الرد على شبهة أن عمرو بن العاص عصى رسول الله في جيش ذات السلاسل ، ومعنى عبارة [فأنا أطيع رسول الله وإن عصاه عمرو]

الرد على شبهة حديث: [قال أبو عبيدة: إن رسول الله أمرنا أن نتطاوع فأنا أطيع رسول الله وإن عصاه عمرو] - الرد على الشيعة

مضمون الشبهة:

يزعم الشيعة الوثنيون أن عمرو بن العاص كان يعصي رسول الله. ويستدل الشيعة الوثنيون بالرواية التالية:

[حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنْ دَاوُدَ ، عَنْ عَامِرٍ ، قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ جَيْشَ ذَاتِ السُّلَاسِلِ ، فَاسْتَعْمَلَ أَبَا عُبَيْدَةَ عَلَى الْمُهَاجِرِينَ ، وَاسْتَعْمَلَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ عَلَى الْأَعْرَابِ ، فَقَالَ لَهُمَا : تَطَاوَعَا ، قَالَ : وَكَانُوا يُؤْمَرُونَ أَنْ يُغِيرُوا عَلَى بَكْرٍ ، فَانْطَلَقَ عَمْرٌو ، فَأَغَارَ عَلَى قُضَاعَةَ لِأَنَّ بَكْرًا أَخْوَالُهُ ، فَانْطَلَقَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ ، فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ اسْتَعْمَلَكَ عَلَيْنَا ، وَإِنَّ ابْنَ فُلَانٍ قَدْ ارْتَبَعَ أَمْرَ الْقَوْمِ وَلَيْسَ لَكَ مَعَهُ أَمْرٌ ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ" أَمَرَنَا ، أَنْ نَتَطَاوَعَ ، فَأَنَا أُطِيعُ رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنْ عَصَاهُ عَمْرٌو"]

========================

 الرد على هذه الشبهة السخيفة:

أولاً: 

الرواية السابقة هي رواية ضعيفة مُرسَلة ولا تصح نسبتها أصلاً بسبب الانقطاع في السند؛ فالذي رواها هو عامر الشعبي ، وهو أصلاً لم يكن موجوداً وقت تلك الحادثة بل وُلِدَ بعد هذه الحادثة بسنوات أصلاً. فالقائد أبو عبيدة المذكور في الرواية قد مات سنة 18 هجرياً، أما عامر الشعبي فقد وُلِدَ سنة 21 هجرياً.

وبالتالي فالرواية غير معروفة المصدر وقد أخذها عامر الشعبي من الشائعات مجهولة المصدر.

ولذلك علَّق الهيثمي على الرواية السابقة بأنها مُرسَلة

وذكر الشيخ/ صهيب عبد الجبار في كتابه (المسند الموضوعي الجامع للكتب العشرة) ٣/‏٣٤٩ — ما يلي:

[قال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده ضعيف.]

فالخلاصة أن الرواية ضعيفة الإسناد ، ومصدرها الأصلي مجهول ولكن الكتب تناقلتها من بعضها بالرغم من ضعفها.

=============

ثانياً:

الرواية لم تذكر أن عمرو بن العاص عصى رسول الله بل الرواية تقول:

[فأنا أطيع رسول الله وإن عصاه عمرو]

وأداة (إن) في الجملة السابقة هي أداة شرطية ولا تدل على أن العصيان حصل بالفعل بل الأداة تفترض ما سيفعله أبو عبيدة في حالة لو أن عمرو بن العاص عصى رسول الله.

ولكن مشكلة الشيعة الوثنيين أنهم لا يفهمون ما يقرأون.

======================

ملحوظات حديثية في علم الحديث:

عبارة [حديث رجاله ثقات أو رجاله رجال الصحيح] لا تدل على صحة هذا الحديث في جميع الأحوال؛ فقد يكون رواة الحديث صادقين موثوقين ولكنهم أخذوا الحديث من الشائعات؛ أي إنهم لم يتعمدون اختراع هذا الحديث ولكنهم أخذوه من مصدر مجهول...، ولذلك ينتبه علماء الحديث جيداً لهذه العبارة ويشترط علماء الحديث أن يكون الحديث بدون انقطاع أو إرسال.

=================

إلى هنا أكون قد فندت الشبهة بالكامل بفضل الله تعالى

لا تنسوا نشر المقال أو نسخه

لا تنسونا من صالح دعائكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا
حقوق النشر © درب السعادة 🥀 جميع الـمواد متاحـة لك
x