مضمون الشبهة:
يزعم أعداء الإسلام أن عبد الله بن أبي سرح كان يـحرف القرآن قبل أن يرتد!
وكذلك يزعم أعداء الإسلام أن هناك نصرانـياً حرَّف القرآن للنبي محمد!
----------
الرد على هذه الشبهة السخيفة:
أولاً: لم يَثبت أن عبد الله بن أبي سرح كان يـحرف القرآن عندما كان يكتبه وراء النبي.
وجميع الروايات التي زعمت أن عبد الله بن أبي سرح كان يـحرف القرآن هي روايات ضعيفة؛ فمثلاً:
ذكر الطبري في تفسيره ما يلي:
[حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ ، قَالَ : ثنا الْـحُسَيْنُ ، قَالَ : ثني حَـجَّـاجٌ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْـجٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَوْلَ اللهِ تعالى: {وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} : نَزَلَتْ هَذه الآيةُ فِي شأن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ ، أَخِي بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ ، كَانَ يَكْتُبُ لِلنَّبِيِّ، وَكَانَ فِيمَا يُـمْلِي: «عَزِيزٌ حَكِيمٌ» ، فَيَكْتُبُ : «غَفُورٌ رَحِيمٌ» ، فَيُغَيِّرُهُ ، ثُمَّ يَقْرَأُ عَلَيْهِ كَذَا وَكَذَا لِـمَا حَوَّلَ ، فَيَقُولُ : «نَعَمْ سَوَاءٌ» ، فَرَجَعَ عَنِ الإِسْلامِ ، وَلَـحِقَ بِقُرَيْشٍ ، وَقَالَ لَهُمْ : لَقَدْ كَانَ يَنْزِلُ عَلَيْهِ : «عَزِيزٌ حَكِيمٌ» ، فَأُحَوِّلُهُ ثُمَّ أَقُولُ لِـمَا أَكْتُبُ، فَيَقُولُ: «نَعَمْ سَوَاءٌ » ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الإِسْلامِ ، قَبْلَ فَتْحِ مَكَّةَ ، إِذْ نَزَلَ النَّبِيُّ بِـمَرٍّ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ نَزَلَ ذَلِكَ فِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ خَاصَّةً.]
★ هذه الرواية ☝️ مرسلة ضعيفة، لأن الراوي عكرمة لم يكن موجوداً أصلاً في تلك الفترة بل هو وُلد بعد موت النبي بسنوات. فكيف حصل على هذه الرواية؟!
★ ثم إن الراوي ابن جريـج معروف عنه أنه مدلس ولا يُقبَل حديـثه إلا إذا صرَّح بالسماع، ولكنه هنا لم يصرح بسماع هذا الـخبر من عكرمة.
- ولذلك قال الدارقطني عنه:
[تـجنب تدليس ابن جريـج، فإنه قبيح التدليس، لا يدلس إلا فيما سمعه من مـجروح.]
- وقال أحمد بن صالـح الـمصري عنه:
[إذا أخـبر ابن جريـج الـخـبر فهو جيد وإذا لم يـخبر فلا يُعبأ به؛ أي يـجب أن يقول: (أخبرنا) ويصرح بالسماع]
- وقال مالك بن أنس عنه أنه حاطب ليل.
- وقال أبو حاتم بن حبان البستي عنه أنه يدلس.
- وقال ابن حـجر العسقلاني عنه أنه كان يدلس ويرسل.
★ أما الراوي/ الـحسين بن داود الـمصيصي، فقد اختلف العلماء في بـيان حاله مع العلم بأن عدد العلماء الذين جرَّحوه وضعَّفوه أكثر من الذين قبلوه...، فقد ضعفه أبو داود السجستاني، والنسائي وابن حبان البستي، وابن حـجر العسقلاني، ولذلك يـصعب تصديق هذه الرواية منه.
إذن ، هذه الرواية ☝️ مرسلة ضعيفة.
--------------
وهناك رواية أخرى عن سبب ردة عبد الله بن أبي سرح، ولكنه رواية ضعيفة، وقد ذكرها الواحدي في كـتابه (أسباب النزول)، وكذلك ذكرها القرطبي في تفسيره، وكذلك الـمناوي في (الفتح السماوي)...
وهذه الرواية كالتالي:
[آية: {وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ }، نَزَلَتْ فِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، كَانَ قَدْ تَكَلَّمَ بِالْإِسْلَامِ، فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ ذَاتَ يَوْمٍ يَكْتُبُ لَهُ شَيْئًا، فَلَمَّا نَزَلَتِ الْآيَةُ الَّتِي فِي الْـمُؤْمِنُونَ: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ} أَمْلَاهَا عَلَيْهِ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ: {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ} عَـجِبَ عَبْدُ اللَّهِ فِي تَفْصِيلِ خَلْقِ الْإِنْسَانِ، فَقَالَ: تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْـخَـالِقِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «هَكَذَا أُنْزِلَتْ عَلَيَّ»، فَشَكَّ عَبْدُ اللَّهِ حِينَئِذٍ وَقَالَ: لَئِنْ كَانَ مُحَمَّدٌ صَادِقًا لَقَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ كَـمَا أُوحِيَ إِلَيْهِ ، وَلَئِنْ كَانَ كَذَّابًا لَقَدْ قُلْتُ كَـمَا قَالَ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ: {وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ}، وَارْتَدَّ عَنِ الْإِسْلَامِ، وَهَذَا قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي رِوَايَةِ الْكَلْبِيِّ.]
وهذه الرواية ☝️ وردت على لسان الـكلبي وقد نسبها إلى ابن عباس.
ولكن الكلبي كذاب، و إسناد الراوية ضعيف جداً؛ فالراوي/ محمد بن السائب الكـلبـي - كان كذاباً وضاعاً يـخترع التفاسير والروايات وينسبـها إلى ابن عباس من خلال أبي صالـح.
وأبو صالـح أصلاً لم يسمع من ابن عباس، فكيف ينسب الكلبي كلاماً لابن عباس من خلال أبي صالـح ؟!
راجـــع:
- كـتاب: (تهذيب التهذيب) ٩ / ١٥٧-١٥٩
- كتـاب: (ميزان الاعتدال) ٣/ ٥٥٦- ٥٥٩
- كـتاب: (الإتقان في علوم القرآن) ٢/ ٤٩٧- ٤٩٨
--------
وكذلك وردت الرواية من طريق أسباط عن السدي، ولكن هذه الرواية مرسلة ضعيفة أيضاً؛ فالسدي لم يكن حاضراً في تلك الفترة، ثم إن الراوي أسباط والسدي مُـختَلف فيهما وقد ضعَّفهما الكثير من أهل العلم. وسنذكر ذلك فيما بعد.
____________
وهناك رواية غريـبة مشهورة بين الناس وتـتـضمن أن:
[عثمان بن عفان أحضر (عبد الله بن أبي سرح) بعد فتح مكة وأوقفه أمام النبي لكي يـبايع النبي، ولكن النبي كره ذلك ثلاث مرات، ثم قبل النبيُ البيعة في الـمرة الرابعة وهو كاره لذلك.
وبعد أن انصرف عبد الله بن أبي سرح من أمام النبي، فإن النبي عاتب الصـحابة لأنهم لم يقتلوا عبد الله بن أبي سرح وهو واقف أمامه!!!]
وبصراحة، أنا لا أستريـح لهذه الرواية الغريـبة؛ فهي رواية لم تُذكَر بإسناد قوي بل سندها هش جداً ولا يـمكن أن نـجزم بأن النبي فعل ذلك حقاً.
عندما نرجع إلى سند الرواية ، فإنها كالتالي:
[حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْـمُفَضَّلِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ ، قَالَ زَعَمَ السُّدِّيُّ ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ سَعْدٍ ، قَالَ : لَـمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ أَمَّنَ رَسُولُ اللَّهِ النَّاسَ إِلَّا أَرْبَعَةَ نَفَرٍ وَامْرَأَتَيْنِ وَسَمَّاهُمْ ، وَابْنُ أَبِي سَرْحٍ فَذَكَرَ الْـحَدِيثَ قَالَ : وَأَمَّا ابْنُ أَبِي سَرْحٍ فَإِنَّهُ اخْتَبَأَ عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَلَمَّا دَعَا رَسُولُ اللَّهِ النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ جَاءَ بِهِ حَتَّى أَوْقَفَهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ بَايِعْ عَبْدَ اللَّهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثَلَاثًا كُلُّ ذَلِكَ يَأْبَى فَبَايَعَهُ بَعْدَ ثَلَاثٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ : «أَمَا كَانَ فِيكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ يَقُومُ إِلَى هَذَا حَيْثُ رَآنِي كَفَفْتُ يَدِي عَنْ بَـيْعَتِهِ فَيَقْتُلُهُ ؟»، فَقَالُوا : «مَا نَدْرِي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا فِي نَفْسِكَ أَلَا أَوْمَأْتَ إِلَيْنَا بِعَيْنِكَ»، قَالَ : «إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ تَكُونَ لَهُ خَائِنَةُ الْأَعْيُنِ».]
★ هذه الرواية ☝️ رواها السُدِّي الكبير، وهو رجل مُـختَلف فيه؛ فقد ضعَّفه أكثر أهل العلم. وقد تـتبعتُ آراء العلماء حوله فوجدتُ حوالي ١٣ عالـماً انتقدوه، ولم يقبله سوى ٩ علماء فقط. وسأذكرهم بعد قليل.
★ وأما الراوي/ أسباط بن نصر ، فإن له الكثير من الأخطاء بـحسب علماء الـجرح والتعديل.
★ وأما الراوي/ أحمد بن الـمفضَّل، فإن حفظه فيه بعض السوء.
وإليك آراء العلماء في السُدي الكبير:
- قال أبو جعفر العقيلي عنه:
[ضعيف وكان يتناول الشيخين]
- وقال أبو حاتم الرازي عنه:
[يكتب حديثه ولا يـُحتج به]
- وقال أبو زرعة الرازي عنه: لين
- وقال إبراهيم بن يعقوب الـجـوزجاني عنه: [كذاب شتام]
- وقال ابن حـجر العسقلاني عنه:
[له أوهام، ورُمي بالتشيع]
- وقال الـحسين بن واقد الـمروزي عنه:
[يشتم أبا بكر وعمر]
- وقال زكريا بن يـحيى الساجي عنه:
[صدوق فيه نظر]
- وقال عامر بن شراحيل الشعبي عنه:
[أعطي حظاً من الـجهل بالقرآن]
- وقال عنه عبد الرحمن بن مهدي أنه ضعيف
- وقال ليث بن أبي سليم عنه:
[كان بالكوفة كذابان فمات أحدهما السدي والكلبي]
- وقال محمد بن جرير الطبري عنه:
[لا يـُحتج بـحديثه]
- وقال معتمر بن سليمان الرقي عنه:
[إن بالكوفة كذابين: الكلبي والسدي]
- وقال يـحيى بن معين :
[ في حديثه ضعف...، متقارب في الضعف مع إبراهيم بن الـمهاجر.....]
ولهذا أنا شـخصياً لا أستريـح في هذا الشيعي الرافضي الـملقَب بالسُدي الكبير.
★ وأما الراوي/ أسباط، فقد ضعَّفه غالبية علماء الـجرح والتعديل؛ فمثلاً:
- قال أبو زرعة الرازي عنه:
[لا بأس به في نفسه، أما حديثه فيُعرف ويُنكر]
- وقال أبو نعيم الأصبهاني عنه:
[كان يقلب الـحديث]
- وقال أبو نعيم الفضل بن دكين عنه:
[ أحاديثه عامته سقط مقلوب الأسانيد]
- وقال أحمد بن حنبل عنه:
[ما أدري، كأنه ضعفه]
- وقال أحمد بن شعيب النسائي عنه:
[ليس بالقوي]
- وقال ابن حـجر العسقلاني :
[صدوق كثير الـخطأ يغرب]
- وقال زكريا بن يحيى الساجي عنه:
[روي أحاديث لا يتابع عليها عن سماك بن حرب]
فمعظم العلماء قالوا عنه أنه كثير الـخطأ.
★ وأما الراوي/ أحمد بن الـمفضل، فقد قال عنه أبو الفتح الأزدي أنه منكر الـحـديث. وقال عنه ابن حـجر العسقلاني أنه صدوق شيعي لكن في حفظه شيء؛ أي أن له أخطاء في روايته للـحـديث، وحديثه يُكتَب للاعتبار وليس للاحتجاج. مع العلم أن هذا الراوي كان من رؤساء الشيعة في زمانه.
إذن الرواة الثلاثة الذين نقلوا الرواية هم رواة مُـختلَف فيهم، وقد ضعَّفهم كثير من أهل العلم، وثبت أن لديهم أخطاء في نقل الـحـديث، وبالتالي هذه الرواية ليست صـحيحة مطلقاً وهي ليست بـحـجة علينا.
ثم إنني لاحظت تناقضاً بين هذه الرواية والرواية السابقة التي ذكرناها في أول الـمنشور؛ فالرواية التي ذكرناها في أول الـمنشور تقول أن عبد الله بن أبي سرح رجع إلى الإسلام قبل فتح مكة عندما نزل النبي بـ(مَر)!
أما هذه الرواية فتقول أن عبد الله بن أبي سرح بايع النبي بعد فتح مكة بأيام!
ثم إن كتب التـاريـخ الإسلامية تـخبرنا أن عبد الله بن أبي سرح أسلم وحسن إسلامه وثبت على الإيـمان بفضل الله تعالى.
___________
الشبهة الثانـية:
هناك رواية يرددها أعداء الإسلام بأن هناك نصرانياً أسلم في زمن النبي محمد وكان هذا الرجـل يكتب القرآن وراء النبي محمد، ثم ارتد هذا النصراني وقال أنه كان يُـحرف القرآن أثناء كتـابته وراء النبي محمد!
وأنا أرد عليهم وأقول:
أولاً: ما زعمه هذا النصراني الـمرتد ليس حـجة علينا كمسلمين؛ فهذا الـمرتد هو مَن اخترع هذه الكـذبة وأشاعها بين الناس في زمان النبي محمد؛ لكي يشوه سمعة النبي محمد، وبالتالي ليس من الـمعقول أن أصدق هذا النصراني بعد أن ارتد.
فما الذي يثبت أن هذا الـمرتد كان صادقاً في زعمه ضد النبي محمد والقرآن ؟!
ثم إن القرآن الذي بين يدينا لا علاقة له بـما كتبه هذا النصراني، فالقرآن الـحالي قد أخذه زيد بن ثابت من فم النبي في العرضة الأخيرة في أواخر عمر النبي محمد، أما هذا النصراني الـمرتد فكان قد مات قبل ذلك بزمن طويل ولم يأخذ منه زيد بن ثابت شيئاً.
ثم إن الصـحابي زيد بن ثابت جمع القرآن من مـخطوطات الصـحابة أنفسهم وليس مـما كتبه هذا النصراني، ولم يُذكَر أن زيد اعتمد على ما كَتبه هذا النصراني أصلاً.
ثم إن الرواية تـخبرنا أن الله عاقب هذا النصراني فأماته وجعل الأرض تلفظه بسبب افتراءه على النبي وإدعاءه الكـاذب بأنه كان يـحرف القرآن.
تقول الرواية:
[عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ نَصْرَانِيًّا فَأَسْلَمَ وَقَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ ، فَكَانَ يَكْتُبُ لِلنَّبِيِّ، فَعَادَ نَصْرَانِيًّا فَكَانَ يَقُولُ: «مَا يَدْرِى مُحَمَّدٌ إِلاَّ مَا كَتَبْتُ لَهُ» ، فَأَمَاتَهُ اللَّهُ فَدَفَنُوهُ ، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ فَقَالُوا : «هَذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْـحَابِهِ لَـمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ نَبَشُوا عَنْ صَاحِبِنَا فَأَلْقُوهُ» ، فَـحَفَرُوا لَهُ فَأَعْمَقُوا فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ ، فَقَالُوا : «هَذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْـحَابِهِ نَبَشُوا عَنْ صَاحِبِنَا لَـمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ فَأَلْقَوْهُ» ، فَـحَفَرُوا لَهُ وَأَعْمَقُوا لَهُ فِى الأَرْضِ مَا اسْتَطَاعُوا، فَأَصْبَحَ قَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ، فَعَلِمُوا أَنَّهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ فَأَلْقَوْهُ.]
فالرواية تـخبرنا أصلاً أن الله عاقب هذا النصراني الـمرتد على زعمه تـحريف القرآن ، ولذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيـمية في كـتابه (الصارم الـمسلول ١/ ١٢٢) ما يلي:
[فهذا الـملعون الذي افترى على النبي أنه ما كان يدري إلا ما كتب له فقد قصمه الله وفضحه بأن أخرجه من القبر بعد أن دُفن مراراً ، وهذا أمر خارج عن العادة يدل كل أحد على أن هذا كان عقوبة لـِما قاله وأنه كان كاذباً إذ كان عامَّة الـموتى لا يصيبهم مثل هذا ، وأن هذا الـجرم أعظم من مـجرد الارتداد ؛ إذ كان عامة الـمرتدين يـموتون ولا يصيبهم مثل هذا ، وأن الله منتقم لرسوله مـمن طعن عليه وسبَّه.]
فالرواية تثبت حفظ القرآن الكريم وبراءة النبي محمد، ولكن أعداء الإسلام الكـذابين بتروا أجزاء الرواية من سياقها.
ثانياً:
في الـكـتاب الـمقدس الذي يؤمن به اليـهود والـمسيحيون ، فإن نبيهم سليمان كتب عدة أسفار مثل: الـجامعة والأمثال والنشيد والـحكمة وبعض الـمزامير...
وبالرغم من ذلك ، فإن سليمان ارتد بعد كل هذا بـحسب الكـتاب الـمقدس!
وكذلك نيقولاوس الشماس هو أحد الرسل السبعين عند الـمسيحيين، ولكنه ارتد في الـنهاية...، وقد شرحت ذلك في منشور سابق، وهذا رابطه 👇:
https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2023/03/blog-post_15.html
-----------------
إلى هنا ، أكون قد فندتُ الشُبهة بالكامل
لا تنسونا من صالـح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا