لقد قلتُ من قبل وكررت مراراً بأن المسلمين اليوم يعيشون في عالم يملأه الضباب، ضباب الكذب والغش والتلاعب بالدين.
للأسف ، أصبح واقع المسلمين مخزناً بسبب ما نراه من أشخاص يرتدون الجلابييب ويزعمون أنهم شيوخ وفقهاء ولكنهم في الحقيقة مجرد ممثلين مزيفين مستأجَرين يلعبون مسرحيات ساذجة على المسلمين لتحريف الإسلام، ولكن هيهات.
ومن ضمن الدجالين هو المدعو بالشيخ/ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ، حيث زعم هذا الدجال أن فوائد البنوك حلال!!!
ولكن دعونا نشرح لكم أولاً مصدر فوائد البنوك ولماذا البنك يعطيك فائدة على الأموال الضخمة التي تدخرها فيه.
عندما تدخر أموالك في البنك فإن البنك يأخذ أموالك ويعطيها كـ«قروض» لأشخاص آخرين محتاجين ، ويطلب منهم البنك أن يردوا الأموال بعد فترة ولكن بزيادة ، فمثلاً:
لو أن الأستاذ عثمان ادخر مبلغ ٥٠٠ ألف جنيه في البنك فإن البنك يأخذ هذا المال ويعطيه لشخص آخر يريد قرضاً، وبعد فترة يطلب البنك من الشخص المقترض أن يرجع المال ولكن بمقدار أزيد مثل زيادة بنسبة ١٠٪ ؛ أي أن المقترض سيعيد ٥٠٠ ألف جنيه إلى البنك بالإضافة إلى أنه سيدفع أيضاً ٥٠ ألف جنيه إلى البنك...، ثم يقول البنك باقتسام (٥٠ ألف جنيه) حيث يأخذ موظفو البنك نصف هذا المبلغ مثلاً ويعطون النصف الباقي للأستاذ عثمان.
أي أن الأستاذ عثمان سيسترجع ماله الأصلي (٥٠٠ ألف جنيه) وسيأخذ أيضاً (٢٥ ألف جنيه) كزيادة. وهذا ما يسمونه بالفوائد والأرباح.
فالأرباح التي يكسبها الناس من البنوك يكون مصدرها في الغالب هو الربا الذي يفرضه موظفو البنوك على المقترضين ؛ لكي يمصوا دماءهم ويستعبدوهم بالديون المستمرة.
فالفوائد التي تأخذها من البنك هي نتيجة مص دماء المديونيين واستعبادهم.
وبالرغم من عدم وجود البنوك في بيئة وزمان النبي إلا أن الأسلوب الذي تتبعه معظم بنوك اليوم في جني أموال الربا هو نفس الأسلوب الذي كان يفعله الكفار قديماً لجني الأموال حيث كان الكفار يعطون القروض للمديونيين ثم يطالبونهم بإرجاع المال بزيادة.
أما بالنسبة للبنوك الإسلامية التي لا تتبع النظام السابق في جني أموال الربا ، فإنها حلال إن شاء الله تعالى.
وأخيراً، اعلم يا صديقي المسلم أن الربا مُحرَّمة وأن الأرباح التي تكسبها هي مال حرام يدخل بطنك وسيكون عذاباً عليك يوم القيامة.
يقول الله تعالى:
﴿یَمۡحَقُ ٱللَّهُ ٱلرِّبَا وَیُرۡبِی ٱلصَّدَقَـاتِۗ وَٱللَّهُ لَا یُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِیمٍ﴾ [البقرة ٢٧٦]
وقد حذرنا الله تعالى من الربا حيث قال:
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَذَرُوا۟ مَا بَقِیَ مِنَ ٱلرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ﴾ [البقرة ٢٧٨]
وقال الله تعالى:
﴿ٱلَّذِینَ یَأۡكُلُونَ ٱلرِّبَا لَا یَقُومُونَ إِلَّا كَمَا یَقُومُ ٱلَّذِی یَتَخَبَّطُهُ ٱلشَّیۡطَـانُ مِنَ ٱلۡمَسِّۚ ذَلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُوۤا۟ إِنَّمَا ٱلۡبَیۡعُ مِثۡلُ ٱلرِّبَا وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلۡبَیۡعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَا فَمَن جَاۤءَهُۥ مَوۡعِظَةࣱ مِّن رَّبِّهِۦ فَٱنتَهَىٰ فَلَهُۥ مَا سَلَفَ وَأَمۡرُهُۥۤ إِلَى ٱللَّهِۖ وَمَنۡ عَادَ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ أَصۡحَـابُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِیهَا خَـالِدُونَ﴾ [البقرة ٢٧٥]
وقال الله تعالى:
﴿وَمَاۤ ءَاتَیۡتُم مِّن رِّبࣰا لِّیَرۡبُوَا۟ فِیۤ أَمۡوَالِ ٱلنَّاسِ فَلَا یَرۡبُوا۟ عِندَ ٱللَّهِۖ وَمَاۤ ءَاتَیۡتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِیدُونَ وَجۡهَ ٱللَّهِ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُضۡعِفُونَ﴾ [الروم ٣٩]
فإياك يا صديقي المسلم أن تسير وراء ضلال الأزهر أو ضلال دار الإفتاء الشيطانية التي هي مؤسسة تتبع أوامر الحكومة وليس أوامر الإسلام نفسه.