الرد على شبهة {إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان} - وهل تتناقض الآية مع صعود رواد الفضاء للفضاء

الرد على شبهة: هل القرآن نفى صعود البشر للفضاء ، وما معنى آية {إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان} - العلم
3 دقيقة قراءة

 مضمون الشبهة:

يزعم أعداء الإسلام أن القرآن يخالف العلم والواقع ؛ حيث يزعم أعداء الإسلام أن القرآن نفى إمكانية صعود البشر للفضاء بالرغم من أننا سمعنا عن أن رواد الفضاء صعدوا للفضاء مؤخراً. ويستشهد أعداء الإسلام بالآية التالية:

﴿یَـا مَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ إِنِ ٱسۡتَطَعۡتُمۡ أَن تَنفُذُوا۟ مِنۡ أَقۡطَارِ ٱلسَّمَـاوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِ فَٱنفُذُوا۟ۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلۡطَـانࣲ﴾ [سورة الرحمن ٣٣]

--------------------------------------

الرد على هذه الشبهة السخيفة:

أولاً: 

الآية السابقة لم تنكر الصعود للفضاء الخارجي المحيط بالأرض بل الآية تتكلم عن النفاذ من أقطار السموات؛ أي تتكلم عن الخروج خارج الكون وتخطي السموات السبع، والإنسان العادي حتى الآن لم يستطع النفاذ خارج الكون أصلاً.

كل ما فعله رواد الفضاء هو أن صعدوا للفضاء الخارجي المحيط بالأرض ، وهم كـ(بشر) يتجولون على مقربة من الأرض أصلاً حيث لا يستطعون الابتعاد كثيراً عن الأرض، وهؤلاء الرواد لم يستطيعوا أن يتعدوا حدود هذه المجرة ولم ينفذوا منها، فما بالك بباقي الكون؟! 

إن أبعد نقطة وصل لها رواد الفضاء كان وصولهم للقمر التابع للأرض ، ولم يستطيعوا النفاذ من أقطار هذه المجرة ، فما بالك بباقي الكون؟!

فأين هو نفاذ رواد الفضاء من أقطار السموات وأين تخطيهم لحدود الكون؟!


وأما الجزء الآخر من الآية القرآنية، فهو يتكلم عن النفاذ من أقطار الأرض ، وأقطار الأرض بحسب الاصطلاح العلمي هي الخطوط التي تقسم الأرض إلى نصفين بحيث يمر أي خط بمركز الأرض الحار كما بالشكل التالي👇

الرد على شبهة {إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان} - وهل تتناقض الآية مع صعود رواد الفضاء للفضاء

ولحد الآن ، لم يستطع أحد من البشر أن ينفذ من خلال قطر الأرض ولا أن يخرج من الجانب الآخر؛ فهذا الأمر صعب جداً على البشر؛ لأنك ستحتاج إلى حَفر نفق بعمق أكثر من 12,000كم ، ثم إن باطن الأرض به حرارة عالية تصل إلى 6000 درجة مئوية وهي تقريباً نفس حرارة الشمس، وبالتالي فإن أي جهاز للحفر سيذوب حينها، ثم إن الضغط في باطن الأرض هائل جدًا؛ ففي مركز الأرض، يُقدَّر الضغط بأنه 3.6 مليون ضعف الضغط الجوي عندنا على السطح؛ وبالتالي أي نفق أو آلة حفر ستنهار بسبب هذا الضغط الهائل، ثم إنه يصعب بناء نفق يمر خلال اللب الخارجي؛ فهو به حديد ونيكل منصهران، والمادة المنصهرة مائعة ولا تَثبت مكانها.

إن أعمق حفرة صنعها الإنسان هي بئر كولا العميق في روسيا، وعمقها يصل فقط لحوالي 12كم، وهذا لا يمثل حتى 1% من قطر الأرض!

وقد واجه العمال في حفر ذلك البئر مشاكل ضخمة مثل الحرارة العالية جدًا والمعدات التي تذوب، ولهذا لم يستطعيوا إكمال الحفر ولم ينفذوا من قطر الأرض.

وحتى لو افترضنا أنك ستحفر نفقاً يمر بقطر الأرض ، فإنك فيزيائياً لن تستطيع الصعود على سطح الأرض مجدداً؛ لأنك عندما تسقط في النفق فإنك ستسقط بسرعة وستزداد سرعتك كلما اقتربت من مركز الأرض وبمجرد أن تتخطى نقطة المركز ستبدأ سرعتك في التباطأ متحركاً حتى تقترب من الجانب الآخر للأرض ثم ستنجذب مرة أخرى باتجاه مركز الأرض وتتكرر نفس العملية ، وهكذا ستظل مثل البندول ذهاباً وإياباً داخل النفق ولن تخرج منه إلا برفعك عبر معدات. 


والخلاصة أنه يصعب المرور من قطر الأرض.


=================

ثانياً:

الآية القرآنية تقول أن الإنسان إذا حاول أن ينفذ من أقطار السموات والأرض فسيحتاج إلى سلطان، والسلطان هنا يُقصَد به هنا القوة الجبارة. 

ولحد الآن ، فإن الإنسان لم يمتلك القوة الجبارة الكافية لعبور أقطار السماوات والأرض.

================

ثالثاً: 

الهدف من الآية القرآنية هو أن الله أراد أن يخبر الجن والإنس أنهم لا يستطيعون الهروب من قدر الله وسلطته عليهم؛ فالله خلقهم في هذا الكون وهم لا يستطيعون الهروب منه.

==================

إلى هنا أكون قد فندت الشبهة بفضل الله تعالى

لا تنسوا نشر المنشور أو نسخه

لا تنسونا من صالح دعائكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا
حقوق النشر © 2025 درب السعادة 🥀 جميع الـمواد متاحـة لك
x