مضمون الشبـهات:
أحد الـملاحدة نشر شبـهات حول الـمسلمة ، وسوف نذكر هذه الشبـهات واحدة تلو الأخرى ثم سنرد عليها:
أولاً:
زعم الـملحد أن الإسلام احتقر الـمرأة لأنه جعلها تلبس السواد في حياتـها وتلبس الأبـيض بعد مـماتـها!!
الرد على هذه الشبـهة السخيفة:
بالنسبة للبس السواد، فإنه ليس خاصاً بالـمرأة فقط بل الرجل أيضاً قد يلبس السواد في حياته.
ويلبس الرجل والـمرأة الأكفان البيضاء حين تكفينـهم بعد مـماته.
بل إن النبي نفسه كان يـخرج لابساً مرطاً مرحلاً أسوداً ، وكان أيضاً يضع عمامة سوداء أحياناً.
ثم إنه مباح للمرأة أن تلبس الأبيض أيضاً في حياتـها، بل إننا نرى النساء في الـحـج يلبسن الأبـيض.
وأما كون أن الـمرأة أو الرجل يتم تكفينهم بالأبـيض، فهذا لا علاقة له باحتقارهم بل يتم تكفينـهم بالأبيض؛ لأن اللون الأبـيض يرمز إلى البشرى بالنعيم لهم.
--------------
ثانياً:
زعم الـملحد أن الـمرأة بذاتـها تنقض الوضوء، وأنا أرد عليه وأقول:
في الإسلام ، الـمرأة بذاتـها لا تنقض الوضوء ، وقد قال النبي أن الـمسلم بشكل عام لا ينـجــس أصلاً، ولم تكن السيدة عائشة تنقض وضوء النبي بل كان النبي يـجلس معها ويشرب من نفس الإناء التي تشرب منه بل ومن نفس الـمكان.
وأما كون حيض الـمرأة يـبطل وضوءها، فهذا ليس له علاقة باحتقار الـمرأة عن الرجل، بل إن الرجل كذلك إذا نزل منه بول أو مني أو مذي فقد بطل وضوءه أيضاً.
بل إن الرجـل إذا نزل منه مني فلا يـجوز له مس الـمصحف ولا يقرأ القرآن.
وإذا كان عند الرجل مرض يـجعل دماً يـخرج منه، فإن ذلك سيبطل وضوءه أيضاً. فالـجميع يتساوى في ذلك وليس هناك احتقار للمرأة عن الرجل.
-------------
ثالثاً:
يردد الـملاحدة شبـهة أن الـمرأة عورة ، وأنا أرد وأقول:
(عورة الإنسان) في اللغة العربـية هو ما يـجب ستره، فـالإسلام يـحرص على ستر جسد الـمرأة حتى يـحافظ على عفتـها. أما الـمسيحيون والـملاحدة فيـحـاولون جاهدين تعرية الـمرأة من ثيابـها.
وعلى فكرة، الرجل أيضاً له عورة ويـَحرم في الإسلام أن يُظهِر الرجل عورته لأي شـخص عدا زوجته....، لذلك يقول الله تعالى:
﴿یَـٰۤأَیُّـهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لِیَسۡتَـٔۡذِنكُمُ ٱلَّذِینَ مَلَكَتۡ أَیۡـمَـانُكُمۡ وَٱلَّذِینَ لَمۡ یَبۡلُغُوا۟ ٱلۡـحُلُمَ مِنكُمۡ ثَلَاثَ مَرَّ اتࣲۚ مِّن قَبۡلِ صَلَوٰةِ ٱلۡفَجۡرِ وَحِینَ تَضَعُونَ ثِیَابَكُم مِّنَ ٱلظَّهِیرَةِ وَمِنۢ بَعۡدِ صَلَوٰةِ ٱلۡعِشَاۤءِ ثَلَاثُ عَوۡرَ اتࣲ لَّكُمۡ﴾
فالرجل والـمرأة لديـهما عورة وينبغي سترها. وليس في هذا الأمر أي احتقار للمرأة عن الرجل.
-------------
رابعاً:
يردد الـملاحدة عبارة (الـمرأة في الإسلام ناقصة عقل). وأنا أرد عليهم وأقول:
عبارة (الـمرأة ناقصة عقل) معناها أن الـمرأة تستجيب لعواطفها أكثر من عقلها وليس أنـها مـجنونة. فلو كان النبي يقصد أنـها مـجنونة لقال: (الـمرأة بلا عقل).
وعلى فكرة، حتى العلم الـحالي يقول أن الـمرأة أقل من الرجل عقلاً👇.
وبعد دراسات غربـية، تبيـن أن معظم الناس في الغرب ينظرون إلى أن الرجل أكثر ذكاءً وملائـمة للعمل عن الـمرأة👇:
ثم إن الإلـحاد ينص على أن الـمرأة كائن أدنى من الرجل تطورياً.
-------------
خامساً:
يردد الـملاحدة شبـهة أن الـمرأة أكثر أهل النار ، وأنا أرد عليهم وأقول:
بالنسبة لكون النساء أكثر أهل النار ، فذلك ليس لأنـهن إناث بل إن النبي أشار إلى السبب الـحقيقي قائلاً أن الكثير من النساء يُكثرن اللعن وكفر العشير، فسبب دخول النار ليس لكونـهن إناث بل بسبب هذه الذنوب، لذلك نصحهن النبي بفعل الـخيرات والتصدق حرصاً منه عليـهن.
------------
سادساً:
يزعم الـملاحدة أن القرآن لا يبيح إعطاء الـمال للـمرأة لأنـها سفيـهة. وأنا أرد عليهم وأقول:
هذا لم يُذكر في القرآن الكريم بل إن الإسلام ينص على أن للمرأة ذمة مالية مستقلة ولم يقل القرآن أنها سفيـهة بل كل ما أمرنا به القرآن هو ألا نعطى أموالنا للسفهلاء بشكل عام.
وكلمة (سفهاء) هي جمع تكسير يُطلق على أي رجل وامرأة إذا اتصفا بالسفه، وقد رد العالم اللغوي/ الزجَّاج على مَن زعموا أن السفهاء يُقصد بـها الـمرأة فقط.
------------
سابعاً:
وأما بالنسبة لشبـهات الـملاحدة حول الزواج من بنت صغيرة السن، فإنني أرد عليهم وأقول:
هذا لا مانع منه وليس تـحقيراً للمرأة طالـما أنـها تستطيع الزواج ووافقت على ذلك.
أما الإلـحاد والعلمانية فقد منعوا الفتيات من الزواج وقيدوهن بسن معين للزواج حسب مزاج العلمانـجية في كل بلد، ثم أباح العلمانـجية الدعارة للبنت وهي صغيرة؛ فمثلاً:
في اليابان العلمانية: تُباح الدعارة للبنت عند سن ١٢ سنة، لكن يُـمنع الزواج إلا عند وصولـها سن ١٨ سنة.
-----------
ثامناً:
يردد الـملاحدة شبـهة أن الـصلاة يقطعها الـمرأة والـحمار والكلب....، وأنا أرد عليهم وأقول:
هذا ليس تشبيه للمرأة بالكلب أو الـحـمار ، ولم يُذكَر في الـحديث أن الـمرأة حمار أو كلب، بل الـحديث ذكر فقط الأشياء التي تقطع صلاة الرجل. فمثلاً:
أنا عندما أقول لك: ((مـمنوع دخول الأطفال والـحيوانات لأنها تشوش على العمال)) ، فهذا لا يعني أنني أقول أن الأطفال حيوانات.
فالـمرأة التي ليست من مـحارمك عندما تـمر أمامك في الصلاة، فإنها قد تفتنك وتشغل بالك عن الصلاة بسبب جمالـها أو أنوثـتـها. أما الكلب فإنه قد يـخيفك ويشتتك في الصلاة بسبب شراسته. أما الـحمار فإنه قد يشوش على صلاتك بسبب صوته الـمزعـج.
فالـحديث لم يشبه الـمرأة بالـحمار أو الكلب بل فقط ذكر الأشياء التي تقطع صلاتك. بل حتى هناك حديث بأن الرجل الذي يصر على أن يقطع صلاتك هو شيطان.
وأما بالنسبة لـمن يستشهدون بـكلام السيدة عائشة عندما غضبت من هذا الـحديث، فإنني أرد وأقول: أن الصحابة قد وضـحوا الأمر للسيدة عائشة ليزيلوا عنها هذا الإشكال.
-----------
تاسعاً:
يردد الـملاحدة كون أن الـمرأة تقر في بيتـها، وأنا أرد عليهم وأقول:
هذا ليس أمراً مشيناً ؛ فالإسلام أيضاً نهى الرجل عن الـجلوس في الطرقات بغير فائدة وأمره بأن يقر في بيته عند الانتـهاء من عمله.
فقد روى مسلم في صـحيحه حديث:
[إياكم والـجلوس في الطرقات]
وورد في كتـب الـحديث أن النبي قال لأحد الصـحابة: [ليسعك بيتك]
فالإسلام يأمر الـمجتمع بالنظام ، أما الإلـحاد والـمسيحية فيجعلان من الـمرأة عاهرة تلف على السكك في كل مكان وتقابل الرجـال.
------------
عاشراً:
بالنسبة لشبـهة أن شـهادة الـمرأة نصف شهادة الرجل، فإنني أرد عليهم وأقول:
أولاً: حتى لو افترضنا أن شهادة الـمرأة ربع شهادة الرجل ، فهذا ليس احتقار للمرأة أو تنقيص لـحقوقها؛ فالـمرأة الشاهدة لن تستفيد شيئاً مادياً إذا شـهدت أصلاً. والشهادة لا تعتبر من الـحقوق بل الشهادة تكون حملاً على الشـخص وقد يوقعه في الـمتاعب. بل إن الإسلام أعان الـمرأة في موضوع الشهادة فقد قال الله تعالى:
﴿فَإِن لَّمۡ یَكُونَا رَجُلَیۡنِ فَرَجُلࣱ وَٱمۡرَأَتَانِ مِـمَّن تَرۡضَوۡنَ مِنَ ٱلشُّهَدَاۤءِ أَن تَضِلَّ إِحۡدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحۡدَاهُمَا ٱلۡأُخۡرَىٰ﴾
فهنا☝️، نلاحظ أن القرآن الكريم قد عيَّن شاهدة أخرى لكي تساند الشاهدة الأولى وتكون معينة لـها وتُذكِّرها. وهذا من حرص الإسلام على إعانة الـمرأة وتقويـمها وإرشادها.
ثم إن شـهادة الـمرأة ليست دائـماً نصف شـهادة الرجل بل أحياناً تساويـها وأحياناً تتـخطاها، فمثلاً:
في شـهادة شرف الزوجة ، تتساوى شـهادة الـمرأة مع الرجل.
وفي شـهادة الرضاع والولادة والبكارة وغيرها، تتفوق شـهادة الـمرأة على الرجل.
--------------
الشبـهة الـحادية عشر:
يردد الـملاحدة شبهات حول ميراث الـمراة وأنه نصف الرجل...، وأنا أرد على هذا الإدعاء وأقول:
الأنثى لا ترث نصف الذكر في كل الأحوال كمـا يـحاول أعداء الإسلام أن يوهموك، بل كل حالة ميراث لـها ظروفها وطريقة تقسميـها.
وفي حالات عديدة ترث الأنثى مثل الذكر أو أكثر؛ فمثلاً:
الأنثى ترث نفس مقدار الذكر عندما يـموت الشخص ويترك ابناً ووالداً ووالدةً؛ حيث تأخذ الوالدة نفس نصيب الوالد.
وفي حالات الكلالة : الأخ والأخت لأم يرثان بالتساوي؛ لقول الله تعالى:
﴿وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ﴾
وإذا ماتت امرأة وتركت زوجاً وابنتين؛ فإن الزوج سيأخذ الربع، في حين أن كل بنت ستأخذ ثلث التركة؛ أي أن كل بنت ستأخذ أكثر من الرجل.
وإذا ماتت امرأة وتركت زوجاً وبنت، فإن الزوج سيأخذ الربع، والبنت ستأخذ النصف وسيُرد الربع الباقي للبنت أيضاً فسيصير مع البنت ¾ التركة (ثلاثة أرباع التركة).
------------------
الشبهة الثانية عشر:
بالنسبة لشبـهات الـملاحـدة حول مشاركة الـمرأة مع ثلاث نساء في الزواج من رجل واحد، فإنني أرد عليهم وأقول:
هذا ليس في كل الأحوال ، بل يكون في حالة إذا كان الرجل معه مال وفير ويعدل بين زوجاته. أما إذا لم تتوفر هذه الشروط فعليه الاكتفاء بواحدة...؛ لأن الله قال:
﴿فَوَ احِدَةً أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَیۡـمَـانُكُمۡۚ ذَ لِكَ أَدۡنَىٰۤ أَلَّا تَعُولُوا۟﴾
ثم بنفس منطق أعداء الإسلام، فإن مشاركة الابن مع إخوة له يعتبر ظلماً له لأنه سيغار من إخوانه أيضاً.
ثم إن الإلـحاد أصلاً يبيح تعدد العشيقات خارج إطار الزواج، فلماذا يستنكرون تعدد الزوجات؟!
وفي الكـتاب الـمقدس لا يوجد أي نص صريـح يـمنع تعدد الزوجات.
-----------
الشبـهة الثالثة عشر:
يردد الـملاحدة شبـهة سـخـيفة حول أن الـمرأة تدبر في صورة شيطان، وأنا أرد عليهم وأقول:
أولاً: هذا الـحديث قد ورد في كتب الـحديث عن طريق الراوي أبي الزبير عن جابر ولكن أبا الزبير مدلس وكان يدلس عن جابر، ولذلك لا تُقبل عنعنته عن جابر كمـا قال ابن القطان الفاسي. ولذا أنا أعتبر هذا الـحديث ضعيفاً حتى وإن ورد في صـحيح مسلم.
ثم حتى لو افترضنا أن هذا الـحديث صـحيح، فإنه ليس فيه احتقار للمرأة ، بل سياق الـحديث يتـحدث عن أن خروج الـمرأة من بيتها يـجعل الشيطان يزينـها في عيون الرجال حتى ينظروا بشهوة لها.
ثم إن كلمة (شيطان) قد أطلقها النبي على الرجال العصاة أيضاً؛ فمثلاً: قد شبَّه النبي الرجل الذي يقاطع صلاتك بأنه شيطان؛ لأنه يرتكب ذنباً.
فكذلك، الـمرأة عندما تتبرج وتـخرج فتلفت أنظار الناس للـحـرام، فإنها بذلك تُعتبر شيطان أو أداة بـيد الشيطان.
وكلمة شيطان قد أطلقها القرآن الكريم بشكل عام على البشر العاصين الذي يعادون الأنبياء:
﴿وَكَذَ ٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِیٍّ عَدُوࣰّا شَیَـاطِینَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡـجِنِّ یُوحِی بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضࣲ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورࣰا﴾
فكلمة (شيطان) ليس بها أي احتقار للمرأة عن الرجل.
-------------
إلى هنا، أكون قد فندت الشبـهات بالكامل
لا تنسونا من صالـح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا