المسيح يسبي الناس

مـقـدمـة:

إن من أكثر الأمور غرابةً في مجال مقارنة الأديان هي أن تجد مسيحياً ينتقد فكرة السـبـي. وعلى الجانب الآخر، فإني أجد شباب الإسلام يردون على المسيحيين مستدلين بتشريعات السـبـي الواردة في العهد القديم..... ، ولكن ما لا يعلمه الكثير هو أن فكرة السـبـي قد وردت أيضاً في العهد الجديد بل الصادم في الأمر أن المسيح نفسه هو من يـسـبـي الآخرين ويتخذهم أسرى عنده.... ولذلك لا عجب لو قلت لكم أن هذه الحلقة فريدة من نوعها ، فتابعوها للنهاية!

____________________

المـوضـوع:

يخبرنا كهنة المسيحية أن بولس تحدث عن المسيح قائلاً:

🔴 رسالة أفسس - الأصحاح 4:

7- ولكن لكل واحد منا أُعطيت النعمة حسب قياس هبة المسيح.

8- لذلك يقول: «إذ صعد إلى العلاء ، سبى سبياً وأعطى الناس عطايا».


وفي النص السابق، نجد أن بولس يتحدث عن المسيح بأنه سـيـسـبـي ويتخذ لنفسه أسرى....  بل إننا لو رجعنا إلى التراجم العربية الأخرى للنص السابق ، فسنجدها تقول:

[الترجمة العربية المشتركة]

*** فالكتاب يقول: ((عندما صعد إلى العلاء أخذ أسرى كثيرين وأعطى البشر عطايا)).

[الترجمة اليسوعية]

*** فقد ورد في الكتاب: (( صعد إلى العلى فأخذ أسرى وأعطى الناس العطايا.))

[ترجمة الحياة]

*** لذلك يقول (الوحي): «إذ صعد إلى الأعالي، ساق أسرى، ووهب الناس مواهب!»


فمن خلال التراجم السابقة، نجد أن يسوع يتخذ أسرى وسبايـا وعـبـيـد من الناس مع اقتراب موعد صعوده.

وطبعاً، كلمة (عطايا/δόματα) الواردة في النص يُقصَد بها (مواهب الروح القدس) مثل: موهبة التحدث بالألسنة وغيرها...

ومن المهم جداً أن نلفت انتباهكم إلى أن بولس قد اقتبس النص السابق من سفر المزامير ثم قام ببعض التعديلات والتحريفات للنص ... فمثلاً:

يقول سفر المزامير - الأصحاح 68:

18- [صعدت الى العلاء، سبيت سبياً ، قبلت عطايا بين الناس وأيضاً المتمردين.]


*** وتسرد الترجمة العربية المشتركة النص السابق كما يلي:

[صعدت إلى العلاء أيها الرب تقود أسراك إلى الأسر ؛ لتقبل جزية المتمردين عليك.]


💨 فمن خلال المقارنة بين رسالة بولس وبين سفر المزامير سيتضح من الوهلة الأولى أن بولس قام بتحريف عبارة: (قبلت عطايا من الناس والمتمردين أيضاً) إلى (أعطيت الناس عطايا)... يعني أن المعنى انقلب رأساً على عقب. وهذا ما حدا بالمفسرين المسيحيين إلى محاولة ترقـيـع النص عن طريق استخدام الأسلوب الرمزي كالعادة...

ومن الظاهر لأي عاقل أن النص الأصلي الوارد في سفر المزامير كان يتكلم عن حـرب حقيقية حصلت في عهد النبي داود حيث انتصر داود على أعداءه وقادهم للسـبـي ، ولكن المفسرين حاولوا التهرب وحاولوا تغيير معني السـبـي ههنا عن طريق اللجوء لأسلوب الترميز والمجاز!!

وإليكم نبذة من تفاسير المفسرين المسيحيين:

 يقول الخادم المسيحي/ متَّى بهنام في تفسير أفسس (4: 8) ما يلي:

[ اقتبس الرسول بولس هذه الكلمات من مزمور (68 : 18) ..... ، ويبدوأن داود قصد في كتابة هذا المزمور الإشارة إلى حادثة تاريخية في أيام ملكه على إسرائيل؛ أعني إلى إحدى انتصاراته على أعدائه واقتياد جزء منهم إلى السبي] انتهى الاقتباس

 

وإن شاء الله تعالى ، سنتكلم في الحلقة القادمة عن كيف كان بولس يحرف الاقتباسات من العهد القديم!! 

-------------------------

مواضيع أخرى هامة:

يسوع سيعود إلى الأرض ويـقـتـل الأمم ويستعبد آخرين وسيقتل الصغار والكبار والعبيد والأحرار ثم سيقيم مملكته:

https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2021/10/blog-post_17.html

______________________________

وفي النهاية ، أنا أود أن أقول أنه إن كان من توفيق فمن الله وحده ، وإن كان من سهو أو زلل فمني ونرجوا المسامحة عليه....

لا تنسونا من صالح الدعاء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته👋👋👋



صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا