الرد على شبهة أن عائشة كانت متزوجة من جبير بن مطعم قبل النبي وهل هي لم تكن عذراء بكراً

الرد على شبهة أن عائشة كانت متزوجة من جبير بن مطعم وأنه طلقها قبل زواجها من النبي محمد. ورواية ابن سعد: [فاستسلها منهم فطلقها فتزوجها رسول الله]

مضمون الشبهة:

يزعم الشيعة الوثنيون أن السيدة عائشة لم تكن بكراً عند زواجها من النبي محمد. ويستدل الشيعة الوثنيون بالرواية التالية:
[أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، عَنِ الأَجْلَحِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، قَالَ: «خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ عَائِشَةَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي كُنْتُ أَعْطَيْتُهَا مُطْعِمًا لابْنِهِ جُبَيْرٍ فَدَعْنِي حَتَّى أَسُلَّهَا مِنْهُمْ ، فَاسْتَسَلَّهَا مِنْهُمْ فَطَلَّقَهَا ، فَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».]
====================

الرد على هذه الشبهة السخيفة:

أولاً: الرواية السابقة هي رواية ضعيفة أصلاً بسبب الإرسال والانقطاع؛ فالراوي/ عبد الله بن أبي مليكة لم يشهد أحداث زواج السيدة عائشة أصلاً بل وُلِدَ بعد ذلك بسنوات طويلة حيث ذُكِرَ في كتب التاريخ أنه وُلِدَ في خلافة علي بن أبي طالب أو بقرب خلافته... ولا ندري من أين حصل هذا الراوي على هذا الكلام؟!
وبالتالي ، الكلام من قبيل الشائعات وليس له مصدر موثَّق.
ثم إن سند الرواية يوجد به الراوي/ الأجلح بن عبد الله الكندي ، وهو راوٍ شيعي كوفي قد انتقده ورفضه غالبية علماء الحديث ولم يقبله سوى الأقلية...
وقد اتهمه أبو الفرج بن الجوزي بأنه يكذب ويخترع حديثاً لتفضيل علي بن أبي طالب.
وقال أبو جعفر العقيلي عن هذا الراوي أنه روى عن الشعبى أحاديث مضطربة لا يُتابَع عليها
وقال عنه أبو حاتم الرازي بأنه ليس بالقوي في الحديث وأن حديثه لا يُحتَج به
وقال عنه أبو حاتم بن حبان البستي أنه كان لا يدرك ما يقول ويقلب الأسامي
وقال عنه أبو دواد السجستاني أنه ضعيف
وقال عنه أحمد بن حنبل أنه روى أكثر من حديث منكر 
وقال عنه أحمد بن شعيب النسائي أنه ضعيف، وكان له رأي سوء
وقال عنه إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني أنه مفتري
وقال عنه محمد بن سعد كاتب الواقدي أنه ضعيف جداً
واشمئز منه يحيى بن سعيد القطان
ووصفه بالضعف مصنف تحرير تقريب التهذيب.

وأما الفئة الثانية من علماء الحديث فمنهم يعقوب بن سفيان الفسوي الذي وثَّق هذا الراوي (الأجلح) لكن وصف حديثه بالضعيف.  
وأما أحمد بن صالح الجيلي فقد وثَّقه لكن اعتبره غير قوي في الحديث.
وبالتالي فإن المحصلة عندهم أن حديث الأجلح حديث ضعيف أيضاً.

وأما الفئة الثالثة القليلة التي قبِلته فهم: عمرو بن علي الفلاس ، ويحيى بن معين ، وابن عدي الجرجاني ، وابن حجر العسقلاني ، والذهبي.

وبالتالي ؛ فالنتيجة أن هذا الراوي/ الأجلح مشكوك فيه وخصوصاً أنه شيعي كوفي يتكلم عن السيدة عائشة.

والخلاصة أن الراوية ضعيفة لسببين: السبب الأول وهو الإرسال والانقطاع في السند ، والسبب الثاني أن الراوي الأجلح شيعي مشكوك فيه.
====================
ثانياً:
حتى لو افترضنا أن الرواية صحيحة السند ، فإن الرواية لم تذكر أن جبير بن مطعم ضاجع السيدة عائشة ولم تذكر الرواية أن عائشة فقدت بكوريتها... بل الرواية ذكرت فقط أنه طلقها.
والطلاق قد يحدث بدون أن يضاجع الرجل المرأة ؛ فمثلاً: الرجل قد يتزوج امرأة ثم يطلقها قبل ليلة الدخلة.
والله عز وجل قد ذكر حالة مشابهة في القرآن الكريم حيث قال:
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِذَا نَكَحۡتُمُ ٱلۡمُؤۡمِنَـاتِ ثُمَّ طَلَّقۡتُمُوهُنَّ مِن قَبۡلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمۡ عَلَیۡهِنَّ مِنۡ عِدَّةࣲ تَعۡتَدُّونَهَاۖ فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحࣰا جَمِیلࣰا﴾ [الأحزاب ٤٩]

وقال الله تعالى:
﴿وَإِن طَلَّقۡتُمُوهُنَّ مِن قَبۡلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدۡ فَرَضۡتُمۡ لَهُنَّ فَرِیضَةࣰ فَنِصۡفُ مَا فَرَضۡتُمۡ إِلَّاۤ أَن یَعۡفُونَ أَوۡ یَعۡفُوَا۟ ٱلَّذِی بِیَدِهِۦ عُقۡدَةُ ٱلنِّكَاحِۚ وَأَن تَعۡفُوۤا۟ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۚ وَلَا تَنسَوُا۟ ٱلۡفَضۡلَ بَیۡنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِیرٌ﴾ [البقرة ٢٣٧]

====================
إلى هنا ، أكون قد فندت الشبهة بالكامل بفضل الله تعالى
لا تنسوا نشر المقال أو نسخه
لا تنسونا من صالح دعائكم 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا
حقوق النشر © درب السعادة 🥀 جميع الـمواد متاحـة لك
x