحن نتشرب علمهم لا انتماءاتهم العرقية! وعلماء أهل السُنة العجم كلهم على العين والرأس، وقد خدموا الإسلام خدمة عظيمة.

===========

إلى هنا ، أكون قد فندتُ الشبهة بالكامل بفضل الله تعالى 

لا تنسوا نشر المقال أو نسخه 

لا تنسونا من صالح دعائكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا
حقوق النشر © درب السعادة 🥀 جميع الـمواد متاحـة لك
x