مضمون الشبهة:
يزعم المسيحيون الكذابون أن النبي محمد كان ذا هوس بحيض النساء وأنه كان يتلطخ بدم حيضهن وأنه كان يجامع زوجاته في مهبلهن أثناء فترة الحيض. ويستدل المسيحيون بعض الروايات التي سنذكرها لكم ثم سنعلق عليها
أولاً: يستدل المسيحيون بالحديث التالي:
[حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ بْنِ غَانِمٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ زِيَادٍ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غُرَابٍ ، قَال : إِنّ عَمَّة لَهُ حَدَّثَتْهُ ، أَنَّهَا سَأَلَتْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : إِحْدَانَا تَحِيضُ وَلَيْسَ لَهَا وَلِزَوْجِهَا إِلَّا فِرَاشٌ وَاحِدٌ ، قَالَتْ: " أُخْبِرُكِ بِمَا صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ ، دَخَلَ لَيْلاً وَأَنَا حَائِضٌ ، فَمَضَى إِلَى مَسْجِدِهِ ، قَالَ أَبُو دَاوُد : تَعْنِي مَسْجِدَ بَيْتِهِ ، فَلَمْ يَنْصَرِفْ حَتَّى غَلَبَتْنِي عَيْنِي وَأَوْجَعَهُ الْبَرْدُ ، فَقَالَ : ادْنِي مِنِّي ، فَقُلْتُ : إِنِّي حَائِضٌ ، فَقَالَ : وَإِنْ ، اكْشِفِي عَنْ فَخِذَيْكِ ، فَكَشَفْتُ فَخِذَيَّ فَوَضَعَ خَدَّهُ وَصَدْرَهُ عَلَى فَخِذِي وَحَنَيْتُ عَلَيْهِ حَتَّى دَفِئَ وَنَامَ"]
وأنا أرد وأقول:
أولاً: الحديث السابق هو حديث ضعيف أصلاً ولم تَثبت نسبته إلى النبي ؛ فالراوي الذي روى هذا الحديث هو عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، وهو راوٍ غير موثوق وقد ضعَّفه معظم علماء الحديث بسبب روايته لأحاديث مُنكَرَة، وقد وصفه الإمام ابن حبان بأنه يروي الأحاديث المكذوبة.
وكذلك نلاحظ أن الحديث السابق مروي من خلال عمة عمارة بن غراب ، وهي امرأة مجهولة وليس لها أي توثيق في كتب الجرح والتعديل.
وكذلك الراوي عمارة بن غراب نفسه هو راوٍ مجهول كما قال الإمام ابن حجر ، وقد ضعَّفه كلاً من الإمام أحمد بن حنبل والذهبي.
والخلاصة أن الحديث السابق هو حديث ضعيف ولم تَثبت نسبته إلى النبي محمد. والمسلمون لا يحتجون إلا بالحديث الصحيح.
وحتى لو افترضنا أن الحديث السابق حديث صحيح، فإن الحديث ليس به أي شيء مشين ؛ فالحديث يقول أن النبي وضع خده على فخذ زوجته، أي أنه لم يتلطخ بدم حيضها؛ فكلنا يعرف أن المرأة تحيض من مهبلها وليس من فخذها، وأنت تعلم جيداً أن فخذ المرأة لا يخرج منه دم الحيض بل هو عضو عادي طاهر.
والهدف من الحديث السابق هو توضيح أن أطراف المرأة ليست نجسة في فترة الحيض ، ولذلك يمكن للزوج أن يلمس يد زوجته أو فخذها طالما أنه لن يُجامِعها في عضوها التناسلي.
أما الكتاب المقدس الذي يؤمن به اليهود والمسيحيون فإنه ينص على أن المرأة بالكامل تكون نجسة في فترة الحيض وأنها تنجس أي شيء تلمسه لدرجة أنها تنجس أثاث البيت بمجرد أن تلمسه بيدها ، ولذلك لا بد للزوج أن يهجرها كلياً حتى لا يتنجس منها بحسب الكتاب المقدس!!!
============
الشبهة الثانية:
يستدل المسيحيون بالحديث التالي من صحيح البخاري:
[حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، سَمِعَ زُهَيْرًا ، عَنْ مَنْصُورِ ابْنِ صَفِيَّةَ ، أَنَّ أُمَّهُ حَدَّثَتْهُ ، أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهَا أَنّ النَّبِيَّ كَانَ يَتَّكِئُ فِي حَجْرِي وَأَنَا حَائِضٌ ، ثُمَّ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ.]
وأنا أرد عليهم وأقول:
الحديث السابق يتكلم عن الحِجر، والحِجر في اللغة العربية هو الحضن. والحضن لا يخرج منه دم الحيض أصلاً بل دم الحيض يخرج من المهبل بالأسفل.
ثم إن الحديث السابق لم يذكر أن السيدة عائشة كانت عارية بل ظاهر الحديث يشير إلى أنها كانت بملابسها، وبالتالي لن يتلطخ النبي بدم الحيض.
وكذلك الحديث لم يذكر أن النبي كان يجامع زوجته حينها بل الحديث ذكر فقط أنه اتكئ في حضنها ، وهذا شيء مباح له فهي زوجته.
والهدف من الحديث السابق هو توضيح أن المرأة ليست نجسة في فترة الحيض بل يمكن لزوجها أن يجلس معها.
===========
الشبهة الثالثة:
يستدل المسيحيون بالحديث التالي من صحيح مسلم:
[حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، وَإِسْحَاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ إِسْحَاق : أَخْبَرَنَا ، وَقَالَ الآخَرَانِ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ الأَسْوَدِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ: " كَانَ إِحْدَانَا إِذَا كَانَتْ حَائِضًا ، أَمَرَهَا رَسُولُ اللَّهِ فَتَأْتَزِرُ بِإِزَارٍ ، ثُمَّ يُبَاشِرُهَا.]
وأنا أرد وأقول:
الحديث السابق لم يذكر أن النبي جامع زوجته في عضوها التناسلي بل الحديث ذكر (المباشرة) فقط. وكلمة (المباشرة) في اللغة العربية تعني (لمس البشرة)، فما علاقة ذلك بالجماع داخل المهبل؟!
أصلاً، الحديث لم يتكلم عن الجماع بل تكلم عن المباشرة أي عن لمس البشرة. وأنت إذا دققت في الحديث فستجد أن الحديث يشير إلى أن زوجة النبي كانت تلبس إزاراً وقت المباشرة. والإزار في اللغة العربية يعني ثوب يُلبَس على النصف السفلي، وهذا يعني أن زوجة النبي كانت تستر أعضاءها التناسلية وتستر نصفها السفلي؛ نظراً لأن النبي لن يقترب من أعضائها التناسلية في فترة الحيض حتى لا يتلطخ بدم الحيض بل هو فقط يلمس بشرتها بعيداً عن أعضائها التناسلية.
والخلاصة من الكلام السابق أن المسيحيين لا يفهمون اللغة العربية بل يهبدون كلاماً من خيالهم.
ثم إنني أستعجب من المسيحي الذي يسخر من الأحاديث النبوية في حين أن كتابه المقدس مليء بالجنس في سِفر نشيد الإنشاد وحزقيال.
=======================
إلى هنا ، أكون قد فندت الشبهة بفضل الله تعالى
لا تنسوا نشر المقال أو نسخه
لا تنسونا من صالح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته