الرد على شبهة : لا يجتمع كافر وقاتله في النار

الرد على الشبهات حول السنة النبوية، وهل أمر الإسلام بقتل الكفار الغير المسلمين ، وما معني حديث (لا يجتمع كافر وقاتله في النار)

 مضمون الشبهة:

يزعم أعداء الإسلام أن النبي محمد أمر بقتل جميع الكفار الغير مسلمين، ويستدل أعداء الإسلام بالحديث التالي:

[عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، قَالَ: «لَا يَجْتَمِعُ كَافِرٌ وَقَاتِلُهُ فِي النَّارِ أَبَدًا».]

====================

الرد على هذه الشبهة السخيفة:

أولاً: 

الحديث السابق لم يأمر صراحةً بقتل غير المسلمين بل الحديث يتكلم فقط عن الاجتماع بين الكافر وقاتله حيث ينبهنا الحديث السابق إلى أن الكافر وقاتله لا يكونان متجاورين مجتمعين يوم القيامة بل يكونان متابعدين.

وجهنم أصلاً كبيرة ولها أبواب متعددة ، ولكل باب أشخاص محددون يدخلونه، ولذلك يقول الله تعالى مخاطباً إبليس:

﴿قَالَ هَـٰذَا صِرَاطٌ عَلَیَّ مُسۡتَقِیمٌ ۝٤١ إِنَّ عِبَادِی لَیۡسَ لَكَ عَلَیۡهِمۡ سُلۡطَـانٌ إِلَّا مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡغَاوِینَ ۝٤٢ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوۡعِدُهُمۡ أَجۡمَعِینَ ۝٤٣ لَهَا سَبۡعَةُ أَبۡوَابࣲ لِّكُلِّ بَابࣲ مِّنۡهُمۡ جُزۡءࣱ مَّقۡسُومٌ ۝٤٤﴾ [الحجر ٤١-٤٤]


وجهنم تنقسم إلى أودية ودركات ، وفي كل منطقة توجد فئة معينة من العصاة ؛ فمثلاً: المنافقون في الدرك الأسفل من النار كما أخبرنا القرآن الكريم.

وإذا رجعنا إلى الحديث الشريف فإن الحديث لم يتكلم عن وجوب قتل أي كافر بل الحديث تكلم فقط عن الاجتماع في النار حيث لن يجتمع قاتل هذا الكافر مع الكافر نفسه بل سيكون بعيداً عنه يوم القيامة. وسبب البعد بين الكافر وقاتله في النار هو لكي لا يضران بعضهما ، ولذلك ورد في تكملة الحديث ما يلي:

[حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا يَجْتَمِعَانِ فِي النَّارِ أَبَدًا اجْتِمَاعًا يَضُرُّ أَحَدَهُمَا»

وحتى لو افترضنا أن الحديث يأمر بقتل الكفار فإن الحديث لن يقصد قتل أي كافر بل سيقصد قتل الكافر المحارب المعتدي فقط وليس الكافر المسالم ، ولذلك يقول الشيخ العلَّامة/ عبد المحسن العباد - في كتابه (شرح سنن أبي داود) ٣ /٢٩٢ ما يلي:

[والمقصود بالكافر هنا الحربي لا المُستأمن أو الذمي، فإن هؤلاء لا يقاتلون.] 


ومثلما أن الحديث تكلم عن عدم الاجتماع بين الكافر وقاتله في النار فإنه تكلم أيضاً عن عدم الاجتماع بين المؤمن وقاتله الكافر ، ولذلك ورد في طريق آخر للحديث في مسند أحمد ما يلي:

[حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا يَجْتَمِعَانِ فِي النَّارِ أَبَدًا اجْتِمَاعًا يَضُرُّ أَحَدَهُمَا»، قَالُوا: مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: مُؤْمِنٌ يَقْتُلُهُ كَافِرٌ، ثُمَّ يُسَدَّدُ بَعْد.


فمثلما أن الحديث تكلم عن عدم الاجتماع بين الكافر وقاتله ، فإن الحديث تكلم أيضاً عن عدم الاجتماع بين المؤمن وقاتله الكافر...، فهل سيأمر النبي بقتل المسلمين أيضاً أيها الملاحدة الأغبياء؟!

وإذا رجعنا إلى تكملة الحديث الذي يستدل به أعداء الإسلام ضدنا فسنجد  الحديث يتكلم عن التائب التي تاب وعمل صالحاً بعد أن قتل كافراً ، ولا يتكلم الحديث عن المسلم الشرير الذي لم يتب ولم يعمل صالحاً بعد قتل الكافر...، ولذلك ورد في تكملة الحديث ما يلي:

[أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «لَا يَجْتَمِعَانِ فِي النَّارِ مُسْلِمٌ قَتَلَ كَافِرًا ثُمَّ سَدَّدَ وَقَارَبَ»]


[حَدَّثَنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْنٍ الْهِلَالِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا يَجْتَمِعَانِ فِي النَّارِ اجْتِمَاعًا يَضُرُّ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ»، قِيلَ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «مُؤْمِنٌ قَتَلَ كَافِرًا، ثُمَّ سَدَّدَ»]


[حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا يَجْتَمِعُ فِي النَّارِ مَنْ قَتَلَ كَافِرًا، ثُمَّ سَدَّدَ بَعْدَهُ» ]


[حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ عَجْلَانَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: «لَا يَجْتَمِعَانِ فِي النَّارِ اجْتِمَاعًا يَضُرُّ أَحَدَهُمَا: مُسْلِمٌ قَتَلَ كَافِرًا ثُمَّ سَدَّدَ الْمُسْلِمُ وَقَارَبَ»]


وعبارة [ثم سدَّد وقارب] في النصوص الشرعية تعني العمل الصالح والتوبة والاستقامة.

ومن المعلوم أن التوبة والاستقامة تغفر الذنوب الماضية.

وهناك بعض العلماء الذين أشاروا إلى أن سياق الحديث يتحدث عن شخص غير مسلم يقتل كافراً ثم يعتنق الإسلام ويتوب، ولذلك ستجد طبعات صحيح مسلم تضع الحديث تحت عنوان: 

[بَابُ مَنْ قَتَلَ كَافِرًا ثُمَّ أَسْلَمَ]

=================

إلى هنا ، أكون قد فندت الشبهة بالكامل بفضل الله تعالى

لا تنسونا من صالح دعائكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا
حقوق النشر © درب السعادة 🥀 جميع الـمواد متاحـة لك
x