ما هي حقيقة الدروز ، ولماذا يلقبون بالموحدين

في هذا المقال سوف نكشف الستار عن عقائد الدروز

 أولًا: النشأة التاريخية للديانة الدرزية

الديانة الدرزية هي مذهب ديني باطني، وقد ظهرت العقيدة الدرزية في أوائل القرن الخامس الهجري (القرن 11م) في عهد الخليفة العبيدي المسمَى بـــ(الحاكم بأمر الله)، الذي كان حاكمًا لمصر أثناء الدولة الفاطمية.

ويُعد حمزة بن علي بن أحمد هو المؤسس الفعلي للدين الدرزي، وقد أعلن أن الحاكم بأمر الله هو (تجسيد للإله)، وأطلق الدروز على مذهبهم اسم (دعوة التوحيد)، وبدأوا الدعوة لها سرًا في البداية ثم أعلنوها عام 1017م، لكنها أُغلِقت عام 1043م وبقيت العقيدة محصورة في أتباعها.

 ويُعد الدين الدرزي امتدادًا وتحويرًا لبعض تعاليم الشيعة الإسماعيلية، لكنه تطور فيما بعد ليصبح ديانة مستقلة قائمة بذاتها. ويمكننا القول أن الديانة الدرزية هي مزيج من الفلسفة الأفلاطونية المُحدَّثة، والفِكر الإسماعيلي، والعقائد الغنوصية.


*** ومن خصائص الدين الدرزي أنه دين سري للغاية لدرجة أنه يقسِّم أتباعه إلى قسمين وهما العُقَّال والجُهَّال:

1. العُقَّال: وهم الدروز الكبار أو النخبة الدينية الذين يُسمَح لهم بقراءة كتب العقيدة الدرزية والتعمق في التعاليم الدينية السرّية وتطبيقها، ويلتزمون بزي خاص ، ويقيمون اجتماعات ليلية أسبوعية في الخلوات، وهي غرف مغلقة لا يدخلها إلا هم حيث يجلسون في شكل دائرة، ويقرأون نصوصاً من رسائل الحكمة، ويقومون بطقوس تأملية وصوفية أشبه بالجلسات السرية الغنوصية. ويُقال إن بعضهم يمارس التأمل الصامت على رموز أو كلمات محددة للوصول إلى الاتحاد العقلي بالإله. ويُقال إن أعضاء هذا المجلس يعرفون تفاصيل الرجعة الكبرى للحاكم بأمر الله، ويجهزون لذلك عبر الأجيال. ولا يمكن أن يصبح الدرزي العادي من العُقَّال إلا بعد اختبار وتدريب طويل على يد أحد الدروز الكبار. وغالبية العُقَّال هم من الرجال وليس النساء.


2. الجُهال: وهم الدروز العاديين أو الدروز العوام الذين لا يُسمَح لهم بالاطلاع على كتب العقيدة الدرزية ولا يُكشَف لهم سوى ما يتعلق بالأمور السلوكية؛ ولذا يربون أطفالهم منذ الصغر على أن الدرزي لا يجب أن يكشف سره، ولا يجب أن يخالط قلبه غير طائفته. وكثير من الدروز العوام في العصر الحديث ينأون بأنفسهم عن التفسير الديني العميق، ويركزون فقط على الهوية الثقافية.

ولا يقوم الدروز بالزواج من غير الدرزي (وفي بعض الحالات لا يتزوجون حتى من غير العاقل).

ولا يذبحون الذبائح إلا لأنفسهم، ولا يأكلون إلا من طعام طائفتهم.


=============

والآن تعالوا بنا نتكلم عن أهم عناصر الدين الدرزي وفقًا للمعلومات التي تسربت خارج هذا الدين السري:

1. لقب (الموحدين): الدروز يُسمّون أنفسهم بــــ(الموحدين) محاولين خداع الناس بهذا اللقب حتى يظن المستمع أنهم مسلمون، ولكن في الحقيقة هذا اللقب عندهم في الباطن يعني أنهم مخلصون لشخص واحد فقط وهو إلههم المُسمَى بــ(الحاكم بأمر الله).

2. تأليه الحاكم بأمر الله: يعتقدون أن (الحاكم بأمر الله) العبيدي لم يمت، بل غاب وسيرجع في آخر الزمان ليقيم دولتهم، وأن هذا الرجل هو مظهر من مظاهر التجلّي الإلهي، ويعتبرونه التجسد الأخير والكامل للإله. وهناك إشارات عند بعض فِرق الدروز أن الله قد يتجلّى مجددًا في شخصيات أخرى، لكن يبقى الحاكم بأمر الله هو التجلّي الأخير الكامل عندهم؛ لذلك يربط بعضهم بين زعماء دروز كبار (مثل سلطان باشا الأطرش) وإشارات روحية عليا.

ويؤمن الدروز أن الله تجلى مِن قَبل في البشر خلال دورات زمنية ابتداءً بآدم كأول تجلٍّ ثم نوح، إبراهيم، موسى، عيسى،… وصولًا إلى الحاكم بأمر الله الذي يمثل التجلي الأخير الكامل.

3. التناسخ (التقمّص): يؤمن الدروز بأن النفس أزلية لا تفنى بل تنتقل الروح من جسد إلى جسد بعد الموت، دون وجود جنة أو نار في الآخرة ، ويكون الثواب والعقاب من خلال الحياة القادمة. ويندرج تحت هذا المفهوم أن عدد النفوس محدود لا يزيد ولا ينقص وأن الإنسان يُحاسَب في حياته التالية بناءً على أفعاله السابقة بمعنى أن فكرة الثواب عندهم تكون عبارة عن انتقال روحك بعد الموت إلى جسد شخص جديد يعيش حياة أفضل أو ذي مرتبة عقلية أعلى، أما فكرة العقاب عندهم فهي أن تنتقل روحك بعد الموت إلى جسد شخص جديد يعاني أو يكون في بيئة شاقة، وهذا يُعرف عندهم بـــ(القصاص الكوني) وهي فكرة هندوسية خيالية أصلاً؛ فنحن نعرف جيداً أن عدد البشر يزيد يوماً بعد يوم؛ فإذا كانت الروح تنتقل فقط من جسد إلى آخر ، إذن لماذا يزداد البشر وتتواجد المزيد من الأجساد البشرية كل يوم؟!

ومن الأمثلة الموجودة عند الدروز:

[إذا وُلِدَ شخص أعمى، فإنه ربما ظلم غيره ببصره في حياته السابقة.]


4. كتبهم الدينية: أهمها رسائل الحكمة، وهي مجموعة من الكتب الفلسفية والرمزية التي كتبها مؤسسو دينهم بلغات مشفرة، لا تُتاح إلا للعُقّال، ومكتوبة بلغة مشفّرة وباصطلاحات خاصة وبعضها لم يُنشَر بعد. وهم لا يعتمدون على القرآن في المقام الأول ولا يعتبرونه كتاباً تشريعياً مُلزِماً، بل يعتمدون في المقام الأول على كتبهم الخاصة مثل رسائل الحكمة. 

5. سرية العقيدة: يُحرِّم الدروز على أنفسهم إفشاء تعاليمهم الدينية السرّية للغرباء ولا حتى للعوام. وهذا ما جعل مذهبهم محاطًا بالغموض على مدى قرون. وهم يجعلون التقيّة مبدأً رئيسياً في حياتهم، حتى بين بعضهم البعض. ويُظهِرون أنفسهم كمسلمين أو مسيحيين أو يهود بحسب البيئة الموجودين فيها.

ويصل الأمر عندهم إلى أنهم قد يتظاهرون بتبجيل النبي محمد أمام المسلمين ، ولكنهم يشتمونه في الخفاء.

6. موقفهم من الأديان الأخرى: يُظهِرون التعايش ظاهريًا، لكن عقيدتهم ترى أن الأديان جميعها كانت وسائل مرحلية للوصول إلى مرحلة التوحيد التي يمثلها دينهم، ولذا يعتبرون أن دينهم هو الأفضل والأكمل.

7. الطقوس والعبادات: لا يصلّون الصلوات الإسلامية الخمس، ولا يصومون رمضان، ولا يحجون إلى الكعبة، بل لديهم طقوس خاصة وسرية ومنها اجتماع أسبوعي يُقام ليلاً بين كبارهم.

8- موقفهم من الأنبياء: هم لا ينكرون الأنبياء ولكن يفسرونهم بطريقتهم الخاصة الغريبة المخالفة للإسلام ؛ فمثلاً: هم يعتبرون المسيح أحد التجليات الإلهية ولكنه لم يكن كاملاً.


9- عقيدة الرجعة الكبرى: يعتقدون بالرجعة الكبرى ، وهي مرحلة مستقبلية يُكشَف فيها الغطاء عن الحقائق، ويظهر الحاكم بأمر الله، ويعود الناس إلى مرتبتهم الأصلية.


============

 مراتب الوجود عند الدروز

العقيدة الدرزية تفسر الوجود عبر نظام فلسفي باطني مكوّن من مراتب، أقرب للفكر النيوأفلاطوني:

  • البارئ : لا يُدرك، ولا يوصف، هو مُطلَق التجريد.
  • العقل الكلي (النور الأول): أول صادر عن البارئ.
  • النفس الكلية: تصدر عن العقل.
  • الكلمة (الكلمة الإلهية).
  • السابقة.
  • اللاحقة.

وهؤلاء يسمّونهم بـــ(الحدود الخمسة)، وهم مَن تجلّت فيهم المعاني الإلهية عبر العصور، وكانوا الوسائط بين الله والخلق.

==========

أماكن تواجد الدروز اليوم

الدروز اليوم يتركزون في:

* لبنان (جبل الدروز – الشوف)

* سوريا (جبل العرب – السويداء)

* فلسطين (الكرمل والجليل)

وقلة منهم في الأردن، وأعداد قليلة في الشتات (أمريكا الجنوبية، أوروبا)

=============

الموقف من الدروز في الإسلام

علماء الإسلام صنّفوا الدروز على أنهم فرقة باطنية كافرة خارجة عن الإسلام، وذلك بسبب:

1- إنكار أركان الإسلام الظاهرة.

2- اعتقادهم بتناسخ الأرواح.

3- تأليه الحاكم بأمر الله.

4- عدم اعتمادهم القرآن كمصدر تشريعي ظاهر.

لذلك لا يُعتبَرون مسلمين بل فرقة وديانة مستقلة.


يقول عنهم ابن تيمية في مجموع الفتاوي 35/ 161 ما يلي:

[وَأَمَّا «الدُّرْزِيَّةُ» فَأَتْبَاعُ هشتكين الدُّرْزِيُّ؛ وَكَانَ مِنْ مَوَالِي الْحَاكِمِ أَرْسَلَهُ إلَى أَهْلِ وَادِي تَيْمِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ فَدَعَاهُمْ إلَى إلَهِيَّةِ الْحَاكِمِ وَيُسَمُّونَهُ «الْبَارِي الْعَلَّامُ» وَيَحْلِفُونَ بِهِ ، وَهُمْ مِنْ الْإِسْمَاعِيلِيَّة الْقَائِلِينَ بِأَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إسْمَاعِيلَ نَسَخَ شَرِيعَةَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، وَهُمْ أَعْظَمُ كُفْرًا مِنْ الْغَالِيَةِ يَقُولُونَ بِقِدَمِ الْعَالَمِ وَإِنْكَارِ الْمَعَادِ وَإِنْكَارِ وَاجِبَاتِ الْإِسْلَامِ وَمُحَرَّمَاتِهِ ، وَهُمْ مِنْ الْقَرَامِطَةِ الْبَاطِنِيَّةِ الَّذِينَ هُمْ أَكْفَرُ مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَمُشْرِكِي الْعَرَبِ ، وَغَايَتُهُمْ أَنْ يَكُونُوا «فَلَاسِفَةً» عَلَى مَذْهَبِ أَرِسْطُو وَأَمْثَالِهِ أَوْ «مَجُوسًا». وَقَوْلُهُمْ مُرَكَّبٌ مِنْ قَوْلِ الْفَلَاسِفَةِ وَالْمَجُوسِ وَيُظْهِرُونَ التَّشَيُّعَ نِفَاقًا. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.]

وأفتى كثير من العلماء بعدم جواز الزواج منهم ولا أكل ذبائحهم.

=================

والخلاصة مما سبق هو أنني أود تحذير المسلمين لكي لا ينخدعوا بضلالات الدروز ولا يصدقوهم.


إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا
حقوق النشر © درب السعادة 🥀 جميع الـمواد متاحـة لك
x