معنى يشف صدور قوم مؤمنين ، وهل المسلم يستريح قلبه بالقتل؟!

الشـبـهـة:

مسيحي يتظاهر بأنه مسلم سابق ويطرح شبهة قديمة جداً ؛ فهو يقول أن المسلم تستريح نفسه بالقـتـل ثم استشهد بالآية التي تقول:

﴿قَـٰتِـلُـوهُمۡ یُـعَـذِّبۡهُمُ ٱللَّهُ بِأَیۡدِیكُمۡ وَیُـخۡـزِهِمۡ وَیَنصُرۡكُمۡ عَلَیۡهِمۡ وَیَشۡفِ صُدُورَ قَوۡمࣲ مُّؤۡمِنِینَ﴾ [التوبة ١٤]

_________________________________________________

الرد على الشبهة ، وبالله التوفيق:

أولاً:

أيها المسيحي ، لقد مللنا من قصص العبور المـفـبـركة التي لا يوجد أدنى دليل على صدقها......

أنا دخلت مجال مقارنة الأديان منذ ثلاث سنوات تقريباً ، وحتى الآن ، لم أجد دليلاً واحداً يوثق قصة عبور مسلم إلى النصرانية. كلها أشبه بالمسرحيات الـهـزلـيـة ، ولذلك لا داعى لمثل هذه الألاعـيـب.

أنا يمكنني أن ألعب نفس اللعبة معك ، ويمكنني أن أقول أن عمي هو أسقف في المنيا ⁦🤷🏻‍♂️⁩.

لعبة بسيطة جداً..... أليس كذلك؟!

------------

ثانياً:

لماذا تستنكر من شئ موجود أصلاً في كتابك المدعو بالكتاب المقدس:

ألم يقل يسوع :

إنجيل لوقا 19: 27

أما أعـدائي، أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم، فأتوا بهم إلى هنا واذبـحـوهـم قدامي»

⁦⬆️⁩ هذا هو ديدن إله الكتاب المقدس ؛ فهو لا يهدأ إلا عندما يرى صورة الذبــا*ئح البشرية حتى لو وصل الأمر إلى ذ*بـح الإله نفسه.

----------

ثالثاً:

الآية بدأت بكلمة: (قـاتـلـوهم) ، ولكن ذلك المسيحي غيَّر مضمون الآية الكريمة من مصطلح (القـتـال) إلى مصطلح (القـتـل) ، لكي يستطيع التلبيس على المسلمين....

وهناك نقطة مهمة ينبغي التنبيه عليها وهي أن هناك فرق كبير بين مصطلح (القـتـال) ومصطلح (القـتـل) ؛ فالقـتـال عبارة عن مصطلح محدد مقيد بحيث يدل على حدث يحدث بين طرفين أو بين جيشين بحيث يـقـاتـل كل منهما الآخر.

وطبعاً ليس من المعقول أن أقدم باقة زهور إلى شخص يسرع بإتجاهي لكي يـقـتـلـنـي في ساحة المعركة ، وليس من المعقول أن أقف مكتوف اليدين في حين أنني أرى جيش العـدو يـقـتـحـم وطني وينـتـهـك حرمـاتي.....

أما بالنسبة للقـتـل ، فهو مصطلح عام غير مقيد حيث أن القـتـل قد يكون في ساحة المعركة وقد لا يكون فيها ، وقد يحدث الـقـتـل للمـقـاتل أو لغير المـقـاتل ، وقد يكون القـتـل بوجه حق وقد لا يكون بوجه حق .... ، فمثلاً:

إعـدام القاضي للمـجـرم يكون بوجه حق ، لكن قـتـل السـفـاح للمواطن البرئ الغير مـقـاتـل يكون بغير وجه حق....

ولو رجعنا إلى الآية الكريمة ⁦☝️⁩، فسنجدها تأمر بالقـتـال وليس القـتـل ، وهذا يعطينا إشارة إلى أن الله يحدد لنا مواقف معينة لمباشرة الحرب فيها وهي عندما نكون في ساحة المعركة أمام العـدو نفسه ، وأما بالنسبة للقـتـل العام لأي شخص ، فهذا غير جائز شرعاً...

-----------

رابعاً:

أي عاقل لن يعترض على مضمون الآية الكريمة ، لأن شفاء الصدور يحدث عندما يتخلص المؤمن من ذلك الشخص المـحـارب الذي طالما تـعـدَّى على حرمـاتنا وقـتـل أهلنا ونـهـب خيراتنا..... ، فمثلاً:

عندما جاء المـغـول إلى الدول الإسلامية ، فإنهم قـتـلوا أسلافنا ونـهـبـوا خيراتنا. وبالتالي فإنه من الطبيعي ومن المعقول أن أفرح وأبتهج عندما يدخل المسلمون في قـتـال مع أولئك المـغـول ثم يقضي المسلمون على أولئك المغول الأشـرار......

هذا شئ طبيعي عند جميع البشر إلا عند المسيحيين الذي لا يحترمون العقل كالعادة.

كذلك من الطبيعي أن أفرح عندما يتخلص المسلمون من كـفـار قريش الذين عـذَّبـوا المسلمين في مكة لسنوات طويلة.....

وأيضاً ، سيُشفى صدري عندما يتخلص المسلمون من أولئك المسيحيين الروس الذين يـقـتـلـون إخواننا السوريين شـر قـتـلـة.

-------------

خامساً:

أيها المسيحي ، مهما حاولت أن تفعل ، فاعلم -جيداً- أننا مازلنا فخورين بديننا ؛ فهو يجعل منا أبطالاً وفرساناً وليس قـطـيـع خـرفـان....

وصدقني ، لن تجد مسيحياً واحداً يطبق مبدأ : (من ضـربك على خدك الأيمن ، فأعط له الآخر) ، فهذا المبدأ مجرد حبر على ورق أو دعونا نقل أنه مجرد شعار برَّاق مـزيـف....

ـــ اسأل أصحاب مبدأ (من ضـربـك على خدك الأيمن) : أين ذهب أحمد سبيع أو أبو إسلام أو غيرهم؟!

أسأل نفسك ، هل هناك دولة مسيحية في العالم تعيش بدون جـيـش أو أسـلـحـة .... بل ربما ستنصدم لو عرفت أن دولة الفاتيكان نفسها تتعاقد مع الدول المجاورة من أجل حمايتها بقوات عسكرية ⁦🤷🏻‍♂️⁩.

------------------------

سادساً:

ذلك المسيحي يقول أن الله خلق الكل ولذلك فإنه سيرحم الكل بلا استثناء....

وأنا أرد عليه بنفس منطقه السـقـيـم وأقول:

* طالما أن الله خلق الشــيـطـان ، إذن الله سيرحم الشـيـطـان ويدخله الجنة أيضاً!

* وطالما أن الله خلق المـجـرمين القـاتـلـين أمثال هتلر ، إذن الله سيرحهم ويدخلهم الجنة أيضاً!

* ونفس الشي سيحدث مع كل الظَـلـمة الفـجـرة.... ، وبذلك لا يكون هناك أي عدل إلهي أو حساب!

* وكل من أهــان الله وترك عبادته وذهب وعبد غيره ، فإنه سيدخل الجنة طالما أنه من خلق الله!

* واليـهـود والرومان الذي قـتـلوا يسوع سيدخلون الجنة طالما أنهم من خلق الله!

* ثم ما رأيك -أيها المسيحي- أن أقـتـلك الآن وأدخل الجنة طالما أنني من خلق الله أيضاً؟!

***** ***** ******

بالله عليكم ، هل هذا منطق عقلاني؟!

هل الكلام السابق يقبله عاقل؟!

هل من المعقول أن يستوي الوثـنـي مع المؤمن إيماناً صحيحاً؟!

هل من المعقول أن يستوي الصالح مع الفـاسـد لمجرد أنهما الإثنان من خلق الله؟!

هل من المعقول أن يتساوي الطالب الناجح مع الراسـب لمجرد أنهما طالبان في نفس الوقت وفي نفس المدرسة؟!

⭕ الإجابة العقلية: لا يستوي ذو الإيمان الصحيح مع ذي الدين الـفـاسـد ، ولا ولن يستوي الصالح مع الفـاسـد أبداً.

⁦⚠️⁩ وليتني أعرف من أين حصل ذلك المسيحي المتخفي على رخصة لإدخال جميع الناس الجنة على هواه...؟!

🚦وهل معه رخصة لي -أيضاً- من أجل دخول الجنة ، هل سيعطني صكوك غفران؟!

وهناك شئ مهم أود التنبيه عليه:

وهو أنني مسلم فخور بنفسي ، وأرى نفسي أفضل من أصحاب الديانات الأخرى ، ولا أقبل مساواتي بغيري ، وهذه هي عقيدتي (عقيدة العزة والكرامة). أما بالنسبة لك -أيها المسيحي- فأنت تريد أن تعطي الدنـيـة لنفسك ولدينك ، وأنت حر في ذلك ⁦🤷🏻‍♂️⁩.

_________________________________

ملحوظات مهمة:

١- كنت قد وضعت مقال كامل للرد على شـبـهـة آيات الـقـتـل في القرآن الكريم :

https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2020/10/blog-post_12.html?m=1

٢- أنا وضعت منشور كامل لـنـسـف أكـذوبـة (من ضـربـك على خدك الأيمن ، فأدر له الآخر) :

https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2021/09/blog-post_29.html?m=1

__________________________________________

وفي النهاية، أنا أود أن أقول أنه إن كان من توفيق فمن الله وحده. وإن كان من سهو أو زلل فمني ونرجو المسامحة عليه.

لا تنسونا من صالح الدعاء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 👋👋👋