الرد على شبهة مراحل تكون وتطور الجنين في القرآن الكريم وهل أخطأ القرآن علمياً

في هذا المقال ، سوف نرد على شبهات أعداء الإسلام حول مراحل تكون الجنين بحسب القرآن الكريم ، وسنرد على مزاعم أعداء الإسلام الذين يزعمون أن القرآن أخطأ

 مضمون الشبهة:

يزعم أعداء الإسلام أن القرآن أخطأ في وصف مراحل تطور الجنين حيث قال:

﴿ثُمَّ خَلَقۡنَا ٱلنُّطۡفَةَ عَلَقَةࣰ فَخَلَقۡنَا ٱلۡعَلَقَةَ مُضۡغَةࣰ فَخَلَقۡنَا ٱلۡمُضۡغَةَ عِظَـامࣰا فَكَسَوۡنَا ٱلۡعِظَـامَ لَحۡمࣰا ثُمَّ أَنشَأۡنَـاهُ خَلۡقًا ءَاخَرَۚ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحۡسَنُ ٱلۡخَـالِقِینَ﴾ [المؤمنون ١٤]

فأعداء الإسلام يقولون أن «العظام واللحم يتكونان معاً وليس أن اللحم يتكون بعد العظم كما وصفه القرآن»!!!

=====================

الرد على هذه الشبهة السخيفة:

أولاً: 

القرآن الكريم لم يقل أن الله يخلق اللحم بعد العظام بل القرآن قال أن الله يكسو العظام باللحم بعد أن يتكون العظم.

وهناك فرق بين خلق اللحم والكسوة باللحم، وأنت إذا نظرت إلى جميع الآيات التي تتكلم عن مراحل الجنين فلن تجد آية واحدة تتحدث عن خلق اللحم بعد العظم بل هي تتكلم عن كسوة العظام باللحم.

دعني أعطيك مثالاً لكي تتضح الفكرة:

افترض أني قلت لك أن الأستاذ رامز كسا ابنه قميصاً يوم الاثنين، فهل هذا معناه أن القميص صُنع لأول مرة في ذلك اليوم؟!

الإجابة: لا ، بل القميص ربما يكون صُنع قبل ذلك بفترة ولكن الوالد أخذ القميص وكساه لابنه في يوم الاثنين.

وبالتالي ، نستنتج مما سبق أنه لا علاقة بين ميعاد صنع القميص وبين ميعاد الاكتساء بالقميص ، وليس شرطاً أن تكون صناعة القميص في نفس يوم الاكتساء به.

فالخلاصة أن الآية القرآنية لم تتطرق أصلاً إلى تحديد ميعاد خلق اللحم وتكونه بل هي تكلمت عن ميعاد اكتساء العظم باللحم.


ثم إن الفعل (كسا) في اللغة العربية يعني غطى

ولكي تغطي أي شيء فإنه لا بد أن يكون هذا الشيء موجوداً أولاً...، فمثلاً: أنت إذا أردت أن تغطي التلفاز بالقماش فلا بد أن يكون هناك تلفاز أولاً ثم تغطيه.

إذن ، نفهم مما سبق أن تغطية الشيء تشترط أن يكون هذا الشيء موجوداً أولاً ثم يُغطَى...، وبالتالي يجب أن يتكون العظم أولاً ثم يُغطَى باللحم بغض النظر عن ميعاد تكون اللحم نفسه وخصوصاً أننا قلنا أن القرآن تكلم عن ميعاد الاكتساء باللحم وليس تكون اللحم نفسه.

أي عاقل يعرف أنه لكي يلتصق اللحم بالعظم ، فإنه لا بد أولاً مِن تكون العظم نفسه.


 وحتى لو افترضنا أن العظم يتكون بعد اللحم أو يتكون في نفس الوقت مع اللحم ، ففي كلتا الحالتين سيحدث الاكتساء بعد تكون العظم ؛ فالعظم عندما يتكون سيجد نفسه محاطاً باللحم ومُغطَى به.

دعنى أوضح لك الفكرة أكثر:

تخيل معي أن هناك نبات سيتكون داخل صوبة زجاجية يوم الثلاثاء، فهل من المعقول أن نقول أن الصوبة الزجاجية أحاطت بالنبات وغطته يوم الأحد؟!

الإجابة: لا، لأن النبات لم يكون موجوداً أصلاً في يوم الأحد ولم يكن قد تكوَّن بعد بالرغم من وجود الصوبة الزجاجية مسبقاً ، وبالتالي لا بد أن يتكون النبات أولاً فيجد نفسه محاطاً بالصوبة الزجاجية ، أي أن التكوين يحصل أولاً ثم تحدث الإحاطة للمتكون.


ثانياً:

حتى لو افترضنا أن الآية القرآنية تتكلم عن تكون اللحم بعد تكون العظم ، فإن هذا الأمر لا يطعن في مصداقية القرآن أصلاً؛ فالمقالات العلمية المنشورة مؤخراً تشير إلى أن اللحم (العضلات) يتكون بعد تكون العظام.

وإليك موقع من أهم المواقع الطبية العالمية الموثوقة وهو موقع:

 (Cleveland Clinic

يقول هذا الموقع:

[Week 7: Bones begin replacing soft cartilage] 

وترجمة هذا الكلام هو:

[في الأسبوع السابع، تبدأ العظام في أن تحل محل الغضاريف اللينة]

متى تتكون عظام وعضلات الجنين | الرد على الشبهات حول مراحل تكون الجنين في القرآن الكريم

ثم يستكمل الموقع قائلاً:
Week 9: The beginnings of teeth and taste buds are forming. Its muscles are forming 
وترجمة هذا الكلام السابق هو:
[في الأسبوع التاسع، تتكون عضلات الجنين]

متى تتكون عظام وعضلات الجنين | الرد على الشبهات حول مراحل تكون الجنين في القرآن الكريم


ثالثاً:

نلاحظ أن القرآن الكريم استخدم حرف الفاء عند الحديث عن العظام واللحم لكي يشير إلى أن تكون العظام يعقبه بسرعة الاكتساءُ باللحم...حيث يقول الله تعالى: {فَكَسَوۡنَا ٱلۡعِظَـامَ لَحۡمࣰا}

=============

رابط المرجع:

https://my.clevelandclinic.org/health/articles/7247-fetal-development-stages-of-growth
============

إلى هنا ، أكون قد فندت الشبهة بالكامل بفضل الله تعالى 

لا تنسوا نشر المقال أو نسخه 

لا تنسونا من صالح دعائكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 


إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا
حقوق النشر © درب السعادة 🥀 جميع الـمواد متاحـة لك
x