مضمون الشبـهة:
أعداء الإسلام يزعمون أن القرآن يأمر بقتل الأبرياء لإرغامهم على اعتناق الإسلام!
ويستدل أعداء الإسلام بهذه الآية:
﴿فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلۡأَشۡهُرُ ٱلۡـحُرُمُ فَٱقۡتُلُوا۟ ٱلۡمُشۡرِكِینَ حَیۡثُ وَجَدتُّـمُوهُمۡ وَخُذُوهُمۡ وَٱحۡصُرُوهُمۡ وَٱقۡعُدُوا۟ لَهُمۡ كُلَّ مَرۡصَدࣲۚ فَإِن تَابُوا۟ وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُا۟ ٱلزَّكَوٰةَ فَـخَلُّوا۟ سَبِیلَهُمۡ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ﴾
------------
الرد على هذه الشبهة السخيفة:
أولاً:
في الإسلام ، يـحرم إجبار شـخص على اعتناق الإسلام ؛ لأنه إذا دخل الإسلامَ عن غير اعتناق داخلي وظَل هكـذا غير مقتنع، فإن إيـمانه يكون باطلاً وغير صـحيح، وسيكون هذا الشـخص بـمنزلة الـمنافق، ومصيره إلى نار جهنم ، ولن نستفيد شيئاً من إكراهه على اعتناق الإسلام.
وقد نهى الله عز وجل عن إكراه الناس على اعتناق الإسلام ، حيث قال الله تعالى:
﴿وَلَوۡ شَاۤءَ رَبُّكَ لَـَٔامَنَ مَن فِی ٱلۡأَرۡضِ كُلُّهُمۡ جَمِیعًا أَفَأَنتَ تُكۡرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ یَكُونُوا۟ مُؤۡمِنِینَ﴾
والآية السابقة ☝️ فيها استفهام استنكاري حيث يوجد فيها (ألف الاستفهام)، وهنا يستنكر الله من إجبار الناس على اعتناق الإسلام.
وقال الله تعالى:
﴿لَاۤ إِكۡرَاهَ فِی ٱلدِّینِ قَد تَّبَیَّنَ ٱلرُّشۡدُ مِنَ ٱلۡغَیِّۚ فَمَن یَكۡفُرۡ بِٱلطَّـٰغُوتِ وَیُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَا وَٱللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ﴾ [البقرة ٢٥٦]
فلا يوجد إكراه على اعتناق الإسلام ، بل الكافر حر في ذلك ، وسيتحمل عاقبة قراره في النهاية.
وعلى فكرة، هذه الآية الأخيرة ☝️ ليست منسوخة بـحـسب الرأي الأصـح بين العلماء. وسنخصص منشوراً كاملاً للـحديث عن ذلك لاحقاً.
----------
ثانياً:
بالنسبة لآية:
﴿فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلۡأَشۡهُرُ ٱلۡـحُرُمُ فَٱقۡتُلُوا۟ ٱلۡمُشۡرِكِینَ حَیۡثُ وَجَدتُّـمُوهُمۡ وَخُذُوهُمۡ وَٱحۡصُرُوهُمۡ وَٱقۡعُدُوا۟ لَهُمۡ كُلَّ مَرۡصَدࣲۚ فَإِن تَابُوا۟ وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُا۟ ٱلزَّكَوٰةَ فَـخَلُّوا۟ سَبِیلَهُمۡ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ﴾
هذه الآية وردت في الصفحة الأولى من سورة التوبة ، ولكن أعداء الإسلام يقومون بقص هذه الآية من سياقها ، ثم يوهمون الناس بأن القرآن يأمر بقتل الكافر البرئ!
لكن إذا نـحن قرأنا الآيات في سياقها بالكامل فسنجد أن الآيات تأمر فقط بقتل الكافر الـمجرم الذي يعتدي على الـمسلمين.
تعالوا نفتح الـمصحف على سورة التوبة لنرى الآيات في سياقها بالكامل:
* سورة التوبة بدأت بالبراءة ؛ أي أن الله ورسوله تبرأوا من الكفار نظراً لأن الكفار خانوا عهودهم من الـمسلمين. ولذلك يقول الله تعالى:
﴿بَرَاۤءَةࣱ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۤ إِلَى ٱلَّذِینَ عَـٰهَدتُّم مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِینَ﴾ [التوبة ١]
وأما الآية الثانية، ففيـها أن الله أعطى مـهلة أربعة أشهر للكفار يتـجولون في الأرض، وبعد أن تنتـهي هذه الـمدة سيحل الـخزي على هؤلاء الكفار، وسيحصل قتال بين الكفار والـمسلمين. ولذلك يقول الله تعالى:
﴿فَسِیحُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ أَرۡبَعَةَ أَشۡهُرࣲ وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّكُمۡ غَیۡرُ مُعۡجِزِی ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱللَّهَ مُـخۡزِی ٱلۡكَـٰفِرِینَ﴾ [التوبة ٢]
وفي الآية الثالثة، الله ورسوله أعلنوا أمام الـجميع يوم الـحـج الأكبر بأنهم أبرياء من هؤلاء الكفار الغدارين، فإن تاب الكفار عن أفعالهم، فهذا خير لهم، ولكن إذا استـمروا على أفعالهم ، فلهم عذاب أليم في الآخرة.
﴿وَأَذَ ٰنࣱ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۤ إِلَى ٱلنَّاسِ یَوۡمَ ٱلۡحَجِّ ٱلۡأَكۡبَرِ أَنَّ ٱللَّهَ بَرِیۤءࣱ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِینَ وَرَسُولُهُۥۚ فَإِن تُبۡتُمۡ فَهُوَ خَیۡرࣱ لَّكُمۡ وَإِن تَوَلَّیۡتُمۡ فَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّكُمۡ غَیۡرُ مُعۡجِزِی ٱللَّهِ وَبَشِّرِ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ بِعَذَابٍ أَلِیمٍ﴾ [التوبة ٣]
وفي الآية الرابعة، الله يأمر الـمسلمين بألا يعتدوا على أي كافر مسالم لم يؤذ الـمسلمين بل يـجب على الـمسلم أن يـحافظ على عهده مع هذا الكافر الـمسالم. ولذلك يقول الله تعالى:
﴿إِلَّا ٱلَّذِینَ عَـٰهَدتُّم مِّنَ ٱلۡـمُشۡرِكِینَ ثُمَّ لَمۡ یَنقُصُوكُمۡ شَیۡـࣰٔا وَلَمۡ یُظَـٰهِرُوا۟ عَلَیۡكُمۡ أَحَدࣰا فَأَتِـمُّوۤا۟ إِلَیۡهِمۡ عَهۡدَهُمۡ إِلَىٰ مُدَّتِهِمۡ إِنَّ ٱللَّهَ یُـحِبُّ ٱلۡـمُتَّقِینَ﴾ [التوبة ٤]
أما الآية الـخامسة فإنها تأمرنا بقتل وسبـي الكفار الذين يعتدون على الـمسلمين ويقتلونـهم.
وسنثبت لكم بعد قليل أن هؤلاء الكفار هم فعلاً مَن اعتدوا أولاً على الـمسلمين.
أما الآية السادسة، فإن الله يأمر النبـي بأن يـحمي أي كافر مسالم يطلب الأمان.
فإذا جاء كافرُ ليطلب الأمان من النبـي محمد، فيتوجب على النبي محمد حينها أن يتلو عليه القرآن نظراً لأن معظم الكفار لا يعرفون شيئاً عن الإسلام سوى من الشائعات الكاذبة.
وبعد أن يسمع الكافرُ القرآنَ، فإن النبـي سيوفر له الأمان حتى يرجع سالـماً.
ولاحظوا أن هذه الآية السادسة لم تـجـبر الكافر على اعتناق الإسلام، ولم تشترط على هذا الكافر أن يُسلم حتى ينال الأمان بل فقط الآية أمرت النبي محمد بتلاوة القرآن على مسامع هذا الكافر من باب العلم بالشيء، فإذا اعتنق هذا الكافر الإسلامَ فهذا خير له ، وإذا لم يعتنق الإسلام فهو حر. وفي كلا الـحالتيـن سيتوجب على النبـي أن يوفر له الأمان.
لذلك يقول الله تعالى:
﴿وَإِنۡ أَحَدࣱ مِّنَ ٱلۡـمُشۡرِكِینَ ٱسۡتَجَارَكَ فَأَجِرۡهُ حَتَّىٰ یَسۡمَعَ كَلَـٰمَ ٱللَّهِ ثُمَّ أَبۡلِغۡهُ مَأۡمَنَهُۥ ذَ ٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمࣱ لَّا یَعۡلَمُونَ﴾ [التوبة ٦]
وأما الآية السابعة فإنها تأمر النبـي محمد بالـحفاظ على عهده مع الـكفار إذا حافظوا على عهدهم ولم يغدروا. وقد وصف الله الـمسلم الذي يـحافظ على عهده بأنه من الـمتقين. لذلك يقول الله تعالى:
﴿كَیۡفَ یَكُونُ لِلۡمُشۡرِكِینَ عَهۡدٌ عِندَ ٱللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِۦۤ إِلَّا ٱلَّذِینَ عَـٰهَدتُّمۡ عِندَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡـحَرَامِ فَمَا ٱسۡتَقَـٰمُوا۟ لَكُمۡ فَٱسۡتَقِیمُوا۟ لَهُمۡ إِنَّ ٱللَّهَ یُحِبُّ ٱلۡـمُتَّقِینَ﴾ [التوبة ٧]
وأما الآية الثامنة، فيـها أن الكفار إذا استولوا على الـمسلمين، فسيقتلون الـمسلمين بلا مراعاة لأي قرابة أو ذمة؛ فمعظم هؤلاء الكفار يتصفون بالفسق، ولذلك هم يـخدعون الـمسلمين بأفواههم ولكن يـخفون الشر بداخلهم.
يقول الله تعالى:
﴿كَیۡفَ وَإِن یَظۡهَرُوا۟ عَلَیۡكُمۡ لَا یَرۡقُبُوا۟ فِیكُمۡ إِلࣰّا وَلَا ذِمَّةࣰۚ یُرۡضُونَكُم بِأَفۡوَ ٰهِهِمۡ وَتَأۡبَىٰ قُلُوبُهُمۡ وَأَكۡثَرُهُمۡ فَـٰسِقُونَ﴾ [التوبة ٨]
وأما الآية التاسعة ، فيها أن أفعال الكفار مشينة فقد منعوا الناس من اعتناق الإسلام وباعوا دين الله من أجل متاع الدنيا.
يقول الله تعالى:
﴿ٱشۡتَرَوۡا۟ بِـَٔایَـٰتِ ٱللَّهِ ثَمَنࣰا قَلِیلࣰا فَصَدُّوا۟ عَن سَبِیلِهِۦۤ إِنَّهُمۡ سَاۤءَ مَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ﴾ [التوبة ٩]
وأما الآية العاشرة، فيها أن هؤلاء الكفار هم من اعتدوا أولاً على الـمسلمين ، وهؤلاء الكفار لا يراعون أي قرابة أو ذمة في تعاملهم مع الـمسلمين، ولذلك يقول الله تعالى:
﴿لَا یَرۡقُبُونَ فِی مُؤۡمِنٍ إِلࣰّا وَلَا ذِمَّةࣰۚ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡـمُعۡتَدُونَ﴾ [التوبة ١٠]
وأما الآية الـحادية عشر ، فيها أن الكافر إذا دخل الإسلام وأقام الصلاة وأعطى الزكاة ، فقد صار أخاً لنا في الدين، ولذلك يقول الله تعالى:
﴿فَإِن تَابُوا۟ وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُا۟ ٱلزَّكَوٰةَ فَإِخۡوَ ٰنُكُمۡ فِی ٱلدِّینِ وَنُفَصِّلُ ٱلۡـَٔایَـٰتِ لِقَوۡمࣲ یَعۡلَمُونَ﴾ [التوبة ١١]
وأما الآية الثانية عشر ، فيها أن الكافر إذا خان ونقض عهده مع الـمسلمين وطعن في دين الإسلام، فيـجب علينا أن نـحاربه لكي نردعه ونوقفه عند حده؛ لعله يتأدب، ولذلك يقول الله تعالى:
﴿وَإِن نَّكَثُوۤا۟ أَیۡـمَـٰنَهُم مِّنۢ بَعۡدِ عَهۡدِهِمۡ وَطَعَنُوا۟ فِی دِینِكُمۡ فَقَـٰتِلُوۤا۟ أَىِٕـمَّةَ ٱلۡكُفۡرِ إِنَّهُمۡ لَاۤ أَیۡـمَـٰنَ لَهُمۡ لَعَلَّهُمۡ یَنتَهُونَ﴾ [التوبة ١٢]
وأما الآية الثالثة عشر، فيـها أن هؤلاء الكفار هو مَن بدأوا الاعتداء على الـمسلمين أولاً، وهؤلاء الكفار هم مَن خانوا العهد مع الـمسلمين وقاموا بـحرمان الـرسول والـمسلمين من بـيـوتهم في مكة ، ويريد الكفار أن يكرروا نفس الإخراج للمسلمين الآن.
ولذلك يقول الله تعالى:
﴿أَلَا تُقَـٰتِلُونَ قَوۡمࣰا نَّكَثُوۤا۟ أَیۡـمَـٰنَهُمۡ وَهَمُّوا۟ بِإِخۡرَاجِ ٱلرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَـخۡشَوۡنَهُمۡ فَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَـخۡشَوۡهُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ﴾ [التوبة ١٣]
إذن ملـخص الكلام في أول صفحتين من سورة التوبة هو أن الله ورسوله يتبرآن من هؤلاء الكفار الغدارين الذين اعتدوا على الـمسلمين ونكثوا العهود معهم، ثم تأمر الآيات بقتل هؤلاء الكفار الـمجرمين من أجل الدفاع عن أنفسنا.
وعلى الـجانب الآخر ، تأمر الآيات بـالوفاء بالعهود مع الكفار الـمحافظين على عهودهم معنا. وكذلك تنهى الآيات عن أذية أي كافر مسالم.
هذا هو ديننا، وهذا هو قرآننا بعيداً عما يفعله أعداء الإسلام حين يقصون الآيات من سياقها بالكامل.
---------
سؤال آخر:
سألنـي أحدهم وقال لي: إذا كان القرآن أمر بقتل الكافر الـمعتدي، فكيف يأمرنا الله بالإفراج عن الكافر إذا تاب، وهل الـمقتول يتوب أصلاً ؟!
واستدل الـملحد بنفس الآية:
﴿فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلۡأَشۡهُرُ ٱلۡـحُرُمُ فَٱقۡتُلُوا۟ ٱلۡمُشۡرِكِینَ حَیۡثُ وَجَدتُّـمُوهُمۡ وَخُذُوهُمۡ وَٱحۡصُرُوهُمۡ وَٱقۡعُدُوا۟ لَهُمۡ كُلَّ مَرۡصَدࣲۚ فَإِن تَابُوا۟ وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُا۟ ٱلزَّكَوٰةَ فَخَلُّوا۟ سَبِیلَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ﴾
وأنا أرد عليه وأقول:
هذا السؤال يدل على أن صاحبه يقرأ ولا يفهم ما يقرأ
إذا رجعنا إلى الآية ☝️، فسنجد أن الآية وضعت عدة طرق للتعامل مع الكافر الـمعتدي، فهناك كافر سيُقتل ، وهناك كافر سيؤخذ ويوضع في الأسر ، وهناك كافر سيُحاصر في حصنه، وهناك كافر سنراقبه عن كثب.
فالآية تقول:
١- اقتلوا الـمشركين حيث وجدتـموهم
٢- خذوا الـمشركين
٣- أحصروا الـمشركين
٤- اقعدوا لهم كل مرصد
إذن القرآن الكريم وضع عدة طرق للتعامل مع هؤلاء الكفار الـمعتدين وليس طريقةً واحدةً، وهذا يعني أن هناك مشركين سيظلون على قيد الـحياة ويدخلون الأسر...، ولذلك قال الله:
{فَإِن تَابُوا۟ وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُا۟ ٱلزَّكَوٰةَ فَخَلُّوا۟ سَبِیلَهُمۡ}
وهذا يشبه بالضبط عندما يقف القائد في ساحة الـمعركة ويشجع جنوده ويقول لهم: [اقتلوا الأعداء وضعوهم في الأسر]؛ أي أن القائد يقصد اقتلوا الأعداء الذين يواجهونكم، وأما بقية الأعداء الذين يستسلمون فأحضروهم أحياءً للأسر.
----------
سؤال آخر:
أحد الأشـخاص سألنـي وقال: إذا كان الإسلام يفرج عن الكافر الذي يُسلم، أليس هذا دليلاً على أن الإسلام يـجبر الناس على اعتناق الإسلام؟!
وأنا أرد عليه وأقول:
أولاً: طالـما أن الكافر اعتدى علينا، ونـحن أسرناه ، فإن لنا كامل الـحق في التعامل معه كيفما نشاء؛ لأنه هو مَن أقـحم نفسه في هذا الأمر منذ البداية. ولا يـحق لأحد أن يعترض على كيفية تعاملنا معه.
ثانياً: يـمكن لقائد الـمسلمين أن يـحرر كافراً حتى وإن لم يُسلم. وهذا الأمر يرجع إلى خبرة القائد العسكرية وتوقعاته.
ولهذا يقول الله تعالى:
﴿فَإِذَا لَقِیتُمُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ فَضَرۡبَ ٱلرِّقَابِ حَتَّىٰۤ إِذَاۤ أَثۡـخَنتُمُوهُمۡ فَشُدُّوا۟ ٱلۡوَثَاقَ فَإِمَّا مَنَّۢا بَعۡدُ وَإِمَّا فِدَاۤءً حَتَّىٰ تَضَعَ ٱلۡحَرۡبُ أَوۡزَارَهَا﴾ [محمد ٤]
فقائد الـمسلمين بإمكانه أن يـمن على أسير كافر وأن يـحرره حتى وإن لم يُسلم. وهذه النقطة كفيلة بتـحطيم كذبة أننا نـجبر الناس على اعتناق الإسلام.
ثالثاً: في غالب الأحوال ، عندما يعتدي الكافر على الـمسلم فإن ذلك يكون بسبب كراهية الكافر لدين الـمسلمين، فمثلاً: الهندوس والبوذيون يعتدون على الـمسلمين لأنهم يكرهون الإسلام.
إذن السبب الرئيسي في اعتداء الكافر علينا هو كراهيته لديننا...
وبالتالي إذا نـحن أسرنا ذلك الكافر الـمعتدي، وبعد ذلك أسلم هذا الكافر وهو في الأسر، فـحينئذ سنعرف أنه كراهيته لديننا زالت غالباً، وبالتالي لن يعتدي علينا بعد ذلك، ولهذا سنحرره.
فالكافر كان يعتدي علينا لأنه يكره ديننا ، ولكنه إذا اعتنق الكافرُ الإسلامَ بعد ذلك، فإن كراهيته لنا ستزول غالباً، ولهذا سنحرره بعد أن يُسلم لأننا أصبحنا نشعر بالأمان حياله الآن.
إذن الأمر لا علاقة له بالاجبار على الإسلام بل له علاقة بالتخلص من أذى هذا الكافر.
ولكي أثبت لك أن الأمر لا علاقة له بالإجبار على اعتناق الإسلام، فإنني سأعطيك هذه اللمحة:
إذا كان هناك كافر وأسلم ولكنه ظل يعتدي عليك ويكرهك ويريد قتلك بالرغم من إسلامه مؤخراً، فإن لك الـحق في الدفاع عن نفسك ولك الـحق في قتل هذا الـمعتدي، ولذلك نرى أن شيخ الإسلام/ ابن تـيمية قد أفتى بـمحاربة الـمغول الذين هـجموا على الـمسلمين وسفكوا دماءهم بالرغم من أن هؤلاء الـمغول قد أسلموا مؤخراً حينئذ.
والنبـي نفسه قد أباح للمسلم بأن يدافع عن نفسه وأن يقتل الـمعتدي عليه حتى وإن كان الـمعتدي قد أسلم مؤخراً.
ورد في صـحيح مسلم عن أبي هريرة قال: [جاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللهِ ﷺ، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، أرَأَيْتَ إنْ جاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أخْذَ مالِي؟ قالَ: فلا تُعْطِهِ مالَكَ قالَ: أرَأَيْتَ إنْ قاتَلَنِي؟ قالَ: قاتِلْهُ قالَ: أرَأَيْتَ إنْ قَتَلَنِي؟ قالَ: فأنْتَ شَـهِيدٌ، قالَ: أرَأَيْتَ إنْ قَتَلْتُهُ؟ قالَ: هو في النّارِ.]
خامساً: إذا وقع كافر في الأسر ثم أسلم، فإنه بذلك أصبح مسلماً جديداً؛ أي أن ذنوبه السابقة كلها مُـحيت؛ لأن الإسلام يـزيل ما قبله من الذنوب، وبالتالي فإنـنا سنتـجـاهل جرائـمه السابقة التي ارتكبها ضدنا قبل إسلامه.
ثم إنه لا يـجوز لـمسلم أن يقتل مسلماً مثلمه بدون ذنب، وقد قلنا من قبل أن هذا الكافر الذي أسلم مؤخراً قد مُـحيت ذنوبه ، وبالتالي لا يـجوز قتله الآن؛ لأنه أصبح الآن بدون ذنب.
إذن الـموضوع كله لا علاقة له بإجبار الناس على اعتناق الإسلام
أما في الـمسيحية ، فإن الـمسيحي سيذبـحك ويقتلك فوراً لـمجرد أنك لم ترغب في أن يكون يسوع ملكاً عليك!
إنـجيل لوقا ١٩: ٢٧
«أما أعدائي، أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم، فأتوا بهم إلى هنا واذبـحوهم قدامي».
------------
إلى هنا أكون قد فندت الشبهة بالكامل
لا تنسونا من صالـح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
------------
مقالات أخرى ذات صلة :
* الرد على جميع استدلالات أعداء الإسلام بآيات القتال في القرآن الكريم:
https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2020/10/blog-post_12.html
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا