الرد على شبهة حديث عمر: وافقت ربي في ثلاث وأن آيات القرآن نزلت موافقة له في بعض المواقف

الرد على شبهة: هل عمر بن الخطاب هو مَن اخترع آيات القرآن مثل آية الحجاب ،واتخاذ مقام إبراهيم مصلى ، وآية: عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن

مضمون الشبهة:

يزعم أعداء الإسلام أن عمر بن الخطاب اخترع بعض آيات القرآن ، ويستدل أعداء الإسلام بالحديث التالي:

[قالَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ: وافَقْتُ رَبِّي في ثَلاثٍ: فَقُلتُ يا رَسولَ اللَّهِ، لَوِ اتَّخَذْنا مِن مَقامِ إبْراهِيمَ مُصَلًّى، فَنَزَلَتْ: ﴿واتَّخِذُوا مِن مَقامِ إبْراهِيمَ مُصَلًّى﴾ [البقرة: ١٢٥] وآيَةُ الحِجابِ، قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، لو أمَرْتَ نِساءَكَ أنْ يَحْتَجِبْنَ، فإنَّه يُكَلِّمُهُنَّ البَرُّ والفاجِرُ، فَنَزَلَتْ آيَةُ الحِجابِ، واجْتَمع نِساءُ النبيِّ ﷺ في الغَيْرَةِ عليه، فَقُلتُ لهنَّ: (عَسى رَبُّهُ إنْ طَلَّقَكُنَّ أنْ يُبَدِّلَهُ أزْواجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ)، فَنَزَلَتْ هذِه الآيَةُ]

-----------------------------------

الرد على هذه الشبهة السخيفة:

الحديث السابق نفسه لم يذكر شيئاً عن اختراع عمر لبعض آيات القرآن بل الحديث نفسه يذكر أن آيات القرآن نزلت من عند الله نفسه.

إذا تدبرنا الحديث السابق فسنجد أن عمر بن الخطاب يقول: [وافقتُ ربي في ثلاث] ؛ أي أن عمر بذاته يشهد أن آيات القرآن نزلت من عند رب الكون وأن هذه الآيات الثلاثة ليست من اختراع عمر نفسه بل هي فقط توافق على رأي عمر السديد في الثلاثة مواقف.

وإذا أكملنا حديث عمر فسنجده يقول: [فنزلتْ] ، [فَنَزَلَتْ آيَةُ الحِجابِ] ، [فَنَزَلَتْ هذِه الآيَةُ] ، أي أن عمر نفسه يشهد على أن النص القرآني هو آيات نزلت من السماء وليست من اختراع البشر ولا هي من اختراعه.

ولذلك أنا أستعجب من أعداء الإسلام الذين يتقولون على عمر وكأنهم فهموا ما لم يفهمه عمر بالرغم من أن عمر هو راوي الحديث السابق بنفسه!!!  

هل هم أكثر فهماً من عمر بن الخطاب الذي روى الحديث السابق بنفسه؟!


=================

وأما بالنسبة للحديث الذي يتضمن أن عمر بن الخطاب وافق ربه في أربعة أشياء وهي كالتالي:

ورد في مسند أبي داود ما يلي:

[حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ: " وَافَقْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فِي أَرْبَعٍ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَوْ صَلَّيْتَ خَلْفَ الْمَقَامِ ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ : {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} سورة البقرة آية 125 ، وَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَوْ ضَرَبْتَ عَلَى نِسَائِكَ الْحِجَابَ ، فَإِنَّهُ يَدْخُلُ عَلَيْكَ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} سورة الأحزاب آية 53 ، وَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ : {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ} سورة المؤمنون آية 12 ، فَلَمَّا نَزَلَتْ قُلْتُ أَنَا : تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ، فَنَزَلَتْ {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} سورة المؤمنون آية 14 ، وَدَخَلْتُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ، فَقُلْتُ لَهُنَّ : لَتَنْتَهُنَّ أَوْ لَيُبْدِلَنَّهُ اللَّهُ بِأَزْوَاجٍ خَيْرٍ مِنْكُنَّ ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ : {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ} [سورة التحريم آية 5] "]

ولكن الحديث السابق ضعيف ولا يصح؛ فالراوي / علي بن زيد بن جدعان القرشي هو راوٍ ضعيف الحديث بسبب سوء حفظه وكثرة أخطائه وأوهامه.

وحتى لو افترضنا أن الحديث السابق صحيح فإن الحديث نفسه يشهد بأن آيات القرآن نزلت من عند الله ، ولذلك قال عمر عن الآيات: [فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ]، [فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ] ، [وَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ

=================

وأما بالنسبة لليهود والمسيحيين الذين يشككون في آيات القرآن الكريم ، فإنني أرد عليهم وأقول:

أغلب الكتاب المقدس هو كلام من صنع البشر العاديين حيث كانوا يكتبون كلاماً حسب أهوائهم ثم يعتبرونه مقدساً من عند الرب، وتعالوا نأخذ مثالاً على ذلك:

هناك امرأة اسمها أستير وكانت قد تزوجت من الملك وقد أمرت بالاحتفال ببعض الأعياد ، وأمرت بأن تُكتب تلك الأعياد وتفاصيلها فوُضعت الأعياد في سِفر أستير الذي يعتبره اليهود والمسيحيون وحياً من الرب!!!

ورد في سِفر أستير - الأصحاح التاسع - الأعدادمن  29 إلى 32 ما يلي

[وكتبت أستير الملكة بنت أبيحائل ومردخاي اليهودي بكل سلطان بإيجاب رسالة الفوريم هذه ثانيةً، وأرسل الكتابات إلى جميع اليهود، إلى كور مملكة أحشويروش المئة والسبع والعشرين بكلام سلام وأمانة، لإيجاب يومي الفوريم هذين في أوقاتهما، كما أوجب عليهم مردخاي اليهودي وأستير الملكة، وكما أوجبوا على أنفسهم وعلى نسلهم أمور الأصوام وصراخهم. وأمرُ أستير أوجبَ أمور الفوريم هذه، فكُتبت في السِفر.]

=================

وأما بالنسبة للشيعة الذين يسخرون من عمر بن الخطاب ، فإنني أرد عليهم وأقول:

في الكتب الشيعية ، ستجد عدة روايات تخبرنا أن سلمان الفارسي كان قد ذكر بعض الآراء فنزلت آيات قرآنية تتضمن نفس كلامه وتوافق عليه؛ فمثلاً:

ذكر شيخ الشيعة المُسمَى بــ(الطبرسي) في كتابه (الاحتجاج) - الجزء الأول- صفحة ٥٠ ما يلي:

[ثم قال سلمان: فإني أشهد أنه مَن كان عدواً لجبرئيل فإنه عدو لميكائيل وأنهما جميعا عدوان لمن عاداهما مسالمان لمن سالمهما، فأنزل الله تعالى عند ذلك موافقاً لقول سلمان: {قل من كان عدواً لجبريل....}]

فهل يقدر الشيعة أن يضحكوا من دينهم الآن؟!

=====================

إلى هنا ، أكون قد فندت الشبهة بالكامل بفضل الله تعالى

لا تنسوا نشر المقال أو نسخه

لا تنسونا من صالح دعائكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا
حقوق النشر © درب السعادة 🥀 جميع الـمواد متاحـة لك
x