مضمون الشبهة:
أعداء الإسلام يزعمون أن الإسلام يشجع على الزنا وزواج المتعة، ويستشهدون بالآية القرآنية التي تقول:
{فَمَا ٱسۡتَمۡتَعۡتُم بِهِۦ مِنۡهُنَّ فَـَٔاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِیضَةࣰ}
෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴
الرد على هذه الكذبة:
أولاً:
إذا نحن قرأنا الآية في سياقها بالكامل، فسنعرف أن الآية تتكلم عن الزواج الدائم وليس عن الزنا او زواج المتعة...
الآية بالكامل تقول:
{وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاۤءَ ذَ ٰلِكُمۡ أَن تَبۡتَغُوا۟
بِأَمۡوَ ٰلِكُم مُّحۡصِنِینَ غَیۡرَ مُسَـٰفِحِینَ فَمَا ٱسۡتَمۡتَعۡتُم
بِهِۦ مِنۡهُنَّ فَـَٔاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِیضَةࣰۚ وَلَا جُنَاحَ
عَلَیۡكُمۡ فِیمَا تَرَ ٰضَیۡتُم بِهِۦ مِنۢ بَعۡدِ ٱلۡفَرِیضَةِۚ}
إذا ركزتم في الآية السابقة👆، فستجدون أن الآية تقول: (محصنين)، (غير مسافحين)؛ فالآية تتكلم عن الإحصان؛ أي أن الآية تحث على الزواج الدائم، كما تنهى الآية عن السِفاح؛ أي تنهى عن الزنا.
ومعنى الآية هو أن المسلم إذا تزوج امرأة، ثم دخل بها في ليلة الدخول (الدخلة)، ومارس مع زوجته علاقةً حميميةً، فينبغي على المسلم أن يدفع لزوجته مهرها بالكامل وليس نصف المهر...، لكن إذا كتب الكتاب وتزوجها ولم يدخل بها في ليلة الدخول ولم يمارس معها علاقةً حميميةً، فينبغي أن يدفع لها نصف المهر فقط.
وكلمة (أجورهن) في الآية تعنى المهر، وقد استخدم القرآن نفس الكلمة مع زوجات النبي حيث قال:
{یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّبِیُّ إِنَّاۤ أَحۡلَلۡنَا لَكَ أَزۡوَ ٰجَكَ ٱلَّـٰتِیۤ ءَاتَیۡتَ أُجُورَهُنَّ}
إذن كلمة (أجر) هنا تُستخدم مع الزوجة وليس مع العاهرات كما فهم أعداء الإسلام.
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
ثانياً:
بالنسبة لأعداء الإسلام الذين يستشهدون ببعض الروايات الضعيفة زاعمين أن الإسلام يبيح زواج المتعة، فإنني سأعرض عليكم هذه الروايات الضعيفة، ثم سأرد عليها واحدةً تلو الأخرى:
الرواية الأولى تقول:
[حدثنا أبو كريب قال، حدثنا يحيى بن عيسى قال، حدثنا نصير بن أبي الأشعث قال، حدثني ابن حبيب بن أبي ثابت، عن أبيه قال: أعطاني ابن عباس مصحفًا فقال: هذا على قراءة أبيّ. قال يحيى: فرأيت المصحف عند نصير، فيه: ﴿فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى﴾]
الرواية السابقة 👆 هي رواية ضعيفة حيث ورد فيها الراوي (يحيى بن عيسى) ، وهو راوٍ ضعيف متروك حسب أغلب علماء الجرح والتعديل.
وإليكم آراء علماء الجرح والتعديل في الراوي (يحيى بن عيسى):
قال أبو أحمد بن عدي الجرجاني عنه: عامة ما يرويه لا يُتابَع عليه.-
وقال أبو حاتم بن حبان البستي عنه: ممن ساء حفظه، وكثر وهمه حتى جعل يخالف الأثبات فيما يروي عن الثقات، فلما كثر ذلك في روايته بَطُلَ الاحتجاج به.
-
وقال أحمد بن حنبل عنه : ما أقربُ حديثه.
-
وقال أحمد بن شعيب النسائي عنه: ليس بالقوي.
-
وقال أحمد بن صالح الجيلي عنه: كان فيه تشيع.
-
وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني عنه : ضعيف.
-
وقال ابن حجر العسقلاني عنه: صدوق يخطىء ورُمي بالتشيع.
-
وقال محمد بن إسماعيل البخاري عنه: منكر الحديث.
-
وقال مسلمة بن القاسم الأندلسي عنه: لا بأس به، وفيه ضعف.
-
وقال مصنفوا تحرير تقريب التهذيب : ضعيف.
-
وقال يحيى بن معين : ضعيف، ليس بشيء، لا يُكتَب حديثه.
[حدثنا حميد بن مسعدة قال، حدثنا بشر بن المفضل قال، حدثنا داود، عن أبي نضرة قال، سألت ابن عباس عن متعة النساء. قال: أما تقرأ سورة النساء؟ - قال قلت: بلى! - قال: فما تقرأ فيها: ﴿فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى﴾ ؟ قلت: لا! لو قرأتُها هكذا ما سألتك! قال: فإنها كذا.]
الرواية السابقة هي رواية مكذوبة وردت من طريق الراوي (أبو نضرة بن بقية)، وهو راوٍ مجهول الحال أصلاً، ولا يُحتَج بروايته.
ونفس هذا الراوي الكذاب قد ذكر هذه الرواية:
[حدثنا ابن المثنى قال، حدثني عبد الأعلى قال، حدثني داود، عن أبي نضرة قال: سألت ابن عباس عن المتعة، فذكر نحوه.]
[حدثنا ابن المثنى قال، حدثنا محمد بن جعفر قال، حدثنا شعبة، عن أبي سلمة، عن أبي نضرة قال: قرأت هذه الآية على ابن عباس:"فما استمتعتم به منهن". قال ابن عباس:"إلى أجل مسمى". قال قلت: ما أقرؤها كذلك! قال: والله لأنزلها الله كذلك! ثلاث مرات.]
فنفس الراوي الكذاب (أبو نضرة) هو من ذكر آخر روايتين ضعيفتين 👆.
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
وأما الرواية الثالثة فهي تقول:
[حدثنا ابن المثنى قال، حدثنا أبو داود قال، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن عمير: أن ابن عباس قرأ: {فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى}.]
الرواية السابقة ضعيفة؛ فقد وردت من الراوي (عمير بن يريم)، وهو مجهول الحال ولم يوثقه أحد. وقد حاول بعض المحققين أن يُصلحوا اسم هذا الراوي وأن يعدلوه إلى (هبيرة بن يريم)، ولكنني أرى أن الاضطراب في هذه الحالة يُسقِط هيبة الرواية، وخصوصاً أن هذا السند مضطرب جداً في ذكر اسم الراوي بل ومخالف للقرآن الكريم، ولا مجال لتعديل الراوي.
وقد وردت نفس هذه الرواية من طريق آخر هكذا:
[حدثنا ابن المثنى قال، حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة ، وحدثنا خلاد بن أسلم قال، أخبرنا النضر قال، أخبرنا شعبة = عن أبي إسحاق، عن ابن عباس بنحوه.]
ولكن هناك انقطاع في السند بين أبي إسحاق السبعيني وابن عباس.
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
وأما الرواية الرابعة فهي تقول:
[حدثنا محمد بن المثنى قال، حدثنا محمد بن جعفر، قال حدثنا شعبة، عن الحكم قال: سألته عن هذه الآية:"والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم" إلى هذا الموضع:"فما استمْتَعتم به منهن"، أمنسوخة هي؟ قال الحكم: لا ، وقال الحكم: قال علي: "لولا أن عمر نهى عن المتعة ما زنى إلا شَقِيٌّ".]
هذه الرواية هي رواية ضعيفة مُرسَلة، فـ(الحكم بن عتيبة) لم يشاهد (علي بن أبي طالب)، ولم يسمع منه أي شيء أصلاً، أي أن هناك انقطاع بين الشخصين.
ولذا ورد في كتـاب (تحفة التحصيل في المراسيل) (١/ ٩٥) ما يلي:
[روى له البيهقي حديثاً عن علي بن أبي طالب، وقال: هذا منقطع، الحكم لم يدرك علياً]
وورد في كتاب (سنن البيهقي الكبرى) (٦/ ٤٣) ما يلي:
[هذا منقطع. الحكم بن عتيبة لم يدرك علياً]
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
وأما الرواية الخامسة فهي تقول:
[حدثني المثنى قال، حدثنا أبو نعيم قال، حدثنا عيسى بن عمر القارئ الأسدي، عن عمرو بن مرة: أنه سمع سعيد بن جبير يقرأ: ﴿فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فآتوهن أجورهن﴾]
هذه الرواية رواية موقوفة، ولم تُنسَب إلى النبي ولا إلى أحد من الصحابة، بل نُسبَت هنا إلى سعيد بن جبير، ولا نعرف من أين أتي سعيد بهذه القراءة أصلاً، وبالتالي هي ليس متواترة ولا يٌحتج بها أصلاً، بل هي أشبه بالشائعات التي لا أساس لها من الصحة، وخصوصاً أن هذه الرواية مخالفة للقرآن الكريم.
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
وأخيراً، نكون قد فندنا كل الروايات التي تخالف القرآن الكريم وتتحدث عن المتعة
لا تنسونا من صالح الدعاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته👋
☱☱☱☱☱☱☱☱☱☱☱☱☱☱☱☱☱☱☱☱☱☱☱☱
مقالات أخرى ذات صلة:
هل الإسلام به زواج المتعة:
https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2020/07/blog-post_31.html
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا