مضمون الشبهة:
النصارى الثالوثيون يتخذون المسيح إلهاً لهم ويزعمون أن المسيح هو نفس إله المسلمين أيضاً، ويستدل هؤلاء النصارى بآية من القرآن الكريم وهي كالتالي:
﴿۞ وَلَا تُجَـادِلُوۤا۟ أَهۡلَ ٱلۡكِتَـابِ إِلَّا بِٱلَّتِی هِیَ أَحۡسَنُ إِلَّا ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ مِنۡهُمۡ وَقُولُوۤا۟ ءَامَنَّا بِٱلَّذِیۤ أُنزِلَ إِلَیۡنَا وَأُنزِلَ إِلَیۡكُمۡ وَإِلَـٰهُنَا وَإِلَـٰهُكُمۡ وَاحِدࣱ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ﴾ [العنكبوت ٤٦]
-------------------------
الرد على هذه الشبهة السخيفة:
أولاً:
الآية السابقة لم تذكر أن الإله الذي يعبده النصارى المشركين هو نفس إله المسلمين، والآية لم تتكلم أصلاً عن النصارى الثالوثيين المشركين ؛ وأنت إذا نظرت بدقة للآية السابقة فستجد أن الحوار مُوجَّه لأهل الكتاب ما عدا الظالمين منهم حيث أن الآية تستثني قائلةً: {إِلَّا ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ مِنۡهُمۡ}
ومصطلح (الظالمين) هو مصطلح يستخدمه القرآن الكريم في غالبية الأحوال للإشارة إلى المشركين؛ فمثلاً ورد في سورة لقمان ما يلي:
﴿وَإِذۡ قَالَ لُقۡمَـانُ لِٱبۡنِهِۦ وَهُوَ یَعِظُهُۥ یَـا بُنَیَّ لَا تُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِیمࣱ﴾ [لقمان ١٣]
فالشرك هو ظلم كبير ☝، لأن المشرك لا يؤدي حق الله عليه ، وكان من المفترض على الإنسان أن يتوجه بالعبادة لله وحده دون غيره، ولكن المشرك يعطي العبادة لآلهة أخرى وثنية لا تستحق العبادة ، ثم إن المشرك يظلم نفسه لأنه يعرض نفسه للعذاب في الآخرة ويُلقِي بذاته إلى التهلكة في نار جهنم.
وهناك العديد من الآيات التي فيها وصفٌ للمشركين بأنهم ظالمون حيث يقول الله تعالى:
۞ ﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ وَظَلَمُوا۟ لَمۡ یَكُنِ ٱللَّهُ لِیَغۡفِرَ لَهُمۡ وَلَا لِیَهۡدِیَهُمۡ طَرِیقًا﴾ [النساء ١٦٨]
۞ ﴿ ٱحۡشُرُوا۟ ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ وَأَزۡوَاجَهُمۡ وَمَا كَانُوا۟ یَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ فَٱهۡدُوهُمۡ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلۡجَحِیمِ ٢٣﴾ [الصافات ٢٢-٢٣]
۞ ﴿وَمَا ظَلَمۡنَـاهُمۡ وَلَـٰكِن ظَلَمُوۤا۟ أَنفُسَهُمۡ فَمَاۤ أَغۡنَتۡ عَنۡهُمۡ ءَالِهَتُهُمُ ٱلَّتِی یَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مِن شَیۡءࣲ لَّمَّا جَاۤءَ أَمۡرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمۡ غَیۡرَ تَتۡبِیبࣲ﴾ [هود ١٠١]
۞ ﴿وَإِذَا رَءَا ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ ٱلۡعَذَابَ فَلَا یُخَفَّفُ عَنۡهُمۡ وَلَا هُمۡ یُنظَرُونَ﴾ [النحل ٨٥]
-- وقال الله عن المشركين الذين عبدوا الجن وكفروا وسخروا من وعيد الله لهم:
﴿وَیَوۡمَ یَحۡشُرُهُمۡ جَمِیعࣰا ثُمَّ یَقُولُ لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ إِیَّاكُمۡ كَانُوا۟ یَعۡبُدُونَ ٤٠ قَالُوا۟ سُبۡحَـانَكَ أَنتَ وَلِیُّنَا مِن دُونِهِم بَلۡ كَانُوا۟ یَعۡبُدُونَ ٱلۡجِنَّ أَكۡثَرُهُم بِهِم مُّؤۡمِنُونَ ٤١ فَٱلۡیَوۡمَ لَا یَمۡلِكُ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضࣲ نَّفۡعࣰا وَلَا ضَرࣰّا وَنَقُولُ لِلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ ذُوقُوا۟ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّتِی كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ٤٢﴾ [سبأ ٤٠-٤٢]
-- وقال الله عن الذين كفروا وجحدوا آيات الله:
﴿قَدۡ نَعۡلَمُ إِنَّهُۥ لَیَحۡزُنُكَ ٱلَّذِی یَقُولُونَۖ فَإِنَّهُمۡ لَا یُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ ٱلظَّـالِمِینَ بِـَٔایَـاتِ ٱللَّهِ یَجۡحَدُونَ﴾ [الأنعام ٣٣]
-- وقال الله عن قوم نوح المشركين ما يلي:
﴿وَٱصۡنَعِ ٱلۡفُلۡكَ بِأَعۡیُنِنَا وَوَحۡیِنَا وَلَا تُخَـاطِبۡنِی فِی ٱلَّذِینَ ظَلَمُوۤا۟ إِنَّهُم مُّغۡرَقُونَ﴾ [هود ٣٧]
-- وقال الله عن قوم لوط الكفار:
﴿وَلَمَّا جَاۤءَتۡ رُسُلُنَاۤ إِبۡرَاهِیمَ بِٱلۡبُشۡرَىٰ قَالُوۤا۟ إِنَّا مُهۡلِكُوۤا۟ أَهۡلِ هَـٰذِهِ ٱلۡقَرۡیَةِۖ إِنَّ أَهۡلَهَا كَانُوا۟ ظَـالِمِینَ﴾ [العنكبوت ٣١]
-- وقال الله عن قوم ثمود المشركين:
﴿وَأَخَذَ ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ ٱلصَّیۡحَةُ فَأَصۡبَحُوا۟ فِی دِیَـارِهِمۡ جَـاثِمِینَ﴾ [هود ٦٧]
-- وقال الله عن أصحاب الأيكة الكافرين:
﴿وَإِن كَانَ أَصۡحَـابُ ٱلۡأَیۡكَةِ لَظَـالِمِینَ ٧٨﴾ [الحجر ٧٨]
-- وقال الله عن فوعون وقومه الكافرين المشركين ما يلي:
۞ ﴿ثُمَّ بَعَثۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِم مُّوسَىٰ بِـَٔایَـاتِنَاۤ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ وَمَلَإِی۟هِۦ فَظَلَمُوا۟ بِهَا فَٱنظُرۡ كَیۡفَ كَانَ عَـاقِبَةُ ٱلۡمُفۡسِدِینَ﴾ [الأعراف ١٠٣]
۞ ﴿كَدَأۡبِ ءَالِ فِرۡعَوۡنَ وَٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَذَّبُوا۟ بِـَٔایَـاتِ رَبِّهِمۡ فَأَهۡلَكۡنَـاهُم بِذُنُوبِهِمۡ وَأَغۡرَقۡنَاۤ ءَالَ فِرۡعَوۡنَۚ وَكُلࣱّ كَانُوا۟ ظَـالِمِینَ﴾ [الأنفال ٥٤]
-- وقال الله عن مشركي اليهود الذين عبدوا العجل:
﴿وَٱتَّخَذَ قَوۡمُ مُوسَىٰ مِنۢ بَعۡدِهِۦ مِنۡ حُلِیِّهِمۡ عِجۡلࣰا جَسَدࣰا لَّهُۥ خُوَارٌۚ أَلَمۡ یَرَوۡا۟ أَنَّهُۥ لَا یُكَلِّمُهُمۡ وَلَا یَهۡدِیهِمۡ سَبِیلًاۘ ٱتَّخَذُوهُ وَكَانُوا۟ ظَـالِمِینَ﴾ [الأعراف ١٤٨]
-- والله عز وجل قد تكلم عن طوائف النصارى التي اختلفت بشأن طبيعة المسيح، وقد توعد اللهُ النصارى المشركين الظالمين بأن لهم عذاباً أليماً لأنهم عبدوا المسيح حيث قال الله تعالى:
﴿وَلَمَّا جَاۤءَ عِیسَىٰ بِٱلۡبَیِّنَـاتِ قَالَ قَدۡ جِئۡتُكُم بِٱلۡحِكۡمَةِ وَلِأُبَیِّنَ لَكُم بَعۡضَ ٱلَّذِی تَخۡتَلِفُونَ فِیهِ فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِیعُونِ ٦٣ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ رَبِّی وَرَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُوهُۚ هَـٰذَا صِرَاطࣱ مُّسۡتَقِیمࣱ ٦٤ فَٱخۡتَلَفَ ٱلۡأَحۡزَابُ مِنۢ بَیۡنِهِمۡ فَوَیۡلࣱ لِّلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ مِنۡ عَذَابِ یَوۡمٍ أَلِیمٍ٦٥﴾ [الزخرف ٥٧-٦٥]
وغير ذلك من الآيات الكثيرة والكثيرة ولكني لا أريد الإطالة.
**********
والآن ، تعالوا بنا نرجع إلى الآية الكريمة من سورة العنكبوت 46 حيث تقول:
﴿وَلَا تُجَـادِلُوۤا۟ أَهۡلَ ٱلۡكِتَـابِ إِلَّا بِٱلَّتِی هِیَ أَحۡسَنُ إِلَّا ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ مِنۡهُمۡ وَقُولُوۤا۟ ءَامَنَّا بِٱلَّذِیۤ أُنزِلَ إِلَیۡنَا وَأُنزِلَ إِلَیۡكُمۡ وَإِلَـٰهُنَا وَإِلَـٰهُكُمۡ وَاحِدࣱ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ﴾ [العنكبوت ٤٦]
هذه الآية القرآنية ☝تتحدث عن طريقة معينة للحوار مع أهل الكتاب ما عدا المشركين منهم؛ أي أن الآية تستثني النصاري الثالوثيين الذين يعبدون ثلاثة أقانيم (آلهة) وهم: (الآب الإله + الابن الإله + الروح القدس الإله). فهؤلاء النصارى الثالوثيون لهم طريقة أخرى مختلفة في الحوار.
وبالتالي فإن عبارة {إلهنا وإلهكم واحد} يقولها المسلم حينما يحاور فئةً معينةً من أهل الكتاب وليس كل أهل الكتاب. فإذا كنا في حوار مع أهل الكتاب الغير مشركين ، فإننا نطبق معهم طريقة الحوار اللطيف الواردة في الآية السابقة ولكن بشرط أن يكون هؤلاء الكتابيين مسالمين وليسوا محاربين لنا ولا معادين لديننا بشراسة ؛ لأنهم إذا آذوا المسلمين فسينطبق عليهم أيضاً وصف (الظالمين)، فكلمة (الظلم) وردت أحياناً بمعنى معاداة الغير مسلمين للمسلمين؛ فمثلاً قال الله تعالى:
﴿أُذِنَ لِلَّذِینَ یُقَـاتَلُونَ بِأَنَّهُمۡ ظُلِمُوا۟ۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصۡرِهِمۡ لَقَدِیرٌ﴾ [الحج ٣٩]
فهنا ☝، يأذن الله لنا بقتال غير المسلمين الذين يظلموننا ويعتدون علينا.
والخلاصة أن آية ﴿وَلَا تُجَـادِلُوۤا۟ أَهۡلَ ٱلۡكِتَـابِ إِلَّا بِٱلَّتِی هِیَ أَحۡسَنُ إِلَّا ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ مِنۡهُمۡ وَقُولُوۤا۟ ءَامَنَّا بِٱلَّذِیۤ أُنزِلَ إِلَیۡنَا وَأُنزِلَ إِلَیۡكُمۡ وَإِلَـٰهُنَا وَإِلَـٰهُكُمۡ وَاحِدࣱ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ﴾ ، 👉هذه الآية تخبرنا بطريقة الحوار مع فئة معينة من أهل الكتاب بشرط ألا يكونوا مشركين ولا معادين للإسلام ؛ لأن مصطلح (الظالمين) يطلقه القرآن الكريم على المشركين وعلى الذين يعادون الإسلام ويحاربوننا.
وبالتالي فإن الآية السابقة لا تتحدث عن طريقة الحوار مع النصارى الثالوثيين المشركين بل هناك آيات أخرى خصصها القرآن الكريم للحديث عن النصارى الثالوثيين المشركين.
**********
وحتى لو افترضنا أن عبارة {إلهنا وإلهكم واحد} تتحدث عن إله النصارى المشركين، فلن يكون المقصود من العبارة أن إله النصارى المشركين هو نفس إله المسلمين بل سيكون المقصود من العبارة أننا يجب أن نُوحِّد الله ولا نشرك به ، ولا يجب أن نعتبر الإله أقانيم متعددة كما يفعل النصارى الثالوثيين المشركين. وسيكون المقصود من العبارة أن الله يهدم عقيدة التثليث عند هؤلاء النصارى الوثنيين حيث تخبرهم العبارة القرآنية أن الإله ليس ثالوثاً كما يعتقد النصارى الثالوثيين. وهذه النقطة قد فسرتها آيات أخرى من القرآن الكريم حيث قال الله تعالى:
۞ ﴿ٱتَّخَذُوۤا۟ أَحۡبَارَهُمۡ وَرُهۡبَـانَهُمۡ أَرۡبَابࣰا مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلۡمَسِیحَ ٱبۡنَ مَرۡیَمَ وَمَاۤ أُمِرُوۤا۟ إِلَّا لِیَعۡبُدُوۤا۟ إِلَـٰهࣰا وَاحِدࣰا لَّاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَۚ سُبۡحَـانَهُۥ عَمَّا یُشۡرِكُونَ﴾ [التوبة ٣١]
۞ ﴿لَّقَدۡ كَفَرَ ٱلَّذِینَ قَالُوۤا۟ إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةࣲۘ وَمَا مِنۡ إِلَـٰهٍ إِلَّاۤ إِلَـٰهࣱ وَاحِدࣱۚ وَإِن لَّمۡ یَنتَهُوا۟ عَمَّا یَقُولُونَ لَیَمَسَّنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مِنۡهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمٌ﴾ [المائدة ٧٣]
۞ ﴿یَـٰۤأَهۡلَ ٱلۡكِتَـابِ لَا تَغۡلُوا۟ فِی دِینِكُمۡ وَلَا تَقُولُوا۟ عَلَى ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡحَقَّۚ إِنَّمَا ٱلۡمَسِیحُ عِیسَى ٱبۡنُ مَرۡیَمَ رَسُولُ ٱللَّهِ وَكَلِمَتُهُۥۤ أَلۡقَاهَاۤ إِلَىٰ مَرۡیَمَ وَرُوحࣱ مِّنۡهُۖ فَـَٔامِنُوا۟ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦۖ وَلَا تَقُولُوا۟ ثَلَاثَةٌۚ ٱنتَهُوا۟ خَیۡرࣰا لَّكُمۡۚ إِنَّمَا ٱللَّهُ إِلَـٰهࣱ وَاحِدࣱۖ سُبۡحَـانَهُۥۤ أَن یَكُونَ لَهُۥ وَلَدࣱۘ لَّهُۥ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِۗ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِیلࣰا﴾ [النساء ١٧١]
فالآيات الثلاثة السابقة وردت فيها عبارة [إله واحد] ، والمقصود منها أن القرآن الكريم يهدم عقيدة الثالوث عند هؤلاء النصارى المشركين وليس المقصود أن إله هؤلاء النصارى هو نفس إله المسلمين.
-- وأمر الله نبيه بمخاطبة البشر وإخبارهم أن إله الكون هو إله واحد وليس متعدداً كما يظنون حيث قال الله تعالى:
۞ ﴿إِنَّ إِلَـٰهَكُمۡ لَوَاحِدࣱ﴾ [الصافات ٤]
۞ ﴿قُلۡ أَیُّ شَیۡءٍ أَكۡبَرُ شَهَـادَةࣰۖ قُلِ ٱللَّهُۖ شَهِیدُۢ بَیۡنِی وَبَیۡنَكُمۡۚ وَأُوحِیَ إِلَیَّ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ لِأُنذِرَكُم بِهِۦ وَمَنۢ بَلَغَۚ أَىِٕنَّكُمۡ لَتَشۡهَدُونَ أَنَّ مَعَ ٱللَّهِ ءَالِهَةً أُخۡرَىٰۚ قُل لَّاۤ أَشۡهَدُۚ قُلۡ إِنَّمَا هُوَ إِلَـٰهࣱ وَاحِدࣱ وَإِنَّنِی بَرِیۤءࣱ مِّمَّا تُشۡرِكُونَ﴾ [الأنعام ١٩]
-- وأمر الله نبيَه محمداً بأن يخاطب الناس وأن يقول لهم:
۞ ﴿قُلۡ إِنَّمَاۤ أَنَا۠ بَشَرࣱ مِّثۡلُكُمۡ یُوحَىٰۤ إِلَیَّ أَنَّمَاۤ إِلَـٰهُكُمۡ إِلَـٰهࣱ وَاحِدࣱ فَٱسۡتَقِیمُوۤا۟ إِلَیۡهِ وَٱسۡتَغۡفِرُوهُۗ وَوَیۡلࣱ لِّلۡمُشۡرِكِینَ﴾ [فصلت ٦]
۞ ﴿قُلۡ إِنَّمَا یُوحَىٰۤ إِلَیَّ أَنَّمَاۤ إِلَـٰهُكُمۡ إِلَـٰهࣱ وَاحِدࣱۖ فَهَلۡ أَنتُم مُّسۡلِمُونَ﴾ [الأنبياء ١٠٨]
۞ ﴿وَقَالَ ٱللَّهُ لَا تَتَّخِذُوۤا۟ إِلَـٰهَیۡنِ ٱثۡنَیۡنِۖ إِنَّمَا هُوَ إِلَـٰهࣱ وَاحِدࣱ فَإِیَّـٰیَ فَٱرۡهَبُونِ﴾ [النحل ٥١]
۞ ﴿قُلۡ إِنَّمَاۤ أَنَا۠ بَشَرࣱ مِّثۡلُكُمۡ یُوحَىٰۤ إِلَیَّ أَنَّمَاۤ إِلَـٰهُكُمۡ إِلَـٰهࣱ وَاحِدࣱۖ فَمَن كَانَ یَرۡجُوا۟ لِقَاۤءَ رَبِّهِۦ فَلۡیَعۡمَلۡ عَمَلࣰا صَـالِحࣰا وَلَا یُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦۤ أَحَدَۢا﴾ [الكهف ١١٠]
۞ ﴿أَمۡ كُنتُمۡ شُهَدَاۤءَ إِذۡ حَضَرَ یَعۡقُوبَ ٱلۡمَوۡتُ إِذۡ قَالَ لِبَنِیهِ مَا تَعۡبُدُونَ مِنۢ بَعۡدِیۖ قَالُوا۟ نَعۡبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ ءَابَاۤىِٕكَ إِبۡرَاهِـۧمَ وَإِسۡمَـاعِیلَ وَإِسۡحَـاقَ إِلَـٰهࣰا وَاحِدࣰا وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ﴾ [البقرة ١٣٣]
۞ ﴿وَإِلَـٰهُكُمۡ إِلَـٰهࣱ وَاحِدࣱۖ لَّاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلرَّحۡمَـٰنُ ٱلرَّحِیمُ﴾ [البقرة ١٦٣]
والخلاصة أننا لو افترضنا أن عبارة {إلهنا وإلهكم واحد} تتحدث عن إله النصارى ، فإن المقصود من الآية إخبار هؤلاء النصارى بأن إلههم ليس ثالوثاً وليس مثلثَ الأقانيم كما يظنون بل هو إله واحد.
=====================
إلى هنا ، أكون قد فندتُ الشبهة بالكامل بفضل الله عز وجل
لا تنسوا نشر المقال أو نسخه
لا تنسونا من صالح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته