الرد على شبهة لماذا كتب المصحف (مصيطر) بدلاً من (مسيطر) وكلمة (صراط) وكلمة (بصطة) و(بسطة) ،

الرد على شبهة الأخطاء اللغوية والإملائية في القرآن الكريم ، ولماذا كتب المصحف كلمة (مصيطر) بدلاً من (مسيطر) ، ولماذا كتبت كلمة (بصطة) ومرة أخرى (بسطة)

مضمون الشبهة:

يزعم أعداء الإسلام أن القرآن به أخطاء لغوية ، ويستشهد أعداء الإسلام بأن المصحف مكتوب فيه كلمة (مصيطر) بدلاً من (مسيطر) في سورة الطور والغاشية، وكذلك كُتبَت كلمة (بصطة) في سورة الأعراف بدلاً من (بسطة)

-------------------------------------

الرد على هذه الشبهة السخيفة:

مشكلة أعداء الإسلام أنهم جهلاء باللغة العربية مما يجعلهم يخرفون ويطعنون في القرآن الكريم بدون دليل قوي.

في اللغة العربية، إذا جاء حرف السين في كلمة وكان بعد السين حرف الطاء ، فيجوز قلب السين إلى صاد أو أن تترك حرف السين كما هو، وهذا ما أشار إليه العديد من علماء اللغة العربية قديماً. وكانت هناك قبائل عربية تستخدم هذا الأسلوب في النطق مثل بني تميم. ولذلك ستلاحظ أن المصحف استخدم كلمة (بسطة) مرة ، ومرة أخرى استخدم (بصطة)؛ لأن كليهما جائز لغوياً.

* يقول العلَّامة اللغوي المُلقَب بـ(الأزهري) في كتابه (تهذيب اللغة) ١٢/‏٩٤ — ما يلي:

[قلتُ:.... وَأما الصِّراط والبَسْط والمُصَيْطِر، فَأصل هَذِه الصادات سِينٌ قُلِبت مَعَ الطَّاء صادًا لقُرب مَخارجِها.]


* ويقول إبراهيم الحربي في كتابه (غريب الحديث) ٣/‏١١٢٤ ما يلي:

[وَيَجُوزُ: يَبْسُقُ وَيَبْصُقُ ، كُلُّ حَرْفٍ فِيهِ سِينٌ بَعْدَهَا قَافٌ أَوْ طَاءٌ أَوْ غَيْنٌ، فَجَائِزٌ أَنْ تَجْعَلَ مَكَانَ السِّينِ صَادًا، فَيَجُوزُ: سَطْرٌ وَصَطْرٌ، وَسَخْرٌ وَصَخْرٌ، وَسُدْغٌ وَصُدْغٌ، وَسَقَرُ وَصَقَرُ وَزَادُوا فِي الْقَافِ وَزَقَرُ، وَكَذَلِكَ بَسَقَ وَبَصَقَ وَبَزَقَ، كَمَا قَالَ الشاعر:

[البحر الخفيف]

وَإِذَا مَا الْأَكَسُّ شُبِّهَ بِالْأَرْوَقِ عِنْدَ الْهَيْجَا وَقَالَ الْبُسَاقُ

وَقَالَ رُؤْبَةُ:

[البحر الرجز]

فَبَاتَ وَالنَّفْسُ مِنَ الْحِرْصِ الْفَشَقْ ... فِي الزَّرْبِ لَوْ يَمْضَغُ شَرْبًا مَا بَصَقْ]


* وقال الأديب/ ابن خلكان في كتاب (وفيات الأعيان) ٥/‏٤٠٣ — ما يلي:

[قلتُ أنا: والذي ذكره أرباب اللغة في جواز إبدال الصاد من السين: أن كل كلمة فيها سين، وجاء بعدها أحد الحروف الأربعة وهي: الطاء والخاء والغين والقاف - فيجوز إبدال السين بالصاد، فنقول في «السراط» الصراط، وفي «سخَّر لكم» صخَّر، وفي «مسغبة» مصغبة، وفي «سيقل» صيقل، وقِس على هذا كله]


* وقال بطال الركبي في كتاب (النظم المستعذب) ١/‏٢٩ — ما يلي:

[*حَتَّى إِذَا صَرَّ الصِّمَاخَ الأصْمَعَاَ* ، يُقَالُ بالسِّينِ وَالصَّادِ، وَكَذَا: الصُّدْغُ؛ لِأنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ اجْتَمَعَ فِيهَا السِّينُ وَالْخَاءُ، أوْ الْغَيْنُ أوِ الْقَافُ، أو الطَّاءُ، وَتَقَدَّمَتِ السَّينُ، وَكَوْنُ الحُرُوفِ بَعْدَهَا: وَلَا يُبَالَى أَثانِيَةً كَانَتْ أمْ ثَالِثَةً أمْ رَابِعَةً بَعْدَ أنْ تَكُونَ بَعْدَهَا - هَذَا قَوْلُ قُطْرُبٍ فَإنَّهُ يَجُوزُ إبْدَالُ السَّينِ صَادًا، نَحْوُ سَطَا، وَصَطَا، وَالسِّرَاط وَالصِّرَاط ، وَسَاغَ الطعَامُ وَصَاغَ، وَسَبَغ وَصَبَغ، وَالسَّاخَّةُ والصَّاخَّةُ والسَّقْرُ والصُقْرُ، وَهِىَ لُغَةُ قَوْم مِنْ بَنِى تَمِيمٍ، يُقَالُ لهُمْ: بَلْعَنْبَرُ] 

ونفهم من هذا الكلام السابق أن حرف السين إذا جاء في كلمة ما ، وكان بعده حرف الطاء أو القاف أو الغين أو الخاء، فيجوز لغوياً أن يُقلَب حرف السين إلى صاد ، نظراً لقرب مخرجهما.


وحتى العالم اللغوي الشهير الملقَب بــ(الفَرَّاء) لم ينتقد كلمة (مصيطر) بل أشار إلى أنه من الصواب قراؤتها سواء بالصاد أو السين

* يقول العلَّامة اللغوي/ الفراء - في كتاب (معاني القرآن) ٣/‏٢٥٨ — ما يلي:

[وقوله ﷿: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بمسيطر} أي بمسلّط، وفي الكتاب {بِمُصَيْطِرٍ}، و{الْمُصَيْطِرُونَ}: بالصاد والقراءة بالسين، ولو قرئت بالصاد كَانَ مَعَ الكتاب وكان صوابًا.]


* وقال العلامة اللغوي/ الزَجَّاج - في كتابه (معاني القرآن وإعرابه) ٥/‏٦٦ — ما يلي: 

[وقوله ﷿: {أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ} ؛ المصيطرون: أي الأرباب المتسَلِّطونَ.

يقال: قد سيطر علينا وتسيطر وتسيطر، بالسين والصّاد.

والأصل السين، وكل سين بعدها طاء يجوز أن تقلب صادًا، تقول: سيطر

وصيطر، وسطا وصَطا.]


* ويقول الأديب الشاعر/ ابن حجة الحموي - في كتاب (ثمرات الأوراق في المحاضرات) ١/‏١١٦ — ما يلي:

[والذي ذكره أرباب اللغة في جواز إبدال الصاد من السين أنه في كل كلمة كان فيها سين وجاء بعدها أحد الحروف الأربعة وهي: الطاء والخاء والغين والقاف؛ فتقول الصراط والسراط ، وفي (سخَّر لكم) صخَّر لكم ، وفي (مسغبة) مصغبة وفي (سيقل) صيقل ، وقِس على هذا.]

ونفس الكلام السابق ذكره محمد الخضر الشنقيطي في كتاب (كوثر المعاني الدراري) ٤/‏٣٠٠ 


* ويقول المقرئ/ أبو العلاء الكرماني - في كتاب (مفاتيح الأغاني في القراءات والمعاني) صفحة 97 —  ما يلي:

[قوله تعالى: (الصِّرَاطَ)، وفي الصراط أربع لغات (السِّراط) بالسِّين وهو الأصل، وبالصاد لمجيء الطاء بعدها، وبالزاي الخالصة، وبإشمام الصاد الزاي، كل ذلك قد قُرئ به ومثله: صندوق وزندوق وسندوق.]


* وقال الأديب والعلَّامة اللغوي/ ابن منظور - في كتاب (لسان العرب) ٤/‏٤٥٦ — ما يلي:

[وَزَادَهُ بصْطَةً ومُصَيْطِر، بِالصَّادِ وَالسِّينِ، وأَصل صَادِهِ سِينٌ قُلِبَتْ مَعَ الطَّاءِ صَادًا لِقُرْبِ مَخارجها.]


* وقال الإمام المفسر/ ابن أبي زمنين في كتاب (تفسير القرآن العزيز) ٤/‏٣٠١ — ما يلي:

[والأصْلُ السِّين ، وكل سين بعْدهَا طاءٌ يجوز أَن تُقلَب صادًا.]


* وقال اللغوي الشهير/ ابن خالويه - في كتاب (إعراب ثلاثين سورة) -صفحة 28 —  ما يلي:

[وفي الصراط أربع لغات: السراط بالسين وهو الأصل، وبالصاد لمجئ الطاء بعدها ، وبالزاي الخالصة، وبإشمام الصاد الزاي، كل ذلك قد قرئ به؛ ومثله: سندوق وصندوق وزندوق]


* وقال العالم اللغوي/ مرتضى الزبيدي - في كتابه (تاج العروس من جواهر القاموس) ١٢/‏٣١٤ — ما يلي:

[ومُصَيْطِرٌ، بالصَّاد وَالسِّين، وأَصل صَاده سين قُلِبَت مَعَ الطّاءِ صادًا: لقرب مَخارِجها.]


* وقال الأستاذ/ محمد عقيلة - في كتابه (الزيادة والإحسان في علوم القرآن) ٤/‏٢٤٠ — ما يلي:

[وكل سين بعدها طاء، أو قاف، أو خاء، أو غين، جاز قبلها صاداً، أو زاياً، لما بينهما من مجانسة الاستعلاء، واتحاد المخرج.]


* ويقول الإمام الطاهر بن عاشور - في كتاب (التحرير والتنوير) ٢٧/‏٧١ — ما يلي:

[وَالْمُصَيْطِرُ: يُقَالُ بِالصَّادِ وَالسِّينِ ...... وَإِبْدَالُ السِّينِ صَادًا لُغَةٌ فِيهِ مِثْلُ الصِّرَاطِ وَالسِّرَاطَ.]


* وقال الإمام/ أبو شامة المقدسي في كتاب (إبراز المعاني من حرز الأماني) ١/‏٧١ — ما يلي:

[وأصل كلمة السراط السين والصاد بدل منها لأجل قوة الطاء ، ومَن أشَّمها زاياً بالغ في المناسبة بينهما وبين الطاء]


* وقال الأستاذ الدكتور/ عطية قابل نصر - في كتابه (غاية المريد في علم التجويد) ١/‏٢٩١ — ما يلي:

[سادسًا: «المصيطرون» من قوله تعالى: ﴿أَمْ هُمُ الْمُصيْطِرُونَ﴾ ٤ بالطور، تُقرَأ بالصاد أو السين. والنطق بالصاد أشهر.]


* وقال المفسر/ أبو بكر الحداد في (تفسير الحداد) ٦/‏١٢٩ — ما يلي:

[ويقرأ «(المصيطرون)» بالصاد، والأصل فيه السّين، إلاّ أنّ كلّ سين بعدها (طاء) (٢) يجوز أن تُقلَب صاداً]


* وقال الإمام/ أبو الليث السمرقندي في كتابه (بحر العلوم) ١/‏١٦٠ — ما يلي:

[وفي كل موضع يكون الصاد قريبًا من الطاء، جاز أن يقرأ بالسين وبالصاد مثل المصيطرون ومثل: الصراط، لأنه يشتد فرق الصاد عند ذلك فيجوز القراءة بالسين.]


والخلاصة أنه في اللغة العربية يجوز قلب السين إلى صاد إذا جاء بعدها حرف الطاء أو الخاء أو الغين أو القاف ، ويجوز أن تترك السين كما هي ، ولذلك ستلاحظ أن المصحف استخدم كلمة (بسطة) مرة ، ومرة أخرى استخدم (بصطة).

===============

إلى هنا ، أكون قد فندت الشبهة بالكامل بفضل الله تعالى

لا تنسوا نشر المقال أو نسخه

لا تنسونا من صالح دعائكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا
حقوق النشر © درب السعادة 🥀 جميع الـمواد متاحـة لك
x