الشيعة يزعمون أن النبي محمد أمر الإمام علي بتطليق السيدة عائشة، ويستشهد الشيعة ببعض الروايات الشيعية الواردة في كتبهم!
وكما تعلمون، فإن معظم تلك الروايات الشيعية هي روايات مكذوبة أصلاً، وسنثبت لكم ذلك عن طريق عرض هذه الروايات الشيعية على قواعد الحديث الشيعية...
تعالوا بنا نرى الرواية الأولى التي يستدل بها الشيعة:
وردت رواية شيعية في كتاب (بحار الأنوار- الجزء 28)، وفيها ما يلي:
[فمضت عايشة وحدها إلى النبي، فأصابته في منزل أم سلمة، وعنده علي بن أبي طالب،
فقال لها النبي: ما جاء بك يا حميراء؟، قالت: يا رسول الله أنكرتُ تخلفك عن
منزلك هذه المرة، وأنا أعوذ بالله من سخطك يا رسول الله، فقال: لو كان الأمر
كما تقولين لما أظهرتِ سراً أوصيتك بكتمانه، لقد هلكتِ وأهلكتِ أمة من الناس. ثم أمر خادمةَ سلمة، فقال: اجمعي هؤلاء يعني نساءه فجمعتهن في منزل أم سلمة، فقال لهن: اسمعن ما أقول لكن، وأشار بيده إلى علي بن أبي طالب،
فقال لهن: هذا أخي ووصيي ووارثي والقائم فيكن وفي الأمة من بعدي فأطعنه
فيما يأمركن به، ولا تعصينه فتهلكن بمعصيته، ثم قال: يا علي أوصيك بهن
فأمسكهن ما أطعن الله وأطعنك، وأنفق عليهن من مالك، ومرهن بأمرك وانههن عما
يريبك، وخل سبيلهن إن عصينك، فقال علي:
يا رسول الله إنهن نساء وفيهن الوهن وضعف الرأي، فقال: ارفق بهن ما كان
الرفق أمثل بهن فمن عصاك منهن فطلقها طلاقاً يبرأ الله ورسوله منها، قال:
وكل نساء النبي قد صمتن فلم يقلن شيئاً فتكلمت عايشة فقالت: يا رسول الله ما
كنا لتأمرنا بشئ فنخالفه بما سواه، فقال لها: بلى: يا حميراء، قد خالفت
أمري أشد خلاف، وأيم الله لتخالفين قولي هذا ولتعصنه بعدي، ولتخرجن من
البيت الذي أُخلفك فيه متبرجةً قد حف بك فئام من الناس، فتخالفينه ظالمةً له
عاصيةً لربك، ولتنبحنَّك في طريقك كلابُ الحوأب، ألا إن ذلك كائن.] انتهى الاقتباس
الرواية السابقة 👆 تطعن في السيدة عائشة وتتهمها بمخالفة النبي، بل وفيها أمر النبي بتطليق السيدة عائشة، ولكنك ستتفاجأ عندما تعلم أن هذه الرواية الشيعية هي رواية ضعيفة جداً جداً، وقد نقلها المجلسي من كتاب (إرشاد القلوب) بدون إسناد أصلاً، وهذا ما قاله المجلسي بنفسه في صفحة (84) في كتابه (بحار الأنوار28).
وأما إذا نظرت في هامش صفحة (84)، فستجد الهامش يذكر أن هذه الرواية أوردها العلَّامة الحِلي في كتابه (كشف اليقين)، ناقلاً إياهاً من كتاب (حجة التفضيل)، ثم ذكر الهامش سند هذه الرواية، وكان كالتالي:
[عن محمد بن الحسين الواسطي عن إبراهيم بن سعيد عن الحسن بن زياد الأنماطي عن محمد بن عبيد الأنصاري عن أبي هارون العبدي عن ربيعة السعدي قال: قال حذيفة....]
فهذا السند السابق 👆 هو سند تالف جداً وضعيف في كل شيء؛ حيث أن الراوي (محمد بن الحسين الواسطي) هو راوِ مجهول ضعيف ولا يُحتَج به حسبما يقول الشيعي/ محمد الجواهري في كتابه (المفيد من معجم رجال الحديث| صفحة 520).
🔴 وأما الراوي (إبراهيم بن سعيد)، فهو راوٍ مجهول، ولم يذكروه
🔴 وأما الراوي (الحسن بن زياد الأنماطي)، فهو راوٍ مجهول الحال، ولا توجد له ترجمة توثيق في الكتب الشيعية!
🔴 وأما الراوي الرابع فهو (محمد بن عبيد الأنصاري)، وهو راوٍ مجهول الحال، ولا توجد له أي ترجمة توثيق في الكتب الشيعية!
🔴 وأما الراوي (أبو هارون العبدي)، فهو (عمارة بن جوين)، وهو مجهول الحال، ولم تُذكَر وثاقته في الكتب الشيعية القديمة، ولكن بعض الشيعة المتأخرين حاولوا توثيقه بناءً على إعجابهم بروايته فقط لا غير، ولهذا يقول المعمم/ علي النمازي الشاهرودي في كتابه (مستدركات علم رجال الحديث| الجزء السادس| صفحة 17) ما يلي:
[عمارة بن جوين أبو هارون العبدي: لم يذكروه. روى داود بن كثير الرقي عنه، عن مولانا الصادق فضل يوم الغدير والصلاة والدعاء فيه. وفيه ما يفيد حسنه و كماله.]
🔴 وأما الراوي السادس فهو (ربيعة السعدي)، فهو راوٍ مجهول الحال ولم يُذكَر فيه جرحاً ولا تعديلاً في الكتب الشيعية، ولهذا يقول المعمم/ غلام رضا عرفانيان في كتابه (مشايخ الثقات| صفحة 132) أن ربيعة السعدي لم يُذكَر، وقال المعمم/ علي النمازي الشاهرودي في كتابه (مستدركات علم الرجال | صفحة 392) أن ربيعة السعدي لم يُذكَر!
وأخيراً، الراوي (ربيعة السعدي) لم يُصرِّح بالسماع من حذيفة، بل روى الحديث مُرسلاً؛ أي أن الرواية ضعيفة جداً ومتهالكة، ولا يُحتج بها أساساً.
وكذلك ورد اسم الراوي (عبد الله بن سلمة) في متن الرواية أيضاً باعتباره شخصاً قد نقل الرواية عن حذيفة، ولكننا عندما نرجع إلى كتاب (كشف اليقين) نفسه، فسنجد أن اسم الراوي هناك هو (عبيد الله بن سلمة) ، وهو راوٍ مجهول، وهنا قد حصل اضطراب في اسم الراوي!
يعني هذه الرواية كلها مجاهيل في مجاهيل، ولا أحد يعرف من أين أتت هذه الرواية المتزندقة...
والغريب في الأمر أن هذه الرواية مكتوبة في 30 صفحة، فهل هذا معقول؟!
෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴
وأما الرواية الثانية التي يستشهد بها الشيعة، فإن شيخهم الطبرسي قد أوردها في كتاب (الاحتجاج)، ونقلها أيضاً المجلسي في كتاب (بحار الأنوار)، وهذه الرواية كالتالي:
[في رواية سعد بن عبد الله الأشعري عن القائم قال: قلتُ له: يا مولانا وابن مولانا، رُوِيَ لنا أن رسول الله جعل طلاق نسائه إلى أمير المؤمنين عليّ حتى أنه بعث يوم الجمل رسولاً إلى عائشة وقال: "إنك أدخلتي الهلاك على الاسلام وأهله بالغش الذي حصل منك، وأوردتي أولادك في موضع الهلاك للجهالة فإن امتنعت وإلا طلقتك". فأخبرنا يا مولاي عن معنى الطلاق الذي فوَّض حكمَه رسولُ الله إلى أمير المؤمنين؟ فقال القائم: إن الله تقدس اسمه عظَّم شأن نساء النبي فخصهن بشرف الأمهات، فقال رسول الله: يا أبا الحسن إن هذا شرف باق ما دُمن لله على طاعة،
فأيتهن عصت الله بعدي في الأزواج بالخروج عليك، فطلقها وأسقِطها من شرف أمهات
المؤمنين.] انتهى الاقتباس
الرواية السابقة👆 هي رواية ضعيفة جداً؛ فهي بلا سند يربط بين الطبرسي وسعد بن عبد الله الأشعري، فالراوي (سعد بن عبد الله الأشعري) قد عاش في القرن الثالث الهجري، لكن (الطبرسي) عاش في القرن السادس الهجري؛ أي أن بينهما فاصلاً بمقدار ثلاث قرون!
ثم إن الكثير من الشيعة الأوائل قد طعنوا في رواية سعد بن عبد الله الأشعري؛ حيث قالوا أن سعد بن عبد الله الأشعري قد عاصر الإمام الحسن العسكري، ولكن لم يقابله أبداً ولم يكلمه وجهاً لوجه، فكيف حصل هذا الحوار بينه وبين الحسن وابنه القائم؟!
🔴 يقول النجاشي في كتاب (رجال النجاشي| صفحة 177) ما يلي:
[ورأيت بعض أصحابنا يضعِّفون لقاءه لأبي محمد، ويقولون هذه حكاية موضوعة عليه، والله أعلم.]
🔴 ويذكر الخوئي في كتابه (معجم رجال الحديث |الجزء التاسع| صفحة 79) ما يلي:
[وعدَّه في رجاله في أصحاب أبي محمد العسكري، قائلاً: سعد بن عبد الله القمي، عاصره الإمام، ولم أعلم أنه روى عنه. وفي من لم يرو عن الأئمة، قائلاً: سعد بن عبد الله.]
ثم يقول الخوئي في صفحة 80 ما يلي:
[وجه الغرابة أن هذا لا يكون قدحاً في سعد، وإنما هو تكذيب لمن يدعي أن سعدا ً لقي أبا محمد عليه السلام، نعم لو ثبت جزماً أن سعداً ادعى ذلك لكان هذا تكذيباً لسعد، لكنه لم يثبت على ما ستعرف. أن النجاشي ذكر أن سعداً لقي أبا محمد عليه السلام، وحكى عن بعض الأصحاب تكذيب ذلك، وأنه حكاية موضوعة عليه، وتوقف الشيخ في ذلك وقال: ولم أعلم أنه روى عنه.]
فالنجاشي والخوئي يثبتان أنه لا دليل على أن سعد بن عبد الله قد قابل الإمام الحسن وابنه.
وهناك بعض الشيعة يزعمون أن الراوي سعد بن عبد الله الأشعري قد قابل الإمام الحسن العسكري وابنه وسمع منهما، ويستشهد بعض الشيعة بالرواية التي أوردها الشيخ/ الصدوق في كتابه (كمال الدين47)، ولكن هذه الرواية لا تصح أصلاً 👇
تلك الرواية التي أوردها الشيخ/ الصدوق هي كالتالي:
[كتاب (كمال الدين)، الباب 47، الحديث 22، عن محمد بن علي بن محمد بن حاتم النوفلي المعروف بالكرماني، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن عيسى الوشاء البغدادي، قال: حدثنا أحمد بن طاهر القمي، قال: حدثنا محمد بن بحر بن سهل الشيباني، قال:
حدثنا أحمد بن مسرور، عن سعد بن عبد الله....]
فالرواية السابقة كلها مجاهيل وفظائع وأخطاء تاريخية وطعونات في إمام الشيعة أصلاً، ولذلك يقول الخوئي في كتابه (معجم رجال الحديث| الجزء 9| صفحة 82) ما يلي:
[وهذه الرواية ضعيفة السند جداً؛ فإن محمد بن بحر
بن سهل الشيباني لم يوثَق وهو متهَم بالغلو، وغيره من رجال سند الرواية
مجاهيل، على أن الرواية قد اشتملت على أمرين لا يمكن تصديقهما: أحدهما حكايتها صد
الحجةُ أباه من الكتابة والإمام كان يشغله برد
الرمانة الذهبية! إذ يقبح صدور ذلك من الصبي المميز، فكيف ممن هو عالم
بالغيب وبجواب المسائل الصعبة؟ - والأمر الثاني: حكايتها عن موت أحمد بن إسحاق في زمان العسكري، مع أنك عرفت في ترجمته أنه عاش إلى ما بعد العسكري.]
ومن هنا، يتضح لنا أن الراوي سعد بن عبد الله الأشعري لم يقابل الحسن العسكري أو ابنه، ولا حدث بينهما حوار أصلاً، ولا أفتى أئمة الشيعة بتطليق السيدة عائشة، بل هذه روايات منسوبة كذباً إلى أهل البيت!
ولكي تتأكد أكثر من ضعف الرواية التي تحدثت عن لقاء سعد بن عبد الله الأشعري بأبي محمد العسكري، فعليك مقارنة رواتها بكتب الجرح والتعديل الشيعية، وإليك صفحات الكتب نفسها لكي تتأكد من جهالة الرواة:
1- كتاب: مستدركات علم رجال الحديث - الشيخ علي النمازي الشاهرودي - ج ١ - الصفحة ٣٩٧
2- كتاب: المفيد من معجم رجال الحديث - محمد الجواهري - الصفحة ٥٥٦
3- كتاب: مستدركات علم رجال الحديث - الشيخ علي النمازي الشاهرودي - ج ١ - الصفحة ٣٣١
4- كتاب: المفيد من معجم رجال الحديث - محمد الجواهري - الصفحة ٥٠٤
5- كتاب: المفيد من معجم رجال الحديث - محمد الجواهري - صفحة ٤٧
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
ملحوظة:
بعض الشيعة يعتقدون أنه طالما أن ((الراوي من أصحاب الإمام إذن هو ثقة))، وهذا اعتقاد خاطئ تماماً، ولذلك يقول الخوئي في كتاب (معجم رجال الحديث 1/ 59) ما يلي:
ثم إن الطوسي نفسه قد ضعَّف الكثير من أصحاب الإمام الصادق، مثل:
إبراهيم بن أبي حبّة ضعيف، الحارث بن عمر البصري أبو عمر ضعيف الحديث، عبد الرحمن بن الهلقام ضعيف، عمرو بن جميع البصري الأزدي ضعيف الحديث، محمد بن حجّاج المدني منكر الحديث، محمد بن عبد الملك الأنصاري الكوفي ضعيف، محمد بن مقلاص الأسدي الكوفي: ملعون غال.
راجع: رجال الشيخ الطوسي: صفحة: 146، 178، 232، 249، 285، 294، 302
ولذلك ليس كل أصحاب الأئمة ثقات كما يعتقد عوام الشيعة
ثم إن عوام الشيعة قد ضعَّفوا أصحاب النبي محمد، وزعموا أنه لا يمكن التفريق بين المؤمن والمنافق منهم، فلماذا يعتقد بعضهم أن كل أصحاب الأئمة ثقات؟!
وأخيراً، أريد أن أوجه سؤالاً محرجاً للشيعة، وهو: إذا كان النبي محمد يعتقد أن عائشة ستفسد الأمة وتخرج على الإمام، فلماذا لم يطلِّقها بنفسه ويحمي الأمة من كل هذه الضلالة التي استمرت لقرون حتى الآن؟؟!
وهل النبي محمد مشترك في الجريمة مع السيدة عائشة؛ لأنه لم يطلِّقاها ويحمي الأمة منها؟!
النبي طلَّق بعض الزوجات، فلماذا لم يطلق عائشة معهم؟!
وهل من المعقول أن يُطلِّق شخص امرأة رجل آخر بعد موته؟!
෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴
وإلى هنا، نكون قد أثبتنا لكم زيف كل الروايات الشيعية التي تزعم أن الإمام عليّ قد طلَّق السيدة عائشة من النبي محمد...
لا تنسونا من صالح الدعاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 👋
෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴
مقالات أخرى ذات صلة:
*رواية شيعية تزعم أن النبي أمر علياً بتطليق السيدة عائشة وحفصة:
https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2023/01/blog-post_26.html
*مقالات لهدم دين الشيعة:
https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/p/blog-page_21.html
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا