مضمون الشبهة:
يزعم أعداء الإسلام أن القرآن نفى معجزات النبي محمد. ويستشهد أعداء الإسلام ببعض الآيات القرآنية ويحرفون معناها محاولين إقناعنا بما يزعمونه. ونحن سنعرض لكم الآيات التي يستدلون بها ، ثم سنعلق عليها آيةً آيةً:
أولاً:
يستدل أعداء الإسلام بالآية التالية:
﴿وَقَالُوا۟ لَن نُّؤۡمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفۡجُرَ لَنَا مِنَ ٱلۡأَرۡضِ یَنۢبُوعًا ٩٠ أَوۡ تَكُونَ لَكَ جَنَّةࣱ مِّن نَّخِیلࣲ وَعِنَبࣲ فَتُفَجِّرَ ٱلۡأَنۡهَـارَ خِلَالَهَا تَفۡجِیرًا ٩١ أَوۡ تُسۡقِطَ ٱلسَّمَاۤءَ كَمَا زَعَمۡتَ عَلَیۡنَا كِسَفًا أَوۡ تَأۡتِیَ بِٱللَّهِ وَٱلۡمَلاىِٕكَةِ قَبِیلًا ٩٢ أَوۡ یَكُونَ لَكَ بَیۡتࣱ مِّن زُخۡرُفٍ أَوۡ تَرۡقَىٰ فِی ٱلسَّمَاۤءِ وَلَن نُّؤۡمِنَ لِرُقِیِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَیۡنَا كِتَـابࣰا نَّقۡرَؤُهُۥۗ قُلۡ سُبۡحَانَ رَبِّی هَلۡ كُنتُ إِلَّا بَشَرࣰا رَّسُولࣰا ٩٣﴾ [الإسراء ٩٠-٩٣]
وأنا أرد عليهم وأقول:
الآيات السابقة ليس فيها أي نفي لمعجزات النبي محمد ، بل كل ما فعلته الآيات هي أنها أمرت النبي محمد بأن يقول للناس:[سبحان ربي ، هل كنت إلا بشراً رسولاً]
أي أن الآيات تأمر النبي محمد بأن يقول سبحان الله. وسبحان الله تعني أن الله ليس به أي عيب أو نقص. وكذلك أمرت الآياتُ النبيَ محمد بأن يخبر الناس أنه بشر رسول. وهذا الأمر ليس فيه أي نفي لمعجزات النبي محمد ؛ فالنبي موسى كان بشرياً ورسولاً ولكن هذا لا ينفي المعجزات التي أجراها الله على يديه، وكذلك النبي عيسى كان بشرياً ورسولاً ولكن هذا لا ينفي المعجزات التي أجراها الله على يديه ، وكذلك النبي محمد كان إنساناً ورسولاً يُوحَى إليه من الله ويتلقى المعجزات ولم يكن النبي محمد كائناً فضائياً.
فالآيات باختصار تقول أن الله ليس به أي عيب أو نقص ، وكذلك تقول أن نبيه محمد كان إنساناً يتلقى الوحى من الله. والآيات ليس فيها أي نفي لمعجزات النبي محمد.
=======
ثانياً:
يستدل أعداء الإسلام بالآية التالية:
﴿وَقَالُوا۟ لَوۡلَا یَأۡتِینَا بِـَٔایَةࣲ مِّن رَّبِّهِۦۤۚ أَوَلَمۡ تَأۡتِهِم بَیِّنَةُ مَا فِی ٱلصُّحُفِ ٱلۡأُولَىٰ ١٣٣﴾ [طه ١٣٣]
وأنا أرد عليهم وأقول:
الآيات السابقة ليس فيها أي نفي لمعجزات النبي محمد بل كل ما ذكرته الآياتُ هو عبارة : [أولم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى]
وهذه العبارة معناها أن القرآن الكريم أخبرنا وبَيَّن لنا ما أنزله الله في الصحف السماوية السابقة مثل صحف إبراهيم وغيرها. وهذه الأخبار هي من الغيب الذي أخبرنا القرآن به ليكون دليلاً على صدق النبي محمد. وكذلك تعني الآيات أن الكتب السماوية السابقة بها نبوءات تشير إلى مجيء النبي محمد.
والخلاصة أن الآيات السابقة ليس بها أي نفي لمعجزات النبي محمد أصلاً ، ولم تذكر الآيات أي عبارة فيها نفي صريح لمعجزات النبي محمد.
==========
ثالثاً:
يستدل أعداء الإسلام بالآية التالية:
﴿وَیَقُولُونَ لَوۡلَاۤ أُنزِلَ عَلَیۡهِ ءَایَةࣱ مِّن رَّبِّهِۦۖ فَقُلۡ إِنَّمَا ٱلۡغَیۡبُ لِلَّهِ فَٱنتَظِرُوۤا۟ إِنِّی مَعَكُم مِّنَ ٱلۡمُنتَظِرِینَ﴾ [يونس ٢٠]
وأنا أرد عليهم وأقول:
الآيات السابقة ليس فيها أي نفي لمعجزات النبي محمد بل كل ما ذكرته الآيات هو أن ((الغيب لله)) ؛ أي أن الله يعلم الغيب ويعلم ما الذي سيحدث في المستقبل ومتى سيحدث ، وبالتالي فإن الله يعلم متى تحدث المعجزات وكيف ستحدث، ولذلك أمر القرآن الكفار بانتظار المعجزة التي ستحدث ولكنه لم ينف حدوثها.
=========
رابعاً:
يستدل أعداء الإسلام بالآية التالية:
﴿وَقَالُوا۟ لَوۡلَاۤ أُنزِلَ عَلَیۡهِ ءَایَـاتࣱ مِّن رَّبِّهِۦۚ قُلۡ إِنَّمَا ٱلۡآیَـاتُ عِندَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَاۤ أَنَا۠ نَذِیرࣱ مُّبِینٌ﴾ [العنكبوت ٥٠]
وأنا أرد عليهم وأقول:
الآية السابقة ليس فيها أي نفي لمعجزات النبي محمد بل إنها ذكرت عبارة [الآيات عند الله] ؛ أي أن الله هو مَن يفعل المعجزات وليست بيد أحد غيره ؛فالله هو الوحيد القادر على إحداث المعجزات. وكلنا يعرف أن معجزات إبراهيم وصالح وموسى وعيسى كانت بقدرة الله وحده وليست بالقدرة الشخصية لهؤلاء الأنبياء. وكذلك ذكرت الآيةُ السابقةُ أن النبي محمد نذير ينذر قومه ويحذرهم من ضلالهم ومِن غضب الله.
والخلاصة أن الآية السابقة ليس فيها أي نفي لمعجزات النبي محمد بل إنها تخبرنا أن المعجزات بأمر الله وحده.
======
خامساً:
يستدل أعداء الإسلام بالآية التالية:
﴿وَقَالُوا۟ لَوۡلَا نُزِّلَ عَلَیۡهِ ءَایَةࣱ مِّن رَّبِّهِۦۚ قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ قَادِرٌ عَلَىٰۤ أَن یُنَزِّلَ ءَایَةࣰ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا یَعۡلَمُونَ﴾ [الأنعام ٣٧]
وأنا أرد عليهم وأقول:
الآية السابقة ليس فيها أي نفي لمعجزات النبي محمد بل إنها تقول أن الله قادر على إحداث المعجزات ولكن معظم الكفار لا يعلمون ذلك.
فالآية ليس فيها أي نفي لمعجزات النبي محمد.
والخلاصة أن جميع الآيات السابقة ليس فيها أي نفي لمعجزات النبي محمد بل كل ما ذكرته الآيات هو أن الله ليس به عيب وأن الله يعلم الغيب وأنه قادر على إحداث المعجزات وأن القرآن أخبرنا بما في الصحف الأولى، وأن النبي محمد إنسان يتلقى الوحي والرسالة.
وأخيراً: كتاب المسيحيين هو الذي نفى معجزات إلههم (يسوع) حيث أن اليهود طلبوا منه معجزةً ، فأخبرهم أنه لن يفعل لهم أي معجزة:
ورد في إنجيل مرقس - الأصحاح 8 ما يلي:
11- فخرج الفريسيون وابتدأوا يحاورون يسوع طالبين منه آية من السماء، لكي يجربوه.
12- فتنهد يسوع بروحه وقال: «لماذا يطلب هذا الجيل آية؟ الحق أقول لكم: لن يُعطَى هذا الجيل آية!»
13- ثم تركهم ودخل أيضاً السفينة ومضى إلى العبر.
============
إلى هنا ، أكون قد فندت الشبهة بالكامل بفضل الله تعالى
لا تنسوا نشر المقال أو نسخه
لا تنسونا من صالح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته