مضمون الشبهة:
يزعم الشيعة الوثنيون أن علي بن أبي طالب لعن معاوية وعمرو بن العاص. ويستدل الشيعة الوثنيون بالرواية التالية:
[حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَعْقِلٍ ، قَالَ : صَلَّيْتُ مَعَ عَلِيٍّ صَلَاةَ الْغَدَاةِ فَقَنَتَ ، فَقَالَ فِي قُنُوتِهِ: اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِمُعَاوِيَةَ وَأَشْيَاعِهِ ، وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَأَشْيَاعِهِ ، وَأَبِي السُّلَمِيِّ ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ وَأَشْيَاعِهِ.]
====================
الرد على هذه الشبهة السخيفة:
أولاً:
عبارة [اللهم عليك بفلان] هي عبارة لا تدل صراحةً على اللعن بل هذه العبارة فيها دعاء بأن يتولى الله أمر فلان أو علان؛ فالله قد يتولى أمر الشخص بأن يهديه أو أن يصرفه عن الداعي مثل أن يشتت انتباهه بأمر يشغله.
فالعبارة لم تذكر أي شيء عن اللعن أصلاً.
ثم إن الإمام علي يختلف عن الشيعة ؛ فالشيعة دينهم ناصبي مبني على الإفراط في اللعن والسب لكن الإمام علي كان مثالاً على الرحمة والخلق والصبر.
الإمام علي بريء من دين الشيعة النواصب الذين كذبوا على الإمام علي ونسبوا له الأكاذيب والروايات الباطلة التي شوهت سيرته أمام العالم.
الإمام علي بريء من أكاذيب الكليني والطوسي والطبرسي والحِلي ومَن على شاكلتهم من معممي الشيعة النواصب....
والإمام علي أراد من الله أن يُبعِد عنه جيش معاوية حتى لا تحدث أي فتنة بين الطرفين.
=============
ثانياً:
بالنسبة للرواية التي رواها الطبري في تهذيب الآثار كالتالي:
[حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْقِلٍ، قَالَ: صَلَّى عَلِيٌّ ﵁ الْمَغْرِبَ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ الثَّالِثَةِ، قَالَ: «اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلَانًا وَفُلَانًا وَفُلَانًا، وَأَبُو بُرْدَةَ حَاضِرٌ وَهُوَ يُحَدِّثُ، يَقُولُ: إِي وَاللَّهِ، وَأَبَا سُفْيَانَ»]
وأنا أرد وأقول:
الرواية السابقة ضعيفة ولا تصح نسبتها إلى علي بن أبي طالب؛ نظراً لأن سند الرواية يتضمن الراوي/ أبو بكر بن عياش ، وهو راوٍ صادق لكنه كثير الخطأ وخصوصاً عندما يروي عن الأعمش...، ولذلك يقول عنه شيخ الإسلام محمد بن عبد الله بن نمير : [أبو بكر بن عياش ضعيف في الأعمش]
ثم إن سند الرواية يوجد به: الأعمش ، وهو معروف بالتدليس وقد يدلس عن ضعيف.
ولذلك علَّق الشيخ/ محمد بن مبارك حكيمي - على الرواية وأشار إلى ضعفها في كتابه (العتيق مصنف جامع لفتاوى أصحاب النبي) ١٠/٤١٧ — حيث قال ما يلي:
[ابن عياش يضعف]
فالخلاصة أن الحديث السابق ضعيف ولا تصح نسبته إلى علي أصلاً.
وحتى لو افترضنا أن الرواية صحيحة فإن الرواية لم تذكر أسماء الأشخاص الذين لعنهم علي بن أبي طالب، ولم يذكر عليُ اسم معاوية بن أبي سفيان ولا عمرو بن العاص.
=============
إلى هنا ، أكون قد فندت الشبهة بالكامل بفضل الله تعالى
لا تنسوا نشر المقال أو نسخه
لا تنسونا من صالح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته