الرد على شبهة {وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون} ولماذا استخدم القرآن أداة (أو) هنا

الرد على الشبهات حول آية: {وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون}، وآية {فكان قاب قوسين أو أدنى} ولماذا استخدم القرآن أداة أو، والرد على كذبة أن القرآن شك

مضمون الشبـهة:

يزعم أعداء الإسلام أن القرآن لا يحدد الأرقام بدقة بل يحتار ويعطي عدة احتمالات عن الأرقام والكميات، ويستشهد أعداء الإسلام بالآيات التالية:
﴿وَأَرۡسَلۡنَـاهُ إِلَى مِا۟ئَةِ أَلۡفٍ أَوۡ یَزِیدُونَ﴾ [الصافات ١٤٧]
﴿فَكَانَ قَابَ قَوۡسَیۡنِ أَوۡ أَدۡنَى﴾ [النجم ٩]
-------------------------------------

الرد على هذه الشبـهة السخيفة:

أولاً: 
ليس هناك أي اضطراب في الأرقام التي يذكرها القرآن الكريم ؛ فالقرآن الكريم هو كلام رب العالمين الذي يعلم كل شيء.

ثانياً: 
بالنسبة لآية: ﴿وَأَرۡسَلۡنَـاهُ إِلَى مِا۟ئَةِ أَلۡفٍ أَوۡ یَزِیدُونَ﴾
استخدام القرآن الكريم هنا لأداة (أو) لا لا لا يعني أن الله محتار في تحديد الرقم الأدق بل الفكرة تكمن في أن الله ذكر لنا الحد الأدنى لعدد القوم الذين أُرسِل لهم يونس ثم فتح اللهُ المجالَ للزيادة في تعداد هؤلاء القوم ، والسبب في ذلك هو أن تعداد السكان يختلف باختلاف طريقة العد نفسها ، وكذلك يختلف عددهم مع الوقت.
دعنى أوضح لك الفكرة أكثر:

إذا أردنا أن نحسب عدد الناس الذين أُرسِل لهم يونس ، فإن العدد سيختلف باختلاف طريقة التعداد نفسها؛ فمثلاً: هل نحسب فقط عدد (الناس البالغين) الذين سيخاطبهم يونس في القوم ، أم نحسب عدد (البالغين + الصغار) لهؤلاء القوم، أم نحسب عدد (البالغين + الصغار + الأجنة الموجودة في بطون تلك الأمهات حينها) في القوم، وهل سنحسب معهم عدد الأشخاص الذين كانوا على سفر وسيعودون إلى القوم ويجدون يونس مع قومهم أم نحسب فقط الموجودين في المنطقة، وهل سنحسب أيضاً عدد الناس الذين سيزيدون فيما بعد مع مرور الزمن؟!
فكما تلاحظ فإن عدد الناس الذين أُرسِل لهم يونس سيختلف باختلاف طريقة تعدادنا لهم وماذا نريد أن نعد؛ وكذلك سيزداد عدد قوم يونس مع الوقت نظراً للإنجاب ووفود الآخرين إلى قوم يونس ، ولذلك قدَّم لنا القرآن الكريم أسلوباً بديعاً هنا حيث أخبرنا القرآن الكريم بالحد الأدنى لهؤلاء الناس ثم فتح لنا المجال للزيادة في تعدادهم؛ فعددهم سيزداد أكثر إذا حسبنا معهم عدد الصغار وعدد الأجنة وعدد المسافرين الذين سيعودون إلى القوم وعدد الأشخاص الذين سيُولَدون مع الوقت، ولذا قال القرآن: {أو يزيدون}
وعلى فكرة ، نفس الأسلوب ستلاحظه في أمور أخرى ؛ فمثلاً: عندما تسألني عن عدد الصحابة فإن جوابي عليك سيختلف باختلاف طريقة عد الصحابة؛ فمثلاً: هل سأحسب فقط عدد المسلمين البالغين الذين استمعوا للنبي وآمنوا به أثناء حياته، أم سأحسب معهم عدد الأطفال الصغار الذين كانوا موجودين حينها....
والخلاصة أن القرآن استخدم أسلوباً بديعاً في الجمع بين طرق التعداد المختلفة.
--------------------
ونفس الأمر ينطبق على الآية القرآنية التي تقول:
﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى ۝٨ فَكَانَ قَابَ قَوۡسَیۡنِ أَوۡ أَدۡنَى ۝٩ فَأَوۡحَى إِلَى عَبۡدِهِۦ مَاۤ أَوۡحَى ۝١٠﴾ [النجم ٨-١١]
البعض سيسأل ويقول: ما سبب مجيء كلمة (أو) في عبارة {كان قاب قوسين أو أدنى}
والإجابة باختصار هي أن درجة القرب تختلف باختلاف نوع القرب نفسه: هل هو القرب المكاني أم قرب المعية ؛ فإذا كان المقصود هو القرب المكاني ، فإن عبارة {قاب قوسين} تعبر عن هذا القرب المكاني ، وإذا كان المقصود هو قرب المعية ، فإن كلمة {أدنى} تعبر عن قرب المعية ؛ فالله أقرب لنا من أي شيء حيث يقول الله تعالى:
  ﴿وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَـانَ وَنَعۡلَمُ مَا تُوَسۡوِسُ بِهِۦ نَفۡسُهُۥ وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَیۡهِ مِنۡ حَبۡلِ ٱلۡوَرِیدِ﴾ [ق ١٦]   
ولذلك جمع الله نوعي القرب المكاني وقرب المعية في نفس الآية حيث قال:{فَكَانَ قَابَ قَوۡسَیۡنِ أَوۡ أَدۡنَىٰ}
فهذه الآية جمعت فيها القرب المكاني وقرب المعية وعَبَّرت عن كليهما ووضعت بينهما أداة (أو)
والمقصود بقرب المعية هي أن الله معك يعلم سرك وعلانيتك ويساعدك.
أما القرب المكاني فهو المسافة بينك وبين غيرك
=====================
إلى هنا أكون قد فندت الشبهة بفضل الله تعالى
لا تنسونا من صالح دعائكم 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا
حقوق النشر © درب السعادة 🥀 جميع الـمواد متاحـة لك
x