سنتكلم اليوم عن أحد العلماء المسلمين الذين أناروا الدنيا بعلمهم ، وكان له دور بارز في مجال الرياضيات ، بالإضافة إلى أبحاثه العلمية التي ساهمت في تطور الذكاء الاصطناعي اليوم.
معنا اليوم العالم الرياضي/ يحيى بن حامد ، الذي وُلِدَ تقريباً في سنة 1947م في مدينة أطار شمال موريتانيا، وقد اشتهرت عائلته بكثرة العلماء والقضاة والمؤرخين والشعراء والأدباء، فنشأ نشأة علمية بينهم، وظهرت عليه علامات النبوغ وهو ما يزال صغيراً.
***************
التربــية والدراسة:
في طفولته حفظ القرآن الكريم ، ودرس المتون المحظرية الأساسية مثل: العقيدة والفقه والشِعر والنحو وعلم الحساب وغيرها ، ثم التحق بالمدرسة الابتدائية سنة 1959م واختصرها في ثلاث سنوات، ثم التحق سنة 1962م بمعهد أبي تلميت حيث كان أصغر طالب فيه.
وفي سنة 1962م سافر إلى القاهرة في بعثة دراسية، حيث حصل على الثانوية العامة، ودخل الجامعة وتخرج بشهادة بكالوريوس في الرياضيات سنة 1970م، ثم حصل على دكتوراه دولة مع التبريز في فرنسا سنة 1980م.
***********
الوظائف:
في الفترة ما بين 1970 - 1975م تولى تدريس مادتي الرياضيات والفيزياء في الثانوية الوطنية، حيث كان مِن ألمع الشخصيات المؤثرة في عالم التدريس آنذاك. وفي سنة 1979م بدأ رحلته البحثية بالمركز الفرنسي للأبحاث العلمية (CNRS).
وفي سنة 1981م تمت ترقيته إلى باحث من الدرجة الأولى بالمركز وظل أحد أبرز الباحثين فيه. وبجانب عمله البحثي فإنه عمل أستاذاً محاضراً في عدد من الجامعات العالمية في: فرنسا وإسبانيا وألمانيا وكندا وأميركا واليابان وفنزويلا والهند.
**************
أبحاثه ومؤلفاته العلمية:
بعد 35 سنة من الجهد العلمي ترك يحيى بن حامد ما يقرب من مائة بحث علمي منشور في أشهر المجلات العالمية المتخصصة، وقد ضمت أبحاثه نظريات مختلفة في علم الأعداد وحالات الاندماج، وأبحاث تتصل بحقول علمية شتى.
وقدمت أبحاثُه حلولاً لعدد من المشاكل المعقدة في مجال الرياضيات، ولذا وصفه عالم الرياضيات الفرنسي (لاس فرناس) بأنه: [واحد من اثنين هما أكبر عارفين بموضوع البحث الأولي وقابلية ارتباط الرسوم البيانية في العالم].
وللعالم يحيى بن حامد حوالي مائة ورقة علمية، بعضها كان بالتشارك مع زملاء مرموقين، كما تشير صفحته على الموقع العالمي ResearchGate. واللافت للنظر أن إنتاجه العلمي لم يتوقف حتى بعد وفاته بل نُشرَت 5 ورقات علمية بين عامي 2011 و2013م باسمه بين الباحثين المحررين.
في سنواته الأولى من البحث العلمي، ركز البروفسور الموريتاني يحيى بن حامد على نظريات المخططات حيث خصَّص ما يقارب الثلاثين ورقة حول هذا الجزء من الرياضيات المتقطعة فاستطاع في سنة 1978م برهنة صِدق فرضية كاكسيتا- هاجكفست في حال بيانات القمم المزاحة. وله أيضاً نظريات في علم الأعداد وفي حالات الاندماج ، ومن إنجازاته ذائعة الصيت أنه استطاع البرهنة بالتعاون مع زميله Silva da Dias. A. J علي فرضية اردوس- هيلبرون التي نُشرت سنة 1994م في مجلة الجمعية اللندنية للرياضيات بعنوان:
Cyclic spaces for Grassmann derivatives and additive theory
كان العالِم يحيى بن حامد شغوفاً بالتحديات والمسائل المفتوحة التي يطرحها علماء الرياضيات الكبار، وكان مِن آخر إنجازاته أنه استطاع البرهنة على نظرية كينسير سنة 2010م ؛ حيث يجيب على تساؤل صعب وضعه العالم الياباني-الأسترالي الفذ (تيرنس تاو) ، ويتعلق السؤال ببعض جوانب نظرية كيسنير في الزمر المتنافرة. ولذا احتفى الوسط الرياضياتي بالعالم يحيى بن حامد كثيراً.
وفي عام 2001م، كان يحيى بن حامد أول مَن يتسلم جائزة شنقيط في فرع العلوم والتقنيات في نسختها الأولى ، وقد سَلَّمها له الرئيسُ الموريتانيُ (معاوية بن الطايع) تكريماً لأعماله حول نظرية الأعداد.
وتشير قاعدة البيانات الدولية الألمانية التي تعرض أعمال جميع الباحثين في الرياضيات إلى أن أبحاث يحيى بن حامد تمت الإحالة إليها في 25 فرعاً من فروع الرياضيات، وتتصل نظرياته عموماً بحقول علمية شتى يمكن تطبيقها علي علم الإحصاء والاحتمالات كما تتصل جوانبه الرقمية بالمغاليق المعلوماتية وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
******************
وفاته وسبب الموت:
توفي العالِم يحيى بن حامد يوم 11 مارس 2011م في باريس بسبب تسمم في الدم، ولم يستبعد بعض أفراد عائلته أن موته ربما يكون بسبب اغتياله.
وفي النهاية نختم كلامنا بأن العالم يحيى بن حامد كان معروفاً بالهدوء واعتزازه بثقافته الإسلامية لدرجة أنه لم يشأ الحصول على الجنسية الفرنسية التي عُرِضت عليه أكثر من مرة حسبما أكد المقربون منه.
===================
مقالات أخرى ذات صلة عن إنجازات علماء مسلمين في عصرنا الحالي:
https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/p/blog-page_6.html