مضمون الشبـهة:
يزعم أعداء الإسلام أنه حصل تحريف في القرآن بسبب وجود زيادات ونقصان في مصحف الصحابي (أبو موسى الأشعري)، ويستشهد أعداء الإسلام بالرواية التالية:
[حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ يَحْيَى أَبُو الْخَطَّابِ الْحَسَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا كَثِيرٌ يَعْنِي ابْنَ هِشَامٍ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ الْحَكَمِ الْكِلابِيُّ ، قَالَ : أَتَيْتُ دَارَ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ ، فَإِذَا حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ ، وَأَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ فَوْقَ أَجَّارٍ لَهُمْ ، فَقُلْتُ : هَؤُلاءِ وَاللَّهِ الَّذِينَ أُرِيدُ فَأَخَذْتُ أَرْتَقِي إِلَيْهِمْ ، فَإِذَا غُلامٌ عَلَى الدَّرَجَةِ فَمَنَعَنِي فَنَازَعْتُهُ ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ بَعْضُهُمْ ، قَالَ : خَلِّ عَنِ الرَّجُلِ فَأَتَيْتُهُمْ حَتَّى جَلَسْتُ إِلَيْهِمْ ، فَإِذَا عِنْدَهُمْ مُصْحَفٌ أَرْسَلَ بِهِ عُثْمَانُ وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُقِيمُوا مَصَاحِفَهُمْ عَلَيْهِ ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى : مَا وَجَدْتُمْ فِي مُصْحَفِي هَذَا مِنْ زِيَادَةٍ فَلا تَنْقُصُوهَا ، وَمَا وَجَدْتُمْ مِنْ نُقْصَانٍ فَاكْتُبُوهُ....]
----------------
الرد على هذه الشبـهة السخيفة:
أولاً:
الرواية السابقة هي رواية ضعيفة أصلاً ؛ فالراوي الذي رواها هو: عبد الأعلى بن الحكم الكلابي ، وهو شخص مجهول أصلاً، وليس له توثيق معتبَر في كتب الجرح والتعديل. فالرواية ضعيفة وليست بحجة على المسلمين أصلاً.
-----------
ثانياً:
الرواية لا تعني أن القرآن محرف ولا تعني أن القرآن به نقوص أو زيادات بل إن الرواية تقصد شيئاً آخر تماماً.
عندما تراجع الرواية جيداً ستجدها تقول:
[فَقَالَ أَبُو مُوسَى: مَا وَجَدْتُمْ فِي مُصْحَفِي هَذَا مِنْ زِيَادَةٍ فَلا تَنْقُصُوهَا ، وَمَا وَجَدْتُمْ مِنْ نُقْصَانٍ فَاكْتُبُوهُ]
المقولة السابقة عبارة عن أسلوب شرط باستخدام أداة الشرط (ما)، وهي لم تذكر صراحةً أن هناك زيادات أو نقصان بل هي تفترض ما يجب فعله إذا ما وُجِدَت زيادات أو نقصان.
ثم إن المقصود بالزيادة والنقصان هنا ليس تحريف القرآن كما ظن أعداء الإسلام بل المقصود أن كل صحابي كان يشارك في تدوين أجزاء من القرآن الكريم وراء النبي؛ فمثلاً: الصحابي فلان يحضر في يوم معين ويكتب جزءاً من القرآن وراء النبي، وفي اليوم التالي يحضر صحابي آخر ويكتب جزءاً معيناً من القرآن وراء النبي ، ثم تم جمع أجزاء القرآن كلها في مجلد واحد في خلافة أبي بكر الصديق.
والرواية السابقة تقصد أن الصحابي (أبو موسى الأشعري) كان عنده أجزاء معينة من القرآن الكريم، لذلك أخبر الحاضرين بأنه يريد أخذ وكتابة باقي الأجزاء الناقصة التي ليست عنده، ولا يريد حذف أي جزء موجود عنده ولم يكتبه غيره.
====================
إلى هنا ، أكون قد فندت الشبهة بالكامل بفضل الله تعالى
لا تنسونا من صالح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته